أن أحدهما سجد في إذا السماء انشقت و

ثَمَّةَ آياتٌ في القرآنِ الكريمِ يُشرَعُ سُجودُ التِّلاوةِ عندَ تِلاوتِها، وقد حَدَّدَتِ السُّنَّةُ الشَّريفةُ مَواضِعَ آياتِ السُّجودِ مِن القرآنِ الكريمِ.
وفي هذا الحديثِ بيانُ مَوْضِعَينِ مِنها؛ حيثُ يَقولُ أبو هُرَيرةَ رضِي اللهُ عنه: "عن رَجُلَيْنِ كِلاهما خيْرٌ من أبي هُرَيْرَةَ: أنَّ أحدَهما، سَجَدَ" وفي روايةِ النَّسائيِّ والبَيْهَقيِّ: " يَقولُ أبو هُرَيْرَةَ رضِي اللهُ عنه: "سَجَدَ أبو بَكْرٍ وعُمرُ، ومَن هو خيرٌ مِنهما صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ" وهذا تَحْديدٌ للاثنينِ اللَّذينِ سجَدَا "في { إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ } و { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ }"، أي: سجَدوا جَميعُهم سُجودَ التِّلاوةِ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سورةِ الانشِقاقِ، وذلك عِندَ قولِهِ تعالى: { وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ } [ الانشقاق: 21 ]، وفي سورةِ العلَقِ، وذلك في آخِرِها عندَ قولِهِ تعالى: { كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ } [ العلق: 19 ]، وهذا يَدُلُّ على أنَّ سُوَرَ المفصَّلِ فيها سجودُ تِلاوَةٍ مثلُ غيرِها مِن السُّوَرِ التي تَحْتوي على هذه المواضِعِ، وقد تَواتَرَتِ الآثارُ أيضًا عن النَّبيِّ عليه السَّلامُ بسُجودِه في المفصَّلِ.
وفي الحديثِ: إثباتُ وُجودِ سُجودِ التِّلاوةِ في سُورتَيِ الانشقاقِ والعلَقِ( ).