إعراب الآية 24 من سورة المؤمنون , صور البلاغة و معاني الإعراب.
إعراب فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد
{ فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ( المؤمنون: 24 ) }
﴿فَقَالَ﴾: الفاء: حرف استئناف.
قال: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح.
﴿الْمَلأُ﴾: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿الَّذِينَ﴾: اسم موصول مبنيّ على الفتح في محلّ رفع نعت.
﴿كَفَرُوا﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على الضم لاتصاله بواو الجماعة، و"الواو" ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل، و"الألف": فارقة.
﴿مِنْ قَوْمِهِ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بحال محذوفة من "الذين"، و"الهاء": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿مَا﴾: حرف نفي لا عمل له.
﴿هَذَا﴾: اسم إشارة مبنيّ على السكون في محلّ رفع مبتدأ.
﴿إِلَّا﴾: حرف حصر لا عمل لها.
﴿بَشَرٌ﴾: خبر "هذا" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿مِثْلُكُمْ﴾: مثل: نعت لـ"بشر" مرفوعة مثلها بالضمة ويجوز أن تكون بدلًا من "بشر".
و"كم": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه.
﴿يُرِيدُ﴾: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿أَنْ﴾: حرف مصدريّ ونصب.
﴿يَتَفَضَّلَ﴾: فعل مضارع منصوب بـ"أنْ"، وعلامة نصبه الفتحة.
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿عَلَيْكُمْ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ"يتفضل".
و"أن" وما بعدها بتأويل مصدر في محلّ نصب مفعول به لـ"يريد".
﴿وَلَوْ﴾: الواو: حرف استئناف.
لو: حرف شرط غير جازم.
﴿شَاءَ﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح.
﴿اللَّهُ﴾: لفظ الجلالة فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة ومفعوله محذوف دل عليه ما تقدمه.
﴿لأَنْزَلَ﴾: اللام: واقعة في جواب "لو".
أنزل: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿مَلَائِكَةً﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿مَا﴾: حرف نفي لا عمل له.
﴿سَمِعْنَا﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك.
و"نا": ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع فاعل.
﴿بِهَذَا﴾: الباء: حرف جر.
هذا: اسم إشارة مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بالباء.
والجارّ والمجرور متعلّقان بـ"سمعنا".
﴿فِي آبَائِنَا﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بحال محذوفة من "هذا".
و"نا": ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿الْأَوَّلِينَ﴾: صفة للآباء مجرورة مثلها، وعلامة جرها الياء، لأنّها جمع مذكر سالم.
وجملة "فقال الملأ" استئنافيّة لا محلّ لها من الإعراب.
وجملة "كفروا" صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب.
وجملة "ما هذا إلّا بشر" في محلّ نصب "مقول القول".
وجملة "يريد" في محلّ نصب نعت ثانٍ لـ"بشر".
وجملة "يتفضل عليكم" صلة الحرف المصدري لا محلّ لها من الإعراب.
وجملة "لأنزل ملائكة" في محلّ جواب شرط غير جازم لا محلّ لها من الإعراب.
﴿ فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ﴾
[ المؤمنون: 24]
إعراب مركز تفسير: فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد
﴿فَقَالَ﴾: "الْفَاءُ" حَرْفُ اسْتِئْنَافٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( قَالَ ) فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
﴿الْمَلَأُ﴾: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿الَّذِينَ﴾: اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ نَعْتٌ.
﴿كَفَرُوا﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الْجَمَاعَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.
﴿مِنْ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿قَوْمِهِ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿مَا﴾: حَرْفُ نَفْيٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿هَذَا﴾: اسْمُ إِشَارَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
﴿إِلَّا﴾: حَرْفُ اسْتِثْنَاءٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿بَشَرٌ﴾: خَبَرٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿مِثْلُكُمْ﴾: نَعْتٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿يُرِيدُ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ"، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ نَعْتٌ ثَانٍ.
﴿أَنْ﴾: حَرْفُ نَصْبٍ وَمَصْدَرِيَّةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿يَتَفَضَّلَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ"، وَالْمَصْدَرُ الْمُؤَوَّلُ مِنْ ( أَنْ ) وَالْفِعْلِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ.
﴿عَلَيْكُمْ﴾: ( عَلَى ) حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿وَلَوْ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( لَوْ ) حَرْفُ شَرْطٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿شَاءَ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ فِعْلُ الشَّرْطِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
﴿اللَّهُ﴾: اسْمُ الْجَلَالَةِ فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿لَأَنْزَلَ﴾: "اللَّامُ" حَرْفٌ وَاقِعٌ فِي جَوَابِ الشَّرْطِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( أَنْزَلَ ) فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ جَوَابُ الشَّرْطِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".
﴿مَلَائِكَةً﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿مَا﴾: حَرْفُ نَفْيٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿سَمِعْنَا﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِنَا الْفَاعِلِينَ، وَ( نَا ) ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿بِهَذَا﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( هَذَا ) اسْمُ إِشَارَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿فِي﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿آبَائِنَا﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ( نَا ) ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿الْأَوَّلِينَ﴾: نَعْتٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
( فَقالَ الْمَلَأُ ) ماض وفاعله والجملة مستأنفة
( الَّذِينَ ) اسم موصول في محل رفع صفة الملأ
( كَفَرُوا ) ماض وفاعله والجملة صلة
( مِنْ قَوْمِهِ ) متعلقان بمحذوف حال والهاء مضاف إليه
( ما هذا ) ما نافية والها للتنبيه وذا اسم الإشارة في محل رفع مبتدأ
( إِلَّا ) أداة حصر
( بَشَرٌ ) خبر المبتدأ
( مِثْلُكُمْ ) صفة والكاف مضاف اليه والجملة مقول القول.
( يُرِيدُ ) مضارع فاعله مستتر والجملة صفة ثانية لبشر
( أَنْ يَتَفَضَّلَ ) أن ناصبة ومضارع منصوب أن وما بعدها من اسم وخبر في محل نصب مفعول به ليريد
( عَلَيْكُمْ ) متعلقان بيتفضل
( وَلَوْ ) الواو استئنافية لو حرف شرط غير جازم.
( شاءَ اللَّهُ ) ماض ولفظ الجلالة فاعله والجملة مستأنفة
( لَأَنْزَلَ ) اللام واقعة في جواب الشرط وماض فاعله مستتر
( مَلائِكَةً ) مفعول به والجملة لا محل لها لأنها جواب لو
( ما سَمِعْنا ) ما نافية سمعنا ماض وفاعل
( بِهذا ) ذا اسم إشارة متعلقان بسمعنا
( فِي آبائِنَا ) متعلقان بمحذوف حال ونا مضاف اليه
( الْأَوَّلِينَ ) صفة آبائنا مجرورة بالياء لأنه جمع مذكر سالم والجملة مقول القول
تفسير الآية 24 - سورة المؤمنون
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | Tafsir English |
الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 24 - سورة المؤمنون
فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو شاء الله لأنـزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين
سورة: المؤمنون - آية: ( 24 ) - جزء: ( 18 ) - صفحة: ( 343 )أوجه البلاغة » فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد :
فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ( 24 ) { ولو شاء الله لأنزل ملائكة } فهم مثبتون لوجود الله ، فجملة { ما لكم من إله غيره } في موقع التعليل للأمر بعبادته وهو تعليل أخص من المعلَّل ، وهو أوقع لما فيه من الإيجاز لاقتضائه معنى : اعبدوا الله وحده . فالمعنى : اعبدوا الله الذي تركتم عبادته وهو إلهكم دون غيره فلا يستحق غيرُه العبادة فلا تعبدوا أصنامكم معه .
و { غيرهُ } نعت ل { إله } . قرأه الجمهور بالرفع على اعتبار محل المنعوت ب ( غير ) لأن المنعوت مجرور بحرف جر زائد ، وقرأه الكسائي بالجر على اعتبار اللفظ المجرور بالحرف الزائد .
وفرع على الأمر بإفراده بالعبادة استفهامُ إنكار على عدم اتقائهم عذاب الله تعالى . وقد خولفت في حكاية جواب الملإ من قومه الطريقة المألوفة في القرآن في حكاية المحاورات وهي ترك العطف التي جرى عليها قوله : { وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة } في سورة البقرة ( 30 ) . فعطف هنا جواب الملإ من قومه بالفاء لوجهين :
أحدهما : أنهم لم يوجهوا الكلام إليه بل تركوه وأقبلوا على قومهم يفندون لهم ما دعاهم إليه نوح .
والثاني : ليُفاد أنهم أسرعوا بتكذيبه وتزييف دعوته قبل النظر . ووصفُ الملإ بأنهم الذين كفروا للإيماء إلى أن كفرهم هو الذي أنطقهم بهذا الرد على نوح ، وهو تعريض بأن مثل ذلك الرد لا نُهوض له ولكنهم روّجُوا به كفرهم خشية على زوال سيادتهم .
وقوله : { من قومه } صفة ثانية .
وقول الملأ من قومه : { ما هذا إلاّ بشر مثلكم } خاطب به بعْضُهُم بعضاً إذ الملأ هم القوم ذوو السيادة والشَّارة ، أي فقال عظماء القوم لعامتهم .
وإخبارهم بأنه بشر مثلهم مستعمل كناية عن تكذيبه في دعوى الرسالة بدليللٍ من ذاته ، أوهموهم أن المساواة في البشرية مانعة من الوساطة بين الله وبين خلقه ، وهذا من الأوهام التي أضلت أمما كثيرة . واسم الإشارة منصرف إلى نوح وهو يقتضي أن كلام الملإ وقع بحضرة نوح في وقت دعوته ، فعدلوا من اسمه العلم إلى الإشارة لأن مقصودهم تصغير أمره وتحقيره لدى عامتهم كيلا يتقبلوا قوله ، وقد تقدم نظير هذا في سورة هود .
وزادت هذه القصة بحكاية قولهم : { يُريد أن يتفضل عليكم } فإن سادة القوم ظنوا أنه ما جاء بتلك الدعوة إلاّ حباً في أن يَسُود على قومهم فَخَشُوا أن تزول سيادتهم وهم بجهلهم لا يتدبرون أحوال النفوس ولا ينظرون مصالح الناس ولكنهم يقيسون غيرهم على مقياس أنفسهم .
فلما كانت مطامح أنفسهم حبّ الرئاسة والتوسل إليها بالانتصاب لخدمة الأصنام توهموا أن الذي جاء بإبطال عبادة الأصنام إنما أراد منازعتهم سلطانهم .
والتفضل : تكلف الفَضل وطلبه ، والفضل أصله الزيادة ثم شاع في زيادة الشرف والرفعة ، أي يريد أن يكون أفضل الناس لأنه نسبهم كلهم إلى الضلال .
وقولهم : { ولو شاء الله لأنزل ملائكة } عطف على جملة { ما هذا إلاّ بشر مثلكم } بعد أن مهدوا له بأن البشرية مانعة من أن يكون صاحبها رسولاً لله ، وحذف مفعول فعل المشيئة لظهوره من جواب ( لو ) ، أي لو شاء الله إرسال رسول لأنزل ملائكة رُسُلاً ، وحَذف مفعول المشيئة جائز إذا دلت عليه القرينة ، وذلك من الإيجاز ، ولا يختص بالمفعول الغريب مثلما قال صاحب «المفتاح» : ألا ترى قول المعري
: ... وإن شئت فازعُم أنّ مَن فوقَ ظهرها
عَبيدُكَ واستشهِدْ إلهك يَشْهَدِ ... وهل أغرب من هذا الزعم لو كانت الغرابة مقتضية ذكرَ مفعول المشيئة . فلما دل عليه مفعول جواب الشرط حسن حذفه من فعل الشرط .
وجملة { ما سمعنا بهذا في آبائنا الأوّلين } مستأنفة قَصدوا بها تكذيب الدعوة بعد تكذيب الداعي ، فلذلك جيء بها مستأنفة غير معطوفة تنبيهاً على أنها مقصودة بذاتها وليست تكملة لها قبلها ، بخلاف أسلوب عطف جملة : { ولو شاء الله لأنزل ملائكة } إذ كان مضمونُها من تمام غرض ما قبلها .
فالإشارة ب { هذا } إلى الكلام الذي قاله نوح ، أي ما سمعنا بأن ليس لنا إله غير الله في مدة أجدادنا ، فالمقصود بالإشارة معنى الكلام لا نفسه ، وهو استعمال شائع . ولما كان حرف الظرفية يقتضي زمناً تعين أن يكون مدخوله على تقدير مضاف ، أي في مدة آبائنا لأن الآباء لا يصلح للظرفية .
والآباء الأولون هم الأجداد .
ولما كان السماع المنفي ليس سماعاً بآذانهم لكلام في زمن آبائهم بل المراد ما بلغ إلينا وقوع مثل هذا في زمن آبائنا ، عُدّي فعل { سمعنا } بالباء لتضمينه معنى الاتصال . جعلوا انتفاء علمهم بالشيء حجة على بطلان ذلك الشيء ، وهو مجادلة سفسطائيَّة إذ قد يكون انتفاءُ العلم عن تقصير في اكتساب المعلومات ، وقد يكون لعدم وجود سبب يقتضي حدوث مثله بأن كان الناس على حق فلم يكن داع إلى مخاطبتهم بمثل ذلك ، وقد كان الناس من زمن آدم على الفطرة حتى حدث الشرك في الناس فأرسل الله نوحاً فهو أول رسول أرسل إلى أهل الأرض كما ورد في حديث الشفاعة .
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
تحميل سورة المؤمنون mp3 :
سورة المؤمنون mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة المؤمنون
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب