ما روي من دلائل نبوة النبي ﷺ يسبق حلمه جهله - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب ما روي من دلائل نبوة النبي ﷺ: يسبق حلمه جهله

روي عن عبد الله بن سلام أنه قال: إن الله تعالى لما أراد هدي زيد بن سَعْنة، قال زيد بن سعنة: ما من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد ﷺ حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أخبرهما منه: يسبق حلمه جهله ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما، فكنت أتلطف له لأن أخالطه فأعرف حلمه من جهله، قال: فخرج رسول الله ﷺ من الحجرات، ومعه علي بن أبي طالب فأتاه رجل على راحلته كالبدوي، فقال: يا رسول الله، قرية بني فلان قد أسلموا، ودخلوا في الإسلام وكنت أخبرتهم إن أسلموا أتاهم الرزق رغدًا، وقد أصابتهم سنة وشدة وقحوط من الغيث! ! فأنا أخشى يا رسول الله، أن يخرجوا من الإسلام طمعا كما دخلوا فيه طمعا، فإن رأيت أن ترسل إليهم بشيء تعينهم به فعلت، قال: فنظر رسول الله ﷺ إلى رجل إلى جانبه، أراه عمر، فقال: ما بقي منه شيء يا رسول الله، قال زيد بن سعنة: فدنوت إليه فقلت له: يا محمد هل لك أن تبيعني تمرا معلوما من حائط بني فلان إلى أجل كذا وكذا؟ فقال: «لا، يا يهودي ولكن أبيعك تمرا معلوما إلى أجل كذا وكذا، ولا أسمي حائط بني فلان» قلت: نعم، فبايعني ﷺ فأطلقت همياني فأعطيته ثمانين مثقالا من ذهب في تمر معلوم إلى أجل كذا وكذا، قال: فأعطاها الرجل، وقال: «اعجل عليهم وأغثهم بها» قال زيد بن سعنة: فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاثة، خرج رسول الله ﷺ في جنازة رجل من الأنصار ومعه أبو بكر وعمر وعثمان ونفر من أصحابه، فلما صلى على الجنازة، دنا من جدار، فجلس إليه فأخذت بمجامع قميصه، ونظرت إليه بوجه غليظ، ثم قلت: ألا تقضيني يا محمد حقي؟ فوالله ما علمتكم بني عبد المطلب بمطل، ولقد كان لي بمخالطتكم علم، قال: ونظرت إلى عمر بن الخطاب، وإذا عيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير ثم رماني ببصره، وقال: أي عدو الله، أتقول لرسول الله ما أسمع، وتفعل به ما أرى؟ فوالذي بعثه بالحق! لولا ما أحاذر فوته لضربت بسيفي هذا عنقك، ورسول الله ﷺ ينظر إلى عمر في سكون وتُؤَدة ثم قال: «إنا كنا أحوج إلى غير هذا منك يا عمر، أن تأمرني بحسن الأداء وتأمره بحسن التباعة، اذهب به يا عمر فاقضه حقه، وزده عشرين صاعا من تمر مكان ما رُعْتَه» قال زيد: فذهب بي عمر فقضاني حقي، وزادني عشرين صاعا من تمر، فقلت: ما هذه الزيادة؟ قال: أمرني رسول الله ﷺ أن أزيدك مكان ما رعتك، فقلت: أتعرفني يا عمر؟ قال: لا، فمن أنت؟ قلت: أنا زيد بن سعنة، قال: الحبر؟ قلت: نعم، الحبر، قال: فما دعاك أن تقول لرسول الله ﷺ ما قلت وتفعل به ما فعلت؟ فقلت: يا
عمر كل علامات النبوة قد عرفتها في وجه رسول الله ﷺ حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أخبرهما منه: يسبق حلمه جهله، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما، فقد اختبرتهما، فأشهدك يا عمر أني قد رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد ﷺ نبيا، وأشهدك أن شطر مالي- فإني أكثرها مالا- صدقة على أمة محمد ﷺ، فقال عمر، أو على بعضهم، فإنك لا تسعهم كلهم، قلت: أو على بعضهم، فرجع عمر وزيد إلى رسول الله ﷺ فقال زيد: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فآمن به وصدقه، وشهد مع رسول الله ﷺ مشاهد كثيرة، ثم توفي في غزوة تبوك مقبلا غير مدبر.
فيه حمزة بن يوسف مجهول.
رواه ابن حبان (٢٨٨) والطبراني في الكبير (٥١٤٧) والحاكم (٣/ ٦٠٥، ٦٠٤) والبيهقي في الدلائل (٦/ ٢٧٨ - ٢٨٠) كلهم من طريق محمد بن المتوكل - وهو ابن أبي السري، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه، عن جده قال: فذكره.
ومحمد بن المتوكل فيه كلام يسير لا يضر، ثم هو توبع فرواه أبو الشيخ الأصبهاني في أخلاق النبي ﷺ (ص ٧٢ - ٧٣) من طريق الحوطي - وهو عبد الوهاب بن نجدة وهو ثقة كما في التقريب، وابن ماجه (٢٢٨١) من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب وهو «ضعيف» كما في «التقريب» كلاهما عن الوليد بن مسلم بإسناده.
والوليد بن مسلم مدلس إلا أنه صرّح بالتحديث، ولكن مدار الحديث على حمزة بن يوسف بن عبد الله ابن سلام فإنه لم يوثقه أحد، وإنما ذكره ابن حبان في «الثقات» (٤/ ١٧٠) كعادته في توثيق المجاهيل.
لم يرو عنه إلا ابنه، فهو «مجهول» على اصطلاح ابن حجر وغيره، إلا أن الحافظ قال فيه «مقبول» أي حيث يتابع، وإلا فليّن الحديث.
وحيث أنه لم يتابع فهو «لين الحديث» على أقل تقدير، وإلا فالصحيح أنه مجهول.
وأما قول الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وهو من غرر الحديث، ومحمد ابن أبي السري العسقلاني ثقة.
فهو تساهل منه، فإنه تكلم في محمد بن أبي السري فوثقه، مع خلاف فيه لا يضر، فوثقه ابن معين، ولينه أبو حاتم، وقال ابن عدي: محمد كثير الغلط، ومع هذا فهو لم ينفرد به، بل توبع كما سبق، وترك الكلام على حمزة بن يوسف، ومدار الإسناد عليه وهو مجهول، وحديث المجهول لا يكون صحيحا.
وتعقبه الذهبي فقال: «ما أنكره وأتركه لا سيما قوله: مقبلا غير مدبر، فإنه لم يكن في غزوة تبوك قتال» انتهى.
وكذلك فعل الحافظ ابن حجر فجعل المدار على محمد بن أبي السري ونقل كلام أهل العلم
فيه، انظر «الإصابة» ترجمة زيد بن سعنة.
والله تعالى أعلم، إلا أن هذا الحديث مشهور بين أهل العلم في إثبات دلائل النبوة.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 601 من أصل 659 باباً

معلومات عن حديث: ما روي من دلائل نبوة النبي ﷺ يسبق حلمه جهله

  • 📜 حديث عن ما روي من دلائل نبوة النبي ﷺ يسبق حلمه جهله

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ ما روي من دلائل نبوة النبي ﷺ يسبق حلمه جهله من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث ما روي من دلائل نبوة النبي ﷺ يسبق حلمه جهله

    تحقق من درجة أحاديث ما روي من دلائل نبوة النبي ﷺ يسبق حلمه جهله (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث ما روي من دلائل نبوة النبي ﷺ يسبق حلمه جهله

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث ما روي من دلائل نبوة النبي ﷺ يسبق حلمه جهله ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن ما روي من دلائل نبوة النبي ﷺ يسبق حلمه جهله

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع ما روي من دلائل نبوة النبي ﷺ يسبق حلمه جهله.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب