رأيته يقضي حاجته محجر عليه باللبن

كان الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم يَتَّبِعونَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في شأنِه كلِّه، ويُورِّثونَ مَن بعدَهم تلك التَّعاليمَ التي أخَذوها عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي هذا الحديثِ يَقولُ عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ رضِيَ اللهُ عنهما: "رأيْتُه"، أي: رأيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ "يَقضي حاجَتَه" مِن البَولِ أو الغائِطِ "مُحجَّرٌ عليه باللَّبِنِ"، أي: مُحاطٌ حولَه بالطوبِ المصنوعِ مِن الطِّينِ، لِيستُرَه مِن الأعْيُنِ، وقد وَرَدَ في روايةِ البخاريِّ سببُ رؤيةِ ابنِ عُمَرَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "ارتقيْتُ فوقَ بيتِ حَفصَةَ؛ فرأيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقضي حاجَتَه مُستدبِرَ القِبلةِ، مُستقبِلَ الشَّأمِ"، فنَظَرَ منه ظاهِرَ جَسَدِه لا على ما لا يجوزُ النَّظرُ إليه كالعَورةِ ونحوِها، فلمْ يَرَ إلَّا أعاليَه، وما يَبرُزُ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ .