إعراب الآية 130 من سورة البقرة , صور البلاغة و معاني الإعراب.

  1. الآية مشكولة
  2. إعراب الآية
  3. تفسير الآية
  4. تفسير الصفحة
إعراب القرآن الكريم | إعراب آيات وكلمات القرآن الكريم | بالاضافة إلى إعراب أحمد عبيد الدعاس , أحمد محمد حمیدان - إسماعیل محمود القاسم : إعراب القران للدعاس من أفضل كتب الاعراب للقران الكريم , إعراب الآية 130 من سورة البقرة .
  
   

إعراب ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في


{ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ( البقرة: 130 ) }
﴿وَمَن﴾: الواو حرف استئناف مبنيّ على الفتح لا محلّ له من الإعراب، من: اسم استفهام إنكاري مبنيّ على السكون في محلّ رفع مبتدأ.
﴿يَرْغَبُ﴾: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو يعود إلى "من"، والجملة الفعلية "يرغب" في محلّ رفع خبر المبتدأ.
وجملة المبتدأ والخبر استئنافية لا محلّ لها من الإعراب.
﴿عَن﴾: حرف جرّ مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب.
﴿مِّلَّةِ﴾: اسم مجرور بعن، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل "يرغب" وملة مضاف.
﴿إِبّراهِيمَ﴾: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة عوضًا عن الكسرة؛ لأنَّه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة.
﴿إلَّا﴾: حرف حصر مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب.
﴿مَن﴾: اسم موصول مبنيّ على السكون في محلّ رفع بدل من الضمير المستتر في "يرغب".
﴿سَفِهَ﴾: فعل ماض مبنيّ على الفتح، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو يعود إلى "من".
وجملة "سفه" لا محلّ لها من الإعراب؛ لأنها صلة الموصول.
﴿نَفْسَهُ﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وهو مضاف.
و "الهاء": ضمير متّصل مبني على الضمّ في محلّ جرّ مضاف إليه.
﴿وَلَقَدِ﴾: الواو حرف جرّ وقسم، مبنيّ على الفتح لا محلّ له من الإعراب، والمقسم به محذوف، والتقدير: والله.
والجارّ والمجرور متعلّقان بفعل محذوف تقديره: أقسم.
و "اللام": حرف واقع في جواب القسم مبنيّ على الفتح، لا محلّ له من الإعراب.
"قد": حرف تحقيق مبني على السكون لا محلّ له من الإعراب.
﴿اصْطَفَيْنَاهُ﴾: فعل ماض مبنيّ على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، و "نا": ضمير متّصل مبني على السكون في محلّ رفع فاعل، و "الهاء": ضمير متّصل مبني على الضمّ في محلّ نصب مفعول به.
﴿فِي﴾: حرف جرّ مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب.
﴿الدُّنْيَا﴾: اسم مجرور بفي، وعلامة جره الكسرة المقدرة الألف للتعذر.
والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل "اصطفيناه"، وجملة "لقد اصطفيناه في الدنيا" جواب القسم لا محلّ لها من الإعراب.
﴿وَإِنَّهُ﴾: الواو حرف عطف مبنيّ على الفتح، "إنّ" حرف توكيد و نصب مشبّه بالفعل مبنيّ على الفتح، و "الهاء": ضمير متّصل مبني على الضمّ في محلّ نصب اسم "إنّ".
﴿في﴾: حرف جرّ مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب.
﴿الْأَخِرَةِ﴾: اسم مجرور بفي، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
والجارّ والمجرور متعلّقان بالصالحين، أو بمحذوف حال.
﴿لَمِنَ﴾: اللام هي اللام المزحلقة حرف مبنيّ على الفتح، من: حرف جرّ مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب.
﴿الصَّالِحِينَ﴾: اسم مجرور بمن، وعلامة جره الياء؛ لأنَّه جمع مذكر سالم.
والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر "إن".
وجملة "إنه في الآخرة لمن الصالحين" لا محلّ لها من الإعراب؛ لأنها معطوفة على جملة القسم "اصطفيناه".

إعراب سورة البقرة كاملة

الآية 130 من سورة البقرة مكتوبة بالتشكيل

﴿ وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ
[ البقرة: 130]


إعراب مركز تفسير: ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في


﴿وَمَنْ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ اسْتِئْنَافٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( مَنْ ) اسْمُ اسْتِفْهَامٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
﴿يَرْغَبُ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ"، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ.
﴿عَنْ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿مِلَّةِ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿إِبْرَاهِيمَ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ لِأَنَّهُ مَمْنُوعٌ مِنَ الصَّرْفِ.
﴿إِلَّا﴾: حَرْفُ اسْتِثْنَاءٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿مَنْ﴾: اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ بَدَلٌ.
﴿سَفِهَ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".
﴿نَفْسَهُ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ، وَالْجُمْلَةُ صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.
﴿وَلَقَدِ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ اسْتِئْنَافٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"اللَّامُ" حَرْفُ جَوَابٍ لِلْقَسَمِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( قَدْ ) حَرْفُ تَحْقِيقٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ.
﴿اصْطَفَيْنَاهُ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِنَا الْفَاعِلِينَ، وَ( نَا ) ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ.
﴿فِي﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿الدُّنْيَا﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الْمُقَدَّرَةُ لِلتَّعَذُّرِ.
﴿وَإِنَّهُ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ حَالٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( إِنَّ ) حَرْفُ تَوْكِيدٍ وَنَصْبٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ اسْمُ ( إِنَّ ).
﴿فِي﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿الْآخِرَةِ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿لَمِنَ﴾: "اللَّامُ" الْمُزَحْلَقَةُ حَرْفُ تَوْكِيدٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( مِنْ ) حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ.
﴿الصَّالِحِينَ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ ( إِنَّ )، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ حَالٌ.


( وَمَنْ ) الواو استئنافية، من اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

( يَرْغَبُ ) فعل مضارع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.

( عَنْ مِلَّةِ ) متعلقان بالفعل يرغب.

( إِبْراهِيمَ ) مضاف إليه مجرور بالفتحة للعلمية والعجمة والجملة في محل رفع خبر من.

( إِلَّا ) أداة حصر.

( مَنْ ) اسم موصول مبني على السكون في محل رفع بدل من الضمير المستتر في يرغب.

( سَفِهَ ) فعل ماض والفاعل هو يعود إلى من.

( نَفْسَهُ ) مفعول به وقيل منصوب بنزع الخافض أي سفه من نفسه. والجملة صلة الموصول.

( وَلَقَدِ ) الواو استئنافية اللام للقسم. قد حرف تحقيق.

( اصْطَفَيْناهُ ) فعل ماض مبني على السكون، ونا فاعله والهاء مفعوله.

( فِي الدُّنْيا ) متعلقان بالفعل قبلهما. والجملة واقعة جوابا للقسم.

( وَإِنَّهُ ) الواو حالية. إن حرف مشبه بالفعل والهاء اسمها.

( فِي الْآخِرَةِ ) متعلقان بالصالحين.

( لَمِنَ الصَّالِحِينَ ) اللام لام المزحلقة من الصالحين متعلقان بمحذوف خبر إن والتقدير إنه معدود من الصالحين في الآخرة. وجملة
( وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ ) حالية.

إعراب الصفحة 20 كاملة


تفسير الآية 130 - سورة البقرة

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي Tafsir English

الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 130 - سورة البقرة

ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين

سورة: البقرة - آية: ( 130 )  - جزء: ( 1 )  -  صفحة: ( 20 )

أوجه البلاغة » ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في :

موقع هاته الآيات من سوابقها موقع النتيجة بعد الدليل ، فإنه لما بين فضائل إبراهيم من قوله : { وإذ ابتلى } [ البقرة : 124 ] إلى هنا علم أن صاحب هاته الفضائل لا يعدل عن دينه والاقتداء به إلا سفيه العقل أفن الرأي ، فمقتضى الظاهر أن تعطف على سوابقها بالفاء وإنما عدل من الفاء إلى الواو ليكون مدلول هذه الجملة مستقلاً بنفسه في تكميل التنويه بشأن إبراهيم وفي أن هذا الحكم حقيق بملة إبراهيم من كل جهة لا من خصوص ما حكي عنه في الآيات السالفة وفي التعريض بالذين حادوا عن الدين الذي جاء متضمناً لملة إبراهيم ، والدلالة عن التفريع لا تفوت لأن وقوع الجملة بعد سوابقها متضمنة هذا المعنى دليل على أنها نتيجة لما تقدم كما تقول أحسن فلان تدبير المهم وهو رجل حكيم ولا تحتاج إلى أن تقول فهو رجل حكيم .

والاستفهام للإنكار والاستبعاد ، واستعماله في الإنكار قد يكون مع جواز إرادة قصد الاستفهام فيكون كناية ، وقد يكون مع عدم جواز إرادة معنى الاستفهام فيكون مجازاً في الإنكار ويكون معناه معنى النفي ، والأظهر أنه هنا من قبيل الكناية فإن الإعراض عن ملة إبراهيم مع العلم بفضلها ووضوحها أمر منكر مستبعد . ولما كان شأن المنكر المستبعد أن يسأل عن فاعله استعمل الاستفهام في ملزومه وهو الإنكار والاستبعاد على وجه الكناية مع أنه لو سئل عن هذا المعرض لكان السؤال وجيهاً ، والاستثناء قرينة عن إرادة النفي واستعمال اللفظ في معنيين كنائيين ، أو ترشيح للمعنى الكنائي وهما الإنكار . والاستفهام لا يجيء فيه ما قالوا في استعمال اللفظ المشترك في معنييه واستعمال اللفظ في حقيقته ومجازه أو في مجازيه لأن الدلالة على المعنى الكنائي بطريق العقل بخلاف الدلالة على المعنيين الموضوع لهما الحقيقي وعلى المعنى الحقيقي والمجازي إذ الذين رأوا ذلك منعوا بعلة أن قصد الدلالة باللفظ على أحد المعنيين يقتضي عدم الدلالة به على الآخر لأنه لفظ واحد فإذا دل على معنى تمت دلالته وأن الدلالة على المعنيين المجازيين دلالة باللفظ على أحد المعنيين فتقضى أنه نقل من مدلوله الحقيقي إلى مدلول مجازي وذلك يقتضي عدم الدلالة به على غيره لأنه لفظ واحد ، وقد أبطلنا ذلك في المقدمة التاسعة ، أما المعنى الكنائي فالدلالة عليه عقلية سواء بقي اللفظ دالاً على معناه الحقيقي أم تعطلت دلالته عليه . ولك أن تجعل استعمال الاستفهام في معنى الإنكار مجازاً بعلاقة اللزوم كما تكرر في كل كناية لم يرد فيها المعنى الأصلي وهو أظهر لأنه مجاز مشهور حتى صار حقيقة عرفية فقال النحاة : الاستفهام الإنكاري نفي ولذا يجيء بعده الاستثناء ، والتحقيق أنه لايطرد أن يكون بمعنى النفي ولكنه يكثر فيه ذلك لأن شأن الشيء المنكر بأن يكون معدوماً ولهذا فالاستثناء هنا يصح أن يكون استثناء من كلام دل عليه الاستفهام كأنَّ مجيباً أجاب السائل بقوله : «لا يرغب عنها إلا من سفه نفسه .

والرغبة طلب أمر محبوب ، فحق فعلها أن يتعدى بفي وقد يعدى بعن إذا ضمن معنى العدول عن أمر وكثر هذا التضمين في الكلام حتى صار منسياً .

والملة الدين وتقدم بيانها عند قوله تعالى : { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتي تتبع ملتهم } [ البقرة : 120 ] .

وسفه بمعنى استخف لأن السفاهة خفة العقل واضطرابه يقال تسفهه استخفه قال ذو الرمة :

مَشَيْن كما اهتزت رماحٌ تسفَّهَتْ ... أَعاليَها مَرُّ الرياح النَّوَاسم

ومنه السفاهة في الفعل وهو ارتكاب أفعال لا يرضى بها أهل المروءة . والسفه في المال وهو إضاعته وقلة المبالاة به وسوء تنميته . وسفهه بمعنى استخفه وأهانه لأن الاستخفاف ينشأ عنه الإهانة وسفه صار سفيهاً وقد تضم الفاء في هذا .

وانتصاب { نفسه } إما على المفعول به أي أهملها واستخفها ولم يبال بإضاعتها دنيا وأخرى ويجوز انتصابه على التمييز المحول عن الفاعل وأصله سَفِهَتْ نفسُه أي خفت وطاشت فحُوِّل الإسنادُ إلى صاحب النفس على طريقة المجاز العقلي للملابسة قصداً للمبالغة وهي أن السفاهة سرت من النفس إلى صاحبها من شدة تمكنها بنفسه حتى صارت صفة لجثمانه ، ثم انتصب الفاعل على التمييز تفسيراً لذلك الإبهام في الإسناد المجازي ، ولا يعكر عليه مجيء التمييز معرفةً بالإضافة لأن تنكير التمييز أغلبي .

والمقصود من قوله : { ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه } تسفيه المشركين في إعراضهم عن دعوة الإسلام بعد أن بين لهم الرسول صلى الله عليه وسلم أن الإسلام مُقام على أساس الحنيفية وهي معروفة عندهم بأنها ملة إبراهيم قال تعالى : { ثم أوحينا إليك أَننِ اتَّبع ملةَ إبراهيم حنيفاً } [ النحل : 123 ] وقال في الآية السابقة { ربنا واجعلنا مُسْلِمَيْننِ لك ومن ذريتنا أُمَّةً مُسْلِمةً لك } [ البقرة : 128 ] وقال : { وأوْصَى بها إبراهيم بنيه ويعقوبُ } [ البقرة : 132 ] إلى قوله : { فلا تَمُوتُنَّ إلا وأنتم مسلمون } [ البقرة : 132 ] .

وجملة { ولقد اصطفيناه } معطوفة على الجمل التي قبلها الدالة على رفعة درجة إبراهيم عند الله تعالى إذ جعله للناس إماماً وضمن له النبوءة في ذريته وأَمَرَهُ ببناء مسجد لتوحيده واستجاب له دعواته .

وقد دلت تلك الجمل على اختيار الله إياه فلا جرم أعقبت بعطف هذه الجملة عليها لأنها جامعة لفذلكتها وزائدة بذكر أنه سيكون في الآخرة من الصالحين . واللام جواب قسم محذوف وفي ذلك اهتمام بتقرير اصطفائه وصلاحه في الآخرة .

ولأجل الاهتمام بهذا الخبر الأخير أكد بقوله : { وإنه في الآخرة لمن الصالحين } فقوله : { وإنه في الآخرة إلى آخره اعتراض بين جملة اصطفيناه } وبين الظرف وهو قوله : { إذْ قال له ربه أَسلم } ، إذ هو ظرف لاصطفيناه وما عطف عليه ، قصد من هذه الظرفية التخلُّص إلى منقبة أخرى ، لأن ذلك الوقت هو دليل اصطفائه حيث خاطبه الله بوحي وأمره بما تضمنه قوله { أسْلِم } من معانٍ جماعها التوحيدُ والبراءةُ من الحول والقوة وإخلاصُ الطاعة ، وهو أيضاً وقتُ ظهور أن الله أراد إصلاح حاله في الآخرة إذ كلٌّ مُيسَّر لما خلق له .


English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

تحميل سورة البقرة mp3 :

سورة البقرة mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة البقرة

سورة البقرة بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة البقرة بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة البقرة بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة البقرة بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة البقرة بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة البقرة بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة البقرة بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة البقرة بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة البقرة بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة البقرة بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب