حديث لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم سدرة المنتهى قال انتهى

أحاديث نبوية | عارضة الأحوذي | حديث عبدالله بن مسعود

«لما بلغ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ سدرةَ المنتهى قال انتهى إليها ما يعرجُ من الأرضِ وما ينزلُ من فوقِ قال فأعطاه اللهُ عندَها ثلاثًا لم يُعطِهنَّ نبيًّا كان قبلَه فُرِضت عليه الصلاةُ خمسًا وأُعطِيَ خواتيمَ سورةِ البقرةِ وغُفِر لأمَّتِه المقحماتِ ما لم يشركوا باللهِ شيئًا قال ابنُ مسعودٍ { إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى } قال السدرةُ في السماءِ السادسةِ قال سفيانُ فراشٌ من ذهبٍ وأشار سفيانُ بيدِه فأرعَدَها وقال غيرُ مالكِ بنِ مغولٍ إليها ينتهي علمُ الخلقِ لا عِلمَ لهم بما فوقَ ذلك»

عارضة الأحوذي
عبدالله بن مسعود
ابن العربي
صحيح

عارضة الأحوذي - رقم الحديث أو الصفحة: 6/345 -

شرح حديث لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم سدرة المنتهى قال


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

هذا الحَديثُ فيه بَيانٌ لِفضْلِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وما وصَلَ إليه مِن مَنْزِلةٍ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ، وبَيانُ مَزِيَّتِه وعُلوِّ مَكانتِه عِندَ اللهِ سُبحانه، وفيه كذلك بَيانُ فَضْلِ الصَّلواتِ الخمْسِ وأهمِّيَّتِها، حيث فُرِضَتْ في السَّمواتِ العُلا.
وفيه يَقولُ عبدُ الله بنُ مَسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه: "لَمَّا بلَغَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سِدرةَ المُنْتهى"، أي: لَمَّا كان في لَيلةِ الإسراءِ والمِعراجِ مع جِبريلَ عليه السَّلامُ، ومرَّ بالسَّمواتِ السَّبعِ، ثم كانتْ نِهايةُ ما وصَلَ إليه النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عندَ سِدْرةِ المُنْتَهى، وهي شَجرَةٌ عَظيمةٌ، "قال: انْتَهى إليها ما يَعرُجُ مِن الأرضِ وما يَنْزِلُ مِن فوقَ"، أي: عندَها يَنْتهي عِلمُ الخلائِق، وما بَعدَها لا يَعلَمُه إلَّا اللهُ سُبحانَه، "فأعطاهُ اللهُ عِندَها ثلاثًا لم يُعطِهنَّ نَبِيًّا كان قبْلَه"، أي: خصَّه اللهُ عزَّ وجلَّ بثَلاثِ خِصالٍ وأعْطاها له في هذا الموقفِ؛ "فرُضِتَ عليه الصلاةُ خمْسًا"، أي: عندَ بُلوغِه سِدْرةَ المُنْتَهى، فُرِضَتْ عليه الصَّلواتُ الخمسُ، وكانت خَمسينَ، وخفَّفَها اللهُ تعالى إلى خَمسٍ في العَمَلِ، وجعَلَها خمْسينَ في الأجْرِ، "وأُعطِيَ خواتيمَ سُورةِ البقَرةِ"، أي: أواخِرَ آياتِها، وهذا بَيانٌ لِفضْلِها، "وغفَرَ لِأُمَّتِه المُقحِماتِ ما لم يُشرِكوا باللهِ شيئًا"، أي: إنَّ الذي يَموتُ مُوحِّدًا للهِ عزَّ وجلَّ، وعليه مِن كَبائرِ الذُّنوبِ؛ فإنَّه يُحاسَبُ عليها، ولكنَّه لا يُخَلَّدُ بها في النارِ، وسُمِّيَتِ المُقْحِماتِ؛ لأنَّها تُقْحِمُ صاحِبَها في النَّارِ.
قال ابنُ مَسعودٍ في قولِه تعالى: "{ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى } [ النجم: 16 ]، قال: السِّدرةُ في السَّماءِ السادسةِ"، أي: إنَّ مَوضعَ ومكانَ سِدرةِ المُنْتهى في السماءِ السادسةِ، "قال سُفيانُ"، أي: في بَيانِ { مَا يَغْشَى } -وهو مِن رُواةِ الحديثِ-: "فَراشٌ مِن ذَهَبٍ"، أي: أحاط بالسِّدْرَةِ وغطَّاها فَراشاتٌ مِن الذَّهَب، أو أنَّ الفَراشَ مِن كَثْرتِه قد حالَ بيْنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وبيْن الشَّجرَةِ "-وأشار سُفيانُ: بيَدِه فأرْعَدَها-"، أي: حرَّكَها، ولعلَّه حَكى تحرُّكَ الفَراشِ واضْطرابَها.
"وقال غيرُ مالكِ بنِ مِغْوَلٍ"، وهو مِن رُواةِ هذا الحَديثِ، والمرادُ أنَّ بعضَ الرُّواةِ قالوا في رِوايتِهم مُخبِرينَ عن سِدرةِ المُنْتهى: "إليها يَنْتَهي عِلْمُ الخلْقِ، لا عِلْمَ لهم بما فوقَ ذلك".
وقدْ ثبَتَ عنِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّه لَمَّا انتَهى إلى سِدْرَة المنتَهَى كانتْ بَعدَ السَّماءِ السَّابِعَة، التي فيها إبراهيمُ عليه السَّلامُ، وليستِ السَّادسةَ كما ذُكِرَ في هذا الحَديثِ.
وثبَتَ عن النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أيضًا: أنَّ خَواتيمَ البقرَةِ قد نَزَلتْ والنَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الأرضِ؛ ففي صَحيح مسلمٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ رضِي اللهُ عنهما: "بينَما جبريلُ قاعِدٌ عندَ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، سمِعَ نَقيضًا مِن فوقِه، فرفَعَ رأْسَه، فقال: هذا بابٌ مِن السَّماءِ فُتِحَ اليومَ لم يُفْتَحْ قطُّ إلَّا اليومَ، فنَزَلَ منه مَلَكٌ، فقال: هذا مَلَكٌ نزَلَ إلى الأرْضِ لم يَنزِلْ قطُّ إلَّا اليومَ، فسَلَّمَ، وقال: يا مُحَمَّدُ، أَبشِرْ بنُورَينِ أُوتِيتَهما لم يُؤْتَهما نَبِيٌّ؛ فاتحةِ الكِتابِ، وخَواتيمِ سُورةِ البَقرةِ، لنْ تَقرَأَ حرْفًا مِنها إلَّا أُوتِيتَه"؛ فيكونُ الأصلُ في ذلك: أنَّ اللهَ أوْحى بخَواتيمِ سُورةِ البَقرةِ إليه في لَيلةِ الإسراءِ أصْلًا، ثمَّ نزَلَ إليه الملَكُ بها في مرَّةً أُخرى( ).

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
شرح مشكل الآثارأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسواد ضعفاء بني هاشم على حمرات
شرح مشكل الآثاررأيت الناس يضربون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم إذا ابتاعوا الطعام
عارضة الأحوذيعن ابن عمر قال كنا نغسل الميت فمنا من يغتسل ومنا من لا
فتح القديرإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان واسط النسب في قريش ليس
عارضة الأحوذيلا شيء في الهام والعين حق
عارضة الأحوذيدخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة
عارضة الأحوذيأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا جد به السير في السفر
تفسير الطبريإن الناس يحشرون يوم القيامة فيجيء مع كل نبي أمته ثم
تفسير الطبرينزلت يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم حتى إلى
تفسير الطبريسيليكم بعدي ولاة فيليكم البر ببره والفاجر بفجوره فاسمعوا لهم
تفسير الطبريإذا كان يوم القيامة لم يظلم الله أحدا من خلقه شيئا
تفسير الطبريأن وشيقة ظبي أهديت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, December 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب