شرح حديث عن حذيفة وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة البقرة
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
في هذا الحديثِ يَروي حُذَيْفَةُ رضِي
اللهُ عنه أنَّ قولَه تعالَى:
{ وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ } [
البقرة: 195 ]، نزَلَ في النَّفقةِ،
أي: في ترْكِ النَّفقةِ في سَبيلِ
اللهِ عزَّ وجلَّ، وهذا الَّذي قالَه حُذيفةُ رضِي
اللهُ عنه مُجْمَلٌ، جاءَ مُفسَّرًا في حَديثِ أبي أيُّوبَ رضِيَ
اللهُ عنه -كما في سُنَنِ أبي داودَ والترمذيِّ وغَيرِهما-، قال: كنَّا بِالقُسْطَنْطينيَّةِ، فخَرجَ صَفٌّ عَظيمٌ مِنَ الرُّومِ، فحمَلَ رجُلٌ مِنَ المسلمينَ على صَفِّ الرُّومِ حتَّى دخَلَ فيهم، ثُمَّ رجَعَ مُقبِلًا، فصاحَ النَّاسُ: سُبحان
اللهِ، ألْقَى بيَدِه إلى التَّهْلُكةِ! فقال أبو أيُّوبَ رضِيَ
اللهُ عنه: أيُّها النَّاسُ، إنَّكم تُؤوِّلون هذه الآيةَ على هذا التَّأويلِ، وإنَّما نزَلَتْ هذه الآيةُ فينَا -معشرَ الأنصارِ- إنَّا لَمَّا أعزَّ
اللهُ دِينَه وكثُرَ ناصرُوه قُلْنا بيْنَنا سرًّا: إنَّ أموالَنا قدْ ضاعَتْ، فلو أنَّا أقمْنا فيها وأصْلَحْنا ما ضاعَ منها، فأَنْزَلَ
اللهُ هذه الآيةَ، فكانتِ التَّهلُكةُ الإقامةَ الَّتي أردْناها.
وقولُه سُبحانَه:
{ وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ }،
أي: في سائرِ وُجوهِ القُرُباتِ، وخاصَّةً الصَّرفَ في قتالِ الكفَّارِ والبذْلَ فيما يَقْوَى به المسلمونَ على عَدوِّهم،
{ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ } بِالكفِّ عَنِ الغَزِو والإنفاقِ فيه؛ فإنَّه يُقوِّي العدوَّ ويُسلِّطُهم على إهلاكِكم، أو المرادُ: الإمساكُ وحبُّ المالِ؛ فإنَّه يؤدِّي إلى الهلاكِ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم