حديث أصبح بحمد الله بارئا فأخذ بيده عباس بن عبد المطلب فقال له

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث عبدالله بن عباس

«أنَّ عَلِيَّ بنَ أبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه خَرَجَ مِن عِندِ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في وجَعِهِ الذي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَقَالَ النَّاسُ: يا أبَا حَسَنٍ، كيفَ أصْبَحَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فَقَالَ: أصْبَحَ بحَمْدِ اللَّهِ بَارِئًا، فأخَذَ بيَدِهِ عَبَّاسُ بنُ عبدِ المُطَّلِبِ، فَقَالَ له: أنْتَ واللَّهِ بَعْدَ ثَلَاثٍ عبدُ العَصَا، وإنِّي واللَّهِ لَأَرَى رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَوْفَ يُتَوَفَّى مِن وجَعِهِ هذا؛ إنِّي لَأَعْرِفُ وُجُوهَ بَنِي عبدِ المُطَّلِبِ عِنْدَ المَوْتِ، اذْهَبْ بنَا إلى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَلْنَسْأَلْهُ فِيمَن هذا الأمْرُ؛ إنْ كانَ فِينَا عَلِمْنَا ذلكَ، وإنْ كانَ في غيرِنَا عَلِمْنَاهُ، فأوْصَى بنَا، فَقَالَ عَلِيٌّ: إنَّا واللَّهِ لَئِنْ سَأَلْنَاهَا رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَمَنَعَنَاهَا، لا يُعْطِينَاهَا النَّاسُ بَعْدَهُ، وإنِّي واللَّهِ لا أسْأَلُهَا رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.»

صحيح البخاري
عبدالله بن عباس
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 4447 - من أفراد البخاري على مسلم

شرح حديث أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خرج من عند رسول


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

لم يكُنْ عَليُّ بنُ أبي طالِبٍ رَضيَ اللهُ عنه يَسْعى لرِياسةٍ، أو خِلافةٍ طلَبًا لمَتاعِ الحَياةِ الدُّنْيا، وإنَّما وَليَ الخِلافةَ لمَّا طُلِبَ إليها، وتَمسَّكَ بها لَمَّا رَأى أنَّ مَصلَحةَ المُسلِمينَ في اجْتِماعِهم عليه، وأنَّ تَرْكَه لها يَفتَحُ بابًا مِن أبْوابِ الفِتَنِ.

وفي هذا الحَديثِ يَحْكي عَبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ عَليَّ بنَ أبي طالبٍ رَضيَ اللهُ عنه خرَجَ مِن عندِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مرَضِه الَّذي مات منه، وكان هذا في السَّنةِ الحاديةَ عَشْرةَ مِن الهِجْرةِ، فلمَّا خرَجَ قال له النَّاسُ: يا أبا حَسَنٍ -كُنْيةُ عَليِّ بنِ أبي طالبٍ رَضيَ اللهُ عنه- كيف أصبَحَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فقال: أصبَحَ بحَمدِ اللهِ بارِئًا، يَعني: أنَّه أفاقَ مِن مرَضِه، بحسَبِ ظنِّه رَضيَ اللهُ عنه، أو قال ذلك للتَّفاؤلِ، أو بارِئًا مِن كلِّ ما يَعْتَري المَريضَ مِن القَلقِ والغَفْلةِ.
فأخَذَ العَبَّاسُ رَضيَ اللهُ عنه بيَدِه، وقال له: أنتَ واللهِ بعْدَ الثَّلاثِ عَبدُ العَصا، وهذه كِنايةٌ أنَّ عَليًّا رَضيَ اللهُ عنه سيكونُ تابِعًا مأْمُورا لغَيرِه، يَعني: أنَّه لن يكونَ خَليفةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقدْ كان العَبَّاسُ رَضيَ اللهُ عنه يُريدُ مِن عَليٍّ رَضيَ اللهُ عنه أنْ يَطلُبَ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خِلافتَه مِن بعْدِه، وأخبَرَه العبَّاسُ أنَّه يظُنُّ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سيَموتُ في مرَضِه هذا، وهذا الَّذي قالَه مُستَنِدًا فيه إلى الخِبْرةِ، حيث قال: وإنِّي لَأعْرِفُ في وُجوهِ بَني عبدِ المُطَّلِبِ المَوتَ، أي: عَلاماتِ المَوتِ الَّتي تَظهَرُ عليهم، وعبدُ المُطَّلِبِ جدُّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
ثمَّ طلَبَ العبَّاسُ مِن عَليٍّ رَضيَ اللهُ عنهما أنْ يَذهَبا إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فيَسأَلاه فيمَن سيَكونُ أمرُ الخِلافةِ مِن بعْدِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فإنْ كان فيهم عَرَفوا ذلك، وإنْ كان في غَيرِهم طَلَبوا منه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُوصيَ بهم الخَليفةَ بعْدَه، فرفَضَ عَليُّ بنُ أبي طالِبٍ رَضيَ اللهُ عنه أنْ يَسألَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هذا الأمْرَ، مُعلِّلًا ذلك بأنَّه لو سَأَلَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الخِلافةَ، فرفَضَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يكونَ عَليٌّ الخَليفةَ مِن بعدِه؛ فإنَّ النَّاسَ يَرفُضونَ بعْدَ ذلك إمارَتَه أبدًا؛ لرَفضِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وإنَّه على كلِّ حالٍ لنْ يَسألَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الإمارةَ؛ لأنَّه رَضيَ اللهُ عنه لم يكُنْ طالبًا لها، أو ساعيًا إليها.
وقدْ كان عَليٌّ رَضيَ اللهُ عنه مُحِقًّا في رَأيِه، وقدْ ظهَرَ ذلك في أنَّ النَّاسَ اخْتاروه خَليفةً بعْدَ مَوتِ عُثمانَ رَضيَ اللهُ عنه اعْتِمادًا على فَضلِه، وشَرفِه، وسابِقَتِه في الإسْلامِ، ولو كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ رفَضَ طلَبَه لمَا ولَّاه النَّاسُ أبدًا.
وفي الحَديثِ: فَضلُ عَليِّ بنِ أبي طالِبٍ رَضيَ اللهُ عنه، وحِكْمتُه، وزُهدُه في الإمارةِ.
وفيه: ما يدُلُّ على حُسنِ فِطنةِ العبَّاسِ بما ذكَرَه مِن العَلامةِ الَّتي رَآها لبَني عبدِ المُطلَّبِ عندَ المَوتِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريإن من نعم الله علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي
صحيح البخاريأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسأل في مرضه الذي مات
صحيح البخاريسمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن تبوك قال فلما سلمت على
صحيح البخاريصلى أبو بكر رضي الله عنه العصر ثم خرج يمشي فرأى الحسن يلعب
صحيح البخاريكان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعا بعيد ما بين المنكبين له شعر
صحيح البخاريسمعت أنس بن مالك يصف النبي صلى الله عليه وسلم قال كان ربعة
صحيح البخاريأنه سأل عبد الله بن بسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال
صحيح البخاريسئل البراء أكان وجه النبي صلى الله عليه وسلم مثل السيف قال لا
صحيح البخاريكأني أنظر إلى الغبار ساطعا في زقاق بني غنم موكب جبريل صلوات الله
صحيح البخاريعن ابن عمر قال دخلت على حفصة ونسواتها تنطف قلت قد كان من
صحيح البخاريكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد فرج بين يديه حتى نرى
صحيح البخاريما عاب النبي صلى الله عليه وسلم طعاما قط إن اشتهاه أكله وإلا


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, November 24, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب