شرح حديث سألت عائشة رضي الله عنها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
قِيامُ اللَّيلِ شَرَفُ المؤمِنِ، وهو خيرُ الصَّلاةِ بعدَ الفَريضةِ، وقد كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُواظِبُ على قِيامِ اللَّيلِ والوُقوفِ بيْن يدَيِ اللهِ سُبحانَه في كلِّ أحوالِه، كما في هذا الحديثِ؛ حيثُ تقولُ عائشةُ رضِيَ اللهُ عَنها: "كان يُصلِّي صلاتَه باللَّيلِ" وهي صلاةُ القِيامِ، "في شَهرِ رمضانَ وغيرِه" بلا فرقٍ بيْن أيَّامِ السَّنةِ كلِّها، "ثلاثَ عشْرةَ رَكعةً" يُصلِّيها رَكْعَتينِ رَكعتَينِ، "منها رَكعتَا الفجْرِ"، والمعنى: أنَّ أقْصى عدَدٍ صلَّاه في صَلاةِ القيامِ عشْرُ رَكعاتٍ، ثمَّ يُوتِرُ برَكعةٍ واحدةٍ، ثمَّ إذا دخَلَ وقتُ الفَجْرِ فإنَّه يُصلِّي رَكْعتَيْ سُنَّةِ الفَجْرِ، فيكونُ مَجموعُ ما صلَّى ثلاثَ عشْرةَ رَكْعةً.
وقد تَعدَّدَتِ صِفةُ قيامِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مع الوِترِ مِن حيثُ كَيفيَّةُ أدائِها وعدَدُ ركَعاتِها، ومِن مَجموعِها يتَبيَّنُ أنَّ الوِترَ يكونُ بواحدةٍ، وبثَلاثٍ، وبخَمْسٍ، وبسَبعٍ، وبتِسعٍ، وبإحْدى عشْرةَ، فإنْ أوتَرَ بثلاثٍ فله صِفَتانِ كِلْتاهما مَشروعةٌ؛ الأُولى: أنْ يَسرُدَ الثَّلاثَ بتَشهُّدٍ واحدٍ، والثَّانيةُ: أنْ يُسلِّمَ مِن ركعَتَينِ ثمَّ يُوتِرَ بواحدةٍ، أمَّا إذا أوتَرَ بخَمسٍ أو بسَبعٍ، فإنَّها تَكونُ متَّصِلةً، ولا يتَشهَّدُ إلَّا تشهُّدًا واحدًا في آخِرِها ويُسلِّمُ، كما في هذا الحديثِ، وأمَّا إذا أوتَرَ بتِسعٍ فإنَّها تكونُ متَّصِلةً، ويَجلِسُ للتَّشهُّدِ في الثَّامنةِ، ثمَّ يَقومُ ولا يُسلِّمُ، ويتَشهَّدُ في التَّاسعةِ ويُسلِّمُ، وإنْ أوتَرَ بإحْدى عشْرةَ، فإنَّه يُسلِّمُ مِن كلِّ ركعتَينِ، ويُوتِرُ منها بواحدةٍ( ).
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم