حديث هم إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه

أحاديث نبوية | شرح فتح القدير | حديث أبو ذر الغفاري

«هُم إخوانُكم خَوَلُكم، جَعَلَهم اللهُ تحت أيْديكم، فمَن كان أخُوه تحت يَدِه فلْيُطعِمْه ممَّا يَأكُلُ، ويُلبِسْه ممَّا يَلبَسُ، ولا تُكلِّفوهم ما يَغلِبُهم، فإنْ كَلَّفتُموهم فأعينُوهم، ومَن لم يُلائِمْكم منهم فبِيعوهم، ولا تُعذِّبوا خَلْقَ اللهِ.»

شرح فتح القدير
أبو ذر الغفاري
الكمال بن الهمام
سنده صحيح

شرح فتح القدير - رقم الحديث أو الصفحة: 4/386 - أخرجه البخاري (30)، ومسلم (1661) باختلاف يسير مطولاً

شرح حديث هم إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

لم يُفرِّقِ الإسلامُ بَيْنَ الْمُسلِمِينَ جميعِهم بِاللَّونِ أَوِ الِجْنِس أَوِ الطَّبَقَةِ؛ بل أمَرَ الْمُسلِمِينَ بمُعاملَة بعضِهِم بعضًا معاملةً حسَنَةً، كما أمَرَهُم بحُسْنِ الخلُقِ، وبذْلِ الإحْسانِ للنَّاسِ وخاصةً أهلَ الصَّنائِعِ الَّذينَ يخْدُمونَ النَّاسَ، وفي هذهِ الرِّواية - التي جمعَتْ بينِ روايَتَي البُخاريِّ وأبي دَاوُدَ- أنَّ أبا ذرٍّ الغِفَاريَّ رضي اللهُ عنه، كان قد شَتَمَ رجلًا وعيَّره بأُمِّه، فلمَّا سَمِعَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «أَعَيَّرتَه بِأمِّه؟ إِنَّك امْرُؤٌ فيكَ جاهليَّةٌ»، ثم قال النبيُّ: «هُمْ إخوانُكم خوَلُكم، جعلَهمُ اللهُ تَحتَ أيدِيكم»، أي: هم الَّذين يُخوَّلُون أمورَكم بمعنى يُصلِحونها مِنَ العَبيدِ والخَدَمِ وهُم إخوانُكم في الدِّينِ، جعلَهمُ اللهُ سبحانه وتعالى تحتَ سُلطانِكم، «فمَنْ كان أَخوه تَحتَ يدِه" أي: يَخْدُمُه "فَلْيُطعمْه مِمَّا يأكلُ، ويُلبِسْه ممَّا يَلبَسُ" أي: فَعَلى السَّيِّدِ أنْ يتكَلَّفَ بإطعامِ خادمِه ومملوكِه وَكِسْوتِه "ولا تُكلِّفوهم ما يَغلبُهم، فإنْ كلَّفتُموهم فَأَعينُوهم» يعني: لا تَطلبُوا منهم مِنَ العملِ ما لا يَستطيعونَ فِعلَه، فإنْ أَمَرتُموهم بِشيءٍ مِن ذلك فعليكم إعانتُهم، "ومَن لم يُلائِمْكم"، أي: ومَن لم يكُن مُساعِدًا ومُوافِقًا لكُم "مِنهم"، أي: من المَمالِيكِ، "فَبِيعوهُم، ولا تُعذِّبوا خلْقَ اللهِ"، فأمَرَ ببيْعِهِ مَخافَةَ ضَربِه وإيذائِه لعدم فائِدتِه، وفي هذا إشارةٌ إلى العَفوِ عنه وعدمِ ضَربِه لحَضِّه على الخِدمَةِ، وقوله: "ولا تُعذِّبوا خلْقَ اللهِ"؛ فأنتُم وهم سَواءٌ في كونِكم خَلقَ اللهِ تعالى، ولا يَدخُل في هذا ضرْبُ الدوابِّ التي لا تَعقِلُ ضربًا غيرَ مبرِّحٍ للتأدِيبِ؛ لأنَّها لا تَتأدَّبُ بالكلامِ كالإنسان.
وفي الحَديثِ: تَقبيحُ أمورِ الجاهليَّةِ وأخلاقِها، وأنَّها زائلةٌ بالإسلامِ، وأنَّ على كلِّ مِسلمٍ هِجرانَها واجتنابَها، وألَّا يَكونَ فيه شَيءٌ مِن أَخلاقِهِم.

وفيه: الحثُّ على الإحسانِ إلى الرَّقيقِ والخَدَمِ ومَن في مَعناهم كالأَجيرِ وغيرِه، والرِّفقِ بهم.

وفيه: عدَمُ الترفُّعِ على المُسلمِ، والنهيُ عن احتقارِه[ 1 ].

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند أحمد تحقيق شاكردخلت على عبد الله بن عمرو وهو في حائط له بالطائف يقال له
صحيح الجامعأعرضوا عن الناس ألم تر أنك إن ابتغيت الريبة في الناس أفسدتهم
مختصر الشمائلخدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي
معجم الشيوخأن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة ثم قال هذا
مجمع الزوائدمن مس ذكره أو أنثييه أو رفغيه فليتوضأ وضوءه للصلاة
تحفة المحتاجعق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين يوم السابع وسماهما
مسند أحمد تحقيق شاكرنهانا عن الدباء والحنتم والمزفت والنقير ونهانا عن القسي والميثرة الحمراء وعن الحرير
مجمع الزوائدأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن خاتم الذهب وخاتم الحديد
شرح ابن ماجه لمغلطايإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمسح على الموقين والخمار
شرح ابن ماجه لمغلطايأن رجلا مر على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول فسلم عليه
تحفة المحتاجأن معاذا كان يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عشاء الآخرة
السلسلة الصحيحةلا تصلح سفقتان في سفقة ولفظ ابن حبان لا يحل صفقتان في صفقة


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, June 2, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب