أخبار إسماعيل بن إبراهيم - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب ما جاء في أخبار إسماعيل بن إبراهيم ﵉
فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدًا فلم تر أحدًا، فهبطت من الصفا، حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها، ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدًا، فلم تر أحدًا، ففعلت ذلك سبع مرات، قال ابن عباس: قال النبي ﷺ: «فذلك سعي الناس بينهما» فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا فقالت: صَهٍ - تريد نفسها - ثم تسمعت فسمعت أيضا فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم، فبحث بعقبه - أو قال: بجناحه - حتى ظهر الماء، فجعلت تحوضه وتقول بيدها هكذا، وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعد ما تغرف.
قال ابن عباس: قال النبي ﷺ: «يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم - أو قال: لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا» قال: فشربت وأرضعت ولدها، فقال لها الملك: لا تخافوا الضيعة، فإن ها هنا بيت الله يبني هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يضيع أهله، وكان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية، تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وشماله، فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم - أو أهل بيت من جرهم - مقبلين من طريق كداء، فنزلوا في أسفل مكة، فرأوا طائرا عائفا فقالوا: إن هذا الطائر ليدور على ماء لعهدُنا بهذا الوادي وما فيه ماء، فأرسلوا جريا - أو جريين - فإذا هم بالماء، فرجعوا فأخبروهم بالماء، فأقبلوا - قال: وأم إسماعيل عند الماء - فقالوا: أتأذنين لنا أن ننزل عندك؟ فقالت: نعم، ولكن لا حق لكم في الماء. قالوا: نعم. قال ابن عباس: قال النبي ﷺ: «فألفى ذلك أم إسماعيل وهي تحب الإنس» فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم، حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم، وشبَّ الغلام وتعلم العربية منهم، وأنفسهم وأعجبهم حين شبَّ، فلما أدرك زوجوه امرأة منهم. وماتت أم إسماعيل، فجاء إبراهيم بعدما تزوج إسماعيل يطالع تركته، فلم يجد إسماعيل فسأل امرأته عنه فقالت: خرج يبتغي لنا، ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت: نحن بشرٍّ، نحن في ضيق وشدة، فشكت إليه. قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام وقولي له يغير عتبة بابه.
فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئا فقال: هل جاءكم من أحد؟ قالت: نعم، جاءنا شيخ كذا وكذا، فسألنا عنك فأخبرته، وسألني كيف عيشنا، فأخبرته أنا في جهد وشدة، قال: فهل أوصاك بشيء؟ قالت: نعم، أمرني أن أقرأ عليك السلام، ويقول:
غيِّرْ عتبة بابك. قال: ذاك أبي، وقد أمرني أن أفارقك، الحقي بأهلك فطلقها وتزوج منهم أخرى، فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله، ثم أتاهم بعد فلم يجده، فدخل على امرأته فسألها عنه فقالت: خرج يبتغي لنا. قال: كيف أنتم؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت: نحن بخير وسعة، وأثنت على الله. فقال: ما طعامكم؟ قالت: اللحم. قال: فما شرابكم؟ قالت: الماء. قال: اللهم بارك لهم في اللحم والماء قال النبي ﷺ: «ولم يكن لهم يومئذ حب ولو كان لهم دعا لهم فيه» قال: فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه. قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام، ومريه يثبت عتبة بابه، فلما جاء إسماعيل قال: هل أتاكم من أحد؟ قالت: نعم، أتانا شيخ حسن الهيئة، وأثنت عليه فسألني عنك فأخبرته، فسألني كيف عيشنا؟ فأخبرته أنا بخير، قال: فأوصاك بشيء؟ قالت: نعم، هو يقرأ عليك السلام، ويأمرك أن تثبت عتبة بابك. قال: ذاك أبي وأنتِ العتبة، أمرني أن أمسكك.
