توبوا إلى الله تعالى فإني أتوب إليه كل يوم مائة مرة

التَّوبةُ مِن الذُّنوبِ مِن صِفاتِ المُؤمِنينَ، وقد علَّمنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو الصادِقُ المصدوقُ أنَّه يَتوبُ إلى اللهِ تَعالى ويَستغفِرُه في اليومِ كثيرًا، مع أنَّه المعصومُ مِن ربِّ العالَمِينَ؛ وذلك تَشريعٌ وتعليمٌ لأُمَّتِه وطَلَبٌ لفضلِ اللهِ تعالى وكَرَمِه، كما في هذا الحَديثِ حيثُ قال: "تُوبوا إلى اللهِ تَعالى"، أي: توجَّهوا إلى اللهِ، وارْجِعوا عن المعاصي والذُّنوبِ، واستِغفِروا منها؛ "فإنِّي أتوبُ إليه كُلَّ يومٍ مِئَةَ مرَّةٍ" والمُرادُ مِن العدَدِ الإشارةُ إلى الكَثْرةِ، وليس المرادُ الحَصرَ فيه، وعندَ أبي داوُدَ: "إنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المجلِسِ الواحِدِ مِئَةَ مرَّةٍ: ربِّ اغْفِرْ لي، وتُبْ عليَّ، إنَّك أنتَ التَّوَّابُ الرَّحيمُ"، وهذا مِن الحثِّ على كَثرةِ الاستِغْفارِ، والتَّوبةِ للهِ عزَّ وجلَّ؛ فإذا كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدعو اللهَ بهَذِه الدَّعواتِ أكثرَ مِن مِئَةٍ في المجلِسِ الواحدِ، فما أَحْرى غيرَه مِن المسلِمينَ بذلك .