حديث قال بنى نبي الله صلى الله عليه وسلم ببعض نسائه فصنع

أحاديث نبوية | تخريج صحيح ابن حبان | حديث أنس بن مالك

«يقولُ في هذه الآيةِ: {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ} (الأحزاب: 53) قال: بَنَى نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ببعضِ نسائِه فصنَع طعامًا فأرسَلني فدعَوْتُ رجالًا فأكَلوا ثمَّ قام فخرَج فأتى بيتَ عائشةَ ثمَّ تبِعْتُه فدخَل فوجَد في بيتِها رجُلينِ فلمَّا رآهما رجَع ولم يُكلِّمْهما فقاما وخرَجا ونزَلت آيةُ الحجابِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} (الأحزاب: 53)»

تخريج صحيح ابن حبان
أنس بن مالك
شعيب الأرناؤوط
صحيح

تخريج صحيح ابن حبان - رقم الحديث أو الصفحة: 5579 -

شرح حديث يقول في هذه الآية لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنا أَعلَمُ الناسِ -أو: مِن أعلَمِ الناسِ- بآيةِ الحِجابِ؛ تزوَّجَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زَينبَ ابنةَ جَحشٍ، فذبَحَ شاةً، فدَعا أصحابَه، فأكَلوا وقَعَدوا يَتحدَّثونَ، وجعَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَخرُجُ ويَدخُلُ وهُم قُعودٌ، ثمَّ يَخرُجُ فيَمكُثُ ما شاء اللهُ ويَرجِعُ وهُم قُعودٌ، وزَينبُ قاعِدةٌ في ناحيةِ البَيتِ، وجعَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَستَحْيي منهم أنْ يقولَ لهم شَيئًا، فنزلَتْ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا } الآياتِ إلى قَولِه عزَّ وجلَّ: { فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ } [ الأحزاب: 53 ]، قال: فأمَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالحِجابِ مكانَه، فضُرِب.


الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم: 13538 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه البخاري ( 4794 )، ومسلم ( 1428 ) باختلاف يسير



جاء الإسلامُ ليَحُضَّ على كلِّ فَضيلَةٍ؛ كالحِجابِ والاستِئذانِ عند دُخولِ بُيوتِ الغَيرِ والتَّأَدُّبِ بآدابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّمَ في التَّعامُلِ مع الغَيرِ.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ أنسُ بنُ مالِكٍ رَضِيَ الله عَنهُ: "أنا أعلَمُ النَّاسِ -أو: من أعلَمِ النَّاسِ- بآيَةِ الحِجابِ"؛ وذلك لأنَّه كان خادِمًا للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّمَ، وحَضَرَ الواقِعَةَ الَّتي نَزَلَت فيها آيَةُ الحِجابِ؛ ثم فصَّلَ ذلك بقولِه: "تَزَوَّجَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّمَ زَينبَ ابنَةَ جَحشٍ" وهي ابنَةُ عمَّةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّمَ أُمَيمَةَ بنتِ عبدِ المُطَّلِبِ، وكان النبي صلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّمَ تزوَّجَها بأمرٍ من الله تعالى، "فذَبَح شاةً" وَليمَةً لزَواجِه صلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّمَ من زَينَبَ؛ فهذا يدُلُّ على أنَّ وَليمَة الزَّواجِ سُنَّةٌ عنه صلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّمَ لِمَن قَدَر عليها، "فدعا أصحابَهُ، فأكَلوا وقَعَدوا يتحَدَّثون" فجَلَس أناسٌ في بيتِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم يتَحَّدَثون بَعْدَ الطَّعامِ ولَمْ يَخْرُجوا، "وجعل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّمَ يَخرُجُ ويَدخُلُ وهم قُعودٌ" يتَفَقَّدُ حُجُراتِ نِسائِه كما جاء في الرِّواياتِ، "ثمَّ يَخرُجُ؛ فيَمكُثُ ما شاء اللهُ ويَرجِعُ وهم قُعودٌ، وزَينبُ قاعِدَةٌ في ناحِيَةِ البَيتِ، وجَعَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّمَ يَستَحيِي منهم أن يَقولَ لهم شَيئًا" وهذا منِ استِحيائِه صلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّمَ من أن يَقولَ للجالِسين اخرُجوا، "فنَزَلَت: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ } [ الأحزاب: 53 ]" والمَعنَى: لا يَدخُلْ أحدٌ بُيوتَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّمَ إلَّا مَصحوبينَ بالإِذْن يَأذَنَ لكم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّمَ ولا تَرقُبوا الطَّعامَ إذا طُبِخَ حتَّى إذا قارَبَ الاستِواءَ تَعرَّضتُم للدُّخولِ من غَيرِ سابِقِ إذنٍ، وبَعدَها تَفرَّقوا واخْرُجوا مِن مَنزِلِه ولا تَنتَظِروا للحديثِ؛ لأنَّ في ذلك تَضييقَ المَنزِلِ عليه وعلى أهلِه، والنَّبيُّ يَستَحيِي منكم أن يُخرِجَكم ولكنَّ اللهَ لا يَستَحيي من الحقِّ أن يُعلِمَكم ويُبَيِّن لكم آدابَ دينِكم.

"قال: فأمَرَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّمَ بالحِجابِ مَكانَه، فضُرِبَ"، وفي وراية مسلم: قال أنسٌ رَضِيَ الله عَنهُ: "فانطَلَقَ حتَّى دَخَلَ البَيتَ، فذَهَبتُ أدخُلُ معه، فألْقَى السِّترَ بَيني وبَينَه، ونَزَل الحِجابُ"؛ فكانَ هذا وَقتُ فَرضِ الحِجابِ على نِساءِ النبي صلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّمَ، ومَعنَى قَولِه: { فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ }؛ أي: مِن وراءِ سِترٍ بينكم وبينهنَّ، ولا تَدْخُلوا عليهنَّ بُيوتَهنَّ.
وفي الحديثِ: بيانُ عَظيمِ أدبِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وعَظيمِ حَيائِه مِن أنْ يَجرَحَ مَشاعِرَ جُلسائِه، ولو صدَرَ منهم ما يُؤذيه( ).

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تخريج سنن الدارقطنيأن رجلا مات وترك مدبرا ودينا فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
مسند الإمام أحمدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبث عشر سنين فذكر الحديث إلا
مسند الإمام أحمدعن عبد الله بن محمد بن عقيل قال قلت لجابر بن عبد الله
حديث شريف
مسند الإمام أحمدقال أبو بكر يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية قال يرحمك
الإيمان لابن تيميةيا رسول الله وأينا لم يعمل سوءا فقال يا أبا
مسند الإمام أحمدمع الغلام عقيقته فأهرقوا عنه دما وأميطوا عنه الأذى قال وسمعته يقول صدقتك
تخريج سنن الدارقطنيلا حمى إلا لله ولرسوله
مسند الإمام أحمدلا حمى إلا لله ولرسوله
مسند الإمام أحمدأنه أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لحم صيد فلم يقبله
مسند الإمام أحمدوأهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حمار وحش وهو محرم فرده علي
مسند الإمام أحمدلا حمى إلا لله ولرسوله


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب