إعراب الآية 112 من سورة النحل , صور البلاغة و معاني الإعراب.

  1. الآية مشكولة
  2. إعراب الآية
  3. تفسير الآية
  4. تفسير الصفحة
إعراب القرآن الكريم | إعراب آيات وكلمات القرآن الكريم | بالاضافة إلى إعراب أحمد عبيد الدعاس , أحمد محمد حمیدان - إسماعیل محمود القاسم : إعراب القران للدعاس من أفضل كتب الاعراب للقران الكريم , إعراب الآية 112 من سورة النحل .
  
   

إعراب وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل


{ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ( النحل: 112 ) }
{ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً }
: أعربت في الآية الكريمة الخامسة والسبعين.
وهو: « ضَرَبَ: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح.
﴿اللَّهُ﴾: لفظ الجلالة فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.
﴿مَثَلًا﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿عَبْدًا﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره».
﴿كَانَتْ﴾: فعل ماضٍ ناقص مبنيّ على الفتح، والتاء: تاء التأنيث الساكنة لا محلّ لها من الإعراب.
واسمها ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي.
وجملة "كانت آمنة" في محلّ نصب صفة لـ "قرية".
﴿آمِنَةً﴾: خبر "كان" منصوب بالفتحة.
﴿مُطْمَئِنَّةً﴾: صفة لـ "آمنة" منصوبة مثلها بالفتحة.
﴿يَأْتِيهَا﴾: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل.
و "ها" ضمير الغائبة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدم.
﴿رِزْقُهَا﴾: رزق: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
و "ها": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة.
والجملة الفعلية "يأتيها رزقها" في محلّ نصب صفة ثانية لـ"قرية".
﴿رَغَدًا﴾: حال منصوب بالفتحة.
﴿مِنْ كُلِّ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ"يأتي".
﴿مَكَانٍ﴾: مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿فَكَفَرَتْ﴾: الفاء: حرف استئناف.
كفرت: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح.
والتاء: تاء التأنيث الساكنة لا محلّ لها من الإعراب.
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي.
﴿بِأَنْعُمِ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ"لكفرت".
﴿اللَّهِ﴾: مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة.
وجملة "فكفرت ,,, " استئنافية لا محلّ لها من الإعراب.
﴿فَأَذَاقَهَا﴾: الفاء: سببية.
أذاق: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح، و "ها": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدم.
﴿اللَّهُ﴾: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿لِبَاسَ﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿الْجُوعِ﴾: مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿وَالْخَوْفِ﴾: معطوفة بالواو على الجوع مجرور مثلها.
﴿بِمَا﴾: الباء: حرف جر.
ما: اسم موصول مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بالباء.
﴿كَانُوا﴾: فعل ماضٍ ناقص مبنيّ على الضم لاتصاله بواو الجماعة.
والواو ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع اسم "كان" و "الألف": فارقة.
﴿يَصْنَعُونَ﴾: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، و "الواو" ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل.
وجملة "يضعون" في محلّ نصب خبر "كان".
وجملة "كانوا يصنعون" صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب.

إعراب سورة النحل كاملة

الآية 112 من سورة النحل مكتوبة بالتشكيل

﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾
[ النحل: 112]


إعراب مركز تفسير: وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل


﴿وَضَرَبَ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( ضَرَبَ ) فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
﴿اللَّهُ﴾: اسْمُ الْجَلَالَةِ فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿مَثَلًا﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿قَرْيَةً﴾: بَدَلٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿كَانَتْ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ نَاسِخٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"التَّاءُ" حَرْفُ تَأْنِيثٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَاسْمُ كَانَ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هِيَ".
﴿آمِنَةً﴾: خَبَرُ كَانَ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿مُطْمَئِنَّةً﴾: خَبَرُ كَانَ ثَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿يَأْتِيهَا﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الْمُقَدَّرَةُ لِلثِّقَلِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ.
﴿رِزْقُهَا﴾: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ خَبَرٌ ثَالِثٌ لِـ( كَانَ ).
﴿رَغَدًا﴾: حَالٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿مِنْ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿كُلِّ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿مَكَانٍ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿فَكَفَرَتْ﴾: "الْفَاءُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( كَفَرَتْ ) فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"التَّاءُ" حَرْفُ تَأْنِيثٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هِيَ".
﴿بِأَنْعُمِ﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( أَنْعُمِ ) اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿اللَّهِ﴾: اسْمُ الْجَلَالَةِ مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿فَأَذَاقَهَا﴾: "الْفَاءُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( أَذَاقَ ) فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ.
﴿اللَّهُ﴾: اسْمُ الْجَلَالَةِ فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿لِبَاسَ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿الْجُوعِ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَالْخَوْفِ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( الْخَوْفِ ) مَعْطُوفٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿بِمَا﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( مَا ) اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿كَانُوا﴾: فِعْلٌ مَاضٍ نَاسِخٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الْجَمَاعَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ اسْمُ كَانَ.
﴿يَصْنَعُونَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ خَبَرُ كَانَ، وَجُمْلَةُ: ( كَانُوا ... ) صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.


( وَضَرَبَ ) الواو استئنافية و
( ضَرَبَ ) ماض مبني على الفتح
( اللَّهُ ) لفظ الجلالة فاعل
( مَثَلًا ) مفعول به
( قَرْيَةً ) بدل
( كانَتْ ) ماض ناقص واسمها محذوف
( آمِنَةً ) خبر
( مُطْمَئِنَّةً ) خبر ثان والجملة صفة لقرية
( يَأْتِيها رِزْقُها ) مضارع ومفعوله وفاعله المؤخر والها مضاف إليه
( رَغَداً ) حال
( مِنْ كُلِّ ) متعلقان بيأتيها
( مَكانٍ ) مضاف إليه والجملة في محل نصب حال
( فَكَفَرَتْ ) الفاء عاطفة وماض فاعله مستتر والجملة معطوفة
( بِأَنْعُمِ ) متعلقان بكفرت
( اللَّهُ ) لفظ الجلالة مضاف إليه
( فَأَذاقَهَا ) الفاء عاطفة وماض ومفعوله الأول المقدم
( اللَّهُ ) لفظ الجلالة فاعل
( لِباسَ ) مفعول به ثان
( الْجُوعِ ) مضاف إليه
( وَالْخَوْفِ ) معطوف
( بِما ) ما موصولية ومتعلقان بأذاقها
( كانُوا ) كان واسمها والجملة صلة
( يَصْنَعُونَ ) مضارع مرفوع والواو فاعل والجملة خبر.

إعراب الصفحة 280 كاملة


تفسير الآية 112 - سورة النحل

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي Tafsir English

الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 112 - سورة النحل

وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون

سورة: النحل - آية: ( 112 )  - جزء: ( 14 )  -  صفحة: ( 280 )

أوجه البلاغة » وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل :

عطف عظة على عظة . والمعطوف عليها هي جمل الامتنان بنعم الله تعالى عليهم من قوله : { وما بكم من نعمة فمن الله } [ النحل : 53 ] وما اتّصل بها إلى قوله : { يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون } [ سورة النحل : 83 ]. فانتقل الكلام بعد ذلك بتهديد من قوله : { ويوم نبعث من كل أمة شهيداً } [ سورة النحل : 84 ].

فبعد أن توعّدهم بقوارع الوعيد بقوله : { ولهم عذاب أليم } [ سورة النحل : 104 ] وقوله : { فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم } [ سورة النحل : 106 ] إلى قوله { لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون } [ سورة النحل : 109 ] عاد الكلام إلى تهديدهم بعذاب في الدنيا بأن جعلهم مضرب مثل لقرية عذبت عذاب الدنيا ، أو جعلهم مثَلاً وعظة لمن يأتي بمثل ما أتوا به من إنكار نعمة الله .

ويجوز أن يكون المعطوف عليها جملة { يوم تأتي كل نفس } [ سورة النحل : 111 ] الخ . على اعتبار تقدير ( اذكر ) ، أي اذكر لهم هول يوم تأتي كل نفس تجادل الخ . وضرب الله مثلاً لعذابهم في الدنيا شأن قرية كانت آمنة الخ .

و { ضربَ } : بمعنى جعل ، أي جعل المركّب الدّال عليه وكوّن نظمه ، وأوحى به إلى رسوله صلى الله عليه وسلم كما يقال : أرسل فلان مثلاً قوله : كيْت وكيْت .

والتعبير عن ضرب المثل الواقع في حال نزول الآية بصيغة الماضي للتشويق إلى الإصغاء إليه ، وهو من استعمال الماضي في الحال لتحقيق وقوعه ، مثل { أتى أمر الله } [ سورة النحل : 1 ] أو لتقريب زمن الماضي من زمن الحال ، مثل قد قامت الصلاة .

ويجوز أن يكون { ضرب } مستعملاً في معنى الطلب والأمر ، أي اضرب يا محمد لقومك مثلاً قرية إلى آخره ، كما سيجيء عند قوله تعالى { ضرب الله مثلاً رجلاً فيه شركاء } في سورة الزمر ( 29 ). وإنما صيغ في صيغة الخبر توسّلاً إلى إسناده إلى الله تشريفاً له وتنويهاً به . ويفرّق بينه وبين ما صيغ بصيغة الطلب نحو { واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية } [ سورة يس : 13 ] بما سيذكر في سورة الزمر فراجعه . وقد تقدّم في قوله تعالى : { إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً } في سورة البقرة ( 26 ) ، وقوله في سورة إبراهيم ( 24 ) { ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة } وجُعل المثلُ قريةً موصوفة بصفات تبيّن حالها المقصود من التمثيل ، فاستغني عن تعيين القرية .

والنكتة في ذلك أن يصلح هذا المثل للتعريض بالمشركين باحتمال أن تكون القرية قريتهم أعني مكة بأن جعلهم مثلاً للناس من بعدهم . ويقْوَى هذا الاحتمالُ إذا كانت هذه الآية قد نزلت بعد أن أصاب أهلَ مكّة الجوع الذي أنذروا به في قوله تعالى : { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم } [ سورة الدخان : 10 ]. وهو الدخان الذي كان يراه أهل مكة أيام القحط الذي أصابهم بدعاء النبي .

ويؤيد هذا قوله بعد

{ ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون } [ سورة النحل : 113 ].

ولعلّ المخاطب بهذا المثل هم المسلمون الذين هاجروا من بعد ما فُتنوا ، أي أصحاب هجرة الحبشة تسليةً لهم عن مفارقة بلدهم ، وبعثاً لهم على أن يشكروا الله تعالى إذ أخرجهم من تلك القرية فسلموا مما أصاب أهلها وما يصيبهم .

وتقدّم معنى القرية عند قوله تعالى : { أو كالذي مرّ على قرية } في سورة البقرة ( 259 ).

والمراد بالقرية أهلها إذ هم المقصود من القرية كقوله : { واسأل القرية } [ سورة يوسف : 82 ].

والأمن : السلامة من تسلّط العدو .

والاطمئنان : الدّعة وهدوء البال . وقد تقدّم في قوله تعالى : { ولكن ليطمئنّ قلبي } في سورة البقرة ( 260 ) ، وقوله : { فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة } في [ سورة النساء : 103 ].

وقدم الأمن على الطمأنينة إذ لا تحصل الطمأنينة بدونه ، كما أن الخوف يسبّب الانزعاج والقلق .

وقوله : { يأتيها رزقها رغداً } تيسير الرزق فيها من أسباب راحة العيش ، وقد كانت مكّة كذلك . قال تعالى : { أو لم نمكّن لهم حرماً آمناً تجبى إليه ثمرات كل شيء } [ سورة القصص : 57 ]. والرزق : الأقوات . وقد تقدم عند قوله : { لا يأتيكما طعام ترزقانه } في سورة يوسف ( 37 ).

والرّغد : الوافر الهنيء . وتقدم عند قوله : { وكلا منها رغداً حيث شئتما } في سورة البقرة ( 35 ).

ومن كل مكان } بمعنى من أمكنة كثيرة . و { كل } تستعمل في معنى الكثرة ، كما تقدم في قوله تعالى : { وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها } في سورة الأنعام ( 25 ).

والأنعمُ : جمع نعمة على غير قياس .

ومعنى الكفر بأنعم الله : الكفر بالمنعِم ، لأنهم أشركوا غيره في عبادته فلم يشكروا المنعم الحَقّ . وهذا يشير إلى قوله تعالى : { يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون } [ سورة النحل : 83 ].

واقتران فعل كفرت بفاء التعقيب بعد كانت آمنة مطمئنة } باعتبار حصول الكفر عقب النعم التي كانوا فيها حين طرأ عليهم الكفر ، وذلك عند بعثة الرسول إليهم .

وأما قَرْن { فأذاقها الله لباس الجوع } بفاء التعقيب فهو تعقيب عُرفي في مثل ذلك المعقّب لأنّه حصل بعد مضي زمن عليهم وهم مصرّون على كفرهم والرسول يكرّر الدعوة وإنذارهم به ، فلما حصل عقب ذلك بمدة غير طويلة وكان جزاءً على كفرهم جعل كالشيء المعقّب به كفرهم .

والإذاقة : حقيقتها إحساس اللسان بأحوال الطعوم . وهي مستعارة هنا وفي مواضع من القرآن إلى إحساس الألم والأذى إحساساً مَكيناً كتمكّن ذوق الطعام من فم ذائقه لا يجد له مدفعاً ، وقد تقدم في قوله تعالى : { ليذوق وبال أمره } في سورة العقود ( 95 ).

واللباس : حقيقته الشيء الذي يلبس . وإضافته إلى الجوع والخوف قرينة على أنه مستعار إلى ما يغشَى من حالة إنسان ملازمةٍ له كملازمة اللباس لابسَه ، كقوله تعالى : { هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهنّ } [ سورة البقرة : 187 ] بجامع الإحاطة والملازمة .

ومن قبيلها استعارة ( البِلى ) لزوال صفة الشخص تشبيهاً للزوال بعد التمكّن ببلى الثوب بعد جدته في قول أبي الغول الطهوي :

ولا تَبلَى بسالتهم وإن هم ... صُلوا بالحرب حيناً بعد حين

واستعارة سلّ الثياب إلى زوال المعاشرة في قول امرىء القيس :

فسُلي ثيابي عن ثيابككِ تَنْسِل ... ومن لطائف البلاغة جعل اللباس لباس شيئين ، لأن تمام اللبسة أن يلبس المرء إزاراً ودرعاً .

ولما كان اللباس مستعاراً لإحاطة ما غشيهم من الجوع والخوف وملازمتهِ أريد إفادة أن ذلك متمكّن منهم ومستقرّ في إدراكهم استقرار الطعام في البَطن إذ يُذاق في اللسان والحلق ويحسّ في الجَوف والأمعاء .

فاستعير له فعل الإذاقة تمليحاً وجمعاً بين الطعام واللباس ، لأن غاية القرى والإكرام أن يُؤْدَب للضيف ويُخلع عليه خلعة من إزار وبرد ، فكانت استعارتان تهكّميتان .

فحصل في الآية استعارتان : الأولى : استعارة الإذاقة وهي تبعية مصرحة ، والثانية : اللباس وهي أصليّة مصرّحة .

ومن بديع النظم أن جعلت الثانية متفرّعة على الأولى ومركّبة عليها بجعل لفظها مفعولاً للفظ الأولى . وحصل بذلك أن الجوع والخوف محيطان بأهل القرية في سائر أحوالهم وملازمان لهم وأنهم بالغان منهم مبلغاً أليماً .

وأجمل بما كانوا يصنعون } اعتماداً على سبق ما يبيّنه من قوله : { فكفرت بأنعام الله }.


English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

تحميل سورة النحل mp3 :

سورة النحل mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة النحل

سورة النحل بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة النحل بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة النحل بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة النحل بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة النحل بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة النحل بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة النحل بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة النحل بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة النحل بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة النحل بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب