إعراب الآية 34 من سورة الأنفال , صور البلاغة و معاني الإعراب.

  1. الآية مشكولة
  2. إعراب الآية
  3. تفسير الآية
  4. تفسير الصفحة
إعراب القرآن الكريم | إعراب آيات وكلمات القرآن الكريم | بالاضافة إلى إعراب أحمد عبيد الدعاس , أحمد محمد حمیدان - إسماعیل محمود القاسم : إعراب القران للدعاس من أفضل كتب الاعراب للقران الكريم , إعراب الآية 34 من سورة الأنفال .
  
   

إعراب وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا


{ وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ( الأنفال: 34 ) }
﴿وَمَا﴾: الواو: حرف استئناف.
ما: اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ.
﴿لَهُمْ﴾: جار ومجرور متعلقان بخبر "ما".
﴿أَلَّا﴾: أن: حرف مصدري ونصب.
لا: حرف نفي.
﴿يُعَذِّبَهُمُ﴾: فعل مضارع منصوب بأن، و"هم": ضمير مبني في محل نصب مفعول به.
﴿اللَّهُ﴾: لفظ الجلالة فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
والمصدر المؤول من "ألا يعذبهم" في محل جر بـ"في" محذوف، والجار والمجرور متعلقان بخبر "ما".
﴿وَهُمْ﴾: الواو: حالية.
هم: ضمير منفصل مبني في محل رفع المبتدأ.
﴿يَصُدُّونَ﴾: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو: فاعل.
﴿عَنِ الْمَسْجِدِ﴾: جار ومجرور متعلقان بـ"يصدون".
﴿الْحَرَامِ﴾: نعت لـ "المسجد" مجرور بالكسرة.
﴿وَمَا﴾: الواو: حرف عطف.
ما: حرف نفي.
﴿كَانُوا﴾: فعل ماض ناقص مبني على الضم، والواو ضمير اسم "كان".
﴿أَوْلِيَاءَهُ﴾: خبر "كان" منصوب بالفتحة، و "الهاء": ضمير مبني في محل جر مضاف إليه.
﴿إِنْ﴾: حرف نفي.
﴿أَوْلِيَاؤُهُ﴾: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والهاء": ضمير مبني في محل جر مضاف إليه.
﴿إِلَّا﴾: حرف حصر.
﴿الْمُتَّقُونَ﴾: خبر مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
﴿وَلَكِنَّ﴾: الواو: حرف عطف.
لكن: حرف استدراك ونصب.
﴿أَكْثَرَهُمْ﴾: أكثر: اسم "لكن" منصوب بالفتحة، و "هم": ضمير مبني في محل جر مضاف إليه.
﴿لَا﴾: حرف نفي.
﴿يعلمون﴾: مثل "يصدون".
وجملة "ما لهم" لا محل لها من الإعراب، لأنها استئنافية.
وجملة "يعذبهم" لا محل لها من الإعراب، لأنها صلة الموصول الحرفي "أن" المضمر.
وجملة "هم يصدون" في محل نصب حال من ضمير المفعول في "يعذبهم".
وجملة "يصدون" في محل رفع خبر المبتدأ "هم".
وجملة "ما كانوا أولياءه" في محل نصب معطوفة على جملة الحال.
وجملة "إن أولياؤه" لا محل لها من الإعراب، لأنها استئناف بياني أو تعليلية.
وجملة "لكن أكثرهم" لا محل لها من الإعراب، لأنها معطوفة على جملة "إن أولياؤه".
وجملة "لا يعلمون" في محل رفع خبر "كان".

إعراب سورة الأنفال كاملة

الآية 34 من سورة الأنفال مكتوبة بالتشكيل

﴿ وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ۚ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
[ الأنفال: 34]


إعراب مركز تفسير: وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا


﴿وَمَا﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ اسْتِئْنَافٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( مَا ) اسْمُ اسْتِفْهَامٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
﴿لَهُمْ﴾: "اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ الْمُبْتَدَإِ.
﴿أَلَّا﴾: ( أَنْ ) حَرْفُ نَصْبٍ وَمَصْدَرِيَّةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ( لَا ) حَرْفُ نَفْيٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿يُعَذِّبَهُمُ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ، وَالْمَصْدَرُ الْمُؤَوَّلُ مِنْ ( أَنَّ ) وَمَعْمُولَيْهَا فِي مَحَلِّ جَرٍّ عَلَى حَذْفِ ( فِي ) وَالتَّقْدِيرُ: "فِي أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ".
﴿اللَّهُ﴾: اسْمُ الْجَلَالَةِ فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَهُمْ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ حَالٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( هُمْ ) ضَمِيرٌ مُنْفَصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
﴿يَصُدُّونَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ الْمُبْتَدَإِ، وَجُمْلَةُ: ( هُمْ يَصُدُّونَ ) فِي مَحَلِّ نَصْبٍ حَالٌ.
﴿عَنِ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ.
﴿الْمَسْجِدِ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿الْحَرَامِ﴾: نَعْتٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَمَا﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( مَا ) حَرْفُ نَفْيٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿كَانُوا﴾: فِعْلٌ مَاضٍ نَاسِخٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الْجَمَاعَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ اسْمُ كَانَ.
﴿أَوْلِيَاءَهُ﴾: خَبَرُ كَانَ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿إِنْ﴾: حَرْفُ نَفْيٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿أَوْلِيَاؤُهُ﴾: مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿إِلَّا﴾: حَرْفُ اسْتِثْنَاءٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿الْمُتَّقُونَ﴾: خَبَرٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الْوَاوُ لِأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
﴿وَلَكِنَّ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( لَكِنَّ ) حَرْفُ اسْتِدْرَاكٍ وَنَصْبٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ.
﴿أَكْثَرَهُمْ﴾: اسْمُ ( لَكِنَّ ) مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿لَا﴾: حَرْفُ نَفْيٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿يَعْلَمُونَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ ( لَكِنَّ ).


( وَما ) الواو استئنافية.

( ما ) اسم استفهام في محل رفع مبتدأ.

( لَهُمْ ) جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة.

( إِنْ ) حرف ناصب.

( لا ) نافية.

( يُعَذِّبَهُمُ ) مضارع منصوب والهاء مفعوله، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر.

( اللَّهُ ) لفظ الجلالة فاعل.

( وَهُمْ ) ضمير منفصل مبتدأ، والواو حالية.

( يَصُدُّونَ ) مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو فاعله.

( عَنِ الْمَسْجِدِ ) متعلقان بالفعل.

( الْحَرامِ ) صفة. والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ.

( وَما ) الواو حالية، وما نافية.

( كانُوا أَوْلِياءَهُ ) كان واسمها وخبرها، والجملة في محل نصب حال.

( إِنْ ) نافية.

( أَوْلِياؤُهُ ) مبتدأ مرفوع بالضمة، والهاء في محل جر بالإضافة.

( أَلَّا ) أداة حصر.

( الْمُتَّقُونَ ) خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم، والجملة الاسمية مستأنفة.

( وَلكِنَّ ) حرف مشبه بالفعل.

( أَكْثَرَهُمْ ) اسمها.

( لا يَعْلَمُونَ ) مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله، ولا نافية، والجملة في محل رفع خبر لكن والجملة الاسمية ولكن أكثرهم.. حالية.

إعراب الصفحة 181 كاملة


تفسير الآية 34 - سورة الأنفال

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي Tafsir English

الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 34 - سورة الأنفال

وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون

سورة: الأنفال - آية: ( 34 )  - جزء: ( 9 )  -  صفحة: ( 181 )

أوجه البلاغة » وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا :

عطف على قوله : { وما كان الله ليعذبهم وأنتَ فيهم } [ الأنفال : 33 ] وهو ارتقاء في بيان أنهم أحقاء بتعذيب الله إياهم ، بياناً بالصراحة .

و { ما } استفهامية ، والاستفهام إنكاري ، وهي في محل المبتدأ و { لهم } خبره ، واللام للاستحقاق والتقدير ما الذي ثبت لهم لأن ينتفي عنهم عذاب الله فكلمة ( ما ) اسم استفهام إنكاري ، والمعنى : لم يثبت لهم شيء .

و { أنْ لا يعذبهم } مجرور بلام جر محذوفة بعد ( إن ) على الشائِع من حذف الجر مع ( أنْ ) والتقدير : أي شيء كان لهم في عدم تعذيبهم أي لم يكن شيء في عدم تعذيبهم أو مِن عدم تعذيبهم أي أنهم لا شيء يمنعهم من العذاب ، والمقصود الكناية عن استحقاقهم العذاب وحلوله بهم ، أوْ توقع حلوله بهم ، تقول العرب : مَالك أنْ لا تُكْرِمَ ، أي : أنت حقيق بأن تكَرم ولا يمنعك من الإكرام شيء ، فاللفظ نفي لمانع الفعل ، والمقصود أن الفعل توفرت أسبابه ثم انتفت موانعه ، فلم يبق ما يحول بينك وبينه .

وقد يتركون ( أن ) ويقولون : مالك لا تفعل فتكون الجملة المنفية بعد الاستفهام في موضع الحال وتكون تلك الحال هي مُثير الاستفهام الإنكاري ، وهذا هو المعنى الجاري على الاستعمال .

وجوزوا أن تكون { ما } في الآية نافية فيكون { أن لا يعذبهم } اسمها و { لهم } خبرها والتقدير وما عدم التعذيب كائناً لهم .

وجملة : { وهم يصدون عن المسجد الحرام } في موضع الحال على التقديرين .

والصد الصرف ، ومفعول { يصدون } محذوف دل عليه السياق ، أي يصدون المؤمنين عن المسجد الحرام بقرينة قوله : { إنْ أولياؤه إلاّ المتقون } فكان الصد عن المسجد الحرام جريمة عظيمة يستحق فاعلوه عذاب الدنيا قبيل عذاب الآخرة ، لأنه يؤول إلى الصد عن التوحيد لأن ذلك المسجد بنَاه مُؤسسه ليكون علَماً على توحيد الله ومأوى للموحدين ، فصدهم المسلمين عنه ، لأنهم آمنوا بإله واحد ، صرف له عن كونه علَماً على التوحيد ، إذ صار الموحدون مَعدودين غيرَ أهل لزيادته ، فقد جعلوا مضادين له ، فلزم أن يكون ذلك المسجد مضاداً للتوحيد وأهلِه ، ولذلك عقب بقوله : { وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلاّ المتقون } وهذا كقوله : { ومن يُرد فيه بإلحادٍ بظلممٍ نذقه من عذاببٍ أليمٍ } [ الحج : 25 ] ، والظلم الشرك لقوله : { إن الشرك لظلمٌ عظيمٌ } [ لقمان : 13 ].

وهذا الصد الذي ذكرتْه الآية : هو عزمهم على صدّ المسلمين المهاجرين عن أن يحجوا ويعْتمروا ، ولعلهم أعلنوا بذلك بحيث كان المسلمون لا يدخلون مكة . وفي «الكشاف» : «كانوا يقولون نحن وُلاَة البيت والحرم فنصد من نشاء ونُدخل من نشاء» .

قلت : ويشهد لذلك قضية سعد بن معاذ مع أبي جهل ففي «صحيح البخاري» عن عبد الله بن مسعود ، أنه حدث عن سعد بن معاذ : «أنه كان صديقاً لأمية بن خلف ، وكان أمية إذا مرَّ بالمدينة نزل على سعد ، وكان سعد إذا مرَّ بمكة نزل على أمية ، فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة انطلق سعد معتمراً فنزل على أمية بمكة فقال لأمية انظُرْ لي ساعة خلوة لعليَ أطوف بالبيت فخرج قريباً من نصف النهار ، فلقيهما أبو جهل ، فقال : يا أبا صفوان مَن ( كنية أمية بن خلف ) هذا معك فقال : هذا سعد ، فقال له أبو جهل : ألا أراك تطوف باليبت آمناً وقد آوَيْتُم الصباة أما والله لولا أنك مع أبي صفوان ما رجعتَ إلى أهلك سالماً» الحديث .

وقد أفادت الآية : أنهم استحقوا العذاب فنبهت على أن ما أصابهم يوم بدر ، من القتل والأسر ، هو من العذاب ، ولكن الله قد رحم هذه الأمة تكرمة لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم فلم يؤاخذ عامتهم بظلم الخاصة بل سلط على كل أحد من العذاب ما يُجازي كفره وظُلمه وإذايته النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين ، ولذلك عذب بالقتل والأسر والإهانة نفراً عُرفوا بالغلو في كفرهم وأذاهم ، مثل النضر بن الحارث ، وطعيمة بن عدي ، وعُقبة بن أبي مُعَيط ، وأبي جهل ، وعذب بالخوف والجوع من كانوا دون هؤلاء كفراً واستبقاهم وأمهلهم فكان عاقبة أمرهم أن أسلموا بقرب أو بُعد وهؤلاء مثل أبي سفيان ، وحكيم بن حزام ، وخالد بن الوليد ، فكان جزاؤه إياهم على حسب علمه ، وحقق بذلك رجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال : " لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبده " وجملة : { وما كانوا أولياءه } في موضع الحال من ضمير { يصُدون } والمقصود من هذه الحال إظهار اعتدائهم في صدهم عن المسجد الحرام ، فإن مَن صدّ عما هو له من الخير كان ظالماً ، ومَن صدّ عما ليس من حقه كان أشدّ ظلماً ، ولذلك قال تعالى : { ومَن أظْلَم ممن منعَ مساجد الله أن يُذكر فيها اسمه } [ البقرة : 114 ] أي لا أظلمَ منه أحد لأنه منع شيئاً عن مستحقه .

وجملة : { إن أولياؤه إلاّ المتقون } تعيين لأوليائه الحق ، وتقرير لمضمون { وما كانوا أولياءه } مع زيادة ما أفاده القصر من تعيين أوليائِه ، فهي بمنزلة الدليل على نفي ولاية المشركين ، ولذلك فصلت .

وإنما لم يُكتف بجملة القصر مع اقتضائه أن غير المتقين ليسوا أولياء المسجد الحرام ، لقصد التصريح بظلم المشركين في صدهم المسلمين عن المسجد الحرام بأنهم لا ولاية لهم عليه ، فكانت جملة : { وما كانوا أولياءه } أشد تعلقاً بجملة : { وهم يصدون عن المسجد الحرام } من جملة : { إِن أولياؤه إلاّ المتقون } وكانت جملة : { إن أولياءه إلا المتقون } كالدليل ، فانتظم الاستدلال أبدع انتظام ، ولما في إناطة ولاية المسجد الحرام بالمتقين من الإشارة إلى أن المشركين الذين سلبت عنهم ولايته ليسوا من المتقين ، فهو مذمة لهم وتحقيق للنفي بحجة .

والاستدراك الذي أفاده { لكن } ناشىء عن المقدمتين اللتين تضمنتهما جملتا { وما كانوا أولياءه ، إن أولياؤه إلاّ المتقون } لأن ذلك يثير فرض سائل يسأل عن الموجب الذي أقحمهم في الصد عننِ المسجد الحرام ، ويحسبون أنهم حقيقون بولايته لما تقدم عن «الكشاف» ، فحذف مفعول { يعلمون } لدلالة الاستدراك عليه لتعلق الاستدراك بقوله : { وما كانوا أولياءه }.

وإنما نفَى العلم عن أكثرهم دون أن يقال ولكنهم لا يعلمون فاقتضى أن منهم من يعلم أنهم ليسوا أولياء المسجد الحرام ، وهم من أيقنوا بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم واستفاقوا من غفلتهم القديمة ، ولكن حملهم على المشايعة للصادين عن المسجد الحرام ، العنادُ وطلبُ الرئاسة ، وموافقة الدهماء على ضلالهم ، وهؤلاء هم عقلاء أهل مكة ومن تهيأ للإيمان منهم مثل العباسسِ وعَقيل بن أبي طالب وأبي سفيان بن حرب وحَكيم بن حزم وخالد بن الوليد ، ومن استبقاهم الله للإسلام فكانوا من نصرائه من بعد نزول هذه الآية .


English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

تحميل سورة الأنفال mp3 :

سورة الأنفال mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأنفال

سورة الأنفال بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الأنفال بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الأنفال بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الأنفال بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الأنفال بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الأنفال بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الأنفال بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الأنفال بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الأنفال بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الأنفال بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب