فضل وفوائد سورة مريم
فضائل القرآن الكريم | سورة مريم | فضل سورة مريم ( surah ) , عدد آيايتها 98 - وهي سوره مكية صفحتها في المصحف: 305, بالاضافة لذكر فضلها مقاصدها تلخيصها موضوعاتها مع التعريف بالسورة
التعريف بسورة مريم
سورة مريم هي السورة 19 في ترتيب سور القرآن الكريم، وهي السورة 44 في ترتيب النـزول؛ نزلت بعد سورة فاطر، وقبل سورة طه في أثناء السنة الرابعة من البعثة, وهي من السور المكية, قال القرطبي: وهي مكية بالإجماع, وهي 98 آية .
وقال ابن كثير: وقد روى محمد بن إسحاق في السيرة، من حديث أم سلمة، وأحمد بن حنبل عن ابن مسعود في قصة الهجرة إلى أرض الحبشة من مكة، أن جعفر بن أبى طالب- رضى الله عنه- قرأ صدر هذه السورة على النجاشيّ .
ويبدو أن تسميتها بهذا الاسم كان بتوقيف من النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقد أخرج الطبراني والديلمي، من طريق أبى بكر بن عبد الله بن أبى مريم الغساني عن أبيه عن جده، قال:أتيت النبي صلّى الله عليه وسلّم فقلت: ولدت لي الليلة جارية, فقال: والليلة أنزلت على سورة مريم.
وجاء فيما روى عن ابن عباس، تسميتها بسورة كهيعص.
وقد تكرر اسم مريم في القرآن 30 مرة، ولم تذكر امرأة سواها باسمها الصريح.
فضائل سورة مريم
1- أنَّها مِن السُّوَرِ المتقدِّمِ نزولُها، ومِن قديمِ ما حفِظ الصَّحابةُ وتعلَّموه.
2- من المثاني التي أوتيها النبي - صلى الله عليه وسلم - مكان الإنجيل.
3- وقد جاء في فضائل هذه السورة ما رواه الإمام أحمد من حديث أم سلمة رضي الله عنها في قصة هجرتهم إلى الحبشة و النجاشي، وفيه: أنه دعا أساقفته، فنشروا مصاحفهم حوله، وقالوا لجعفر بن أبي طالب رضي الله عنه: هل معك مما جاء به -يعني النبي صلى الله عليه وسلم من شيء؟ قال جعفر: نعم، فقال له النجاشي: فاقرأه عليَّ، فقرأ عليه صدراً من (كهيعص)، قالت: فبكى -والله- النجاشي، حتى أخضلت لحيته، وبكت أساقفته، حتى أخضلوا مصاحفهم، حين سمعوا ما تلا عليهم. ثم قال النجاشي: والله إن هذا والذي جاء به موسى عليه السلام ليخرج من مشكاة واحدة.
وروى ابن المبارك بسنده، قال: لما نزلت هذه الآية: (وإن منكم إلا واردها) (مريم:71)، ذهب ابن رواحة إلى بيته، فبكى، فجاءت امرأته فبكت، وجاءت الخادمة فبكت، وجاء أهل البيت، فجعلوا يبكون، فلما انقضت عَبْرته قال: يا أهلاه! ما يبكيكم؟ قالوا: لا ندري، ولكنا رأيناك بكيت، فبكينا، قال: آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينبئني فيها ربي أني وارد النار، ولم ينبئني أني أصدر عنها. (صَدَر عن المكان: رجع وانصرف).
مقاصد سورة مريم
نزلت هذه السورة للرد على اليهود -أخزاهم الله- فيما اقترفوه من القول الشنيع في حق مريم وابنها عيسى عليهما السلام، فكان فيها بيان نزاهة آل عمران، وقداستهم في الخير.
وقد اشتملت السورة على ثلاثة مقاصد أسياسية، هي:
1- إثبات وحدانيته سبحانه. 2- وتنـزيه سبحانه عن الولد. 3-وإثبات البعث يوم القيامة.
واشتملت -إضافة إلى هذه المقاصد الأساسية- المقاصد التالية:
1- عرض قصة زكريا عليه السلام، التي بينت قدرته سبحانه؛ حيث رزقه الولد في سنٍّ ليس من المعتاد أن يولد فيها للإنسان؛ وذلك عندما يبلغ به السن مبلغاً كبيراً. وفي هذا كرامة لزكريا عليه الصلاة والسلام علاوة على ما تقدم.
2- خطاب النبي يحيى عليهما السلام بأن يأخذ ما علمه سبحانه من الكتاب (بقوة) أي: بجد وحرص واجتهاد، وهو في الوقت نفسه أمر لعموم المؤمنين بأن يأخذوا أمور الدين والدنيا بجد وحرص واجتهاد.
3- عرض قصة مريم وعيسى عليهما السلام، فأكدت قدرته سبحانه على الخلق من غير سبب، حيث خلق عيسى عليه السلام من غير أب، وأقدره على الكلام، وهو لا يزال في المهد. وأثبتت طهارة مريم وعفافها، وفي هذا كرامة لمريم عليها السلام بخارق العادة في حملها وقداسة ولدها. وجاء التعقيب على هذه القصة بالفصل في قضية عيسى عليه السلام التي كثر فيها الجدل، واختلفت فيها أحزاب اليهود والنصارى.
4- عرضت السورة قصة إبراهيم عليه السلام مع أبيه وقومه، واعتزاله لملة الشرك، والمنِّ عليه بالذرية الصالحة.
5- التنويه بجمع من الأنبياء والمرسلين ومن اهتدى بهديهم. وتوجيه اللوم لبعض خَلَفِهم ، الذين لم يكونوا على سَنَنهم في الخير من أهل الكتاب والمشركين، وأتوا بفاحش من القول؛ إذ نسبوا لله ولداً، وأنكر المشركون منهم البعث، وأثبت النصارى ولداً لله تعالى.
6- بيان ربوبيته سبحانه لكل ما في السماوات والأرض، والأمر بعبادته وحده سبحانه بلا شريك، مع الأمر بالصبر على طاعته عز وجل، (رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته) (مريم:65).
7- حكاية إنكار المشركين البعث، وتبجحهم على المسلمين بمقامهم، (ويقول الإنسان أئذا ما مت لسوف أخرج حيا) (مريم:66).
8- الإنذار مما حلَّ بالمكذبين من الأمم من الاستئصال وغير ذلك من أنواع العذاب.
9- وصف الجنة وأهلها، (جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا * لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا) (مريم:61-62).
10- إنذار المشركين أن أصنامهم التي اعتزوا بها سيندمون على اتخاذها، (واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا * كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا) (مريم:98).
11- وعده سبحانه عباده المؤمنين بأن يغرس لهم في قلوب عباده الصالحين مودة، وهذا أمر لا بد منه، ولا محيد عنه، (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) (مريم:96).
12- الجدل حول قضية البعث، واستعراض بعض مشاهد القيامة، (يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا * ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا) (:85-86)، وعرض صورة من استنكار الكون كله لدعوى الشرك، (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا * لقد جئتم شيئا إدا * تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا) (مريم:88-90).
13- التنويه بالقرآن، وأنه بشير لأوليائه المتقين، ونذير لأعدائه المعاندين، كما هلكت قرون قبلهم (فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا) (مريم:97).
14- تكررت في هذه السورة صفة (الرحمن) ست عشرة مرة، وذُكر اسم (الرحمة) أربع مرات، فأرشد هذا إلى أن من مقاصدها تحقيق وصف الله تعالى بصفة (الرحمن). والرد على المشركين الذين كابروا في إنكار هذا الوصف.
15- ختمت السورة مقاصدها بمشهد مؤثر عميق من مصارع الأمم السابقة، (وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا) (مريم:98).
من أهمِّ موضوعات هذه السورةِ:
1- ذِكرُ قِصَّة زكريَّا عليه السلامُ.
2- ذكرُ قِصَّةِ مَريمَ ومولدِ عيسى عليهما السلامُ.
3- ذِكرُ طرفٍ من قِصَّةِ إبراهيمَ عليه السَّلامُ مع أبيه.
4- الإشارةُ إلى عددٍ مِن النبيينَ، ومنهم: موسى، وهارونُ، وإسماعيلُ، وإدريسُ عليهم السَّلامُ.
5- بيانُ جزاءِ المتَّقينَ وعقابِ الكافِرينَ، وفَتحُ بابِ التَّوبةِ للعاصينَ.
6- حكايةُ بَعضِ شُبهاتِ المشركينَ المتعلقةِ بالقرآنِ والبعثِ والوحدانيةِ مع الردِّ عليها، وإقامةِ الأدلةِ على وحدانيةِ الله، ونفيِ الشريكِ والولدِ، وإقامةِ الأدلةِ على أنَّ البعثَ حقٌّ.
7- بيانُ بعضِ مَشاهِدِ القيامةِ.
تلخيص سورة مريم
- والذي يقرأ هذه السورة الكريمة بتدبر وتأمل، يراها زاخرة بالحديث عن عدد من الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام-.
فقد افتتحت بالحديث عن تلك الدعوات التي تضرع بها زكريا إلى ربه، لكي يهب له وليا، يرثه ويرث من آل يعقوب.
وقد استجاب الله- تعالى- دعاء زكريا، فوهبه يحيى كما قال- تعالى-: يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا.
ثم تحدثت السورة بعد ذلك عن قصة مريم، بصورة فيها شيء من التفصيل، فذكرت اعتزالها لقومها ومجيء جبريل إليها وما دار بينه وبينها من محاورات، ومولدها لعيسى وإتيانهابه قومها، وما دار بينها وبينهم في شأنه.
ثم ختمت هذه القصة بالقول الحق في شأن عيسى، قال- تعالى-: ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ.
ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحانَهُ، إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ، وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ.
ثم تحدثت السورة بعد ذلك عن طرف من قصة إبراهيم وموسى وإسماعيل وإدريس، وختمت حديثها عن الرسل الكرام
ثم حكت السورة الكريمة أنماطا من الشبهات التي تفوه بها الضالون، ومن هذه الشبهات ما يتعلق بالبعث والنشور، ومنها ما يتعلق بموقفهم من القرآن الكريم ومنها ما يتعلق بزعمهم أن لله ولدا .
وقد ردت على كل شبهة من هذه الشبهات بما يبطلها، ويخرس ألسنة قائليها.
ومن هذا العرض الإجمالى لآيات السورة الكريمة، يتبين لنا أن سورة مريم قد اهتمت بإقامة الأدلة على وحدانية الله- تعالى-، وعلى نفى الشريك والولد عن ذاته- سبحانه-، كما اهتمت- أيضا- بإقامة الأدلة على أن البعث حق، وعلى أن الناس سيحاسبون على أعمالهم يوم القيامة.
كما زخرت السورة بالحديث عن قصص بعض الأنبياء- عليهم الصلاة والسلام- تارة بشيء من التفصيل كما في قصة زكريا وعيسى ابن مريم، وتارة بشيء من الاختصار والتركيز كما في قصة إبراهيم وموسى وإسماعيل وإدريس. كما نراها بوضوح تحكى شبهات المشركين. ثم ترد عليها بما يبطلها .
وقد ساقت السورة ما ساقت من قضايا، بأسلوب عاطفى بديع، يهيج المشاعر نحو الخير والحق والفضيلة، وينفر من الشر والباطل والرذيلة، ويطلع العقول على نماذج شتى من مظاهر رحمة الله- تعالى- بعباده الصالحين ترى ذلك في مثل قوله- تعالى-: ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا.
وفي مثل قوله- سبحانه-: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا.
قال بعض العلماء ما ملخصه: والظل الغالب في جو السورة هو ظل الرحمة والرضا والاتصال. فهي تبدأ بذكر رحمة ربك لعبده زكريا. ويتكرر لفظ الرحمة ومعناها وظلها في ثنايا السورة كثيرا.
ويكثر فيها اسم الرَّحْمنِ.
وإنك لتحس لمسات الرحمة الندية.
ودبيبها اللطيف في الكلمات والعبارات والظلال، كما تحس انتفاضات الكون وارتجافاته لوقع كلمة الشرك التي لا تطيقها فطرته .
كذلك تحس أن للسورة إيقاعا موسيقيا خاصا، فحتى جرس ألفاظها وفواصلها فيه رخاء، وفيه عمق كألفاظ: رضيا، سريا، حفيا، نجيا .
فأما المواضع التي تقتضي الشدة والعنف، فتجيء فيها الفاصلة مشددة في الغالب، كألفاظ: ضدّا، هدّا، إدّا، أزّا .
وبعد فهذا تعريف لسورة مريم، نرجو أن يكون القارئ له، قد أخذ صورة مركزة عن أهم المقاصد التي اشتملت عليها السورة الكريمة.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.
قراءة سورة مريم مكتوبة :
- سورة مريم مكتوبة برواية حفص عن عاصم
- سورة مريم برواية ورش عن نافع مكتوبة
- سورة مريم برواية قالون عن نافع قراءة
- تحميل سورة مريم مكتوبة pdf تحميل
- سورة مريم بخط كبير مع التفسير مكتوبة
فضائل سور أخرى من القرآن الكريم :
قم باختيار القارئ لتحميل سورة مريم كاملة بجودة عالية
القرآن الكريم mp3 | السورة : مريم - استماع و تحميل بصوت أربعين قارئ - الرواية : حفص عن عاصم & ورش عن نافع - نوع القراءة : ترتيل & تجويد
أحمد العجمي ابراهيم الاخضر بندر بليلة خالد الجليل حاتم فريد الواعر حسن صالح خليفة الطنيجي سعد الغامدي سعود الشريم ابوبكر الشاطري الشحات أنور صلاح بوخاطر عبد الباسط عبدالرحمن العوسي عبدالرحمن السديس عبد الرشيد صوفي عبدالعزيز الزهراني عبد الله بصفر عبد الله الجهني عبد الله كامل علي الحذيفي علي جابر عمر القزابري العيون الكوشي غسان الشوربجي فارس عباد ماهر المعيقلي محمد أيوب محمد المحيسني محمد جبريل المنشاوي الحصري محمود البنا مشاري العفاسي مصطفى اسماعيل ناصر القطامي نورين صديق وديع اليمني ياسر الدوسري ياسين الجزائري
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Saturday, December 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب