حديث فكتب عليهم ألا يفر واحد من عشرة وفي رواية ألا يفر

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث عبدالله بن عباس

«لَمَّا نَزَلَتْ: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ} (الأنفال: 65)، فَكُتِبَ عليهم ألَّا يَفِرَّ واحِدٌ مِن عَشَرَةٍ (وفي رواية): ألَّا يَفِرَّ عِشْرُونَ مِن مِائَتَيْنِ- ثُمَّ نَزَلَتْ: {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ} (الأنفال: 66) الآيَةَ، فَكَتَبَ ألَّا يَفِرَّ مِائَةٌ مِن مِائَتَيْنِ. (وزاد في رواية): نَزَلَتْ: {حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ} (الأنفال: 65).»

صحيح البخاري
عبدالله بن عباس
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 4652 - من أفراد البخاري على مسلم

شرح حديث لما نزلت إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

النَّسْخ في الأحكامِ -وهو العَملُ بحُكْمٍ جَديدٍ بعْدَ حُكْمٍ سابقٍ- له حِكمٌ عَظيمةٌ مِن اللهِ سُبحانه وتعالَى؛ فهو الخالقُ الذي قَضى الحُكْمَ الأوَّلَ والثَّانيَ، فقَضى هذا في وَقتٍ، وهذا في وقْتٍ لحِكمةٍ بالغةٍ، وعِلْمٍ منه سُبحانه وتعالَى.
وفي هذا الحَديثِ يذكُرُ عبدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما: أنَّه لَمَّا نزل قَولُ اللهِ عزَّ وجَلَّ: { إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِئَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ... } [ الأنفال: 65 ]، كُتِبَ وفُرِضَ على المُسلِمين أَلَّا يَفِرَّ واحدٌ منهم عند مُواجَهةِ عَشَرَةٍ من غيرِ المُسلِمين في قِتالٍ.
وقال سُفْيَانُ بنُ عُيَينةَ -أحدُ رُواةِ الحديثِ- أكثَرَ مِن مرَّةٍ: «ألَّا يَفِرَّ عِشرون مِن مِائتين»، وهو المعنى السَّابِقُ نفْسُه لكنَّه اللَّفْظُ الموافِقُ للآيةِ، أي: إنَّ سُفيانَ كان يَرويه بالمَعْنَى، وتارةً يَرْويه باللَّفظِ الذي وقَعَ في القرآنِ؛ مُحافظةً على التِّلاوةِ، وهو الأكثرُ.

ثمَّ نزَلَ قولُ اللهِ تعالَى: { الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ } [ الأنفال: 66 ]، ففَرَضَ اللهُ عليهم ألَّا يفِرَّ مِائةٌ مِن مِائتينِ، أيْ: لا يفِرُّ واحدٌ مِن اثنَينِ.

ومعنى الآية: لقد فرَضْنا عليكم -أيُّها المؤمِنون- أوَّلَ الأمرِ أن يَثبُتَ الواحِدُ منكم أمامَ عَشَرةٍ مِنَ الكافِرينَ، والآن وبعد أن شَقَّ عليكم الاستمرارُ على ذلك، ولم تَبْقَ هناك ضرورةٌ لدوامِ هذا الحُكمِ لكثرةِ عَدَدِكم، شَرَعْنا لكم التخفيفَ رحمةً بكم، ورعايةً لأحوالِكم، فأوجبنا عليكم أن يَثبُتَ الواحِدُ منكم أمامَ اثنين من أعدائِكم بدلًا من عَشرةٍ، وبشَّرْناكم بأنَّه إن يوجَدْ منكم مائةٌ صابرةٌ يغلبوا مائتين من أعدائِكم، وإن يوجَدْ منكم ألفٌ يَغْلبوا ألفين منهم بإذنِ اللهِ وتيسيرِه وتأييدِه، واللهُ تعالى مع الصَّابرين بتأييدِه ورعايتِه ونَصْرِه، فاحرِصوا على أن تكونوا من المؤمِنين الصَّادقين؛ لتنالوا منه سُبحانَه ما يُسعِدُكم في دُنياكم وآخِرَتِكم.
وزاد سُفيانُ بن عُيَينة مرَّةً: نزلَتْ: { حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ... } [ الأنفال: 65 ]، وهو التَّخفيفُ السَّابقُ ذِكرُهُ.
والمراد أن سفيان حدث بالزيادة مرة، ومرة بدونها.
وفي الحَديثِ: بَيانُ رَحمةِ اللهِ سُبحانَه وتعالَى بالمؤمنِين.
وفيه: حَثُّ المسلمِ على الصَّبرِ عِندَ قِتالِ الأعداءِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريلما عرس أبو أسيد الساعدي دعا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فما
صحيح البخاريلأحدثنكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحدثكم به
صحيح البخاريلا أحد أغير من الله فلذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن
صحيح البخاريكنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سوق من أسواق المدينة
صحيح البخاريكنت قينا بمكة فعملت للعاص بن وائل السهمي سيفا فجئت أتقاضاه فقال لا
صحيح البخاريكنت في حلقة فيها عبد الرحمن بن أبي ليلى وكان أصحابه يعظمونه فذكروا
صحيح البخاريكنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ
صحيح البخاريكنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأقول
صحيح البخاريكنا ننهى أن نحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر
صحيح البخاريكنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم وليس معنا نساء فقلنا ألا
صحيح البخاريكنا في حلقة عبد الله فجاء حذيفة حتى قام علينا فسلم ثم قال
صحيح البخاريكنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 26, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب