حديث وكنا نؤمر أن نصلي في مرابض الغنم ولا نصلي في أعطان الإبل

أحاديث نبوية | تخريج صحيح ابن حبان | حديث عبدالله بن مغفل

«لولا أنَّ الكلابَ أمَّةٌ مِن الأُممِ لَأمَرْتُ بقتلِها فاقتُلوا منها الأسودَ البهيمَ ) قال: ( وأيُّما قومٍ اتَّخَذوا كلبًا ليس بكلبِ حرثٍ أو صيدٍ أو ماشيةٍ نقَص مِن أجرِهم كلَّ يومٍ قيراطٌ ) قال: وكنَّا نُؤمَرُ أنْ نُصَلِّيَ في مرابضِ الغَنَمِ ولا نُصَلِّيَ في أعطانِ الإبلِ فإنَّها خُلِقَتْ مِن الشَّياطينِ»

تخريج صحيح ابن حبان
عبدالله بن مغفل
شعيب الأرناؤوط
صحيح

تخريج صحيح ابن حبان - رقم الحديث أو الصفحة: 5657 -

شرح حديث لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها فاقتلوا منها الأسود البهيم


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

لقد نَظَّمَ الشَّرعُ المُطهَّرُ أحكامَ كُلِّ شَيءٍ، حتى الحَيَواناتِ، ومِن ذلك الكِلابُ، حيث وَرَدَ في الشَّرعِ ما يُنَظِّمُ الانتِفاعَ بها، ويُبَيِّنُ أحكامَ الحَلالِ والحَرامِ مِمَّا يَرتَبِطُ بها.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ عَبدُ اللهِ بنُ مُغَفَّلٍ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: "لولا أنَّ الكِلابَ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ"، أيْ: أُمَّةٌ خُلِقتْ لِمَنافِعَ، أو أُمَّةٌ تُسبِّحُ كما في قَولِه تَعالى: { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ } [ الأنعام: 38 ]، أيْ: أمثالُكم في كَونِها دالَّةً على الصَّانِعِ، ومُسبِّحةً له، كما قالَ تَعالى: { تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا } [ الإسراء: 44 ].
"لَأمَرتُ بقَتلِها"، أيْ: لَأمضَيتُ الأمْرَ في قَتلِها؛ فإنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ قد أمَرَ بقَتلِ الكِلابِ كُلِّها، ثم نَسَخَ هذا الأمْرَ وحَدَّدَ بما جاء هنا، فقالَ: "فاقتُلوا منها الأسوَدَ البَهيمَ"؛ وذلك لِأنَّه شَيطانٌ، كما في حَديثِ جابِرٍ عِندَ مُسلِمٍ، وجُعِلَ الكَلبُ الأسوَدُ البَهيمُ شَيطانًا لِخُبثِه؛ فإنَّه أضَرُّ الكِلابِ وأعقَرُها.
وقيل: إنَّما أمَرَ بقَتلِها في أوَّلِ الأمْرِ؛ لِأنَّ القَومَ ألِفوها، وكانَتْ تُخالِطُهم في أوانيهم، فأرادَ فِطامَهم عن ذلك، فأمَرَ بالقَتلِ، فلَمَّا استَقَرَّ في نُفوسِهم تَنجيسُها وإبعادُها، نَهى عن ذلك، فصارَ النَّهيُ ناسِخًا لذلك الأمْرِ، فنَهى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن قَتلِ جَميعِ الكِلابِ، حتى الأسوَدُ البَهيمُ، إلَّا ما يَكونُ منه ضَرَرٌ واعتِداءٌ، كالكَلبِ العَقورِ، كما في الصَّحيحَيْنِ مِن حَديثِ عائِشةَ رَضيَ اللهُ عنها: "خَمسٌ مِنَ الدَّوابِّ، كُلُّهنَّ فاسِقٌ، يُقتلْنَ في الحَرَمِ: الغُرابُ، والحِدَأةُ، والعَقرَبُ، والفَأْرةُ، والكَلبُ العَقورُ".
ثم قالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "وأيُّما قَومٍ اتَّخَذوا كَلبًا ليس بكَلبِ حَرثٍ"، والحرثُ الزَّرعُ، والمراد: الكلبُ الذي يُحْرَسُ به الحَرْثُ والزَّرعُ مِن حَبٍّ وغيرِه، "أو" ليس بكَلبِ "صَيدٍ"، وهو الكَلبُ المُعلَّمُ الذي يُصادُ به، "أو" ليس بكَلبِ "ماشيةٍ"، وهو الذي يَطرُدُ الذِّئبَ عنها، "نَقَصَ مِن أجْرِهم كُلَّ يَومٍ قيراطٌ"؛ فرَخَّصَ فقط في كَلبِ الزَّرعِ والصَّيدِ والغَنَمِ والماشِيةِ، وفي اقتِنائِها، وما عدا ذلك فإنَّه مَنهيٌّ عنه، ويَنقُصُ مِن أُجورِ أعمالِهم قيراطٌ، وهو قَدرٌ مِنَ الثَّوابِ مَعلومٌ عِندَ اللهِ مِنَ الأجْرِ.
ثم قالَ عَبدُ اللهِ بنُ مُغَفَّلٍ: "وكُنَّا نُؤمَرُ أنْ نُصَلِّيَ في مَرابِضِ الغَنَمِ" ومَرابِضُ الغَنَمِ هي: أماكِنُ النَّومِ والرَّاحةِ والمَبيتِ، وهذه رُخصةٌ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالصَّلاةِ في أماكِنِ تَجَمُّعِ الغَنَمِ؛ لِأنَّها مأمونةُ الجانِبِ، ولا تُؤذي أحَدًا، وفيها بَرَكةٌ مِن حيث هُدوءُها ولينُ جانِبِها، وقِلَّةِ حَرَكَتِها مع ما فيها مِن مَنافِعَ أُخرى.
"ولا نُصلِّيَ في أعطانِ الإبِلِ" وهي الأماكِنُ التي تَنامُ فيها الإبِلُ، سَواءٌ كانَتْ لِلمَبيتِ أو لِلرَّاحةِ، ثم عَلَّلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهيَه فقالَ: "فإنَّها خُلِقتْ مِنَ الشَّياطينِ"؛ وذلك لِأنَّ الإبِلَ فيها حَرَكةٌ ونَفرةٌ، ولا يُؤمَنُ أنْ تُصيبَ المُصلِّيَ أو تَشغَلَه عنِ الصَّلاةِ، وقيلَ: مَعنى" خُلِقتْ مِنَ الشَّياطينِ" أنَّها خُلِقتْ مِن جِنسٍ خُلِقتْ منه الشَّياطينُ، وقيلَ: إنَّ منها جِنسًا تَوالَدَ مِن نَعَمِ الجِنِّ، ثم اختَلَطَ هذا الجِنسُ بنَعَمِ الإنْسِ، وقيلَ: ويَجوزُ أنَّها خُلِقتْ في أصْلِها مِن نارٍ، كما خُلِقتِ الجِنُّ مِن نارٍ، ثم تَوالَدتْ كما تَوالَدتِ الجِنُّ، وقيلَ: إِنَّها نُسِبتْ إلى الشَّياطينِ لِمَا أنَّها في أخلاقِها وطَبائِعِها تُشبِهُ الشَّياطينَ، كتَوَحُّشِ حَرَكَتِها ونَفرَتِها؛ لِأنَّ العَرَبَ تُسَمِّي كُلَّ مارِدٍ شَيطانًا.
وفي الحَديثِ: النَّهيُ عن قَتلِ الكِلابِ إلَّا ما خَصَّه الشَّرعُ، كالكَلبِ العَقورِ.
وفيه: النَّهيُ عنِ اقتِناءِ الكِلابِ إلَّا كَلبَ حِراسةٍ أو صَيدٍ.
وفيه: مُراعاةُ المَصلَحةِ الإنسانيَّةِ في التَّعامُلِ مع الحَيَواناتِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تخريج صحيح ابن حبانعجب ربنا من رجلين رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين حبه وأهله
مسند الإمام أحمدأنه كان يصفر لحيته ويلبس النعال السبتية ويستلم الركنين ويلبي إذا استوت به
مسند الإمام أحمدلا تسبوا الدهر فإن الله عز وجل قال أنا الدهر الأيام والليالي لي
مسند الإمام أحمدعاد النبي صلى الله عليه وسلم غلاما كان يخدمه يهوديا قال فقال له
مسند الإمام أحمدنحر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم حلق وجلس للناس فما سئل
مسند الإمام أحمدأن النبي صلى الله عليه وسلم قال وعدني ربي أن يدخل لي من
مسند الإمام أحمدأقيمت الصلاة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان بين
مسند الإمام أحمدحدثنا أبو الزبير قال سألت جابرا عن الضب فقال أتي رسول الله صلى
مسند الإمام أحمدإن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم سألنه النفقة فلم يوافق عنده
مسند الإمام أحمدقاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم محارب خصفة بنخل فرأوا من المسلمين
مسند الإمام أحمدلما دفن سعد ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبح رسول
مسند الإمام أحمدأن نبي الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده إلى منزله فلما انتهى


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب