حديث إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث عدي بن عميرة الكندي

«إنَّ اللهَ لا يُعذِّبُ العامَّةَ بعمَلِ الخاصَّةِ، حتى يرَوُا المُنكَرَ بينَ ظَهْرانَيْهم، وهم قادِرونَ على أنْ يُنكِروه، فلا يُنكِروه، فإذا فَعَلوا ذلك عذَّبَ اللهُ الخاصَّةَ والعامَّةَ.»

مسند الإمام أحمد
عدي بن عميرة الكندي
شعيب الأرناؤوط
حسن لغيره

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 17720 - أخرجه أحمد (17720) واللفظ له، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (2431)، والطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (1175)

شرح حديث إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

يُعاقِبُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ هذه الأُمَّةَ ببَعضِ ما عاقَبَ به الأُمَمَ الهالِكةَ، إذا ظهَرَت فيهمُ المَعاصي والآثامُ وكثُرَت، ولم يُوجَدْ مَن يَأمُرُ بالمَعروفِ، ويَنْهى عنِ المُنكَرِ؛ زجْرًا لتلك الأُمَّةِ أنْ تَأخُذَ طَريقَ العِصيانِ.
وفي هذا الحَديثِ يُقرِّرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ اللهَ سُبحانَه لا يُوقِعُ العَذابَ على عامَّةِ النَّاسِ بسبَبِ مُنكَرٍ فَعَله بعضُهم، فلا تَزِرُ وازِرةٌ وِزْرَ أُخْرى، ولكنَّه سُبحانَه جعَل لعامَّةِ الأُمَّةِ مَخرَجًا مِن ذلك؛ بالأمرِ بالمَعروفِ، والنَّهيِ عنِ المُنكَرِ الَّذي هو وَظيفةُ الأنْبياءِ والرُّسلِ، ومِن بَعدِهمُ العُلماءُ وقادةُ الأُمَّةِ، ومُعلِّموها، كما قال تعالَى: { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ } [ آل عمران: 110 ]؛ فإنَّها خيْرُ أُمَّةٍ لأجْلِ ذلك، ولا شكَّ أنَّ الأُمَمَ الغابِرةَ كانوا يتَساهَلونَ في الأمرِ بالمَعروفِ، والنَّهيِ عنِ المُنكَرِ، ويَسكُتونَ على مَن فَعَل ذلك؛ ولذلك شنَّع عليهمُ الباري تعالَى في القرآنِ الحَكيمِ في غيرِ آيةٍ، وكذلك أُمَّةُ الإسْلامِ، فإذا رَأى العامَّةُ المُنكَرَ مُنتَشِرًا وظاهرًا بيْنَهم في المُجتَمعاتِ، ولم يُنكِروا على أهلِ الفِسقِ والفُجورِ عِصيانَهم، وهمْ قادِرونَ على أنْ يُنكِروه؛ فعندَئذٍ يُعذِّبُ اللهُ سُبحانَه الخاصَّةَ والعامَّةَ.
وهذا مَعْناه أنَّ البَلاءَ والعَذابَ قدْ يُرفَعُ عن غيرِ الصَّالِحينَ، إذا كثُر الصَّالحونَ والآمِرونَ بالمَعروفِ، والنَّاهونَ عنِ المُنكَرِ، فأمَّا إذا كثُر المُفسِدونَ، وقلَّ الصَّالِحونَ، هلَك المُفسِدونَ والصَّالحونَ معَهم، إذا لم يَأمُروا بالمَعروفِ، ويَكْرَهوا ما صَنَع المُفسِدونَ، وهو مَعْنى قولِه تعالَى: { وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً } [ الأنفال: 25 ]؛ بلْ يَعُمُّ شُؤمُها على الجَميعِ مَن تَعاطاها، ومَن رَضيَها، فيَنبَغي لطالِبِ الآخِرةِ والسَّاعي في تَحصيلِ رِضا اللهِ عزَّ وجلَّ أنْ يَعْتنيَ بهذا البابِ؛ فإنَّ نفْعَه عَظيمٌ، لا سيَّما وقدْ ذهَب مُعظَمُه، ويُخلِصَ نيَّتَه، ولا يَهابَنَّ مَن يُنكِرُ عليه لارتِفاعِ مَرتَبتِه؛ فإنَّ اللهَ تعالَى قال: { وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ } [ الحج: 40 ]، واعلَمْ أنَّ الأجْرَ على قَدْرِ النَّصَبِ، وألَّا يُتارِكَه أيضًا لِصَداقتِه، ومَودَّتِه، ومُداهنَتِه، وطلَبِ الوَجاهةِ عندَه، ودَوامِ المَنزِلةِ لدَيه؛ فإنَّ صَداقتَه ومَودَّتَه يُوجِبانِ له حُرمةً وحقًّا، ومِن حقِّه أنْ يَنصَحَه ويَهدِيَه إلى مَصالِحِ آخِرَتِه، ويُنقِذَه مِن مَضارِّها.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمداستأذن عمرو بن العاص على فاطمة فأذنت له قال ثم علي قالوا لا
مسند الإمام أحمدأنه مر على عبد الرحمن بن سمرة وهو على نهر أم عبد الله
مسند الإمام أحمدصليت العشاء الآخرة بالبصرة ومطرنا ثم جئت أستفتح قال فقال لي أبي أسامة
مسند الإمام أحمدأنه أخبره من سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو بوادي القرى وهو
مسند الإمام أحمدعن عثمان بن عفان أنه دعا بماء فتوضأ ومضمض واستنشق ثم غسل وجهه
مسند الإمام أحمدأن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جرح فآذته الجراحة فدب
مسند الإمام أحمدتقعد الملائكة يوم الجمعة على أبواب المسجد معهم الصحف يكتبون الناس فإذا خرج
مسند الإمام أحمدالتفل في المسجد سيئة ودفنه حسنة
مسند الإمام أحمدإذا خطب أحدكم امرأة فلا جناح عليه أن ينظر إليها إذا كان إنما
مسند الإمام أحمدذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خديجة فأطنب في الثناء عليها
مسند الإمام أحمددخلت امرأة عثمان بن مظعون أحسب اسمها خولة بنت حكيم على عائشة وهي
مسند الإمام أحمدعن عكرمة قال كنت جالسا عند زيد بن علي بالمدينة فمر شيخ يقال


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, November 23, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب