شرح حديث ما ينبغي لنبي لبس لأمته أن يضعها حتى يحكم الله بينه وبين
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
كان النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ هادِيًا ومُعلِّمًا بالقَولِ والفِعلِ، وقد عَلَّمَنا الأخْذَ بالمَشُورةِ في مُهِمَّاتِ الأُمورِ كما يُبيِّنُ هذا الحَديثُ، حيثُ شاوَرَ النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ أصْحابَهُ في غَزْوةِ أُحُدٍ، وكان رَأيُهُ أنْ يَتَحصَّنوا بالمدينةِ، ويُدافِعوا عنها، ولا يَخرُجوا لِمُلاقاةِ قُرَيشٍ، ولكِنَّ الشَّبابَ من الصَّحابةِ رأَوُا الخُروجَ، فنَزَلَ النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ على رَأيِهِم، ولَبِسَ عُدَّةَ الحَربِ وعَزَمَ أمْرَهُ على ذَلِكَ، ولكِنَّ الصَّحابةَ نَدِموا على مُخالَفةِ رَأْيِ النَّبيِّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فأخْبَروهُ أنَّهم نَدِموا ونَزَلوا على رَأيِهِ، فقال لهم النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ: "ما يَنبَغي لِنَبيٍّ لَبِسَ لَأْمَتَهُ" واللَّأْمَةُ هي لِباسُ الحَربِ من الدِّرعِ والسَّيفِ وآلةِ الحَربِ، "أنْ يَضَعَها"،
أي: يَخلَعُها عن جَسَدِهِ، "حتى يَحكُمَ
اللهُ بيْنَه وبيْنَ عَدُوِّهِ" فيَفصِلُ بيْنَهم بالحَربِ،
أي: إنَّ النَّبيَّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ تجهَّزَ للحَرْبِ واستعَدَّ لها بلُبْسِ عُدَّتِهِ ودُروعِهِ، وليس له أنْ يَرجِعَ في أمْرٍ حَسَمَهُ إلَّا أنْ يُقاتِلَ حتى يَحكُمَ
اللهُ بيْنَه وبيْنَ أعْدائِهِ؛ لأنَّه نقْضٌ للتَّوكُّلِ الذي شَرَطَهُ
اللهُ مع العَزيمةِ، فلُبسُهُ لَأْمَتَهُ دالٌّ على العَزيمةِ، و
اللهُ يقولُ:
{ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ } [
آل عمران: 159 ]، وهذا أمْرٌ من
اللهِ لِنَبيِّهِ إذا عَزَمَ على أمْرٍ أنْ يَمضِيَ فيه ويَتوكَّلَ على
اللهِ.
وفي الحَديثِ: أنَّ التَّوكُّلَ على
اللهِ يكونُ معه الأخْذُ بالأسْبابِ المُعينةِ على النَّجاحِ، ثُمَّ عَدَمِ التَّردُّدِ في الأمْرِ .
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم