إعراب الآية 15 من سورة الإسراء , صور البلاغة و معاني الإعراب.
إعراب من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر
{ مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ( الإسراء: 15 ) }
﴿مَنِ﴾: اسم شرط جازم مبنيّ على السكون في محلّ رفع مبتدأ.
﴿اهْتَدَى﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح المقدر على الألف في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مبنيّ مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿فَإِنَّمَا﴾: الفاء: حرف ربط لجواب الشّرط.
إنما: إنّ: حرف توكيد بطل عمله.
﴿ما﴾: حرف زائد كافّ.
﴿يَهْتَدِي﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿لِنَفْسِهِ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بحال من فاعل "يهتدي".
و "الهاء": ضمير مبني في محل جر مضاف إليه.
﴿وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ﴾: الواو: حرف عطف.
من ضل فإنما يضل: مثل "من اهتدى فإنما يهتدي".
﴿عَلَيْهَا﴾: على: حرف جرّ، و "ها": ضمير مبنيّ في محلّ جرّ.
والجارّ والمجرور متعلّقان بحال من فاعل "يضل".
﴿وَلَا﴾: الواو: حرف عطف.
لا: حرف نفي.
﴿تَزِرُ﴾: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿وَازِرَةٌ﴾: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿وِزْرَ﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿أُخْرَى﴾: مضاف إليه مجرور، وعلامة الجر الكسرة المقدرة على الألف.
﴿وَمَا﴾: الواو: حرف عطف.
ما: حرف للنفي.
﴿كُنَّا﴾: فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون، و "نا": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع اسم "كان".
﴿مُعَذِّبِينَ﴾: خبر "كان" منصوب، وعلامة النصب الياء، لأنه جمع مذكر سالم.
﴿حَتَّى﴾: حرف غاية وجر.
﴿نَبْعَثَ﴾: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد "حتى"، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: نحن.
﴿رَسُولًا﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
جملة "من اهتدى" لا محلّ لها من الإعراب،
لأنّها استئنافيّة.
وجملة "اهتدى" في محلّ رفع خبر المبتدأ "من".
وجملة "يهتدي" في محلّ جزم جواب الشرط.
وجملة "من ضل" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها معطوفة على جملة "من اهتدى".
وجملة "ضل" في محلّ رفع خبر المبتدأ "من".
وجملة "يضل" في محلّ جزم جواب الشرط.
وجملة "لا تزر وازرة" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها معطوفة على الجملة الاستئنافيّة.
وجملة "ما كنا معذبين" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها استئنافية.
وجملة "نبعث" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها صلة الموصول الحرفي "أنّ".
﴿ مَّنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا﴾
[ الإسراء: 15]
إعراب مركز تفسير: من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر
﴿مَنِ﴾: اسْمُ شَرْطٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
﴿اهْتَدَى﴾: فِعْلٌ مَاضٍ فِعْلُ الشَّرْطِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ الْمُقَدَّرِ لِلتَّعَذُّرِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".
﴿فَإِنَّمَا﴾: "الْفَاءُ" حَرْفٌ وَاقِعٌ فِي جَوَابِ الشَّرْطِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( إِنَّمَا ) كَافَّةٌ وَمَكْفُوفَةٌ.
﴿يَهْتَدِي﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الْمُقَدَّرَةُ لِلثِّقَلِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ"، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ جَزْمٍ جَوَابُ الشَّرْطِ، وَالشَّرْطُ وَجَوَابُهُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ الْمُبْتَدَإِ ( مَنْ ).
﴿لِنَفْسِهِ﴾: "اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( نَفْسِ ) اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿وَمَنْ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( مَنْ ) اسْمُ شَرْطٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
﴿ضَلَّ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ فِعْلُ الشَّرْطِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".
﴿فَإِنَّمَا﴾: "الْفَاءُ" حَرْفٌ وَاقِعٌ فِي جَوَابِ الشَّرْطِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( إِنَّمَا ) كَافَّةٌ وَمَكْفُوفَةٌ.
﴿يَضِلُّ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ"، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ جَزْمٍ جَوَابُ الشَّرْطِ، وَالشَّرْطُ وَجَوَابُهُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ الْمُبْتَدَإِ ( مَنْ ).
﴿عَلَيْهَا﴾: ( عَلَى ) حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿وَلَا﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( لَا ) حَرْفُ نَفْيٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿تَزِرُ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَازِرَةٌ﴾: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وِزْرَ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿أُخْرَى﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الْمُقَدَّرَةُ لِلتَّعَذُّرِ.
﴿وَمَا﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( مَا ) حَرْفُ نَفْيٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿كُنَّا﴾: فِعْلٌ مَاضٍ نَاسِخٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِنَا الْفَاعِلِينَ، وَ( نَا ) ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ اسْمُ كَانَ.
﴿مُعَذِّبِينَ﴾: خَبَرُ كَانَ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
﴿حَتَّى﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿نَبْعَثَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ بِأَنْ مُضْمَرَةٍ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "نَحْنُ".
﴿رَسُولًا﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
( مَنِ ) اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ والجملة مستأنفة
( اهْتَدى ) ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر وفاعله مستتر وهو فعل الشرط
( فَإِنَّما ) الفاء رابطة للجواب وإنما كافة ومكفوفة
( يَهْتَدِي ) مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل وفاعله مستتر والجملة في محل جزم جواب الشرط
( لِنَفْسِهِ ) متعلقان بيهتدي وجملة الشرط خبر من
( وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها ) الجملة معطوفة وإعرابها كسابقها.
( وَلا ) الواو استئنافية ولا نافية
( تَزِرُ ) مضارع مرفوع
( وازِرَةٌ ) فاعل
( وِزْرَ ) مفعول به
( أُخْرى ) مضاف إليه والجملة مستأنفة
( وَما ) الواو عاطفة وما نافية
( كُنَّا ) كان واسمها
( مُعَذِّبِينَ ) خبر كان المنصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والجملة معطوفة
( حَتَّى ) حرف غاية وجر
( نَبْعَثَ ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتى وفاعله مستتر والجار وما بعده من مصدر مؤول متعلقان بمعذبين
( رَسُولًا ) مفعول به
تفسير الآية 15 - سورة الإسراء
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | Tafsir English |
الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 15 - سورة الإسراء
من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا
سورة: الإسراء - آية: ( 15 ) - جزء: ( 15 ) - صفحة: ( 283 )أوجه البلاغة » من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر :
هذه الجملة بيان أو بدل اشتمال من جملة { وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه } مع توابعها . وفيه تبيين اختلاف الطائر بين نافع وضار ، فطائر الهداية نفع لصاحبه وطائر الضلال ضر لصاحبه . ولكون الجملة كذلك فصلت ولم تعطف على التي قبلها .
وجملة { ولا تزر وازرة وزر أخرى } واقعة موقع التعليل لمضمون جملة { ومن ضل فإنما يضل عليها } لما في هذه من عموم الحكم فإن عَمل أحد لا يُلحق نفعُه ولا ضَره بغيره .
ولما كان مضمون هذه الجملة معنى مهما اعتبر إفادة أنفاً للسامع ، فلذلك عطفت الجملة ولم تُفصل . وقد روعي فيها إبطال أوهام قوم يظنون أن أوزارهم يحملها عنهم غيرهم . وقد روي أن الوليد بن المغيرة وهو من أيمة الكفر كان يقول لقريش : اكفروا بمحمد وعلي أوزاركم ، أي تبعاتكم ومؤاخذتكم بتكذيبه إن كان فيه تبعة . ولعله قال ذلك لما رأى ترددهم في أمر الإسلام وميلهم إلى النظر في أدلة القرآن خشية الجزاء يوم البعث ، فأراد التمويه عليهم بأنه يتحمل ذنوبهم إن تبين أن محمداً على حق ، وكان ذلك قد يروج على دهمائهم لأنهم اعتادوا بالحملات والكفالات والرهائن ، فبين الله للناس إبطال ذلك إنقاذاً لهم من الاغترار به الذي يهوي بهم إلى المهالك مع ما في هذا البيان من تعليم أصل عظيم في الدين وهو { ولا تزر وازرة وزر أخرى }. فكانت هذه الآية أصلاً عظيماً في الشّريعة ، وتفرع عنها أحكام كثيرة .
ولمّا روى ابن عمر عن النّبيء صلى الله عليه وسلم " أنّ الميت ليعذّب ببكاء أهله عليْه " قالت عائشة رضي الله عنها : «يرحم الله أبا عبد الرحمان ، ما قال رسول الله ذلك والله يقول : { ولا تزر وازرة وزر أخرى }.
ولما مُرّ برسول الله جنازةُ يهودية يبكي عليها أهلها فقال : «إنهم ليبكون عليها وإنها لتعذب» .
والمعنى أن وزر أحد لا يحمله غيره فإذا كان قد تسبب بوزره في إيقاع غيره في الوِزر حُمل عليْه وزر بوزر غيره لأنه متسبب فيه ، وليس ذلك بحمل وزر الغير عليه ولكنه حمل وزر نفسه عليها وهو وزر التسبب في الأوزار . وقد قال تعالى : { ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون ، وكذلك وزر من يَسُنّ للناس وزراً لم يكونوا يعملونه من قبل . وفي الصحيح } : «مَا من نفس تقتل ظلماً إلا كان على ابن آدم الأوللِ كِفْل من دمها ذلك أنه أول من سن القتل» .
وسكتت الآية عن أن لا ينتفع أحد بصالح عمل غيره اكتفاء إذ لا داعي إلى بيانه لأنه لا يوقع في غرور ، وتعلم المساواة بطريق لحن الخطاب أو فحواه ، وقد جاء في القرآن ما يومىء إلى أن المتسبب لأحد في هدي ينال من ثواب المهتدي قال تعالى :
{ واجعلنا للمتقين إماماً } [ الفرقان : 74 ] وفي الحديث : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، وعلم بثه في صدور الرجال ، وولد صالح يدعو له بخير .
ومن التخليط توهم أن حمل الدية في قتل الخطأ على العاقلة مناففٍ لهذه الآية ، فإن ذلك فرع قاعدة أخرى وهي قاعدة التعاون والمواساة وليست من حمل التبعات .
وتزر } تحمل الوزر ، وهو الثقل . والوازرة : الحاملة ، وتأنيثها باعتبار أنها نفس لقوله قبله { من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها } [ فصّلت : 46 ].
وأطلق عليها وازرة } على معنى الفرض والتقدير ، أي لو قدرت نفس ذات وزر لا تزاد على وزرها وزر غيرها ، فعلم أن النفس التي لا وزر لها لا تزر وزر غيرها بالأوْلى .
والوزر : الإثم لتشبيهه بالحمل الثقيل لما يجره من التعب لصاحبه في الآخرة ، كما أطلق عليه الثقل ، قال تعالى : { وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم } [ العنكبوت : 13 ].
عطف على آية { من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه } الآية .
وهذا استقصاء في الإعذار لأهل الضلال زيادة على نفي مؤاخذتهم بأجرام غيرهم ، ولهذا اقتصر على قوله : { وما كنا معذبين } دون أن يقال ولا مثيبين . لأن المقام مقام إعذار وقطع حجة وليس مقام امتنان بالإرشاد .
والعذاب هنا عذاب الدنيا بقرينة السياق وقرينة عطف { وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها } [ الإسراء : 16 ] الآية . ودلت على ذلك آيات كثيرة ، قال الله تعالى : { وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون ذكرى وما كنا ظالمين } [ الشعراء : 209 ] وقال : { فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون } [ يونس : 47 ].
( على أن معنى ( حتى ) يؤذن بأن بعثة الرسول متصلة بالعذاب شأن الغاية ، وهذا اتصال عرفي بحسب ما تقتضيه البعثة من مدةٍ للتبليغ والاستمرار على تكذيبهم الرسول والإمهال للمكذبين ، ولذلك يظهر أن يكون العذاب هنا عذاب الدنيا وكما يقتضيه الانتقال إلى الآية بعدها .
على أننا إذا اعتبرنا التوسع في الغاية صح حمل التعذيب على ما يعم عذاب الدنيا والآخرة .
ووقوع فعل معذبين } في سياق النفي يفيد العموم ، فبعثة الرسل لتفصيل ما يريده الله من الأمة من الأعمال .
ودلت الآية على أن الله لا يؤاخذ الناس إلا بعد أن يرشدهم رحمة منه لهم . وهي دليل بين على انتفاء مؤاخذة أحد ما لم تبلغه دعوة رسول من الله إلى قوم ، فهي حجة للأشعري ناهضة على الماتريدي والمعتزلة الذين اتفقوا على إيصال العقل إلى معرفة وجود الله ، وهو ما صرح به صدر الشريعة في التوضيح في المقدمات الأربع . فوجود الله وتوحيده عندهم واجبان بالعقل فلا عذر لمن أشرك بالله وعطل ولا عذر له بعد بعثة رسول .
وتأويل المعتزلة أن يراد بالرسول العقل تطوُّحٌ عن استعمال اللغة وإغماض عن كونه مفعولاً لفعل { نبعث } إذ لا يقال بعث عقلاً بمعنى جعل . وقد تقدم ذلك في تفسير قوله تعالى : { لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل } في سورة [ النساء : 165 ].
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
تحميل سورة الإسراء mp3 :
سورة الإسراء mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الإسراء
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب