حديث من يرد الله به خيرا يفقهه

أحاديث نبوية | عمدة القاري | حديث عمر بن الخطاب

«من يرِدِ اللَّهُ بهِ خيرًا يفقِّهْهُ»

عمدة القاري
عمر بن الخطاب
العيني
إسناده حسن

عمدة القاري - رقم الحديث أو الصفحة: 2/62 -

شرح حديث من يرد الله به خيرا يفقهه


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ.
وَسَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّما أنا خازِنٌ، فمَن أعْطَيْتُهُ عن طِيبِ نَفْسٍ، فيُبارَكُ له فِيهِ، ومَن أعْطَيْتُهُ عن مَسْأَلَةٍ وشَرَهٍ، كانَ كالَّذِي يَأْكُلُ ولا يَشْبَعُ.
الراوي : معاوية بن أبي سفيان | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1037 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه البخاري ( 71 )، ومسلم ( 1037 ).



اللهُ سُبْحانَه وتعالَى حَليمٌ، رَحيمٌ بعِبادِه، يُحِبُّ لهُم الخَيْرَ، ونَبيُّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم كان أَطْيَبَ النَّاسِ نفْسًا، وعلَّمَنا العَفافَ وسَخاءَ النَّفْسِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّ مَنْ أراد به اللهُ خيرًا عَظيمًا ونَفْعًا كَثيرًا، فَقَّهَه في الدِّينِ، فيَمنَحُه العِلمَ الشَّرعيَّ، وبَصَّرَه بأُمورِ دِينِه حتَّى يَكونَ فَقيهًا فيه، عارِفًا بالحقِّ، عامِلًا به، داعيًا إليه على بَصيرةٍ وهُدًى، وهذا هو الخيرُ الَّذي لا يُدَانِيهِ خيرٌ في هذا الوجودِ؛ في فَضلِهِ وشرَفِهِ، وعُلُوِّ دَرَجتِهِ؛ لأنَّه مِيراثُ الأنبياءِ الَّذي لم يُورِّثُوا غيْرَه.
وقدْ خُصَّتِ الخَيريَّةُ بالتَّفقُّهِ في الدِّينِ وليْس لمُجرَّدِ حمْلِ الفِقهِ وسَمْعِه؛ لقولِه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم -كما عندَ أبي داودَ وغيرِه-: «نضَّرَ اللهُ امرَأً سَمِعَ منَّا حديثًا، فحَفِظَه حتَّى يُبلِّغَه؛ فرُبَّ حاملِ فِقهٍ إلى مَن هو أفقَهُ منه، ورُبَّ حاملِ فِقهٍ ليس بفَقيهٍ»؛ فقدْ لا يكونُ الرَّاوي السَّامعُ عالِمًا ولا فَقيهًا، ولكنَّه يَحفَظُ السُّنَّةَ ويَنقُلُها إلى غيرِه ممَّن يَقدِرُ على الفَهْمِ والاستِنباطِ؛ فالفقيهُ في الدِّينِ هو الَّذي يُنَزِّلُ النُّصوصَ مَنازِلَها، ويَضَعُها في مَواضِعِها، فيَسْتبينُ له الأمرُ على جَليَّتِه، ويُبصِرُ الطَّريقَ، ومِثلُ هذا العِلمِ يَقودُ صاحِبَه إلى خَشيةِ اللهِ، والتِزامِ طاعتِه، وتَجنُّبِ مَعاصِيهِ.
والفِقهُ في الدِّينِ إنَّما يَكونُ بالتَّأمُّلِ في نُصوصِ الكِتابِ والسُّنَّةِ، ومَعرفةِ ما اشتَملَتْ عليه مِن كُنوزٍ، وما حَوَتْهُ مِن عَقائدَ وأحكامٍ وحِكَمٍ.
ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: «إنَّما أنا خازِنٌ»، أي: أمينٌ وحافِظٌ لِمَا أعْطاني اللهُ تعالَى، وإنَّ المُعْطِيَ في الحقيقةِ هو اللهُ تعالَى، ولسْتُ أنا المُعْطِيَ، وإنَّما أَقْسِمُ على حَسَبِ ما أَمَرني اللهُ به؛ فالأمورُ كُلُّها بمَشيئتِهِ سُبحانه وتَقديرِهِ، والإنسانُ مُصَرَّفٌ مَرْبوبٌ.
«فمَنْ أعْطَيْتُه» دُونَ مَسألةٍ منه، وإنَّما «عن طِيبِ نَفْسٍ» منِّي، «فيُبَارَكُ له فيه»، أي: يَكْثُرُ خَيْرُ هذا المالِ المأخوذِ، ويَزِيدُ نَماؤُهُ، «ومَنْ أعْطَيتُهُ عن مَسألةٍ وَشَرَهٍ»، أي: أمَّا مَنْ طَلَبَ بلِسانِهِ العَطاءَ، وهو راغبٌ فيه، وحَريصٌ عليه، «كان كالَّذي يَأْكُلُ، ولا يَشْبَعُ»، أي: إنَّه كُلَّما نَالَ منه شيئًا ازدادتْ رَغبتُه، وطَمِعَ واستَقلَّ ما في يَدِهِ، وتَطلَّعَ إلى أَكْثَرَ منه، ونَتيجةُ ذلك أنَّ اللهَ سُبحانه لنْ يُبارِكَ له فيما أخَذَه بسُؤالِه مع كَراهةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لهذا الإلحاحِ، وهذا تَوضيحٌ لسُوءِ نَتِيجَةِ المسألةِ دونَ وجْهِ حقٍّ.
وفي الحديثِ: فَضلُ العِلمِ والتَّفقُّهِ في الدِّينِ.
وفيه: الحثُّ على العَفافِ وسَخاوةِ النَّفسِ، والنَّهيُ عن السُّؤالِ لغيرِ ضَرورةٍ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
عمدة القاريقال ابن مسعود ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان
نخب الافكارعن سعيد بن يسار أنه قال كنت أسير مع عبد الله بن عمر
نخب الافكارأنه صلى الله عليه وسلم سئل عن الحياض التي بالبادية تصيب منها لسباع
إتحاف الخيرة المهرةيا رسول الله لقد شبت قال شيبتني هود وأخواتها
صحيح البخاريأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا نعس أحدكم وهو يصلي
مجموع فتاوى ابن بازإن الرقى والتمائم والتولة شرك
مجموع فتاوى ابن بازإن الرقى والتمائم والتولة شرك
تخريج المحلىكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وعليه باب مغلق فجئت فاستفتحته
إتحاف الخيرة المهرةقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنس إني
شرح ابن ماجه لمغلطايمن أدرك ركعة من صلاة من الصلوات فقد أدرك إلا أنه يقضي ما
فتاوى نور على الدرب لابن بازمن اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد
تخريج المحلىأنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى النساء في إحرامهن عن


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب