حديث ما ظهر في قوم الربا والزنا إلا أحلوا بأنفسهم عقاب الله عز

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث عبدالله بن مسعود

«"لعَنَ اللهُ آكِلَ الرِّبا، ومُوكِلَه، وشاهدَيْه، وكاتبَه"، قال: وقال: "ما ظهَرَ في قَومٍ الرِّبا والزِّنا، إلَّا أحَلُّوا بأنفُسِهم عِقابَ اللهِ عزَّ وجلَّ".»

مسند الإمام أحمد
عبدالله بن مسعود
شعيب الأرناؤوط
صحيح لغيره

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 3809 - أخرجه الترمذي (1206)، وابن ماجه (2277) باختلاف يسير، والنسائي (3416) مطولاً باختلاف يسير، وأحمد (3809) واللفظ له

شرح حديث لعن الله آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه قال وقال ما ظهر في قوم


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

الرِّبا نَوعٌ مِن أنواعِ الاستِغلالِ في المُعامَلاتِ، وفيه قدْرٌ كبيرٌ مِنَ الضَّررِ، وفيه سُحْتٌ وأخْذُ زِيادةٍ بالباطلِ؛ ومِن هنا كان مُحَرَّمًا في جَميعِ الشَّرائعِ.
وفي هذا الحَديثِ يَحْكي عبْدُ اللهِ بنُ مَسْعودٍ رضِيَ اللهُ عنه أنَّ اللهَ عزَّ وجَلَّ«لعَنَ» -وهو الطَّردُ والإبعادُ عن رَحمتِه سُبْحانَه- «آكِلَ الرِّبا، ومُوكِلُه»؛ فهذا نَهْيٌ عنِ التَّعامُلِ بالرِّبا، ومنَعَه على الطَّرَفينِ معًا، فالآكِلُ: هو الَّذي يُعطي المالَ، ويَأخُذُ زِيادةً على ما أَعْطى، والمُوكِلُ: هو الَّذي يُعطي الزِّيادةَ، وإنَّما خُصَّ بالأكْلِ؛ لأنَّ الَّذينَ نزَلَ فيهم النَّهيُ كانتْ طُعمَتُهُم مِنَ الرِّبا، وإلَّا فالوَعيدُ حاصِلٌ لكُلِّ مَن عَمِلَ به، سَواءٌ أكَلَ منه أمْ لا؛ ولكنَّه أعانَه عليه، كما جاء في قَولِه: «وشاهِدَيْه»؛ وهو الَّذي يَشهَدُ على عَقْدِهِما، «وكاتِبَه»؛ أي: الَّذي يَكتُبُه لهما، والمُرادُ: النَّهيُ عنِ التَّعامُلِ بالرِّبا، سَواءٌ كان في المالِ، أو السِّلَعِ، والتَّحْذيرُ هنا يَبدَأُ بآكِلِ الرِّبا، ومُوكِلِه، وشاهِدِه، وكاتِبِه، ويَنتَهي بالمُجتَمَعِ الَّذي يَرضَى بمِثلِ هذا، ولا يُحارِبُه.

والرِّبا أنْواعٌ؛ منها رِبا الزِّيادةِ، مِثلُ: أنْ يَبيعَ الإنسانُ دِرْهَمًا بدِرْهَمينِ، أو دِينارًا بدِينارينِ، أو صاعًا مِنَ التَّمْرِ بصاعينِ مِنَ التَّمرِ، ويُسمَّى هذا: رِبا الفَضْلِ.
ومنها: الزِّيادةُ عِندَ التَّأخيرِ في بَيعِ الأجْناسِ الرِّبَويَّةِ، كالذَّهَبِ والفِضَّةِ، ويُسمَّى رِبا النَّسيئةِ، ومِثلُ هذا يَشتمِلُ على ظُلمٍ كَبيرٍ للمُقترِضِ، ورُبَّما أوقَعَه في الدُّيونِ المُتراكِبةِ، وعلى أثَرِ هذا يَترتَّبُ خَلَلٌ كَبيرٌ لنِظامِ المالِ في المُجتمَعِ، فيَمنَعُ النَّاسُ أمْوالَهُم في التِّجارةِ، ويَزدادُ الغَنيُّ غِنًى، والفَقيرُ فَقْرًا.
ثُمَّ حذَّرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنِ انتشارِ مَعْصيتينِ وكَبيرتينِ مِنَ الكبائرِ في النَّاسِ والمجتمَعاتِ؛ وهُما الرِّبا والزِّنا؛ وهو إتيانُ النِّساءِ في الحَرامِ، وهو مِن أعظَمِ الفَواحشِ وأكثَرِها مَفاسِدَ، «إلَّا أَحَلُّوا»؛ أي: أنزَلوا وأَوجَبوا، «بأنفُسِهم عِقابَ اللهِ عزَّوجلَّ»؛ والمرادُ به: عَذابُهُ، وهذا العَذابُ يكونُ في الدُّنيا، وفي الآخِرةِ، إذا لمْ يَتوبوا إلى اللهِ؛ ففي الدُّنيا تَنتشِرُ الأمْراضُ، والعِلَلُ، والعَداواتُ، وإراقةُ الدِّماءِ بسَببِ الزِّنا، وتُمحَقُ البَرَكةُ بسَبَبِ الرِّبا، وفي الآخِرةِ يكونُ العذابُ مِنَ اللهِ جَزاءً على هذه الكَبائرِ، وفي إضافةِ العَذابِ إلى اللهِ تَفْظيعٌ لشأْنِه، وتَعظيمٌ لقَدْرِه، وتَهْويلٌ لأمْرِ هاتينِ المَعصيتَينِ.
وفي الحَديثِ: التَّشْديدُ والتَّحْذيرُ مِنَ التَّعامُلِ بالرِّبا بكُلِّ أنواعِه.
وفيه: النَّهيُ عنِ الإعانةِ على الباطلِ.
وفيه: بَيانُ أنَّ المعاصِيَ والذُّنوبَ والفَواحِشَ أصلُ كُلِّ بَليَّةٍ وشَرٍّ في الدُّنْيا والآخِرةِ، وهي مِن أسْبابِ وُقوعِ العَذابِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي المرأة والمملوك من الغنائم ما
مسند الإمام أحمدفناء أمتي بالطعن والطاعون قالت فقلت يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه
مسند الإمام أحمدلم يحفظ أبو هريرة لأنه دخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
مسند الإمام أحمدسألت عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتسامع عنده الشعر فقالت
مسند الإمام أحمدعن جبير بن نفير قال دخلت على عائشة فقالت هل تقرأ سورة المائدة
مسند الإمام أحمدرأيت فيما يرى النائم كأني أنزع أرضا وردت علي وغنم سود وغنم عفر
مسند الإمام أحمدأن قيس بن طلق حدثهم أن أباه طلق بن علي قال بنيت المسجد
مسند الإمام أحمدعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال سمعت رجلا من أصحاب النبي
مسند الإمام أحمدخمس لا يعلمهن إلا الله إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم
مسند الإمام أحمدمن عبد الله لا يشرك به شيئا وأقام الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان
مسند الإمام أحمدكنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول تعلموا سورة البقرة
مسند الإمام أحمدما من أمير عشرة إلا جيء به يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, December 23, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب