القائم بعدي في الجنة والذي يقوم بعده في الجنة والثالث والرابع

أصحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هم خَيرُ البشَرِ بعدَ الأنبياءِ، وأفضَلُهم الخُلفاءُ الأربعةُ على الترتيبِ ( أبو بَكرٍ، وعُمرُ، وعُثمانُ، وعَليٌّ ) الذين كانوا عَونًا للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في حياتِه، وأقاموا هذا الدِّينَ بعْدَ مَوتِه، وقد بشَّرَهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالجنَّةِ في أحاديثَ كثيرةٍ، منها هذا الحديثُ؛ حيثُ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "القائمُ مِن بَعْدي"، أي: بأُمورِ المسلمينَ بعْدَ مَوتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو الخليفةُ الأوَّلُ أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضِيَ اللهُ عنه، "في الجنَّةِ"، أي: جَزاؤُه يومَ القِيامةِ الجنَّةُ، "والذي يقومُ بَعْده في الجنَّةِ"، أي: الذي يقومُ بأُمورِ المسلمينَ مِن بَعدِه في الجنَّةِ أيضًا، وهو الخليفةُ الثَّاني عمَرُ بنُ الخطَّابِ رضِيَ اللهُ عنه، "والثَّالثُ"، أي: الخليفةُ الثَّالثُ: عُثمانُ بنُ عفَّانَ رضِيَ اللهُ عنه، "والرابعُ" وهو عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضِيَ اللهُ عنه الخليفةُ الرابعُ، "في الجنَّةِ"، وهذه بِشارةٌ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لهؤلاء الخُلفاءِ رضِيَ اللهُ عنهم جميعًا وعن جَميعِ أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، مع أنَّهم مِن العشَرةِ المُبشَّرينَ بالجنَّةِ، لكنَّ هذا تَنصيصٌ آخَرُ لِمَن ولِيَ خِلافةَ النُّبوَّةِ.
وفي الحديث: ردٌّ صريحٌ على الشِّيعةِ الضُّلَّالِ الذين يَفتُرونَ الكَذِبَ على خُلفاءِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ( ).