ثم لبث عنهم ما شاء الله، ثم جاء بعد ذلك وإسماعيل يبري نبلا له تحت دوحة قريبا من زمزم، فلما رآه قام إليه، فصنعا كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد ثم قال: يا إسماعيل، إن الله أمرني بأمر. قال: فاصنع ما أمرك ربك، قال: وتعينني؟ قال: وأعينك قال: فإن الله أمرني أن أبني ها هنا بيتا - وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها - قال: فعند ذلك رفعا القواعد من البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة، وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له، فقام عليه وهو يبني، وإسماعيل يناوله الحجارة، وهما يقولان: ﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [البقرة: ١٢٧] قال: فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت وهما يقولان: ﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾.
صحيح: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٦٤) عن عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أيوب السختياني وكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة يزيد أحدهما على الآخر، عن سعيد بن جبير، قال ابن عباس .. فذكره.
حسن: رواه الزبير بن بكار في النسب بإسناد حسن. قاله الحافظ ابن حجر في الفتح (٦/ ٤٠٣) إلا أني لم أقف على إسناده، وإنما حسّنته اعتمادا على نقل الحافظ وتحسينه إياه.
وقال الأموي: حدثني علي بن المغيرة، حدثنا أبو عبيدة، حدثنا مسمع بن مالك، عن محمد بن
علي بن الحسين، عن آبائه، عن النبي ﷺ .. فذكر نحوه. البداية والنهاية (١/ ٤٤٤) وهذا فيه إرسال.
وقوله: «أول من فتق لسانه بالعربية» أي أول من تكلم بالعربية في الحجاز وما حولها؛ لأن العربية هي لغة أهل اليمن، وتعلم إسماعيل عليه السلام منهم عندما نزلوا في مكة حول زمزم كما جاء في كلام ابن عباس في صحيح البخاري (٣٣٦٤).
وأما لغة أهل الحجاز ومن حولهم فلا يعرف بالتحديد، ولعلهم كانوا يتكلمون بإحدى اللغات السامية والتي اندثرت. والله أعلم.
رواه الحاكم (٢/ ٥٥٣) ومن طريقه البيهقي في الشعب (١٦١٧) عن الحسين بن الحسن بن أيوب، حدثنا أبو يحيى بن أبي ميسرة، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثني عبد العزيز بن عمران، حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس .. فذكره.
وفي سنده: داود بن الحصين وهو ثقة إلا في روايته عن عكرمة فمنكر الحديث كما قال ابن المديني وأبو داود وغيرهما، وهذا منها.
وقال ابن عدي: «صالح الحديث إذا روى عه ثقة فهو صالح الرواية إلا أن يروي عنه ضعيف فيكون البلاء منه مثل ابن أبي حبيبة وإبراهيم بن أبي يحيى». انظر: تهذيب الكمال (٢/ ٤١٢).
قال الأعظمي: وهذا الحديث من رواية ابن أبي حبيبة عنه عن عكرمة.
وابن أبي حبيبة هو: إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي حصل القلب في اسمه فصار إسماعيل بن إبراهيم بن أبي حبيبة، والصواب ما جاء في الجرح والتعديل (٢/ ٨٣)، وتهذيب الكمال (١/ ١٠٠) يعني إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة.
وإبراهيم بن إسماعيل هذا وثّقه أحمد بن حنبل، وتكلم فيه أكثر أهل العلم والخلاصة أنه ضعيف كما قال ابن حجر في التقريب.
والحديث صحّحه الحاكم فقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» وتعقبه الذهبي بقوله: «عبد العزيز واه».
قال الأعظمي: وهو كما قال. وعبد العزيز هو ابن عمران الزهري متروك، احترقت كتبه فحدث من حفظه فاشتد غلطه، وكان عارفا بالأنساب، كما قال ابن حجر.
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 43 من أصل 98 باباً
- 18 باب وصية نوح ﵇ لابنه
- 19 باب أخبار هود ﵇ وهلاك قومه
- 20 باب ما جاء في قبر هود ﵇
- 21 باب ما جاء في قصة قوم عاد الآخرة
- 22 باب في أخبار نبي الله صالح ﵇
- 23 باب ما جاء أن قوم ثمود أصابتهم الصيحة من السماء
- 24 باب ما جاء أن إبراهيم هو ابن آزر
- 25 باب أن إبراهيم ﵇ خليل الله
- 26 باب أن إبراهيم ﵇ أُلقي في النار وكان الوزغ ينفخ عليه
- 27 قول إبراهيم ﵇: «حسبي الله ونعم الوكيل» حين أُلقي في النار
- 28 باب ما جاء في إيمان إبراهيم ﵇
- 29 باب في اختتان إبراهيم ﵇
- 30 باب هجرة إبراهيم ﵇ إلى مصر
- 31 باب سفر إبراهيم ﵇ إلى مكة لتجديد بناء الكعبة
- 32 باب أن إبراهيم ﵇ حرّم مكة ودعا لأهلها
- 33 باب تمني النبي ﷺ بناء الكعبة على قواعد إبراهيم ﵇
- 34 باب أن إبراهيم ﵇ يشبه النبي ﷺ -
- 35 باب قول النبي ﷺ: «إن إبراهيم ﵇ هو خير البرية» تواضع من النبي ﷺ -
- 36 باب لقاء النبي ﷺ إبراهيم ﵇ في السماء السابعة
- 37 باب ما جاء في قوله تعالى: «وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمّهن»
- 38 أول من يُكسى يوم القيامة إبراهيم ﵇ ثم نبينا ﵇
- 39 باب أن مشركي مكة صوّروا إبراهيم ﵇ في داخل الكعبة
- 40 باب إن إبراهيم ﵇ كان يعوذ ابنيه إسماعيل وإسحاق بكلمات الله التامات
- 41 باب إن إبراهيم ﵇ كان طويل القامة
- 42 باب في قصر إبراهيم ﵇ في الجنة
- 43 باب ما جاء في أخبار إسماعيل بن إبراهيم ﵉
- 44 باب أن إسماعيل ﵇ كان راميا
- 45 باب أن الذبيح هو إسماعيل ﵇
- 46 باب وفاة إسماعيل ﵇ وأولاده
- 47 باب في أخبار إسحاق ﵇
- 48 باب ما جاء في أخبار لوط ﵇
- 49 باب في أخبار يعقوب ﵇
- 50 باب ما جاء في ضرب المثل بصبر يعقوب ﵇
- 51 باب في أخبار يوسف ﵇
- 52 باب أن يوسف ﵇ في السماء الثالثة
- 53 باب أن يوسف ﵇ أعطي شطر الحسن
- 54 باب في أخبار أيوب ﵇
- 55 باب في أخبار يونس بن متى ﵇
- 56 باب في وصف يونس ﵇ الخَلْقية
- 57 باب وصف موسى ﵇ الخَلْقية
- 58 باب أن الله برّأ موسى ﵇ من العيوب الخَلْقية
- 59 باب ما جاء أن موسى ﵇ آجر نفسه على طعام بطنه وعفة فرجه
- 60 باب ما جاء أن موسى ﵇ قضى أكمل الأجلين وأوفاهما
- 61 باب في نزول الناموس على موسى ﵇
- 62 باب أن الله ﷿ نجّى موسى ﵇ وأغرق آل فرعون
- 63 باب خرور موسى صَعِقا في الطور
- 64 باب في صبر موسى ﵇
- 65 باب ما جاء في جملة خصالٍ سألها موسى ﵇ ربَّه
- 66 باب ما جاء في وفاة موسى ﵇
- 67 باب قصة عجوز بني إسرائيل وموسى ﵇
معلومات عن حديث: أخبار إسماعيل بن إبراهيم
📜 حديث عن أخبار إسماعيل بن إبراهيم
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ أخبار إسماعيل بن إبراهيم من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث أخبار إسماعيل بن إبراهيم
تحقق من درجة أحاديث أخبار إسماعيل بن إبراهيم (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث أخبار إسماعيل بن إبراهيم
تخريج علمي لأسانيد أحاديث أخبار إسماعيل بن إبراهيم ومصادرها.
📚 أحاديث عن أخبار إسماعيل بن إبراهيم
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع أخبار إسماعيل بن إبراهيم .
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب