حديث سأل الله عز وجل حكما يصادف حكمه فأوتيه وسأل

أحاديث نبوية | تفسير القرطبي | حديث عبدالله بن عمرو

«أنَّ سليمانَ بنَ داودَ عليه السلامُ لما بنى بيتَ المقدسِ سأل اللهَ خِلالًا ثلاثةً : (سأل اللهَ عزَّ وجلَّ ) حُكمًا يُصادفُ حكمَه ، فأُوتيَه ، وسأل اللهَ عزَّ وجلَّ مُلْكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدِه ، فأُوتيَه ، وسأل اللهَ عزَّ وجلَّ حين فرغ من بناءِ المسجدِ ألا يأتيَه أحدٌ لا ينهزُه إلا الصلاةَ فيه أنْ يُخرجَه من خطيئَتِه كيومَ ولدتْه أُمُّه ، فأُوتيَه»

تفسير القرطبي
عبدالله بن عمرو
القرطبي المفسر
إسناده صحيح

تفسير القرطبي - رقم الحديث أو الصفحة: 5/207 - أخرجه النسائي (693)، وابن ماجه (1408) باختلاف يسير، وأحمد (6644) مطولاً باختلاف يسير

شرح حديث أن سليمان بن داود عليه السلام لما بنى بيت المقدس سأل الله


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

لمَّا فرغَ سُلَيْمانُ بنُ داودَ من بناءِ بيتِ المقدِسِ سألَ اللَّهَ ثلاثًا حُكْمًا يصادفُ حُكْمَهُ وملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدِهِ وألَّا يأتيَ هذا المسجدَ أحدٌ لا يريدُ إلَّا الصَّلاةَ فيهِ إلَّا خرجَ من ذنوبِهِ كيومِ ولدتْهُ أمُّهُ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أمَّا اثنتانِ فقد أُعْطيَهُما وأرجو أن يَكونَ قد أُعْطيَ الثَّالثةَ
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 1164 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه النسائي ( 693 )، وابن ماجه ( 1408 ) واللفظ له، وأحمد ( 6644 ).



فضَّلَ اللهُ سُبحانَه بعضَ الأنبياءِ على بعضٍ، وأعطَى لكلٍّ منهم ما يُمَيِّزُه عن غيرِه، وقد أعطى اللهُ سُبحانَه لنَبِيِّه سُليمانَ بْنِ داودَ عليهما السَّلامُ مُلْكًا وحُكْمًا، كما أخبَرَ في قولِه تعالى: { وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ * وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ } [ النمل: 16- 17 وفي هذا الحديثِ يُخْبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "لمَّا فرَغَ سُليمانُ بنُ داودَ مِن بِناءِ بيتِ المقدِسِ، سأَلَ اللهَ ثلاثًا"، أي: دعا وطلَبَ مِن اللهِ ثلاثةَ أُمورٍ؛ الأُول: سألَه "حُكْمًا يُصادِفُ حُكْمَه"، أي: يوافِقُ حُكْمَ اللهِ، والمُرادُ: التَّوفيقُ للصَّوابِ في الاجتهادِ وفصْلِ الخُصوماتِ بين النَّاسِ.
والثَّاني: "ومُلْكًا لا ينْبَغي لأحدٍ مِن بعدِه"، أي: طلَبَ مُلْكًا لا يكونُ مثلُه لغيرِه مِن البشَرِ بعدَه، ولعلَّ مُرادَه: أنْ يكونَ هذا المُلْكُ لعظمتِه مُعجزةً له؛ فيكونُ سببًا للإيمانِ والهدايةِ، ولكونِه مَلِكًا أراد أنْ تكونَ مُعجزتُه ما يُناسِبُ حالَه، أو كأنَّه سأَلَ اللهَ منْعَ الخلْقِ مِن سُؤالِ وطلَبِ هذا المُلْكِ مِن بعدِه؛ حتَّى لا يتعلَّقَ به أمَلُ أحَدٍ، ولم يسأَلْ منْعَ الإجابةِ.
وقيل: طلَبَ ذلك ليكونَ مَحلُّه وكرامتُه مِن اللهِ ظاهرًا في خلْقِ السَّمواتِ والأرضِ؛ فإنَّ الأنبياءَ عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ لهم تنافُسٌ في المَحَلِّ عنده؛ فكلٌّ يُحِبُّ أنْ تكونَ له خُصوصيَّةٌ يُسْتَدَلُّ بها على مَحَلِّه عنده، فلو أُعْطِيَ أحدٌ بعدَه مثلَه ذهَبَتِ الخُصوصيَّةُ، فسخَّرَ اللهُ تعالى له الرِّيحَ تحمِلُه بعسكَرِه وجُنودِه إلى حيث أراد، وسخَّرَ له الشَّياطينَ يجْعَلونَ له ما يشاء مِن مَحاريبَ وتماثيلَ وجِفانٍ كالجَوابِ، وقُدورٍ راسياتٍ، وسخَّرَ له آخرينَ مُتمرِّدينَ، يقرُنُهم في السَّلاسِلِ وقُيودِ الحديدِ؛ تعذيبًا لهم حتَّى يرْجِعوا عن تمرُّدِهم، ثمَّ امْتَنَّ اللهُ تعالى عليه، حيث قال: { هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [ ص: 39 أي: هذا المُلْكُ عطاؤنا، فأعْطِ مَن شئْتَ، وامنَعْ مَن شئْتَ، فلا حسابَ عليك.
والثَّالث: "وألَّا يأتِيَ هذا المسجِدَ أحدٌ"، أي: المسجِدَ الأقصى، "لا يُريدُ إلَّا الصَّلاةَ فيه"، أي: لا يَقصِدُه إلَّا للصَّلاةِ، "إلَّا خرَجَ مِن ذُنوبِه كيومِ ولدَتْه أُمُّه"، أي: يُغْفَرُ له كلُّ ذُنوبِه ويُطَهَّرُ منها لا يشوبُه منها شيءٌ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "أمَّا اثنتانِ فقد أُعْطِيَهما"، أي: استجابَ اللهُ عزَّ وجلَّ له، "وأرجو أنْ يكونَ قد أُعْطِيَ الثَّالثةَ" أي: أنْ يستجيبَ اللهُ لسُليمانَ في طلَبِ المغفرةِ لمَن قصَدَ المسجِدَ الأقصى بالصَّلاةِ، كما استجاب اللهُ دعاءَه في أمْرِ الدُّنيا.
وفي الحديثِ: بيانُ فَضيلةِ نَبِيِّ اللهِ سُليمانَ عليه السَّلامُ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تفسير القرطبيلما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر ترد أنهار
تفسير القرطبيمن مات مرابطا في سبيل الله أجرى الله عليه أجر عمله الصالح الذي
تفسير القرطبيمن كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت
تفسير القرطبيمن ملك ذا رحم محرم فقد عتق
تفسير القرطبيلا يقولن أحدكم عبدي وأمتي ولكن ليقل فتاي وفتاتي
تفسير القرطبيمن ضرب عبده حدا لم يأته أو لطمه فكفارته أن يعتقه
تفسير القرطبيعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في سجوده سجد
تفسير القرطبيبال جرير ثم توضأ ومسح على خفيه قال وإن رسول الله
تفسير القرطبيمن أذن ثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة وكتب له بتأذينه
تفسير القرطبيكنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي يا غلام
تفسير القرطبيخط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطا ثم قال
تفسير القرطبيأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سئل عن هذه الآية وإذ


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, November 24, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب