حديث يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك إياهم فإن كان عقابك إياهم

أحاديث نبوية | الترغيب والترهيب | حديث عائشة أم المؤمنين

«أنَّ رجلًا من أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جلس بين يدَيْه فقال : يا رسولَ اللهِ إنَّ لي مملوكَيْن يُكذِّبونني ويُخوِّنونني ويعصُونني وأضرِبُهم وأشتُمُهم فكيف أنا منهم ؟ فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يُحسَبُ ما خانوك وعصَوْك وكذَّبوك وعقابُك إيَّاهم ، فإن كان عقابُك إيَّاهم دون ذنوبِهم كان فضلًا لك ، وإن كان عقابُك إيَّاهم بقدرِ ذنوبِهم كان كَفافًا لا لك ولا عليك ، وإن كان عقابُك إيَّاهم فوق ذنوبِهم اقتُصَّ لهم منك الفضلُ الَّذي بقي قِبَلك ، فجعل الرَّجلُ يبكي بين يدَيْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ويهتِفُ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ما لك ما تقرأُ كتابَ اللهِ ؟ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ . فقال الرَّجلُ : يا رسولَ اللهِ ما أجِدُ شيئًا خيرًا من فِراقِ هؤلاء ، يعني عبيدَه ، أُشهِدُك أنَّهم كلَّهم أحرارٌ»

الترغيب والترهيب
عائشة أم المؤمنين
المنذري
إسناده متصل ورواته ثقات

الترغيب والترهيب - رقم الحديث أو الصفحة: 4/302 - أخرجه الترمذي (3165)، وأحمد (6/280)، والبزار (107) باختلاف يسير.

شرح حديث أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس بين


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّ رجلاً مِنْ أصْحابِ رسولهِ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جلسَ بينَ يديْهِ، فقال: يا رسولَ الله! إنَّ لي مَمْلوكين يكذِّبونَني وَيخونونني وَيعْصونَني، وأضْرِبُهم وأشْتُمهمْ، فكيفَ أنا منهم؟ فقالَ له رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُحسَبُ ما خانُوك وعَصَوكَ وكذَّبُوك وعِقابُك إيَّاهُم ، فإنْ كان عِقابُك إيَّاهُم دُونَ ذُنُوبِهمْ ؛ كان فَضْلًا لكَ ( عليهِم ) وإنْ كان عِقابُك إيَّاهم بقدرِ ذُنوبِهمْ ؛ كان كَفَافًا ولا لكَ ولا عليكَ ، وإنْْ كان عِقابُك إيَّاهُم فَوقَ ذُنُوبِهِمُ اقْتُصَّ لهمْ مِنكَ الفَضلُ الذِي بَقِيَ قِبَلَكَ فجَعلَ الرجلُ يبْكِي بين يَدَيْ رسولِ اللهِ ويَهتِفُ فقال رسولُ اللهِ مالَكَ ؟ ما تَقرأُ كتابَ اللهِ "ونَضَعُ الموازِين القِسطَ ليومِ القيامةِ فلا تظلمُ نفسٌ شيئًا وإن كان مثقالَ حبةٍ من خردلِ أتينا بها وكفى بنا حاسِبين" ؟ فقال الرجلُ يا رسولَ الله ! ما أجِدُ شيئًا خيرًا من فِراقِ هؤلاءِ – يعني عَبِيدَهُ ( إنِّي ) أُشْهِدُكَ أنَّهم كلَّهم أحْرَارٌ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم: 3606 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه الترمذي ( 3165 )، وأحمد ( 26401 ) باختلاف يسير



لَمَّا جاء الإسلامُ أَرْسَى مَبادِئَ العدْلِ، ومَحَا أحكامَ الجاهِلِيَّةِ القائمَةِ على الظُّلمِ والغَبْنِ، وبيَّن أنَّ الإنسانَ ستُوزَنُ أعْمالُهُ يومَ القِيامَةِ، وأعمالُ الآخَرينَ حَولَه.
وفي هذا الحَديثِ تَحكي أُمُّ المُؤمِنينَ عائِشَةُ رضِيَ اللهُ عنها، "أنَّ رَجُلًا من أصْحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جَلَسَ بين يَدَيْهِ"، أي: أمامَهُ، "فقال: يا رسولَ اللهِ إنَّ لي مَمْلوكِينَ" يعني: خَدَمًا وعَبيدًا، "يَكْذِبُونني"، أي: يَكُذِبونَ فيما يُخْبِرُوني به، "ويَخونُونَني" في مالي، "ويَعْصُونَني" في أمْرِي ونَهْيِي، "وأَضْرِبُهم، وأَسُبُّهم" يعني: أقومُ بتَأْديبِهِم بالضَّرْبِ، وأشْتُمُهُم غَضَبًا مما يَصْنَعونَ بي، "فكَيْفَ أنا منهم" يعني: كيف يكونُ حالي من أجْلِهِم، وبسَبِبِهم عندَ اللهِ تَعالى؟، "فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يُحسَبُ ما خانوك وعَصَوْك وكَذَبوك، وعِقابُكَ إيَّاهُمْ" يعني: إذا كان يوْمُ القِيامَةِ يُحسَبُ مِقْدارُ ما صَنَعوا من خِيانَةٍ وعِصْيَانٍ وكَذِبٍ، بالسَّيِّئاتِ، وكذلك يُحسَبُ مِقْدارُ ما عاقَبْتَهُم به بالسَّيِّئاتِ، "فإنْ كان عِقابُكَ إياهُم دُون ذُنوبِهِم" يعني كان ما صَنَعْتَ أقَلَّ في الإثْمِ والسَّيِّئاتِ ممَّا صَنَعوا، "كان فَضْلًا لك عليهم"، أي: كان لك حَقًّا عليهم تَسْتطيعُ أنْ تُجازِيَهُم به، أو تُسامِحَهُم عليه، "وإنْ كان عِقابُكَ إيَّاهم بقَدْرِ ذُنوبِهِم" يعني: تساوَتْ أفْعالُكُما في الإثْمِ، وكان مِقدارُها مُتَساويًا، "كان كَفافًا، ولا لك ولا عليك"، أي: ليس لك فيه ثَوابٌ ولا عليك فيه عِقابٌ، بل فِعلُهُ مُباحٌ ليس عليك جُناحٌ، "وإنْ كان عِقابُكَ إيَّاهُم فوقَ ذُنوبِهِم"، أي: كان ما صَنَعْتَ زائِدًا في الإثمِ والسَّيِّئاتِ عمَّا صَنَعوا، "اُقْتُصَّ لهم منك الفَضْلُ"، يعني: عُوقِبْتَ بِمِقْدارِ الزِّيادَةِ التي فَعَلْتَها معهم، "فجَعَلَ الرَّجُلُ يَبْكي بين يَدَيْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ويَهتِفُ" يعني: يَصيحُ ويَعْلو صَوْتُهُ بالبُكاءِ خَشيةَ عَذابِ الآخِرَةِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "ما لَهُ؟ ما يَقْرَأُ كِتابَ اللهِ؟" يعني لماذا هذا البُكاءُ والصِّياحُ، وهذا الذي أقولُه هو مَوجودٌ في كِتابِ اللهِ، ثم تَلا قولَه تَعالَى: { وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } [ الأنبياء: 47 أي: هُناك موازينُ قائِمَةٌ على العَدْلِ، تَزِنُ أعمالَ الناسِ يومَ القِيامَةِ؛ فلا يَقَعُ على أحَدٍ أدْنى دَرَجاتِ الظُّلمِ، حتى وإنْ كان له عَمَلٌ قَليلٌ جدًّا، يَزِنُ مِقْدارَ حَبَّةِ خَرْدَلٍ، فإنَّنا نَحْسِبُها له، ونُوفِّيهِ حقَّهُ مهما كَبُرَ أو صَغُرَ؛ إذْ لا مَزيدَ على عِلْمِنا ووَعْدِنا.
"فقال الرَّجُلُ: يا رسولَ اللهِ، ما أَجِدُ شيْئًا خيْرًا من فِراقِ هؤلاءِ -يعني عَبيدَهُ-"، أي: إنَّ أفْضَلَ ما يُحسِنُ به لِنَفْسِهِ في الآخِرَةِ هو عِتْقُهُم؛ لأنَّ المُحافظَةَ على مُراعاةِ المُحاسَبَةِ والمُطالَبَةِ عَسِرٌ جدًّا، "إنِّي أُشْهِدُكَ أنَّهم كُلُّهُم أحْرارٌ"، يعني: أَعْتَقَهُم جميعًا لوَجهِ اللهِ تَعالى؛ خَشْيةَ الحِسابِ والعَذابِ.
وفي الحديثِ: بَيانُ أنَّ العِقابَ يكونُ بقَدْرِ الذَّنبِ، وأنَّه لا يَعلَمُ ضَبطَ قِياسِ ذلِك إلَّا اللهُ سُبحانَه.
وفيه: بيانُ عَظيمِ خَوفِ الصَّحابةِ رضِيَ اللهُ عنهم مِن الحِسابِ والعَذابِ، ومسارعتِهم فيما يُنجِّيهم( ).

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
الوهم والإيهامذكاة الجنين ذكاة أمه
الترغيب والترهيبمن ضرب مملوكه سوطا ظلما اقتص منه يوم القيامة
الوهم والإيهاماحتجم على وركه من وثء كان به
الوهم والإيهامإذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب
الترغيب والترهيبما ذئبان جائعان أرسلا في زريبة غنم بأفسد لها من الحرص على المال
الترغيب والترهيبأن يزيد بن الأخنس رضي الله عنه قال يا رسول الله ما
الترغيب والترهيبإن الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب
الوهم والإيهاماستكثروا من النعال فإن الرجل لا يزال راكبا ما انتعل
الوهم والإيهامغيروا هذا بشيء واجتنبوا السواد
الوهم والإيهامليس على خائن ولا منتهب ولا مختلس قطع
الوهم والإيهامولا تأذنوا لمن لا يبدأ بالسلام
الوهم والإيهامكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يأذن لمن لا يبدأ بالسلام


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب