شرح حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي في المدينة حيث
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
وهذا جُزءٌ مِن حَديثٍ، وفيه: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَمَّا هاجَرَ إلى المدينةِ نزَلَ على قَبيلةِ بني عمرِو بنِ عَوفٍ، فأقامَ عندهمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أربعَ عَشرةَ ليلةً ثُمَّ أرسلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى أخوالِه بني النَّجَّارِ فجاؤوه متقلَّدي السُّيوفَ، أي: واضعِينَ السُّيوفَ على مَناكبِهم؛ خوفًا مِنَ اليهودِ وإظهارًا لِنصرتِهم لِلنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فرَكِبَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ناقتَه وأبو بكرٍ رضِي اللهُ عنه رِدْفَه، أي: راكبٌ خلْفَه وبنو النَّجَّارِ مِن حولِه وتحرَّكَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى وضَعَ رحْلَه بِفِناءِ دارِ أبي أيوُّبَ الأنصاريِّ رضِي اللهُ عنه، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحبُّ أنْ يَصلِّيَ حيثُ أدركتْه الصَّلاةُ، وكان يُصلِّي في مرابضِ الغَنمِ، وهي حَظائرُها الَّتي تَنامُ فيها وتُؤْوي إليها، فأرادَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَبنيَ مَسجِدًا مَوضِعَ بُستانٍ لِبعضِ بني النَّجَّارِ، فأرسلَ إليهم وقال لهم: ثَامِنوني حائِطَكم، أي: قُولوا لي ثَمنَه؛ كي أشتريَه منكم، فقالوا: واللهِ لا نَطلبُ ثَمنَه إلَّا إلى الله، أي: نبتغي ثوابَ ذلك العملِ مِنَ اللهِ سبحانه وتعالى ولا نُريدُ عليه مالًا، وكان في هذا المكان قبورٌ لِلمُشركينَ وخِرَبٌ ونخلٌ، فأمر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِنَبشِ قبورِ المشركينَ وتَسويةِ الخِرَبِ وقطْعِ النَّخلِ، ثُمَّ وضعوا النَّخلَ المقطوعَ تُجاهَ قِبلةِ المسجدِ، وجَعَلوا عُضادَتَيه الحجارةَ، أي: جَعَلوا مِن حولِه الحجارةَ، وكانوا يَرتِجزون، أي: يَتعاطَونْ الرَّجزَ؛ تَنشيطًا لِنفوسِهم لِيسهُلَ عليهمُ العملُ والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَرتجزُ معهم وهو عليه الصَّلاة والسَّلام يقولُ: اللَّهمَّ لا خَيرَ إلَّا خيرُ الآخِرَهْ، فاغفرْ لِلأنصارِ والمهاجِرَهْ.
والأنصارُ همُ الأوسُ والخزرجُ الَّذينَ نَصرُوه على أعدائِه، والمهاجِرةُ الَّذينَ هاجَروا مِن مكَّةَ إلى المدينةِ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم