حديث إن هذا وأصحابه يخرجون فيكم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون

أحاديث نبوية | تخريج كتاب السنة | حديث جابر بن عبدالله

«إنَّ رسولَ اللَّهِ جعلَ يقبضُ للنَّاسِ يومَ حنينٍ من فضَّةٍ في ثوبِ بلالٍ فقالَ لهُ رجلٌ : اعدِل يا نبيَّ اللَّهِ فقالَ لهُ رسولُ اللَّهِ ويحَكَ فمَن يَعدلُ إن لَم أعدِلْ ؟ قد خِبتُ وخسَرتُ إن كنتُ لا أعدِلُ قالَ : إنَّ هذَا وأصحابَهُ يخرجونَ فيكُم ، يقرؤونَ القرآنَ لا يجاوزُ حناجرَهم يمرُقونَ منَ الدِّينِ مروقَ السَّهمِ منَ الرَّميَّةِ فقالَ عمرُ : يا رسولَ اللَّهِ ألا أضربُ عنقَهُ ، فإنَّهُ منافقٌ ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ : معاذَ اللَّهِ أن يتحدَّثَ النَّاسُ أنِّي أقتلُ أصحابي»

تخريج كتاب السنة
جابر بن عبدالله
الألباني
صحيح

تخريج كتاب السنة - رقم الحديث أو الصفحة: 943 - أخرجه البخاري (3138) بنحوه مختصراً، ومسلم (1063) باختلاف يسير.

شرح حديث إن رسول الله جعل يقبض للناس يوم حنين من فضة في ثوب


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

لقدْ أخبَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكثيرٍ مِن الأمورِ التي ستَحدُثُ بَعدَه؛ بيانًا للأُمَّةِ وإرشادًا لها، ومِن ذلك إخبارُه أنَّه سيَخرُجُ بعدَه خوارجُ يُقاتِلون أهلَ الإسلامِ، وذِكْرُ صِفاتِهم وعلاماتِهم، وقد وقَعَ بعضُ ذلك في عَهدِ الخَليفةِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضِيَ اللهُ عنه، ثمَّ يَستمِرُّ الحالُ إلى آخرِ الزَّمانِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رضِيَ اللهُ عنهما: "أنَّ رَسولَ اللهِ جعَلَ يَقبِضُ للنَّاسِ"، أي: يُعْطِيهم بقَبضةِ يَدِه ومِلْءِ كَفِّه، "يومَ حُنَينٍ مِن فِضَّةٍ في ثَوبِ بلالٍ"، أي: يُعْطِي النَّاسَ مِن غنائمِ غَزوةِ حُنينٍ، وحُنينٌ: وادٍ بين مكَّةَ والطَّائفِ، وقَعَت فيه الغزوةُ المشهورةُ في الخامسِ مِن شوَّالٍ سَنةَ ثمانٍ مِن الهجرةِ بعدَ فتْحِ مكَّةَ، وكانتْ مع قَبيلةِ هَوزانَ، "فقال له رجلٌ"، واسمُه ذو الخُوَيْصِرةِ، وهو رَجُلٌ مِن بَني تَميمٍ، "اعْدِلْ يا نَبِيَّ اللهِ"، أي: في العطيَّةِ والقِسمةِ، "فقال له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وَيْحَكَ!" الويْحُ: هو الويلُ، وهي كَلِمةٌ لا يُرادُ بها الدُّعاءُ على الشَّخصِ، ولكنْ يُرادُ بها الزَّجرُ والحثُّ على شيءٍ مُعيَّنٍ، "فمَن يَعدِلْ إنْ لم أعْدِلْ؟! قد خِبْتَ وخسِرْتَ إنْ كنتُ لا أعدِلُ"، المعنى: أصابَك الخيبةُ والخُسرانُ إنْ لم أعدِلْ أنا؛ إذ كنتَ أنتَ مُقتدِيًا بي وتابعًا لي، ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنَّ هذا"، إشارةٌ لهذا الرَّجلِ، "وأصحابَه"، والمرادُ بهم: مَن يَتَّبِعونه ويَسِيرون على طريقتِه، "يَخرُجون فيكم"، أي: كجماعةٍ أو فِرقةٍ، "يَقْرَؤون القرآنَ لا يُجاوِزُ حناجِرَهم"، أي: يقْرَؤون القُرآنَ فلا يَتدبَّرون آياتِه، ولا يَتفكَّرون في معانِيه، فلا تَصِلُ إلى قُلوبِهم بالتَّدبُّرِ والخشوعِ، ولا تَصعَدُ إلى السَّماءِ، فلا يكونُ لهم بها أجرٌ ولا ثوابٌ، "يَمْرُقون مِن الدِّينِ مُروقَ السَّهمِ مِن الرَّمِيَّةِ"، أي: يَخرُجون مِن مِلَّةِ الإسلامِ سريعًا، ولا يَتعلَّقون منه بشيءٍ، مِثْلُ السَّهمِ القويِّ السَّريعِ الَّذي يَنفُذُ في الصَّيدِ، ومِن قُوَّتِه وسُرعتِه لا يكونُ فيه أثرٌ مِن دَمٍ أو لَحمٍ.
قال جابرٌ رضِيَ اللهُ عنه: "فقال عُمرُ: يا رَسولَ اللهِ، ألَا أضْرِبُ عُنقَه؛ فإنَّه منافقٌ؟" أي: إنَّ شأْنَه المُستقبليَّ يَستوجِبُ قتْلَه قبْلَ أنْ يشِيعَ في النَّاسِ ويكونَ لهم فِتنةً، "فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: معاذَ اللهِ أنْ يَتحدَّثَ النَّاسُ أنِّي أقتُلُ أصحابي"، إنَّما استعاذَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَقتُلَ الرَّجُلَ؛ لئلَّا يكونَ سببًا في تَنفيرِ النَّاسِ مِن هذا الدِّينِ، ويَدَّعِيَ أتباعُه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقتُلُ أصحابَه دونَ عُذْرٍ وسببٍ ظاهرٍ.
وفي الحَديثِ: عَلامةٌ مِن عَلاماتِ النُّبُوَّةِ.
وفيه: عَلاماتُ وصِفاتُ الخوارجِ.
وفيه: أنَّ قِراءةَ القُرْآنِ مع اخْتِلالِ العَقيدةِ غيرُ زاكيةٍ صاحبَها، ولا حاميةٍ صاحِبَها مِن سَخَطِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ( ).

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تخريج مشكلة الفقرلما نزلت من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له
تخريج كتاب السنةلا تقبحوا الوجوه فإن الله خلق آدم على صورته
غاية المراماللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد
تخريج كتاب السنةإذا خلقت النفس قال ملك الأرحام أي رب أذكر أم أنثى
فقه السيرةقال الرسول عليه الصلاة والسلام لأصحابه هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها
تمام المنةمن أدرك من الجمعة ركعة فليضف إليها أخرى ومن فاتته الركعتان
تخريج كتاب السنةيرد على قوم يوم القيامة رهط فيختلجون عن الحوض
غاية المرامأن النبي جعل لصاحب السلعة الخيار إذا ورد السوق
فقه السيرةيا معشر قريش هل بقي لأحد منكم عندي مال لم أرده عليه
تخريج كتاب السنةأنا أول من تنشق عنه الأرض و أول شافع وأول مشفع
تخريج كتاب السنةخرج إلينا رسول الله ذات يوم فقال رأيت كأني أعطيت المقاليد والموازين
تخريج كتاب السنةقدر الله تعالى على كل نفس رزقها ومصيبتها وأجلها


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 21, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب