إعراب الآية 63 من سورة العنكبوت , صور البلاغة و معاني الإعراب.
إعراب ولئن سألتهم من نـزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد
{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ( العنكبوت: 63 ) }
﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ﴾: تعرب إعراب الآية الحادية والستين.
وهو: « وَلَئِنْ: الواو: حرف استئناف.
اللام: حرف موطئ للقسم.
إن: حرف شرط غير جازم.
﴿سَأَلْتَهُمْ﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك في محلّ جزم بـ "إن"، و "التاء": ضمير متّصل مبنيّ على الفتح في محلّ رفع فاعل.
﴿و "هم": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به.
﴿مَنْ﴾: اسم استفهام مبنيّ على السكون في محلّ رفع مبتدأ.
﴿خَلَقَ﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو».
﴿مِنَ السَّمَاءِ﴾: جار ومجرور متعلقان بـ "نزل".
﴿مَاءً﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿فَأَحْيَا﴾: الفاء: حرف عطف.
أحيا: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿بِهِ﴾: جار ومجرور متعلقان بـ "أحيا".
﴿الْأَرْضَ﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿مِنْ بَعْدِ﴾: جار ومجرور متعلقان بصفة محذوفة من "الأرض".
﴿مَوْتِهَا﴾: مضاف إليه مجرور بالكسرة وهو مضاف.
و "ها": ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾: تقدم إعرابها في الآية الحادية والستين.
وهو: « لَيَقُولُنَّ: اللام: واقعة في جواب القسم المقدرة.
يقولن: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، لأنه من الأفعال الخمسة.
وحذفت هذه النون لتوالي النونات.
وواو الجماعة المحذوفة لالتقائها ساكنة مع نون التوكيد الثقيلة في محلّ رفع فاعل.
و "نون" التوكيد الثقيلة حرف لا محلّ له من الإعراب.
﴿اللَّهُ﴾: لفظ الجلالة فاعل لفعل محذوف تقديره: خلقهن الله».
﴿قُلِ﴾: فعل أمر مبنيّ على السكون وقد حرك بالكسر لالتقاء الساكنين، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت.
﴿الْحَمْدُ﴾: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿لِلَّهِ﴾: خافض ومخفوض متعلقان بخبر المبتدأ.
﴿بَلْ﴾: حرف إضراب.
﴿أَكْثَرُهُمْ﴾: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة، و "هم": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿لَا﴾: حرف نفي لا عمل له.
﴿يَعْقِلُونَ﴾: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، و "الواو" ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل.
وجملة "إن سألتهم" لا محلّ لها من الإعراب، لأنها استئنافية.
وجملة "من نزل" في محلّ نصب مفعول به لفعل السؤال المعلق بالاستفهام "من".
وجملة "نزل" في محلّ رفع خبر المبتدأ "من".
وجملة "أحيا" في محلّ رفع معطوفة على جملة "نزل".
وجملة "يقولن" لا محلّ لها من الإعراب، لأنها جواب القسم.
وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم.
وجملة "الله فعل ذلك" في محلّ نصب "مقول القول".
وجملة "قل" لا محلّ لها من الإعراب، لأنها استئنافية.
وجملة "الحمد لله" في محلّ نصب "مقول القول".
وجملة "أكثرهم لا يعقلون" لا محلّ لها من الإعراب، لأنها استئنافية.
وجملة "لا يعقلون ,,, " في محلّ رفع خبر المبتدأ "أكثرهم".
﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۚ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾
[ العنكبوت: 63]
إعراب مركز تفسير: ولئن سألتهم من نـزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد
﴿وَلَئِنْ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ"اللَّامُ" حَرْفٌ مُوَطِّئٌ لِلْقَسَمِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( إِنْ ) حَرْفُ شَرْطٍ وَجَزْمٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿سَأَلْتَهُمْ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِتَاءِ الْفَاعِلِ فِي مَحَلِّ جَزْمٍ فِعْلُ الشَّرْطِ، وَ"تَاءُ الْفَاعِلِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ.
﴿مَنْ﴾: اسْمُ اسْتِفْهَامٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
﴿نَزَّلَ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ"، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ الْمُبْتَدَإِ ( مَنْ ).
﴿مِنَ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ.
﴿السَّمَاءِ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿مَاءً﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿فَأَحْيَا﴾: "الْفَاءُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( أَحْيَا ) فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ الْمُقَدَّرِ لِلتَّعَذُّرِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".
﴿بِهِ﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿الْأَرْضَ﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿مِنْ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿بَعْدِ﴾: اسْمٌ ظَرْفِيٌّ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿مَوْتِهَا﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿لَيَقُولُنَّ﴾: "اللَّامُ" حَرْفُ جَوَابٍ لِلْقَسَمِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( يَقُولُنَّ ) فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ الْمَحْذُوفَةِ لِتَوَالِي الْأَمْثَالِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" الْمَحْذُوفَةُ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَ"النُّونُ" حَرْفُ تَوكِيدٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ جَزْمٍ جَوَابُ الشَّرْطِ.
﴿اللَّهُ﴾: اسْمُ الْجَلَالَةِ مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ "أَنْزَلَ ...".
﴿قُلِ﴾: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "أَنْتَ".
﴿الْحَمْدُ﴾: مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿لِلَّهِ﴾: "اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَاسْمُ الْجَلَالَةِ اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ الْمُبْتَدَإِ.
﴿بَلْ﴾: حَرْفُ إِضْرَابٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿أَكْثَرُهُمْ﴾: مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿لَا﴾: حَرْفُ نَفْيٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿يَعْقِلُونَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ الْمُبْتَدَإِ.
( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ ) سبق إعرابها
( مَنْ نَزَّلَ ) اسم استفهام مبتدأ وماض فاعله مستتر والجملة الفعلية خبر المبتدأ والجملة الاسمية سدت مسد المفعول الثاني لسأل
( مِنَ السَّماءِ ) متعلقان بالفعل
( ماءً ) مفعول به
( فَأَحْيا ) الفاء حرف عطف وماض فاعله مستتر
( بِهِ ) متعلقان بالفعل
( الْأَرْضَ ) مفعول به
( مِنْ بَعْدِ ) متعلقان بالفعل أيضا
( مَوْتِها ) مضاف إليه والجملة معطوفة على ما قبلها واللام واقعة في جواب القسم
( لَيَقُولُنَّ ) مضارع مرفوع والواو المحذوفة فاعل والجملة جواب القسم المقدر
( اللَّهُ ) لفظ الجلالة مبتدأ خبره محذوف والجملة مستأنفة لا محل لها
( قُلِ ) أمر فاعله مستتر والجملة مستأنفة لا محل لها
( الْحَمْدُ لِلَّهِ ) مبتدأ وخبره والجملة مقول القول
( بَلْ ) حرف إضراب
( أَكْثَرُهُمْ ) مبتدأ
( لا يَعْقِلُونَ ) لا نافية ومضارع مرفوع والواو فاعله والجملة الفعلية خبر المبتدأ والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها.
تفسير الآية 63 - سورة العنكبوت
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | Tafsir English |
الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 63 - سورة العنكبوت
ولئن سألتهم من نـزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون
سورة: العنكبوت - آية: ( 63 ) - جزء: ( 21 ) - صفحة: ( 403 )أوجه البلاغة » ولئن سألتهم من نـزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد :
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ( 63 )
{ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فأَحيَا بِهِ الأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللهُ } أعيد أسلوب السؤال والجواب ليتصل ربط الأدلة بعضها ببعض على قرب . فقد كان المشركون لا يدَّعُون أن الأصنام تُنزل المطر كما صرحت به الآية فقامت الحجة عليهم ولم ينكروها وهي تقرع أسماعهم .
وأدمج ف الاستدلال عليهم بانفراده تعالى بإِنزال المطر أن الله أحيا به الأرض بعد موتها وإن كان أكثر المشركين ينسبون المسببات غلى أسبابها العادية كما تبين في بحث الحقيقة والمجاز العقليين في قولهم : أنبت الربيع البق ، أنه حقيقة عقلية في كلام أهل الشرك لأنهم مع ذلك لا ينسبون الإنبات إلى اصنامهم ، وقد اعترفوا بأن سبب الإنبات وهو المطر منزل من عند الله فيلزمهم أن الإنبات من الله على كل تقدير . وفي هذا الإدماج استدلال تقريبي لإِثبات البعث كما قال : { فانظر إلى أثر رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير } [ الروم : 50 ] وقال : { ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون } [ الروم : 19 ] .
ولما كان سياق الكلام هنا في مساق التقرير كان المقام مقتضياً للتأكيد بزيادة { من } في قوله { من بعد موتها } إلجاء لهم إلى الإقرار بأن فاعل ذلك هو الله دون أصنامهم فلذلك لم يكن مقتضى لزيادة ( مِن ) في آية البقرة ، وفي الجاثية [ 5 ] { فأحيا به الأرض بعد موتها } وقد أشار قوله { من بعد موتها } إلى موت الأرض ، أي موت نباتها يكون بإمساك المطر عنها في فصول الجفاف أو في سنين الجدب لأنه قابله بكون إنزال المطر لإرادته إحياء الأرض بقوله { فأحيا به الأرض } ، فلا جرم أن يكون موتها بتقدير الله للعلم بأن موت الأرض كان بعد حياة سبقت من نوع هذه الحياة ، فصارت الآية دالة على أنه المتصرف بإحياء الأرض وإماتتها ، ويعلم منه أن محيي الحيوان ومميته بطريقة لحن الخطاب . فانتظم من هذه الآيات المفتتحة بقوله { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض } [ العنكبوت : 61 ] إلى هنا أصول صفات أفعال الله تعالى وهي : الخلق ، والرزق ، والإحياء ، والإماتة ، من أجل ذلك عقيب بأمر الله نبيئه صلى الله عليه وسلم بأن يحمده بكلام يدل على تخصيصه بالحمد . .
{ قُلِ الْحَمْدُ لِلهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ يَعْقِلُونَ } لما اتضحت الحجة على المشركين بأن الله منفرد بالخلق والرزق والإحياء والإماتة ، ولزم من ذلك أن ليس لأصنامهم شرك في هذه الأفعال التي هي اصول نظام ما على الأرض من الموجودات فكان ذلك موجباً لإِبطال شركهم بما لا يستطيعون إِنكاره ولا تأويله بعد أن قرعت أسماعهم دلائله وهم واجمون لا يبدون تكذيباً فلزم من ذلك صدقُ الرسول عليه الصلاة والسلام فيما دعاهم إليه . وكَذِبثهم فيما تطاولوا به عليه في أمر الله ورسوله بأن يحمده على أن نصرهُ بالحجة نصراً يؤذن بأنه سينصره بالقوة .
وتلك نعمة عظيمة تستحق أن يحمد الله عليها إذ هو الذي لقنها رسوله صلى الله عليه وسلم بكتابه وما كان يدري ما الكتاب ولا الإِيمان .
فهذا الحمد المأمور به متعلِّقه محذوف تقديره : الحمد لله على ذلك . وهو الحجج المتقدمة ، وليس خاصاً بحجة إنزال الماء من السماء ، وكذلك شأن القيود الواردة بعد جعل متعددة أن ترجع غلى جميعها ، وكذلك ترجع معها متعلِّقاتها -بكسر اللام- وقرينة المقام كنار على علَم ، ألا ترى أن كل حجة من تلك الحجج تستأهل أن يحمد الله على إقامتها فلا تختص بالحمد حجة إنزال المطر فقد قال تعالى في سورة لقمان [ 25 ] { ولَئِن سألتَهُم مَن خَلَقَ السَّماوات والأرضَ ليقولُنَّ الله قُلْ الحمدُ لله بَلْ أكثَرهُم لا يَعْلَمون } فلذلك لا يجعل قوله { قل الحمد لله } اعتراضاً .
و { بل أكثرهم لا يعقلون } إضراب انتقال من حمد الله على وضوح الحجج إلى ذم المشركين بأن أكثرهم لا يتفطنون لنهوض تلك الحجج الواضحة فكأنهم لا عقل لهم لأن وضوح الحجج يقتضي أن يفطن لنتائجها كلُّ ذي مُسكة من عقل فنزلوا منزلة من لا عقول لهم . وإنما أسند عدم العقل إلى أكثرهم دون جميعهم لأن من عقلائهم وأهل الفطن منهم من وضحت له تلك الحجج فمنهم من آمنوا ، ومنهم من أصرّوا على الكفر عناداً .
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
تحميل سورة العنكبوت mp3 :
سورة العنكبوت mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة العنكبوت
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب