إعراب الآية 54 من سورة النور , صور البلاغة و معاني الإعراب.
إعراب قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم
{ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ( النور: 54 ) }
﴿«قُلْ﴾: فعل أمر مبنيّ على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت»
﴿أَطِيعُوا﴾: فعل أمر مبنيّ على حذف النون، لأن مضارعه من الأفعال الخمسة.
و"الواو" ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل، و"الألف": فارقة.
﴿اللَّهَ﴾: لفظ الجلالة مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾: معطوفة على "أطيعوا الله" وتعرب إعرابها.
﴿فَإِنْ﴾: الفاء: حرف استئناف.
إنْ: حرف شرط جازم.
﴿تَوَلَّوْا﴾: فعل مضارع وهو فعل الشرط، مجزوم بـ"إن" وعلامة جزمه حذف النون.
و"الواو" ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل.
و"الألف": فارقة.
﴿فَإِنَّمَا﴾: الفاء: حرف ربط لجواب الشرط.
إنما: إن: حرف توكيد ونصب بطل عمله.
و"ما": كافة.
﴿ عليه ﴾:جارّ ومجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدم.
﴿مَا﴾: اسم موصول مبنيّ على السكون في محلّ رفع مبتدأ مؤخر.
﴿حُمِّلَ﴾: فعل ماضٍ للمجهول مبنيّ على الفتح.
ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ﴾: معطوفة على "عليه ما حمل" وتعرب إعرابها.
و"تم": ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع نائب فاعل.
﴿وَإِنْ تُطِيعُوهُ﴾: معطوفة على "إن تتولوا" وتعرب إعرابها.
و"الهاء": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به.
﴿تَهْتَدُوا﴾: فعل مضارع جواب الشرط مجزوم بـ"إن"، وعلامة جزمه حذف النون.
و"الواو" ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل، و"الألف": فارقة.
﴿وَمَا﴾: الواو: حرف استئناف.
ما: حرف نفي.
﴿عَلَى الرَّسُولِ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بمحذوف خبر المقدم.
﴿إِلَّا﴾: حرف حصر.
﴿الْبَلَاغُ﴾: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿المُبِينُ﴾: صفة لـ"البلاغ" مرفوعة بالضمة.
وجملة "قل" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها استئنافيّة.
وجملة "أطيعوا" في محلّ نصب "مقول القول".
وجملة أطيعوا" الثانية في محلّ نصب معطوفة على جملة "أطيعوا" الأولى.
وجملة "تولوا" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها استئنافيّة وجواب الشرط مقدر أي فلا ضرر عليه.
وجملة "عليه ما حمل" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها استئنافيّة.
وجملة "حمل" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها صلة الموصول "ما".
وجملة "عليكم ما حملتم" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها معطوفة على جملة "عليه ما حمل".
وجملة "حملتم" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها صلة الموصول "ما" الثاني.
وجملة "تطيعوه" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة "تهتدوا" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة "ما على الرسول إلا البلاغ" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها استئنافيّة.
﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ۚ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾
[ النور: 54]
إعراب مركز تفسير: قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم
﴿قُلْ﴾: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "أَنْتَ".
﴿أَطِيعُوا﴾: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿اللَّهَ﴾: اسْمُ الْجَلَالَةِ مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَأَطِيعُوا﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( أَطِيعُوا ) فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿الرَّسُولَ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿فَإِنْ﴾: "الْفَاءُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( إِنْ ) حَرْفُ شَرْطٍ وَجَزْمٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿تَوَلَّوْا﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ فِعْلُ الشَّرْطِ مَجْزُومٌ وَعَلَامَةُ جَزْمِهِ حَذْفُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿فَإِنَّمَا﴾: "الْفَاءُ" حَرْفٌ وَاقِعٌ فِي جَوَابِ الشَّرْطِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( إِنَّمَا ) كَافَّةٌ وَمَكْفُوفَةٌ.
﴿عَلَيْهِ﴾: ( عَلَى ) حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرٌ مُقَدَّمٌ.
﴿مَا﴾: اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ مُؤَخَّرٌ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ جَزْمٍ جَوَابُ الشَّرْطِ.
﴿حُمِّلَ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَنَائِبُ الْفَاعِلِ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ"، وَالْجُمْلَةُ صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.
﴿وَعَلَيْكُمْ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( عَلَى ) حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرٌ مُقَدَّمٌ.
﴿مَا﴾: اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ مُؤَخَّرٌ.
﴿حُمِّلْتُمْ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِتَاءِ الْفَاعِلِ، وَ"تَاءُ الْفَاعِلِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ نَائِبُ فَاعِلٍ، وَالْجُمْلَةُ صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.
﴿وَإِنْ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( إِنْ ) حَرْفُ شَرْطٍ وَجَزْمٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿تُطِيعُوهُ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ فِعْلُ الشَّرْطِ مَجْزُومٌ وَعَلَامَةُ جَزْمِهِ حَذْفُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ.
﴿تَهْتَدُوا﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ جَوَابُ الشَّرْطِ مَجْزُومٌ وَعَلَامَةُ جَزْمِهِ حَذْفُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿وَمَا﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( مَا ) حَرْفُ نَفْيٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿عَلَى﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿الرَّسُولِ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرٌ مُقَدَّمٌ.
﴿إِلَّا﴾: حَرْفُ اسْتِثْنَاءٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿الْبَلَاغُ﴾: مُبْتَدَأٌ مُؤَخَّرٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿الْمُبِينُ﴾: نَعْتٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
( قُلْ ) أمر فاعله مستتر والجملة مستأنفة
( أَطِيعُوا اللَّهَ ) أمر وفاعله ولفظ الجلالة مفعوله والجملة مقول القول
( وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ) معطوفة على ما سبق
( فَإِنْ ) الفاء عاطفة وإن شرطية
( تَوَلَّوْا ) مضارع مجزوم فعل الشرط والواو فاعل والجملة ابتدائية
( فَإِنَّما ) الفاء رابطة للجواب وإنما كافة ومكفوفة
( عَلَيْهِ ) متعلقان بخبر مقدم
( ما ) موصولية مبتدأ مؤخر والجملة في محل جزم جواب الشرط
( حُمِّلَ ) ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر والجملة صلة
( وَعَلَيْكُمْ ما ) معطوف على ما قبله
( حُمِّلْتُمْ ) ماض مبني للمجهول والتاء نائب فاعل والجملة صلة
( وَإِنْ ) الواو عاطفة إن شرطية
( تُطِيعُوهُ ) مضارع مجزوم بحذف النون وهو فعل الشرط والواو فاعله والهاء مفعوله والجملة ابتدائية لا محل لها
( تَهْتَدُوا ) مضارع مجزوم بحذف النون وهو جواب الشرط والواو فاعل والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط لم يقترن بالفاء
( وَما ) الواو استئنافية وما نافية
( عَلَى الرَّسُولِ ) متعلقان بخبر مقدم
( إِلَّا ) أداة حصر
( الْبَلاغُ ) مبتدأ مؤخر
( الْمُبِينُ ) صفة والجملة مستأنفة
تفسير الآية 54 - سورة النور
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | Tafsir English |
الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 54 - سورة النور
قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين
سورة: النور - آية: ( 54 ) - جزء: ( 18 ) - صفحة: ( 357 )أوجه البلاغة » قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم :
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ( 54 )
تلقين آخر للرسول عليه الصلاة والسلام بما يَرُدّ بهتانهم بقلة الاكتراث بمواعيدهم الكاذبة وأن يقتصروا من الطاعة على طاعة الله ورسوله فيما كلفهم دون ما تبرعوا به كذباً ، ويختلف معنى { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول } بين معاني الأمر بإيجاد الطاعة المفقودة أو إيهام طلب الدوام على الطاعة على حسب زعمهم .
وأعيد الأمر بالقول للاهتمام بهذا القول فيقع كلاماً مستقلاً غير معطوف .
وقوله : { فإن تولوا } يجوز أن يكون تفريعاً على فعل { أطيعوا } فيكونّ فعلُ { تولوا } من جملة ما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقوله لهم ويكون فعلاً مضارعاً بتاء الخطاب . وأصله : تَتَولوا بتاءين حذفت منهما تاء الخطاب للتخفيف وهو حذف كثير في الاستعمال . والكلام تبليغ عن الله تعالى إليهم ، فيكون ضميراً ف { عَلَيْه ما حُمِّلَ } عائدين إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
ويجوز أن يكون تفريعاً على فعل { قل } أيْ فإذا قلت ذلك فَتَوَلَّوْا ولم يطيعوا الخ ، فيكون فعل { تولوا } ماضياً بتاء واحدة مُواجَهاً به النبي صلى الله عليه وسلم أي فإن تولوا ولم يطيعوا فإنما عليك ما حُمِّلْتَ من التبليغ وعليهم ما حُمِّلوا من تَبِعَة التكليف . كمعنى قوله تعالى : { فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين } في سورة النحل ( 82 ) فيكون في ضمائر فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم } التفاتٌ . وأصل الكلام : فإنما عليك ما حُملتَ وعليهم ما حُمِّلوا . والالتفات محسن لا يحتاج إلى نكتة .
وبهذين الوجهين تكون الآية مفيدة معنيين : معنى من تعلق خطاب الله تعالى بهم وهو تعريض بتهديد ووعيد ، ومعنى من موعظة النبي صلى الله عليه وسلم إيَّاهم وموادعة لهم . وهذا كله تبكيت لهم ليعلموا أنهم لا يضرون بتولّيهم إلا أنفسهم . ونظيره قوله في سورة آل عمران ( 23 32 ) : { ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً } من الكتاب ( هم اليهود ) يُدعَوْن إلى كتاب الله } إلى قوله : { قل أطيعوا الله والرسول فإن تَولوا فإن الله لا يحب الكافرين }
واعلم أن هذين الاعتبارين لا يتأتيان في المواضع التي يقع فيها الفعل المضارع المفتتح بتاءين في سياق النهي نحو قوله تعالى : { ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب } [ النساء : 4 ] وقوله : { ولا تَيمموا الخبيثَ منه تنفقون } [ البقرة : 267 ] وقوله : { ولا تَولوا عنه وأنتم تسمعون } في سورة الأنفال ( 20 ) ، وأما قوله تعالى في سورة القتال ( 38 ) { وإن تتولّوا يستبدل قوماً غيركم } فثبتت فيه التاءان لأن الكلام فيه موجه إلى المؤمنين فلم يكن فيه ما يقتضي نسج نظمه بما يصلح لإفادة المعنيين المذكورين في سورة النور وفي سورة آل عمران .
والبلاغ : اسم مصدر بمعنى التبليغ كالأداء بمعنى التأدية . ومعنى كونه مبيناً أنه فصيح واضح .
وجملة : { وإن تطيعوه تهتدوا } إرداف الترهيب الذي تضمنه قوله : { وعليكم ما حملتم } بالترغيب في الطاعة استقصاء في الدعوة إلى الرشد .
وجملة { وما على الرسول إلا البلاغ المبين } بيان لإبهام قوله : { ما حمل } .
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
تحميل سورة النور mp3 :
سورة النور mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة النور
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب