حديث ما فعله صاحباي قبلي ولا أفعله حتى أستشير فشاور أصحاب محمد صلى

أحاديث نبوية | تخريج سنن الدارقطني | حديث حارثة بن مضرب

«أنَّ قَومًا من أهلِ مِصرَ أتَوْا عُمَرَ بنَ الخطَّابِ، فقالوا: إنَّا قد أصَبْنا كُراعًا ورَقيقًا، وإنَّا نُحِبُّ أنْ نُزَكِّيَه، قال: ما فعَلَه صاحِبايَ قَبْلي، ولا أفعَلُه حتى أستَشيرَ؛ فشاوَرَ أصحابَ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالوا: حَسَنٌ، وسكَتَ علِيٌّ، فقال: ألَا تكَلَّمُ يا أبا الحَسَنِ؟ فقال: قد أشاروا عليكَ وهو حَسَنٌ إنْ لم يكنْ جِزْيةً راتِبةً يُؤخَذونَ بها بَعدَكَ، قال: فأخَذَ منَ الرَّقيقِ عَشَرةَ دَراهِمَ، ورزَقَهُم جَريبَينِ من بُرٍّ كُلَّ شَهرٍ، وأخَذَ منَ الفَرَسِ عَشَرةَ دَراهِمَ، ورزَقَه عَشَرةَ أجْرِبةٍ من شَعيرٍ كُلَّ شَهرٍ، وأخَذَ منَ المَقاريفِ ثَمانيةَ دَراهِمَ، ورزَقَها ثَمانيةَ أجْرِبةٍ من شَعيرٍ كُلَّ شَهرٍ، وأخَذَ منَ البَراذينِ خَمسةَ دَراهِمَ، ورزَقَها خَمسةَ أجْرِبةٍ من شَعيرٍ كُلَّ شَهرٍ.»

تخريج سنن الدارقطني
حارثة بن مضرب
شعيب الأرناؤوط
صحيح

تخريج سنن الدارقطني - رقم الحديث أو الصفحة: 2020 -

شرح حديث أن قوما من أهل مصر أتوا عمر بن الخطاب فقالوا إنا قد


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

في هذا الحَديثِ يَرْوي التَّابعيُّ حارِثةُ بنُ مُضرِّبٍ: "أنَّ قَومًا من أهْلِ مِصْرَ أتَوْا عُمَرَ بنَ الخطَّابِ"، وكانَ حِينئذٍ خَليفةَ المُسلِمينَ، "فقالوا: إنَّا قد أصَبْنا كُراعًا ورَقيقًا"، والكُراعُ اسْمٌ يُطلَقُ على جَميعِ الخَيلِ، والرَّقيقُ هُم العَبيدُ المَمْلوكونَ لِغَيرِهِم، والمَعْنى أنَّهم اشْتَرَوْا هذه الأشياءَ للتِّجارةِ، قالوا: "وإنَّا نُحِبُّ أنْ نُزكِّيَهُ" نُطهِّرُهُ بإخْراجِ الزَّكاةِ منه، ولعلَّهم تأوَّلُوا عُمومَ قَولِهِ تَعالى: { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا } [ التوبة: 103 ] "قال: ما فَعَلَهُ صاحِبايَ قَبْلي، ولا أفعَلُهُ حتى أستَشيرَ"، يَعني: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَفا عن الزَّكاةِ في الخَيلِ والرَّقيقِ، وسارَ أبو بَكرٍ على ذلِكَ -وقد أجمَعَ العُلَماءُ على أنْ لا زَكاةَ على أحَدٍ في رَقيقِهِ إلَّا أنْ يكونَ اشْتَراهُم للتِّجارةِ، فإنِ اشْتَراهُم للقُنْيةِ، فلا زكاةَ في شَيءٍ منهم- "فشاوَرَ أصْحابَ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم" ممَّن كانوا مَوْجودينَ عِندَه في المدينةِ المُنوَّرةِ "فقالوا: حَسَنٌ"، أي: إنَّ أخْذَك الصَّدَقةِ منهم شَيءٌ حَسَنٌ تَطهُرُ بها أمْوالُهُم، "وسَكَتَ علِيٌّ" لم يَتكلَّمْ، ولم يُدلِ برَأيِهِ، فقالَ له عُمَرُ رضِيَ اللهُ عنه: "ألَا تَكلَّمُ يا أبا الحَسَنِ؟" تُدْلي برَأيِكَ ومَشورَتِكَ؟ فقال علِيٌّ رضِيَ اللهُ عنه: "قد أشاروا عليكَ وهو حَسَنٌ، إنْ لم يكُنْ جِزْيةً راتِبةً يُؤخَذونَ بها بَعدَك"، وهذه مُوافَقةٌ منه على ما قاله جَمعُ الصَّحابةِ، ولكِنَّه أضافَ حِرْزًا، وهو أنْ يُبيِّنَ عُمَرُ أنَّ هذا من بابِ التَّطوُّعِ غَيرِ المُلزِمِ حتى لا يَفرِضَهُ عليهم الوُلاةُ بعدَ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنه، "قالَ: فأخَذَ مِنَ الرَّقيقِ عَشَرةَ دَراهِمَ" على كُلِّ رَأسٍ "ورزَقَهُم جَريبَينِ من بُرٍّ كُلَّ شَهرٍ"، والجَريبُ من الطَّعامِ والأرْضِ مِقْدارٌ مَعْلومٌ من الطَّعامِ، وهو يُساوي بالمَكايِيلِ الحَديثةِ 97.92 كيلو جِرامًا، أو 156 كيلو جِرامًا على اختِلافِ التَّقْديرِ بيْنَ المَذاهِبِ.
"وأخَذَ مِنَ الفَرَسِ عَشَرةَ دَراهِمَ"، والفَرَسُ مَقْصودٌ بها ما كان أصيلًا من الخَيلِ العَرَبيِّ، "ورزَقَهُ عَشَرةَ أجْرِبةٍ من شَعيرٍ كُلَّ شَهرٍ" لِعَلَفِهم وطَعامِهِم "وأخَذَ من المَقاريفِ ثَمانيةَ دَراهِمَ"، والمَقاريفُ جَمعُ مُقرِفٍ، وهو الهَجينُ الَّذي أُمُّه عَرَبيَّةٌ، وأبوه ليس كذلِكَ؛ وهو من الخَيلِ دُونَ الجَوادِ والفَرَسِ "ورزَقَها ثَمانيةَ أجْرِبةٍ من شَعيرٍ كُلَّ شَهرٍ، وأخَذَ من البَراذِينِ خَمْسةَ دَراهِمَ" والبَراذينُ جَمعُ البِرْذَوْنِ، ويُطلَقُ على غَيرِ العَرَبيِّ من الخَيلِ والبِغالِ، وهو عَظيمُ الخِلْقةِ، غَليظُ الأعْضاءِ، قَويُّ الأرجُلِ، عَظيمُ الحَوافِرِ "ورزَقَها خَمْسةَ أجْرِبةٍ من شَعيرٍ كُلَّ شَهرٍ"، فيكونُ بذلِكَ قد صنَّفَ هذه الحَيَواناتِ بحسَبِ أصْلِها وقُوَّتِها وقيمَتِها ونَفعِها في الحَربِ وغَيرِهِ، وحدَّدَ قيمةَ ما يُؤخَذُ عليها من صَدَقاتِ التَّطوُّعِ، وحدَّدَ ما يُعْطى لها من بَيتِ مالِ المُسلِمينَ.
وفي الحَديثِ: بَيانُ ما كان عليه الصَّحابةُ رِضْوانُ اللهِ عليهم من التِزامٍ بالسُّنَّةِ النَّبويَّةِ وعَدَمِ الحَيدِ عنها.
وفيه: أنَّ للإمامِ أنْ يُقرِّرَ ما فيه مَصْلَحةٌ للنَّاسِ بما لا يَتَعارَضُ مع النُّصوصِ الصَّحيحةِ.
وفيه: بَيانُ ما كان عليه أصْحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من الأخْذِ بالشُّورى والاهتِمامِ بها .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تخريج سير أعلام النبلاءعن أم سلمة في شأن هجرتهم إلى بلاد النجاشي وقد مر بعض ذلك
تخريج سنن الدارقطنيرأيت عثمان بن عفان يتوضأ فغسل يديه ثلاثا وغسل وجهه ثلاثا ومضمض ثلاثا
فقه السيرةنمنا تلك الليلة ليلة العقبة مع قومنا في رحالنا حتى
فقه السيرةلما أصاب رسول الله الغنائم يوم حنين وقسم للمتألفين من قريش وسائر
صحيح الترغيبأقرب ما يكون العبد من الرب في جوف الليل فإن استطعت أن
صحيح الجامعمن قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له النور ما بينه
صحيح الجامعأعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم
صحيح الترغيبيا رسول الله أخبرني بشيئ يوجب لي الجنة قال طيب الكلام
صحيح الجامعنهى عن عسب الفحل و قفيز الطحان
صحيح الجامعفاطمة بضعة مني يقبضني ما يقبضها و يبسطني ما يبسطها
صحيح الجامعصنائع المعروف تقي مصارع السوء والصدقة خفيا تطفئ غضب الرب وصلة الرحم زيادة
السلسلة الصحيحةبادروا بالأعمال خصالا ستا إمارة السفهاء و كثرة الشرط و


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, December 23, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب