حديث أما ما ذكرت من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضاه

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث المسور بن مخرمة

«لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ جَعَلَ يَأْلَمُ، فَقَالَ له ابنُ عَبَّاسٍ -وكَأنَّهُ يُجَزِّعُهُ-: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، ولَئِنْ كانَ ذَاكَ، لقَدْ صَحِبْتَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأحْسَنْتَ صُحْبَتَهُ، ثُمَّ فَارَقْتَهُ وهو عَنْكَ رَاضٍ، ثُمَّ صَحِبْتَ أبَا بَكْرٍ فأحْسَنْتَ صُحْبَتَهُ، ثُمَّ فَارَقْتَهُ وهو عَنْكَ رَاضٍ، ثُمَّ صَحِبْتَ صَحَبَتَهُمْ فأحْسَنْتَ صُحْبَتَهُمْ، ولَئِنْ فَارَقْتَهُمْ لَتُفَارِقَنَّهُمْ وهُمْ عَنْكَ رَاضُونَ، قَالَ: أمَّا ما ذَكَرْتَ مِن صُحْبَةِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ورِضَاهُ، فإنَّما ذَاكَ مَنٌّ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى مَنَّ به عَلَيَّ، وأَمَّا ما ذَكَرْتَ مِن صُحْبَةِ أبِي بَكْرٍ ورِضَاهُ، فإنَّما ذَاكَ مَنٌّ مِنَ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ مَنَّ به عَلَيَّ، وأَمَّا ما تَرَى مِن جَزَعِي فَهو مِن أجْلِكَ وأَجْلِ أصْحَابِكَ، واللَّهِ لو أنَّ لي طِلَاعَ الأرْضِ ذَهَبًا لَافْتَدَيْتُ به مِن عَذَابِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ قَبْلَ أنْ أرَاهُ.»

صحيح البخاري
المسور بن مخرمة
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 3692 -

شرح حديث لما طعن عمر جعل يألم فقال له ابن عباس وكأنه يجزعه يا


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كان عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه مَثلًا للحاكمِ العادِلِ الَّذي يُحسِنُ سياسةَ رَعيَّتِه على قَواعدِ الشَّرعِ، معَ مُراعاةِ واقعِ النَّاسِ، وتَنْزيلِ الأحْكامِ على أحْوالِهم، وكان لمَقْتلِه أثرٌ كَبيرٌ في نُفوسِ المُسلِمينَ؛ نَظرًا لِمَا كان عليه في خِلافتِه مِن قُوَّةٍ وهَيْبةٍ في الحقِّ.
وفي هذا الحَديثِ يَرْوي المِسوَرُ بنُ مَخْرَمةَ رَضيَ اللهُ عنه آخِرَ لَحظاتِ وَفاةِ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه، فيَحْكي أنَّه لَمَّا طُعِنَ جعَل يأْلَمُ، أي: يُظهِرُ أثَرَ ألَمِه بالأنينِ ونَحوِه، وكان الَّذي طعَنَه أبا لُؤْلؤةَ المَجوسيَّ، وكان في صَلاةِ الصُّبحِ، فقال له عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما «وكأنَّه يُجزِّعُه»، أي: يُزيلُ جزَعَه، ويُذهِبُ عنه ما به مِنَ الجزَعِ: «ولئنْ كان ذاك»، أي: ولئنْ قُتِلْتَ مِن هذه الطَّعْنةِ، أي: فلا تُبالِغْ فيما أنتَ فيه مِن الجزَعِ؛ لقد صحِبْتَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأحسَنْتَ صُحْبتَه، ثمَّ فارَقْتَه وهو عنكَ راضٍ، ثمَّ صحِبْتَ أبا بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه، فأحسَنْتَ صُحبتَه، ثمَّ فارَقتَه وهو عنكَ راضٍ، ثمَّ صَحِبْتَ صُحبَتَهم، والصُّحبةُ جَمعُ صاحبٍ، ومُرادُه أصْحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأبي بَكرٍ، فأحسَنْتَ صُحبَتَهم، ولئنْ فارَقْتَهم لَتُفارِقَنَّهم وهمْ عنكَ راضونَ، وهذا كُلُّه مِن بابِ طَمْأنَتِه بحُسنِ أعْمالِه فلا يكونُ منه جزَعٌ؛ لِما قدَّمَه سابقًا مِن صُحْبةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وصَحابتِه بعْدَه.
فردَّ عليه عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنه بأنَّ كلَّ ما ذكَر مَحضُ منَّةٍ ونِعمةٍ منَ اللهِ سُبحانَه وتعالَى، ليس له فيه شَيءٌ، وأمَّا ما يَرى مِن جَزَع عمَرَ وخَوْفِه؛ فذلك لأنَّه يُخافُ مِن وُقوعِ الفِتَنِ بيْنَهم مِن بعْدِه، لَمَّا كان هو كالبابِ يسُدُّ الفِتَنَ، ومعَ هذا كلِّه فإنَّه يَخافُ أيضًا على نفْسِه ولا يأمَنُ عَذابَ اللهِ، وهذا من شدَّةِ الوَرَعِ والخَوفِ، ثمَّ أقسَمَ عُمَرُ قائلًا: واللهِ لو أنَّ لي طِلاعَ الأرْضِ -أي: مِلْأَها- ذَهبًا لافتَدَيْتُ به مِن عَذابِ اللهِ عزَّ وجلَّ قبلَ أنْ أراه، والمقصودُ أنَّه يَتمَنَّى لو أنَّ له مِثلَ وَزنِ الأرضِ ذَهبًا، ثمَّ طُلِبَ منه أنْ يَفتَديَ نفْسَه بهذا الذَّهَبِ مِن شدَّةِ أمْرِ المَوتِ، وما بعْدَه منَ الحِسابِ والقيامةِ؛ لَافْتَدى نفْسَه، وإنَّما قال ذلك؛ لغَلَبةِ الخَوفِ الَّذي وقَعَ له في ذلك الوَقتِ مِن خَشيةِ التَّقْصيرِ فيما يَجِبُ مِن حُقوقِ اللهِ، أو مِن الفِتْنةِ بمَدحِهم.
وفي الحَديثِ: مَنقَبةٌ لعُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه.
وفيه: مُواساةُ المَكْلومِ والمَصْدومِ بما يُهوِّنُ عليه هَمَّه.
وفيه: أنَّ المؤمِنَ يكونُ حالُه بيْن الخَوفِ والرَّجاءِ مِن اللهِ.
وفيه: بَيانُ عَدْلِ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه في رَعيَّتِه، وحُسنِ سياسَتِه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريقلت للنبي صلى الله عليه وسلم وأنا في الغار لو أن أحدهم نظر
صحيح البخاريكنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنخير أبا
صحيح البخاريكتب أهل الكوفة إلى ابن الزبير في الجد فقال أما الذي قال رسول
صحيح البخاريرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان
صحيح البخاريكنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذا
صحيح البخاريأن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت
صحيح البخاريأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وأبو بكر بالسنح قال إسماعيل
صحيح البخاريما عدوا من مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ولا من وفاته ما
صحيح البخاريعادني النبي صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع من مرض أشفيت منه
صحيح البخاريباع شريك لي دراهم في السوق نسيئة فقلت سبحان الله أيصلح هذا فقال
صحيح البخاريأن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أعرابي يعوده قال وكان النبي
صحيح البخاريبينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتاه رجل فشكا إليه


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, November 24, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب