حديث وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث أنس بن مالك

«قالَ أبو جَهْلٍ: اللَّهُمَّ إنْ كانَ هذا هو الحَقَّ مِن عِندِكَ، فأمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أوِ ائْتِنَا بعَذَابٍ ألِيمٍ، فَنَزَلَتْ: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} (الأنفال: 33 - 34) الآيَةَ.»

صحيح البخاري
أنس بن مالك
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 4648 - أخرجه البخاري (4648)، ومسلم (2796)

شرح حديث قال أبو جهل اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أعداءُ الإسلامِ والحقِّ في كلِّ زَمانٍ ومَكانٍ يُمارِسُون الجَدَلَ ويَنشُرونَ الشُّبَهَ اللَّامِعةَ؛ كي يُلبِّسوا على أَتْباعهم الحقَّ بِإِلبَاسِهِ لِباسَ الباطلِ، واللهُ مُتِمُّ نُورِهِ ولو كَرِهَ الكافرون.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أنَسُ بنُ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ أبا جَهْلٍ -وكان من زُعَماءِ قُرَيشٍ وكُبَرائِهم- قال عِنادًا ومُكابَرةً -قيل: كان في يومِ بَدرٍ في العامِ الثَّاني من الهِجرةِ-: «اللَّهُمَّ إنْ كان هذا» يعني القُرآنَ «هو الحقَّ» حالَ كونِه مُنزَّلًا «مِن عِندِك، فأَمْطِرْ علينا حِجارةً مِن السَّماءِ، أو ائْتِنا بعَذابٍ أليمٍ»، أي: نوعٍ آخَرَ مِن العذابِ مُوجعًا؛ عقوبةً لنا على إنكارِه إن كان حقًّا.
وفائدةُ قَولِه: ( من السَّماءِ ) والإمطارُ لا يكونُ إلا منها؛ المبالغةُ في العذابِ، فإنَّ السَّماءَ محَلُّ الرحمةِ، كأنهم قالوا: بدِّلْ رحمتَك النَّازِلةَ من السَّماءِ بنُزولِ العَذابِ منها، أو أنَّه أشدُّ تأثيرًا إذا سقطت من أعلى الأماكِنِ، والمرادُ مِن قَولِه هذا المبالغةُ في نَفيِ كَونِ القرآنِ حقًّا منزَّلًا من عندِ اللهِ عزَّ وجَلَّ.
فنزلَتِ الآيةُ الكريمةُ: { وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّـهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } [ التوبة: 33 ]، أيْ: وما كان اللهُ لِيُعذِّبَ كفَّارَ قُريشٍ وأنت مُقيمٌ بيْن أظهُرِهم يا محمَّدُ؛ لأنِّي لا أُهلِكُ أهْلَ بلدةٍ وفيها نبيُّهم، حتى يَخرُجَ منها، وما كان اللهُ مُعذِّبَ أولئك الكُفَّارِ لو أنَّهم كانوا يَستغفِرونَ اللهَ مِن كُفرِهم وذُنوبِهم، لكنَّهم لا يَفعلونَ، وهمْ على ضَلالِهم مُصِرُّونَ، فهُم للعذابِ مُستحِقُّونَ.
ثم بَيَّن سُبحانَه بعضَ الجرائِمِ التي ارتكبها المُشرِكون، والتي تجعَلُهم مستحِقِّين لعذابِ اللهِ، فقال تعالى: { وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّـهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ } [ التوبة: 34 ]، والمعنى: أيُّ شَيءٍ يمنَعُ أولئكَ المُشركينَ مِن أنْ يُعَذِّبهم اللهُ تعالى، والحالُ أنَّهم فعلوا ما يُوجِبُ عذابَهم، وهو مَنعُهم المسلمينَ مِن الوصولِ إلى المسجِدِ الحرامِ للصَّلاةِ فيه، والطَّوافِ، والعبادةِ؟!
وفي الحَديثِ: جانِبٌ من جهالةِ المُشرِكين وعنادِهم واجترائِهم على اللهِ عزَّ وجَلَّ.
وفيه: فضيلةُ النَّبيِّ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وفيه: فَضلُ الاستغفارِ وأثَرُه في حِفظِ البِلادِ والعِبادِ مِن سَخَطِ اللهِ وعَذابِه.
وفيه: أنَّ إمهالَ اللهِ عزَّ وجَلَّ للظَّالمِ قد يكونُ رحمةً مِنَ اللهِ بالضُّعَفاءِ؛ حتى لا يُصيبَهم جانِبٌ مِن العذابِ عند وقوعِه على الظَّالِمين.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريقال ابن عباس أمره أن يسبح في أدبار الصلوات كلها يعني قوله وأدبار
صحيح البخاريغدونا على عبد الله فقال رجل قرأت المفصل البارحة فقال هذا كهذ الشعر
صحيح البخاريعن مجاهد والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا البقرة قال كانت هذه العدة
صحيح البخاريعن عبد الله قال لعن الله الواشمات والموتشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق
صحيح البخاريعن عبد الله بن مسعود قال هيت لك يوسف قال وإنما نقرؤها
صحيح البخاريعن عائشة وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن
صحيح البخاريعن عائشة رضي الله عنها أنزلت هذه الآية لا يؤاخذكم الله باللغو في
صحيح البخاريعن عائشة رضي الله عنها يستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن إلى
صحيح البخاريعن عائشة رضي الله عنها وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا
صحيح البخاريعن عائشة رضي الله عنها والذي تولى كبره النور قالت عبد الله
صحيح البخاريعن عائشة رضي الله عنها قالت يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل
صحيح البخاريعن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أحسبه ابن


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 27, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب