ذكر إسرافيل وما كلف به - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب ما جاء في ذكر إسرافيل وما كُلِّف به
بأيّ شيءٍ كان نبيُّ اللَّه يفتتح صلاته إذا قام من اللّيل؟ قالت: كان إذا قام من اللّيل افتح صلاته: «اللهمّ ربّ جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشّهادة. أنت تحكمُ بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهْدني لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك إنّك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم».
صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٧٠) من طرق عن عمر بن يونس، حدّثنا عكرمة بن عمّار، حدّثنا يحيى بن أبي كثير، حدّثني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، فذكره.
صحيح: رواه الإمام أحمد (٧١٦٠)، والبزار -كشف الأستار (٢٤٦٢) -، وأبو يعلى (٦١٠٥) كلّهم عن محمد بن فضيل، عن عمارة بن أبي زرعة، قال: لا أعلمه إلّا عن أبي هريرة، قال (فذكر الحديث).
وإسناده صحيح ورجاله ثقات.
وهذا الملك المبهم يقال: إنه هو إسرافيل.
ولم يرد في حديث صحيح أنّ إسرافيل مكلّف في النّفخ في الصّور، إلا أن بعض أهل العلم ادعوا الإجماع على ذلك كما في فتح الباري لابن حجر (١١/ ٣٦٨) نظرا لوجود شواهد كثيرة.
منها: ما رُوي عن أبي هريرة في حديث طويل قال فيه: حدّثنا رسول اللَّه ﷺ وهو في طائفة من أصحابه- فقال: «إنّ اللَّه تبارك وتعالى لما فرغ من خلق السماوات والأرض خلق الصّور، فأعطاه إسرافيل عليه السلام، فهو واضعه على فيه شاخص بصره إلى العرش، ينتظر متى يؤمر».
رواه أبو الشيخ في كتابه «العظمة» (٣٨٦)، والبيهقي في «البعث والنشور» (٦٠٩) كلاهما من طريق إسماعيل بن رافع، عن محمد بن يزيد، عن محمد بن كعب، عن أبي هريرة.
وأدخل البيهقي «عن رجل من الأنصار» بين محمد بن يزيد، وبين محمد بن كعب القرظي.
وقد رواه أيضًا عدد من المؤلفين في كتبهم ولكن مداره على إسماعيل بن رافع وهو: ابن عويمر الأنصاريّ المدنيّ، قال فيه الإمام أحمد وابن معين: ضعيف. وقال أبو حاتم: منكر الحديث. وقال الدارقطني: متروك. وقال ابن حبان: كان رجلًا صالحًا إلّا أنه كان يقلّب الأخبار حتى صار الغالب على حديثه المناكير والتي يسبق إلى القلب أنه كان المتعمّد لها.
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره في سورة الأنعام (آية: ٧٣) بعد أن ذكر حديث الصّور من
طريق الحافظ أبي القاسم في كتابه «الطّوالات» من هذا الوجه: «هذا حديث غريب جدًا، ولبعضه شواهد في الأحاديث المتفرقة، وفي بعض ألفاظه نكارة، تفرّد به إسماعيل بن رافع قاص أهل المدينة، وقد اختُلف فيه، فمنهم من وثقه، ومنهم من ضعّفه. ونصّ على نكارة حديثه غير واحد من الأئمة كأحمد بن حنبل، وأبي حاتم الرّازيّ، وعمرو بن الفلاس. ومنهم من قال فيه: هو متروك. وقال ابن عدي: أحاديثه كلّها فيها نظر، إلا أنه يكتب حديثه في جملة الضّعفاء. وقال: وقد اختلف عليه في إسناد هذا الحديث على وجوه كثيرة، قد أفردتُها في جزء على حدة، وأما سياقه فغريب جدًّا، ويقال: إنه جمعه من أحاديث كثيرة، وجعله سياقًا واحدًا، فأُنكر عليه بسبب ذلك». انتهى.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن ابن عباس أنه قال: «بينا جبريل معه رسول اللَّه يناجيه، إذ انشقّ أفق السّماء فدخل جبريل من ذلك خوف فإذا ملك قد مثل بين يدي النبي ﷺ فقال: يا محمد إنّ اللَّه يأمرك أن تختار عبدًا نبيًّا أو ملكًا نبيًا؟ فأشار إليّ جبريل بيده أن تواضع، فقلت: «عبدًا نبيًّا«، فارتفع ذلك الملك إلى السماء، فقلت: «يا جبريل أردت أن أسألك عن هذا، فرأيت من حالك ما شغلني عن المسألة، فمن هذا يا جبريل؟». قال: هذا إسرافيل خلقه اللَّه يوم خلقه، بين يديه صافًّا قدميه، لا يرفع طرفه، بينه وبين الرّب سبعون نورًا، ما منها نور، كاد يدنو منه إلا احترق، بين يديه لوح، فإذا أراد اللَّه في شيء من السماء، أو في الأرض، ارتفع ذلك اللوح فضرب جبينه، فينظر فيه، فإن كان من عملي أمرني به، وإن كان من عمل ميكائيل أمره به، وإن كان من عمل ملك الموت أمره به. قلت: «يا جبريل، وعلى أيش أنت؟». قال: على الرّيح والجنود. قلت: وعلي أيش ميكائيل؟ قال: على النبات والقطر، فقلت: «على أيش ملك الموت؟». قال: على قبض الأنفس. وما ظننته هبط إلا لقيام الساعة، وما الذي رأيت مني إلا خوفًا من قيام الساعة».
رواه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في «كتاب العرش» (٧٥) بتحقيق ابن الحمود، والطبراني في الكبير (١٢٠٦١) عن محمد بن عمران بن أبي ليلى، عن أبيه، حدّثنا ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، فذكر الحديث.
وعمران بن أبي ليلى هو: عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاريّ لم يرو عنه إلّا ابنه محمد، كما لم يوثقه غير ابن حبان ولذا قال الحافظ في التقريب: «مقبول». وحيث أنه لم يتابع فهو لين الحديث.
وابن أبي ليلى هو: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وبه أعله الهيثمي في «المجمع» (٩/ ١٩) لسوء حفظه.
وما روي أيضًا عن ابن عمر قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «لقد هبط عليَّ ملك من السماء، ما هبط على ملك من السماء، ما هبط على نبي قبلي، ولا يهبط على أحد بعدي، وهو إسرافيل وعنده جبريل، فقال: السّلام عليك يا محمد، ثم قال: أنا رسولُ ربِّك إليك أمرني أن أخبرك إن شئتَ نبيًّا عبدًا، وإن شئتَ ملكًا، فنظرتُ إلى جبريل فأومأ جبريل إليّ أن تواضع. فقال النبيُّ ﷺ عند ذلك:
«نبيًّا عبدًا». فقال النبيّ ﷺ: «لو أنّي قلتُ نبيًّا ملكًا، ثم شئ لسارتِ الجبال معي ذهبًا».
رواه الطبراني في الكبير (١٢/ ٣٤٨) عن أبي شعيب، ثنا يحيى بن عبد اللَّه البابلتي: ثنا أيوب بن نهيك، قال: سمعت محمد بن قيس المدني يقول: سمعت ابن عمر، فذكره.
قال الهيثمي في «المجمع» (٩/ ١٩): «وفيه يحيى بن عبد اللَّه البابلتي وهو ضعيف».
وكذلك لا يصح ما رُوي عن أبي جعفر قال: «بينا رسول اللَّه ﷺ جالس وعنده جبريل حتى حانت من جبريل نظرة قِبَل السماء فامتقع لها لونه حتى صار كرماد، ولاذ برسول اللَّه ﷺ، فنظر رسول اللَّه ﷺ حيث نظر جبريل، فإذا هو بشيء قد ملأ ما بين الخافقين، السماء والأرض، فقال: «يا محمد، إني رسول اللَّه إليك يخيّرك أن تكون ملكًا رسولًا أو عبدًا رسولًا؟ فالتفتُ إلى جبريل، فإذا هو قد رجع لونه، ثم ضرب ركبة رسول اللَّه فقال: تواضع وكن عبدًا رسولًا، أو قال رسول اللَّه: أكون عبدًا رسولًا. فرفع رجله اليمنى فوضعها في كبد السماء ثم رفع اليسرى فوضعها في كبد السماء الثانية، ثم رفع اليمني فوضعها في كبد السماء الثالثة. . . فقال رسول اللَّه لجبريل: يا جبريل، لقد رأيتَ اليوم ذُعرًا، وما رأيت شيئًا أذعرك من تغيّر لونك؟ فقال: يا نبي اللَّه، لا تلمني أن أذعر من هذا، إنّ هذا إسرافيل، وهو حاجب الرّب وما يزول من بين يديه منذ خلق اللَّه السّماوات والأرض، حتى كان اليوم، فلما رأيتُه رأيتُ أنه قد جاء بقيام السّاعة، وهو الذي رأيتَ من تغيّر لوني، فلما رأيتُ أنه إنما اختصّك اللَّه به، رجعت إليَّ نفسي، وهذا الذي ترى من أقرب خلق اللَّه إلى اللَّه، اللّوح بين عينيه من ياقوتة حمراء، وهو ملك لا يرفع طرفه».
رواه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في كتاب: العرش (٧٨ - تحقيق ابن الحمود) عن عباد بن يعقوب، نا نصر بن مزاحم، عن عمرو بن شمر، عن عمارة بن غزية، عن أبي جعفر، فذكره.
وفيه نصر بن مزاحم وهو: المنقري قال فيه أبو حاتم: واهي الحديث متروك. وضعّفه الدارقطني، وقال أبو خيثمة: كان كذّابًا.
وشيخه عمرو بن شمر أشدّ منه ضعفًا، قال فيه الجوزجاني: زائغ كذّاب. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: كان رافضيًّا، يشتم أصحاب رسول اللَّه ﷺ، وكان ممن يروي الموضوعات عن الثقات في فضائل أهل البيت وغيرها، لا يحلّ كتابة حديثه إلّا على جهة التعجّب.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن أنس بن مالك موقوفًا قال اللَّه تعالى: «ما من خلقي أحدٌ أقرب إليَّ من جبريل وميكائيل وإسرافيل، وإنّ بيني وبينهم مسيرة ألف عام».
رواه محمد بن عثمان بن أبي شيبة (٦٧) عن نُعيم بن يعقوب، نا فضيل بن عياض، عن أبان، عن أنس، فذكره.
وأبان هو ابن أبي عياش فيروز البصريّ أبو إسماعيل العبديّ، قال فيه الإمام أحمد والنسائي والدارقطني وابن سعد: متروك الحديث.
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 218 من أصل 361 باباً
- 193 باب ظل الملائكة على الشّهيد
- 194 باب نزول المسيح ﵇ واضعًا كفّيه على أجنحة ملكين
- 195 باب ما جاء في شفاعة الملائكة للمؤمنين
- 196 باب صلاة الملائكة على من أطعم الطّعام
- 197 باب الملائكة تتأذّى مما يتأذّى به الإنسان
- 198 باب أنّ على يمين المصلي ملكًا
- 199 باب ما جاء في صفة جبريل ﵇
- 200 باب ما جاء أن النبي ﷺ رأى جبريل ﵇ مرتين في صورته الأصلية
- 201 باب ما جاء في جلوس جبريل على كرسيّ بين السّماء والأرض
- 202 باب إنّ جبريل بنادي في السّماء إنّ اللَّه يحب فلانًا فأحبّوه
- 203 باب كان جبريل ﵇ يتمثّل بدحية الكلبيّ
- 204 باب كان جبريل يتمثّل بالرّجل
- 205 باب من أسماء جبريل»الروح«
- 206 باب ما جاء في أنّ جبريل مع حسّان بن ثابت عند هجاء المشركين
- 207 باب ما كان ينزل جبريل إلّا بأمر من اللَّه
- 208 باب إمامة جبريل للنبيّ ﷺ-
- 209 باب كان جبريل ﵇ يدارس القرآن مع النبيّ ﷺ في كلّ ليلة من رمضان
- 210 باب أنّ جبريل أقرأ النبيَّ ﷺ القرآن على سبعة أحرف
- 211 باب ما جاء في أن جبريل كان يخبر النبيّ ﷺ بالجواب إذا سئل
- 212 باب ما جاء في أنّ جبريل كان وليًّا للنبيّ ﷺ وولي جميع الأنبياء
- 213 باب إذا كان النبيّ ﷺ يشتكي فينزل جبريل ويرقبه
- 214 باب ما جاء في سلام جبريل على بعض أزواج النبيّ ﷺ-
- 215 باب ما جاء في قتال جبريل وميكائيل، عن النبيّ ﷺ يوم أحد
- 216 باب في حمل جبريل ﵇ السّلاح
- 217 باب ما جاء في موكب جبريل
- 218 باب ما جاء من بشارة جبريل بأنّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة
- 219 باب ما جاء من تبشير جبريل بأن من مات ولم يشرك باللَّه شيئًا دخل الجنّة
- 220 باب شهود جبريل والملائكة بدرًا
- 221 باب إخبار جبريل ﵇ النّبيَّ ﷺ بمؤامرة المشركين في غزوة قوم من جهينة
- 222 باب إرسال اللَّه جبريل إلى النبيّ ﷺ للسّؤال عن بكائه
- 223 باب أمر النبيّ ﷺ لاستماع قراءة جبريل
- 224 باب ما جاء في ذكر ميكائيل
- 225 باب ما جاء في ذكر إسرافيل وما كُلِّف به
- 226 باب ما جاء من ذكر منكر ونكير من الملائكة
- 227 باب ما جاء في السّفرة الكرام البررة
- 228 باب ما جاء في خزنة الجنة
- 229 باب إنّ خازن الجنّة أولُ من يفتح بابَ الجنة، لنبيّنا ﷺ-
- 230 باب ما جاء في مالك خازن النّار
- 231 باب ذكر ما جاء في ملك الموت
- 232 باب ما جاء في التوراة بأنّ اللَّه تعالى كتبها بيده وأنزلها على نبيّه وكليمه موسى ﵇-
- 233 باب ما جاء في أنّ موسى ﵇ ألقى الألواح فانكسرت
- 234 باب ترجمة كتاب اللَّه إلى اللّغات الأخرى
- 235 باب الإيمان بأنّ القرآن كلام اللَّه أنزله اللَّه تعالى بواسطة جبريل
- 236 باب إن القرآن أحدث الكتب عهدًا باللَّه ﷿
- 237 باب ما جاء في أوّل ما نزل من القرآن
- 238 باب ما جاء في آخر ما نزل من القرآن
- 239 باب نزول القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى السّماء الدّنيا
- 240 باب مدّة نزول القرآن على النبيّ ﷺ-
- 241 باب استذكار القرآن وتعاهده
- 242 باب إنّ القرآن نزل بلسانٍ عربيٍّ مبين وبلسان قريش
معلومات عن حديث: ذكر إسرافيل وما كلف به
📜 حديث عن ذكر إسرافيل وما كلف به
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ ذكر إسرافيل وما كلف به من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث ذكر إسرافيل وما كلف به
تحقق من درجة أحاديث ذكر إسرافيل وما كلف به (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث ذكر إسرافيل وما كلف به
تخريج علمي لأسانيد أحاديث ذكر إسرافيل وما كلف به ومصادرها.
📚 أحاديث عن ذكر إسرافيل وما كلف به
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع ذكر إسرافيل وما كلف به.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, September 12, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب