حديث يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وإني قد أعطيتك

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث شداد بن أوس

«إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ زَوى ليَ الأرضَ حتى رأيْتُ مَشارِقَها ومَغارِبَها، وإنَّ مُلْكَ أُمَّتي سيَبلُغُ ما زُويَ لي منها، وإنِّي أُعطِيتُ الكَنزَينِ: الأبيضَ والأحمرَ، وإنِّي سألْتُ ربِّي عزَّ وجلَّ لا يُهلِكَ أُمَّتي بسَنَةٍ بعامَّةٍ، وأنْ لا يُسَلِّطَ عليهم عَدوًّا فيُهلِكَهم بعامَّةٍ، وأنْ لا يَلْبِسَهم شِيَعًا، ولا يُذيقَ بعضَهم بأْسَ بعضٍ. وقال: يا محمَّدُ، إنِّي إذا قضَيْتُ قَضاءً فإنَّه لا يُرَدُّ، وإنِّي قد أَعطَيْتُك لأُمَّتِكَ أنْ لا أُهلِكَهم بسَنَةٍ بعامَّةٍ، ولا أُسَلِّطَ عليهم عَدوًّا ممَّن سِواهُم فيُهْلِكوهم بعامَّةٍ، حتى يَكونَ بعضُهم يُهلِكُ بعضًا، وبعضُهم يَقتُلُ بعضًا، وبعضُهم يَسْبي بعضًا. قال: وقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وإنِّي لا أَخافُ على أُمَّتي إلَّا الأئمَّةَ المُضِلِّينَ، فإذا وُضِع السَّيفُ في أُمَّتي لم يُرفَعْ عنهم إلى يَومِ القيامةِ.»

مسند الإمام أحمد
شداد بن أوس
شعيب الأرناؤوط
صحيح

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 17115 - أخرجه أحمد (17115) واللفظ له، والبزار (3487)

شرح حديث إن الله عز وجل زوى لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها وإن


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

إنَّ اللهَ زَوى ليَ الأرضَ، فرَأيتُ مشارِقَها ومغارِبَها [ وإنَّ مُلكَ أُمَّتي سيَبلُغُ ما زُوِيَ لي منها ]، وإنِّي أُعطيتُ الكَنزَينِ الأبيَضَ والأحمَرَ، وإنِّي سَألتُ ربِّيَ عزَّ وجلَّ ألَّا يُهلِكَ أُمَّتي بسَنَةٍ بعامَّةٍ، وألَّا يُسلِّطَ عليهم عَدُوًّا فيُهلِكُهم بعامَّةٍ، وألَّا يُلبِسَهم شِيَعًا، وألَّا يُذيقَ بعضَهم بأسَ بَعضٍ، فقال: يا مُحمَّدُ، إنِّي إذا قَضَيتُ قَضاءً [ فإنَّه ] لا يُرَدُّ وإنِّي قد أَعطَيتُكَ لأُمَّتِك ألَّا أُهلِكَهم بسَنَةٍ بعامَّةٍ، وألَّا أُسلِّطَ عليهم عَدُوًّا [ ممَّن سِواهم ] فيُهلِكوهم بعامَّةٍ حتى يكونَ بعضُهم يُهلِكُ بعضًا، وبعضُهم يَقتُلُ بعضًا، وبعضُهم يَسبي بعضًا، قال: وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنِّي لا أخافُ على أُمَّتي إلَّا الأئمَّةَ المُضلِّينَ، وإذا وُضِعَ السَّيفُ في أُمَّتي لا يُرفَعُ عنهم إلى يَومِ القيامةِ.
الراوي : شداد بن أوس | المحدث : الهيثمي
| المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 7/224 | خلاصة حكم المحدث : رجال أحمد رجال الصحيح



في هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن بَعضِ ما أَنعَمَ اللهُ سُبحانَه وَتعالى عَليه وعَلى أُمَّتِه، وعن سَعَةِ انتِشارِها في الأرضِ؛ فيَقولُ: "إنَّ اللهَ زَوى ليَ الأرضَ"، أي: قَبَضَها وجَمَعَها، "فرَأيتُ مَشارِقَها ومَغاربَها"، أي: جميعَ جوانبِها وأطرافِها، "وإنَّ مُلكَ أُمَّتي سيَبلُغُ ما زُوِيَ لي مِنها"، أي: مِنَ الأرضِ، ومعناهُ: أنَّ الأرضَ زُوِيَت لي جُملتُها مرَّةً واحدةً، فرَأيتُ مَشارقَها ومَغارِبَها، ثُمَّ هيَ تُفتَحُ لأُمَّتي جُزءًا فجزءًا، حتَّى يَصِلَ مُلكُ أُمَّتي ما زُوِيَ لي مِنها، ثُمَّ قالَ: "وإنِّي أُعطِيتُ الكَنزَيْنِ: الأحمرَ والأبيضَ"، أي: كَنزَ الذَّهبِ، والفضَّةِ، والمُرادُ: كَنزَيْ كِسْرى وقَيصرَ مَلِكَي العراقِ والشَّامِ، ثُمَّ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: "وإنِّي سألْتُ رَبِّي عَزَّ وجَلَّ"، أي: دَعوتُه، "ألَا يُهلِكَ أُمَّتي بسَنةٍ عامَّةٍ"، أي: بقَحطٍ يَعُمُّهم، بلْ إنْ وَقَع قَحطٌ فيَكونُ في ناحيةٍ يَسيرةٍ بالنِّسبةِ إلى باقِي بلادِ الإِسلامِ، "وألَّا يُسلِّطَ عليهم عدُوًّا فيُهِلَكهم بعامَّةٍ"، أي: يُهلِكَ جَماعتَهم، "وألَّا يَلبِسَهم شِيعًا"، أي: لا يُفرِّقَ جماعتَهم، "وألَّا يُذِيقَ بعضَهم بأْسَ بعضٍ"، أي: لا يكونَ بأْسُهم وشَرُّهم واقعًا بيْنهم، ثمَّ نقَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الجَوابَ لَنا مِنه سُبحانَه وتَعالى، فَقال عَزَّ وجَلَّ: "يا مُحمَّدُ، إِنِّي إذا قضَيتُ قَضاءً فإنَّه لا يُرَدُّ"، أي: إذا حَكمْتُ حُكمًا مُبرَمًا فإنَّه لا يَرُدُّه شَيءٌ، "وإنِّي قد أَعطَيتُك لِأُمَّتِك ألَّا أُهلِكَهم بسَنَةٍ عامَّةٍ، وألَّا أُسلِّطَ عَليهم عدُوًّا ممَّن سِواهم بعامَّةٍ فيُهلِكُوهم بعامَّةٍ، حتَّى يكونَ بعضُهم يُهلِكُ بعضًا، وبعضُهم يَقتُلُ بعضًا، وبعضُهم يَسْبي بعضًا"، أي: سيكونُ هلاكُهم بأيدِيهم فيُحارِبُ بعضُهم بعضًا، ويأْسِرُ بعضُهم بعضًا.
وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: "إنِّي لا أخافُ على أُمَّتي إلَّا الأئمَّةَ المُضلِّينَ"، الأئمَّةُ جمْعُ إمامٍ، وهو رأسُ القومِ، ومَن يَدْعوهم إلى فِعلٍ أو قولٍ أو اعتقادٍ؛ يعني: أخافُ أنْ يُوجَدَ بيْن أُمَّتِي المُبتدِعون، فيَدْعُونهم إلى البدعةِ والضَّلالةِ، "وإذا وُضِعَ السَّيفُ في أُمَّتي لا يُرفَعُ عنهم إلى يومِ القيامةِ"، كأنَّه قال: أخافُ على أُمَّتي مِن شَرِّ الأئمَّةِ المُضلِّين، وإضلالِهم الَّذي يُؤدِّي إلى الفِتنةِ والمَرجِ، والهَرجِ، وهَيْجِ الحروبِ ووَضْعِ السَّيفِ بيْنهم، فإذا وُضِعَ السَّيفُ في أُمَّتي لم يُرفَعْ، وهذا إخبارٌ منه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأنَّ الفِتنةَ إذا وقَعَتْ بيْن الأُمَّةِ استمرَّتْ؛ لِمَا اختارَهُ اللهُ مِن أنَّ هذه الأُمَّةَ عذابُها بالسَّيفِ في دُنياها، وإذاقةِ بَعضِها بأْسَ بعْضٍ.
وفي الحديثِ: علامةٌ مِن علاماتِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح الجامعإذا وضع السيف في أمتي لم يرتفع عنها إلى يوم القيامة
الجامع الصغيرإذا وضع السيف في أمتي لم يرتفع عنها إلى يوم القيامة
تخريج صحيح ابن حبان يا جابر أنكحت قلت نعم قال اتخذتم
تخريج سنن أبي داودلا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا دجالا كلهم يكذب على الله وعلى
مسند الإمام أحمدلا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا دجالا كلهم يكذب على الله ورسوله
مسند الإمام أحمدلا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان عظيمتان دعواهما واحدة تمرق بينهما مارقة يقتلها
مسند الإمام أحمدصلى النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي من الضحى أربع ركعات
الجامع الصغيرصلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها وصلاتها في مخدعها أفضل
الجامع الصغيرصلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها وصلاتها في مخدعها أفضل
تخريج صحيح ابن حبانإنها ستكون أثرة وأمور تنكرونها قالوا يا رسول الله فما تأمرنا قال
الجامع الصغيركل المسلم على المسلم حرام ماله و عرضه و دمه
تخريج رياض الصالحينالمسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله كل المسلم على المسلم


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, November 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب