شرح حديث كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة الظهر أيام الشتاء وما
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
كان الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم يَرْقُبون حَياةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعِباداتِه؛ لِيَعمَلوا بها على الوجْهِ الأتمِّ والأكمَلِ، ويُبلِّغوها مَن بَعدَهم.
وفي هذا الحديثِ يقولُ أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه: "كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصلِّي صَلاةَ الظُّهرِ أيَّامَ الشِّتاءِ، وما نَدْري لَمَا ذهَبَ مِن النَّهارِ أكثَرُ، أو ما بَقِيَ منه"، والمُرادُ أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُصلِّي الظُّهرَ بعْدَ التَّأكُّدِ مِن دُخولِ وَقْتِه بعْدَ زَوالِ الشَّمسِ وتَحرُّكِها إلى جِهَةِ الغرَبِ قَليلًا، ولَمَّا كان نَهارُ الشِّتاءِ قَصيرًا، فإنَّهم كانوا لا يَجزِمونَ بأنَّ ما فات منْه عِندَ صَلاةِ الظُّهرِ أكثَرُ أمْ أقَلُّ ممَّا بقِيَ منه إلى وَقتِ الغُروبِ.
وفي حَديثِ عبدِ اللهِ بنُ مَسْعودٍ عِندَ أبي داودَ: "كانت قدْرُ صَلاةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الصَّيفِ ثَلاثةَ أقْدامِ إلى خَمْسةِ أقدامٍ، وفي الشِّتاءِ خمْسةَ أقدامٍ إلى سَبْعةِ أقدامٍ"، والمعنى المفهومُ مِن الحَديثينِ: أنَّ الصَّلاةَ إذا كانتْ في الصَّيفِ والحَرُّ شَديدٌ، تَكونُ مُتأخِّرَةً عن الوقْتِ المعْهودِ قبلَهُ إلى أنْ يكونَ الظِّلُّ خمْسَةَ أقْدامٍ، ويكونُ أوَّلُ الوقْتِ في الشِّتاءِ خمْسَةَ أقْدامٍ وآخِرُه سبْعَةً؛ قيل: السَّببُ في طُولِ الظِّلِّ وقِصَرِه: هو الزِّيادَةُ في ارْتِفاعِ الشَّمسِ في السَّماءِ وانخِفاضِها؛ فكلَّما كانتْ أَعْلى وإلى مُحاذاةِ الرُّؤوسِ في مَجراها أقرْبَ، كان الظِّلُّ أقْصَرَ، وكلَّما كانتْ أخْفَضَ ومِن مُحاذاةِ الرُّؤوسِ أبْعَدَ، كان الظِّلُّ أطْوَلَ؛ ولذلك فظِلالُ الشِّتاءِ تُرى أطْولَ مِن ظِلالِ الصَّيفِ في كلِّ مكانٍ، ويَحسَبُ النَّاظِرُ أنَّ النَّهارَ قدْ مرَّ منه قَدْرٌ كَبيرٌ .
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم