حديث هذا كهذ الشعر إنا قد سمعنا القراءة وإني لأحفظ القرناء التي كان

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث عبدالله بن مسعود

«غَدَوْنَا علَى عبدِ اللَّهِ، فَقَالَ رَجُلٌ: قَرَأْتُ المُفَصَّلَ البَارِحَةَ، فَقَالَ: هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ! إنَّا قدْ سَمِعْنَا القِرَاءَةَ، وإنِّي لَأَحْفَظُ القُرَنَاءَ الَّتي كانَ يَقْرَأُ بهِنَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سُورَةً مِنَ المُفَصَّلِ، وسُورَتَيْنِ مِن آلِ (حم).»

صحيح البخاري
عبدالله بن مسعود
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 5043 - أخرجه مسلم (822) باختلاف يسير

شرح حديث غدونا على عبد الله فقال رجل قرأت المفصل البارحة فقال هذا كهذ


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أمَرَ اللهُ سُبحانَه وتعالَى بتَدبُّرِ القرآنِ؛ قال تعالَى: { كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ } [ ص: 29 ]، وقال عزَّ مِن قائلٍ: { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ } [ النساء: 82 ]، وهذا هو المقصودُ مِن قِراءتِه، لا مُجرَّدُ سَرْدِ حُروفِه دونَ فَهْمٍ أو تَعقُّلٍ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ التابِعيُّ أبو وائلٍ شَقيقُ بنُ سَلَمةَ أنهم ذهبوا إلى عَبدِ الله بنِ مسعودٍ رضِي اللهُ عنه غَدْوةً، وهو وقْتُ ما بيْن صَلاةِ الصُّبحِ وطُلوعِ الشَّمسِ، فقال رجُلٌ مِنَهم -اسْمُه نَهِيكُ بنُ سِنانٍ البَجَلِيُّ، كما في صحيح مسلم-: قرَأْتُ سُورَ المفصَّلِ كلَّها اللَّيلةَ الماضيةَ، أي: إنَّ هذه القراءةَ كانت في صلاتِه في ركعةٍ واحدةٍ، كما في روايةٍ أخرى عند البخاريِّ: «قال: قَرَأْتُ المُفَصَّلَ اللَّيْلَةَ في رَكْعَةٍ»، والمُفصَّلُ يَبدَأُ مِن سُورةِ «ق» إلى آخِرِ القُرآنِ، وقيل: مِن سُورةِ محمَّدٍ إلى آخِرِ القُرآنِ، وسُمِّيَ مُفصَّلًا لِقِصَرِ سُوَرِه وقُرْبِ انْفِصالِ بَعْضِهنَّ مِن بَعضٍ، ففَهِمَ منه ابنُ مَسعودٍ رضِي اللهُ عنه بأنَّه كان يُسرِعُ في التِّلاوةِ، ولا يُرتِّلُ القُرآنَ ترتيلًا كما أمر اللهُ عزَّ وجَلَّ -ويَتأكَّدُ هذا الأمرُ إذا كانتِ القِراءةُ في الصَّلاةِ- فلم يَستَحسِنْ منه ذلك، وأنكر عليه فِعْلَه، فقال له: «هَذًّا كهَذِّ الشِّعرِ!» أي: قرَأْتَه قِراءةً مُتسرِّعَةً ليس فيها تَدبُّرٌ كما يُفعَلُ في قِراءةِ الشِّعرِ! وإنَّمَا قال ذلك لأنَّ تِلكَ الصِّفةَ كانتْ عادَتَهم في إنشادِ الشِّعْرِ، وهذا الإنكارُ مِن ابنِ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه لفِعلِ الرَّجلِ؛ لِمَا فيه مِن قلَّةِ التَّدبُّرِ لِمَا يقرَؤُه.
ثمَّ ذكَرَ ابنُ مسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه يَعرِفُ القُرَنَاءَ -وهي السُّوَرُ المُتقارِبةُ في الطُّولِ- الَّتي كان يَقرَأُ بها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ويَجمَعُ بيْنَهنَّ في صَلاتِه، يَقرَأُ سُورتينِ في كلِّ رَكعةٍ، وعدَدُهنَّ عِشرونَ سُورةً.
ومعناه: إنْ شئتَ أنْ تَعمَلَ بِسُنَّةِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاجمعْ بيْن كُلِّ سُورتينِ فقطْ، ولا تَزِدْ؛ لِتَتمكَّنَ مِنَ الترَّتيلِ، وحُسنِ التِّلاوةِ.
وقدْ ورَد ذِكرُ هذه السُّوَرِ عندَ أبي داودَ عن ابنِ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه، وهي: الرَّحمنُ والنَّجمُ في رَكعةٍ، والقمرُ والحاقَّةُ في رَكعةٍ، والطُّورُ والذَّارِياتُ في رَكعةٍ، والواقعةُ والقلَمُ في رَكعةٍ، والمعارِجُ والنَّازعاتُ في رَكعةٍ، ووَيْلٌ للمُطفِّفِينَ وعَبَسَ في ركْعةٍ، والمدَّثِّرُ والمُزمِّلُ في رَكعةٍ، والإنسانُ والقيامةُ في رَكعةٍ، والنَّبأُ والمُرسَلاتُ في رَكعةٍ، والدُّخَانُ والتَّكويرُ في رَكعةٍ.
وقَولُه: «سورتين من آلِ ( حم )» مُشكِلٌ؛ لأنَّ الرِّواياتِ لم تختَلِفْ أنَّه ليس في العِشرينَ مِن الحواميمِ غيرُ الدُّخَانِ، فيُحمَلُ على التغليبِ، أو فيه حَذفٌ، كأنه قال: وسورتينِ إحداهما من ( آل ) حم.
وكذا قَولُه في روايةٍ في الصَّحيحين: «عِشْرِينَ سُورَةً مِنَ المُفَصَّلِ»؛ فإنَّ الدُّخَانَ لَيست مِن المُفصَّلِ، فَيُحمَلُ على أنَّه عدَّها فيه تَجوُّزًا.
وفي الحَديثِ: النَّهيُ عَنِ الهذِّ في القِراءةِ، وهو الإسراعُ المفْرِطُ.
وفيه: مَشروعيَّةُ قِراءةِ أكثرَ مِن سُورةٍ في الرَّكعةِ الواحدةِ.
وفيه: الحثُّ على التَّرسُّلِ في قِراءةِ القرآنِ، وتَّدبُّرِ آياتِه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريعن مجاهد والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا البقرة قال كانت هذه العدة
صحيح البخاريعن عبد الله قال لعن الله الواشمات والموتشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق
صحيح البخاريعن عبد الله بن مسعود قال هيت لك يوسف قال وإنما نقرؤها
صحيح البخاريعن عائشة وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن
صحيح البخاريعن عائشة رضي الله عنها أنزلت هذه الآية لا يؤاخذكم الله باللغو في
صحيح البخاريعن عائشة رضي الله عنها يستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن إلى
صحيح البخاريعن عائشة رضي الله عنها وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا
صحيح البخاريعن عائشة رضي الله عنها والذي تولى كبره النور قالت عبد الله
صحيح البخاريعن عائشة رضي الله عنها قالت يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل
صحيح البخاريعن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أحسبه ابن
صحيح البخاريعن حذيفة وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة البقرة
صحيح البخاريعن الحسن فلا تعضلوهن البقرة قال حدثني معقل بن يسار أنها نزلت


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 27, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب