إعراب الآية 3 من سورة الرعد , صور البلاغة و معاني الإعراب.

  1. الآية مشكولة
  2. إعراب الآية
  3. تفسير الآية
  4. تفسير الصفحة
إعراب القرآن | إعراب آيات وكلمات القرآن الكريم | بالاضافة إلى إعراب أحمد عبيد الدعاس , أحمد محمدحمیدان - إسماعیل محمود القاسم : إعراب القران للدعاس من أفضل كتب الاعراب للقران الكريم , إعراب الآية 3 من سورة الرعد .
  
   

إعراب وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل


{ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ( الرعد: 3 ) }
﴿وَهُوَ﴾: الواو: حرف استئناف مبنيّ على الفتح، لا محلّ له من الإعراب.
"هو": ضمير منفصل مبنيّ على الفتح في محلّ رفع مبتدأ.
﴿الَّذِي﴾: اسم موصول مبنيّ على السكون في محلّ رفع خبر.
والجملة من المبتدأ وخبره استئنافيّة، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿مَدَّ﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿والجملة "مد" من الفعل والفاعل صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿الْأَرْضَ﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
﴿وَجَعَلَ﴾: "الواو": حرف عطف مبنيّ على الفتح، لا محلّ له من الإعراب.
﴿"جَعَلَ": فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
والجملة "جعل" من الفعل والفاعل، معطوفة على الجملة "مد" لا محلّ لها من الإعراب.
﴿فِيهَا﴾: حرف جرّ مبنيّ على السكون لا محلّ لها من الإعراب، و"ها": ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بـ "في".
والجار والمجرور متعلّقان بالفعل "جعل".
﴿رَوَاسِيَ﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
﴿وَأَنْهَارًا﴾: "الواو": حرف عطف مبنيّ على الفتح، لا محلّ له من الإعراب.
﴿"أَنْهارًا": اسم معطوف على الاسم "رواسي" منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة.
﴿وَمِنْ﴾: "الواو": حرف عطف مبنيّ على الفتح، لا محلّ له من الإعراب.
"من": حرف جرّ مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب.
﴿كُلِّ﴾: اسم مجرور بـ "من" وعلامة جره الكسرة وهو مضاف.
والجار والمجرور متعلّقان بالفعل "جعل" اللاحق والتقدير "جعل فيها زوجين اثنين من كل الثّمرات".
﴿الثَّمَرَاتِ﴾: مضاف إليه مجرور بالإضافة، وعلامة جره الكسرة الظّاهرة.
﴿جَعَلَ﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح.
وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿والجملة "جَعَلَ" من الفعل والفاعل معطوفة على الجملة "مد" لا محلّ لها من الإعراب.
﴿فِيهَا﴾: تقدم إعرابها قبل قليل.
﴿زَوْجَيْنِ﴾: مفعول به منصوب بالياء، لأنَّه مثنّى.
﴿اثْنَيْنِ﴾: نعت منصوب بالياء، لأنه ملحق بالمثنى.
﴿يُغْشِي﴾: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء، منع من ظهورها الثقل.
وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
والجملة من الفعل والفاعل استئنافيّة لا محلّ لها من الإعراب.
﴿اللَّيْلَ﴾: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
﴿النَّهَارَ﴾: مفعول به ثان منصوب بالفتحة الظّاهرة في آخره.
﴿إِنَّ﴾: حرف توكيد مشبّه بالفعل مبنيّ على الفتح، لا محلّ له من الإعراب.
﴿فِي﴾: حرف جرّ مبنيّ على السكون، لا محلّ له من الإعراب.
﴿ذَلِكَ﴾: ذَا: اسم إشارة مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بـ "في"، و"اللام": حرف للبعد، و"الكاف": حرف خطاب مبنيّ على الفتح لا محلّ له من الإعراب.
والجار والمجرور متعلّقان بخبر "إنّ" المقدم المحذوف المرفوع.
﴿لَآيَاتٍ﴾: "اللام": هي اللام المزحلقة للتأكيد، حرف مبنيّ على الفتح، لا محلّ له من الإعراب.
"آيات": اسم "إنّ" مؤخر منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة، لأنه جمع مؤنث سالم.
والجملة "إنّ في ذلك لآياتٍ" استئنافيّة لا محلّ لها من الإعراب.
﴿لِقَوْمٍ﴾: "اللام": حرف جرّ مبنيّ على الكسر، لا محلّ له من الإعراب.
"قوم": اسم مجرور بـ "اللام" وعلامة جره الكسرة الظّاهرة، والجار والمجرور متعلّقان بنعت للاسم "آيات" والتقدير: آيات مخصوصةً لقوم.
﴿يَتَفَكَّرُونَ﴾: فعل مضارع مرفوع بثبوت النّون، لأنه من الأفعال الخمسة.
والواو ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع فاعل.
والجملة "يتفكّرون" من الفعل والفاعل، جملة فعلية في محلّ جرّ نعت للاسم "قومٍ" والتقدير: لقومٍ متفكّرين.


الآية 3 من سورة الرعد مكتوبة بالتشكيل

﴿ وَهُوَ ٱلَّذِي مَدَّ ٱلۡأَرۡضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَٰسِيَ وَأَنۡهَٰرٗاۖ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ جَعَلَ فِيهَا زَوۡجَيۡنِ ٱثۡنَيۡنِۖ يُغۡشِي ٱلَّيۡلَ ٱلنَّهَارَۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ ﴾
[ الرعد: 3]


إعراب مركز تفسير: وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل


﴿وَهُوَ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( هُوَ ) ضَمِيرٌ مُنْفَصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
﴿الَّذِي﴾: اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرٌ.
﴿مَدَّ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ"، وَالْجُمْلَةُ صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.
﴿الْأَرْضَ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَجَعَلَ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( جَعَلَ ) فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".
﴿فِيهَا﴾: ( فِي ) حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿رَوَاسِيَ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَأَنْهَارًا﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( أَنْهَارًا ) مَعْطُوفٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَمِنْ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( مِنْ ) حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿كُلِّ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ حَالٌ مِنْ ( زَوْجَيْنِ ).
﴿الثَّمَرَاتِ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿جَعَلَ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".
﴿فِيهَا﴾: ( فِي ) حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿زَوْجَيْنِ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ مُثَنًّى.
﴿اثْنَيْنِ﴾: نَعْتٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْيَاءُ لِأَنَّهُ مُلْحَقٌ بِالْمُثَنَّى.
﴿يُغْشِي﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الْمُقَدَّرَةُ لِلثِّقَلِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".
﴿اللَّيْلَ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿النَّهَارَ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿إِنَّ﴾: حَرْفُ تَوْكِيدٍ وَنَصْبٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
﴿فِي﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿ذَلِكَ﴾: اسْمُ إِشَارَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ ( إِنَّ ) مُقَدَّمٌ.
﴿لَآيَاتٍ﴾: "اللَّامُ" الْمُزَحْلَقَةُ حَرْفُ تَوْكِيدٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( آيَاتٍ ) اسْمُ ( إِنَّ ) مُؤَخَّرٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُؤَنَّثٍ سَالِمٌ.
﴿لِقَوْمٍ﴾: "اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( قَوْمٍ ) اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿يَتَفَكَّرُونَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ جَرٍّ نَعْتٌ لِـ( قَوْمٍ ).


( وَهُوَ ) الواو استئنافية هو مبتدأ
( الَّذِي ) اسم موصول خبر
( مَدَّ الْأَرْضَ ) ماض ومفعوله وفاعله مستتر والجملة صلة
( وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ ) ماض ومفعوله وفاعله مستتر وفيها متعلقان بجعل
( وَأَنْهاراً ) معطوف على رواسي
( وَمِنْ كُلِّ ) متعلقان بجعل بعدها
( جَعَلَ ) ماض فاعله مستتر
( فِيها ) متعلقان بجعل
( زَوْجَيْنِ ) مفعول به منصوب بالياء لأنه مثنى والجملة مستأنفة
( اثْنَيْنِ ) صفة لزوجين منصوب بالياء
( يُغْشِي ) مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل وفاعله مستتر
( اللَّيْلَ ) مفعول أول و
( النَّهارَ ) مفعول به ثان ليغشي والجملة مستأنفة
( إِنَّ ) حرف مشبه بالفعل
( فِي ذلِكَ ) ذا اسم إشارة في محل جر وهما متعلقان بمحذوف خبر إن
( لَآياتٍ ) اللام المزحلقة وآيات اسم إن منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم والجملة مستأنفة
( لِقَوْمٍ ) متعلقان بمحذوف صفة لآيات
( يَتَفَكَّرُونَ ) مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صفة لقوم.

إعراب الصفحة 249 كاملة


تفسير الآية 3 - سورة الرعد

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي Tafsir English

الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 3 - سورة الرعد

وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون

سورة: الرعد - آية: ( 3 )  - جزء: ( 13 )  -  صفحة: ( 249 )

أوجه البلاغة » وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل :

عطف على جملة { الله الذي رفع السماوات } فبين الجملتين شبه التضاد . اشتملت الأولى على ذكر العوالم العلوية وأحوالها ، واشتملت الثانية على ذكر العوالم السفلية . والمعنى : أنه خالق جميع العوالم وأعراضها .

والمد : البسط والسعة ، ومنه : ظل مديد ، ومنه مد البحر وجزره ، ومد يده إذا بسطها . والمعنى : خلق الأرض ممدودة متسعة للسير والزرع لأنه لو خلقها أسنمة من حجر أو جبالاً شاهقة متلاصقة لما تيسّر للأحياء التي عليها الانتفاع بها والسير من مكان إلى آخر في طلب الرزق وغيره . وليس المراد أنها كانت غير ممدودة فمدّها بل هو كقوله : { الله الذي رفع السماوات } ، فهذه خلقة دالة على القدرة وعلى اللطف بعباده فهي آية ومنة .

والرواسي : جمع رَاسسٍ ، وهو الثابت المستقر . أي جبالاً رواسي . وقد حذف موصوفه لظهوره فهو كقوله : { وله الجواري } ، أي السفن الجارية . وسيأتي في قوله : { وألقى في الأرض رواسي } في سورة النحل ( 15 ) بأبسط مما هنا .

وجيء في جمع راسسٍ بوزن فواعل لأن الموصوف به غير عاقل ، ووزن فواعل يطرد فيما مفرده صفة لغير عاقل مثل : صاهل وبازل .

والاستدلال بخلق الجبال على عظيم القدرة لما في خلقها من العظمة المشاهدة بخلاف خلقة المعادن والتراب فهي خفية ، كما قال تعالى : { وإلى الجبال كيف نصبت } [ الغاشية : 19 ].

والأنهار : جمع نهر ، وهو الوادي العظيم . وتقدم في سورة البقرة : { إن الله مبتليكم بنهر } ( 249 ).

وقوله : ومن كل الثمرات } عطف على { أنهاراً } فهو معمول ل { جَعل فيها رواسِيَ }. ودخول { مِن } على { كلّ } جرى على الاستعمال العربي في ذكر أجناس غير العاقل كقوله : { وبث فيها من كل دابة }. و { مِن } هذه تُحمل على التبعيض لأن حقائق الأجناس لا تنحصر والموجود منها ما هو إلا بعض جزئيات الماهية لأن منها جزئيات انقضت ومنها جزئيات ستوجد .

والمراد ب { الثمرات } هيَ وأشجارُها . وإنما ذكرت { الثمرات } لأنها موقع منة مع العبرة كقوله : { فأخرجنا به من كل الثمرات } [ سورة الأعراف : 57 ]. فينبغي الوقف على ومن كل الثمرات } ، وبذلك انتهى تعداد المخلوقات المتصلة بالأرض . وهذا أحسن تفسيراً . ويعضده نظيره في قوله تعالى : { ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون } في سورة النحل ( 11 ).

وقيل إن قوله : ومن كل الثمرات } ابتداء كلام .

وتتعلق { من كل الثمرات } ب { جعل فيها زوجين اثنين } ، وبهذا فسر أكثر المفسرين . ويبعده أنه لا نكتة في تقديم الجار والمجرور على عامله على ذلك التقدير ، لأن جميع المذكور محل اهتمام فلا خصوصية للثمرات هنا ، ولأن الثمرات لا يتحقق فيها وجود أزواج ولا كون الزوجين اثنين .

وأيضاً فيه فوات المنة بخلق الحيوان وتناسله مع أن منه معظم نفعهم ومعاشهم . ومما يقرب ذلك قوله تعالى في نحو هذا المعنى { ألم نجعل الأرض مهاداً والجبال أوتاداً وخلقناكم أزواجاً } [ النبأ : 6 8 ]. والمعروف أن الزوجين هما الذكر والأنثى قال تعالى : { فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى } [ سورة القيامة : 39 ].

والظاهر أن جملة جعل فيها زوجين } مستأنفة للاهتمام بهذا الجنس من المخلوقات وهو جنس الحيوان المخلوق صنفين ذكراً وأنثى أحدهما زوج مع الآخر . وشاع إطلاق الزوج على الذكر والأنثى من الحيوان كما تقدم في قوله تعالى : { وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة } في سورة البقرة ( 35 ) ، وقوله : { وخلق منها زوجها } في أول سورة النساء ( 1 ) ، وقوله : قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين }. وأما قوله تعالى : { وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج } [ ق : 7 ] فذلك إطلاق الزوج على الصنف بناءً على شيوع إطلاقه على صنف الذكر وصنف الأنثى فأطلق مجازاً على مطلق صنف من غير ما يتصف بالذكورة والأنوثة بعلاقة الإطلاق ، والقرينة قوله : أنبتنا } مع عدم التثنية ، كذلك قوله تعالى : { فأخرجنا به أزواجاً من نبات شتى } في سورة طه ( 53 ).

وتنكير زوجين } للتنويع ، أي جعل زوجين من كل نوع . ومعنى التثنية في زوجين أن كل فرد من الزوج يطلق عليه زوج كما تقدم في قوله تعالى : { ثمانية أزواج من الضّأن اثنين ومن المعز اثنين } الآية في سورة الأنعام ( 143 ).

والوصف بقوله : اثنين } للتأكيد تحقيقاً للامتنان .

{ يُغْشِى اليل النهار إِنَّ فِى ذلك لآيات لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }

جملة { يغشي } حال من ضمير { جعل }. وجيء فيه بالمضارع لما يدل عليه من التجدد لأن جعل الأشياء المتقدم ذكرها جعل ثابت مستمر ، وأما إغشاء الليل والنهار فهو أمرٌ متجدّد كل يوم وليلة . وهذا استدلال بأعراض أحوال الأرض . وذكرُه مع آيات العالم السفلي في غاية الدقة العلمية لأن الليل والنهار من أعراض الكرة الأرضية بحسب اتجاهها إلى الشمس وليسَا من أحوال السماوات إذ الشمس والكواكب لا يتغير حالها بضياء وظلمة .

وتقدم الكلام على نظير قوله : { يغشي الليل والنهار } في أوائل سورة الأعراف ( 54 ).

وقرأه الجمهور بسكون الغين وتخفيف الشين مضارع أغشى . وقرأه حمزة والكسائي ، وأبو بكر عن عاصم ، ويعقوبُ ، وخلف بتشديد الشين مضارع غَشّى .

وقوله : إن في ذلك لآيات } الإشارة إلى ما تقدم من قوله : { الله الذي رفع السماوات } [ الرعد : 2 ] إلى هنا بتأويل المذكور .

وجَعل الأشياء المذكورات ظروفاً لآيات } لأن كل واحدة من الأمور المذكورة تتضمن آيات عظيمة يجلوها النظر الصحيح والتفكير المجرد عن الأوهام . ولذلك أجرى صفة التفكير على لفظ قَوم إشارة إلى أن التفكير المتكرر المتجدد هو صفة راسخة فيهم بحيث جعلت من مقومات قوميتهم ، أي جبلتهم كما بيناه في دلالة لفظ { قوم } على ذلك عند قوله تعالى : { لآيات لقوم يعقلون } في سورة البقرة ( 164 ).

وفي هذا إيماء إلى أن الذين نسبوا أنفسهم إلى التفكير من الطبائعيين فعللوا صدور الموجودات عن المادة ونفوا الفاعل المختار ما فكروا إلا تفكيراً قاصراً مخلوطاً بالأوهام ليس ما تقتضيه جبلة العقل إذْ اشتبهت عليهم العلل والمواليد ، بأصل الخلق والإيجاد .

وجيء في التفكير بالصيغة الدالة على التكلف وبصيغة المضارع للإشارة إلى تفكير شديد ومُكرر .

والتفكير تقدم عند قوله تعالى : { أفلا تتفكرون } في سورة الأنعام ( 50 ).


English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

تحميل سورة الرعد mp3 :

سورة الرعد mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الرعد

سورة الرعد بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الرعد بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الرعد بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الرعد بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الرعد بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الرعد بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الرعد بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الرعد بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الرعد بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الرعد بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب