تكثير الطعام - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب ما جاء في تكثير الطعام

عن أنس بن مالك يقول: قال أبو طلحة لأم سليم: لقد سمعت صوت رسول الله ﷺ ضعيفا، أعرف فيه الجوع، فهل عندك من شيء؟ قالت: نعم، فأخرجت أقراصا من شعير، ثم أخذت خمارا لها، فلفَّت الخبز ببعضه، ثم دسته تحت يدي وردتني ببعضه، ثم أرسلتني إلى رسول الله ﷺ، قال: فذهبت به، فوجدت رسول الله ﷺ جالسًا في المسجد ومعه الناس، فقمت عليهم، فقال رسول الله ﷺ: «آرسلك أبو طلحة؟». قال: فقلت: نعم، قال: «للطعام». فقلت: نعم، فقال رسول الله ﷺ لمن معه: «قوموا». قال: فانطلق وانطلقت بين أيديهم، حتى جئت أبا طلحة فأخبرته، فقال أبو طلحة: يا أم سليم، قد جاء رسول الله ﷺ بالناس، وليس عندنا من الطعام ما نطعمهم؟ فقالت: الله ورسوله أعلم، قال: فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله ﷺ، فأقبل رسول الله ﷺ وأبو طلحة معه حتى دخلا، فقال رسول الله ﷺ: «هلمي يا أم سليم، ما عندك؟». فأتت بذلك الخبز، فأمر به رسول الله ﷺ ففت، وعصرت أم سليم عكة لها فآدمته، ثم قال رسول الله ﷺ ما شاء أن يقول، ثم قال: «ائذن لعشرة بالدخول». فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم قال: «ائذن لعشرة». فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم قال: «ائذن لعشرة» فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم قال: «ائذن لعشرة» فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم قال: «ائذن لعشرة». حتى أكل القوم كلهم وشبعوا، والقوم سبعون أو ثمانون رجلا.

متفق عليه: رواه مالك في كتاب صفة النبي ﷺ (١٩) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أنه
سمع أنس بن مالك يقول: فذكره.
وأخرجه البخاري في علامات النبوة (٣٥٧٨) ومسلم في كتاب الأشربة (٢٠٤٠) كلاهما من طريق مالك بإسناده.
ورواه مسلم من طريق آخر في الأشربة (١٤٣: ٢٠٤٠) عن أنس بن مالك قال: بعثني أبو طلحة إلى رسول الله ﷺ لأدعوه، وقد جعل طعامًا قال: فأقبلت ورسول الله ﷺ مع الناس، فنظر إلي فاستحييت فقلت: أجب أبا صلحة، فقال للناس: «قوموا» فقال أبو طلحة: يا رسول الله إنما صنعت لك شيئًا قال: فَمَسَّها رسول الله ﷺ ودعا فيها بالبركة ثم قال: «أدخل نفرًا من أصحابي عشرة» وقال: «كلوا» وأخرج لهم شيئًا من بين أصابعه فأكلوا حتى شبعوا فخرجوا فقال: أدخل عشرة، فأكلوا حتى شبعوا فخرجوا فما زال يدخل عشرة ويخرج عشرة حتى لم يبق منهم أحد إلا دخل فأكل حتى شبع ثم هيّأها فإذا هي مثلها حين أكلوا منها.
عن أنس بن مالك قال: تزوج رسول الله ﷺ فدخل بأهله. قال: فصنعت أمي أم سليم حيسا فجعلته في تور. فقالتَ: يا أنس، اذهب بهذا إلى رسول الله ﷺ. فقل بعثتْ بهذا إليك أمي. وهي تقرئك السلام. وتقول: إن هذا لك منا قليل، يا رسول الله! قال: فذهبت بها إلى رسول الله ﷺ. فقلت: إن أمي تقرئك السلام وتقول: إن هذا لك منا قليل، يا رسول الله، فقال: «ضعه» ثم قال: «اذهب فادع لي فلانا وفلانا وفلانا. ومن لقيت» وسمى رجالا. قال: فدعوت من سمى ومن لقيت.
قال: قلت لأنس: عدد كم كانوا؟ قال: زهاء ثلاثمائة.
وقال لي رسول الله ﷺ: «يا أنس! هات التور» قال: فدخلوا حتى امتلأت الصفة والحجرة. فقال رسول الله ﷺ: «ليتحلق عشرة عشرة وليأكل كل إنسان مما يليه» قال: فأكلوا حتى شبعوا. قال: فخرجت طائفة ودخلت طائفة حتى أكلوا كلهم. فقال لي: «يا أنس! ارفع» قال: فرفعت. فما أدري حين وضعت كان أكثر أم حين رفعت؟ قال: وجلس طوائف منهم يتحدثون في بيت رسول الله ﷺ، ورسول الله ﷺ جالس، وزوجته مولية وجهها إلى الحائط، فثقلوا على رسول الله ﷺ، فخرج رسول الله ﷺ، فسلم على نسائه ثم رجع، فلما رأوا رسول الله ﷺ قد رجع ظنوا أنهم قد ثقلوا عليه.
قال: فابتدروا الباب، فخرجوا كلهم، وجاء رسول الله ﷺ حتى أرخى الستر ودخل وأنا جالس في الحجرة، فلم يلبث إلا يسيرا حتى خرج علي، وأنزلت هذه الآية، فخرج رسول الله ﷺ وقرأهن على الناس: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ
النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ﴾ [الأحزاب: ٥٣] إلى آخر الآية.

صحيح: رواه مسلم في النكاح (٩٤: ١٤٢٨) عن قتيبة بن سعيد حدثنا جعفر بن سليمان، عن الجعد أبي عثمان، عن أنس، فذكره بطوله وفيه قصة الحجاب.
وذكره البخاري في النكاح (٥١٦٣) معلقا فقال: قال إبراهيم، عن أبي عثمان -واسمه الجعد- عن أنس بن مالك قال: «مر بنا في مسجد بني رفاعة، فسمعته يقول: كان النبي ﷺ إذا مر بجنبات أم سليم دخل عليها فسلم عليها، ثم قال: كان النبي ﷺ عروسًا بزينب فقال لي أم سليم: لو أهدينا لرسول الله ﷺ هدية، فقلت لها: افعلي، فعمدت إلى تمر وسمن وأقط، فاتخذت حيسة في برمة فأرسلت بها معي إليه ..» الحديث بنحوه.
عن عبد الرحمن بن أبي بكر أن أصحاب الصفة كانوا أناسا فقراء، وأن النبي ﷺ قال مرة: «من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث، ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس أو سادس» أو كما قال: وأن أبا بكر جاء بثلاثة، وانطلق النبي ﷺ بعشرة، وأبو بكر وثلاثة، قال: فهو أنا وأبي وأمي، ولا أدري هل قال: امرأتي وخادمي، بين بيتنا وبين بيت أبي بكر، وأن أبا بكر تعشى عند النبي ﷺ، ثم لبث حتى صلى العشاء، ثم رجع فلبث حتى تعشى رسول الله ﷺ، فجاء بعد ما مضى من الليل ما شاء الله، قالت له امرأته: ما حبسك عن أضيافك أو ضيفك؟ قال: أو عشيتهم؟ قالت: أبوا حتى تجيء، قد عرضوا عليهم فغلبوهم، فذهبت فاختبأت، فقال: يا غنثر، فجدع وسب، وقال: كلوا، وقال: لا أطعمه أبدا، قال: وايم الله، ما كنا نأخذ من اللقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها حتى شبعوا، وصارت أكثر مما كانت قبل، فنظر أبو بكر: فإذا شيء أو أكثر، قال لامرأته: يا أخت بني فراس، قالت: لا وقرة عيني، لهي الآن أكثر مما قبل بثلاث مرات. فأكل منها أبو بكر وقال: إنما كان الشيطان، يعني يمينه، ثم أكل منها لقمة، ثم حملها إلى النبي ﷺ فأصبحت عنده، وكان بيننا وبين قوم عهد، فمضى الأجل فتفرقنا اثنا عشر رجلا، مع كل رجل منهم أناس، الله أعلم كم مع كل رجل، غير أنه بعث معهم، قال: أكلوا منها أجمعون. أو كما قال.

متفق عليه: رواه البخاري في علامات النبوة (٣٥٨١) ومسلم في كتاب الأشربة (٢٠٥٧) كلاهما من حديث معتمر بن سليمان، عن أبيه، قال: حدثنا أبو عثمان، أنه حدثه عبد الرحمن بن أبي بكر، فذكره.
عن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: كنا مع النبي ﷺ ثلاثين ومائة، فقال النبي ﷺ: «هل مع أحد منكم طعام؟». فإذا مع رجل صاع من طعام أو نحوه، فعجن، ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل، بغنم يسوقها، فقال النبي ﷺ: «أبيع أم عطية، أو قال: هبة؟». قال: لا، بل بيع، قال: فاشترى منه شاة فصنعت، فأمر نبي الله ﷺ بسواد البطن يشوى، وايم الله، ما من الثلاثين ومائة إلا قد حز له حزة من سواد بطنها، إن كان شاهدًا أعطاه إياه، وإن كان غائبا خبأها له، ثم جعل فيها قصعتين، فأكلنا أجمعون وشبعنا، وفضل في القصعتين، فحملته على البعير، أو كما قال.

متفق عليه: رواه البخاري في الهبة (٢٦١٨) ومسلم في الأشربة (١٧٥: ٢٠٥٦) كلاهما من طريق المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي بكر، فذكره.
عن جابر بن عبد الله قال: لما حفر الخندق رأيت بالنبي ﷺ خمَصا شديدًا، فانكفأت إلى امرأتي، فقلت: هل عندك شيء؟ فإني رأيت برسول الله ﷺ خمَصا شديدا، فأخرجت إلي جِرابا فيه صاع من شعير، ولنا بهيمة داجن فذبحتها، وطحنت الشعير، ففرغت إلى فراغي، وقطعتها في برمتها، ثم وليت إلى رسول الله ﷺ، فقالت: لا تفضحني برسول الله ﷺ وبمن معه، فجئته فساررته، فقلت: يا رسول الله، إنا قد ذبحنا بهيمة لنا وطحنا صاعا من شعير كان عندنا، فتعال أنت ونفر معك، فصاح النبي ﷺ وقال: «يا أهل الخندق إن جابرًا قد صنع سورًا، فحيهلا بكم». وقال رسول الله ﷺ: «لا تنزلن برمتكم، ولا تخبزن عجينتكم حتى أجيء». فجئت وجاء رسول الله ﷺ يقدم الناس حتى جئت امرأتي، فقالت: بك وبك، فقلت: قد فعلت الذي قلت لي، فأخرجت له عجينتنا فبصق فيها وبارك، ثم عمد إلى برمتنا فبصق فيها وبارك، ثم قال: «ادع خابزة فلتخبز معي، واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها». وهم ألف، فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا، وإن برمتنا لتغط كما هي، وإن عجيننا -أو كما قال الضحاك- لتخبز كما هو.

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤١٠٢) ومسلم في الأشربة (١٤١: ٢٠٣٩) كلاهما من حديث حنظلة بن أبي سفيان، حدثنا سعيد بن ميناء، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: فذكره ولفظهما سواء.
عن سلمة بن الأكوع قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ في غزوة. فأصابنا جهد. حتى هممنا أن ننحر بعض ظهرنا. فأمر نبي الله ﷺ فجمعنا مزاودنا. فبسطنا له نطعا.
فاجتمع زاد القوم على النطع. قال: فتطاولت لأحزره كم هو؟ فحزرته كربضة العنز. ونحن أربع عشرة مائة. قال: فأكلنا حتى شبعنا جميعا. ثم حشونا جربنا. فقال نبي الله ﷺ: «فهل من وضوء؟» قال: فجاء رجل بإداوة له، فيها نطفة. فأفرغها في قدح. فتوضأنا كلنا. ندغفقه دغفقة. أربع عشرة مائة.
قال: ثم جاء بعد ذلك ثمانية فقالوا: هل من طهور؟ فقال رسول الله ﷺ: «فرغ الوضوء».

متفق عليه: رواه مسلم في اللقطة (١٩: ١٧٢٩) عن أحمد بن يوسف الأزدي، حدثنا النضر (يعني ابن محمد اليمامي) حدثنا عكرمة (هو ابن عمار) حدثنا إياس بن سلمة، عن أبيه سلمة بن الأكوع، فذكره.
ورواه البخاري في الشركة (٢٤٨٤) من وجه آخر عن حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع نحوه.
عن جابر بن عبد الله قال: توفي عبد الله بن عمرو بن حرام، وعليه دين، فاستعنت النبي ﷺ على غرمائه أن يضعوا من دينه، فطلب النبي ﷺ إليهم فلم يفعلوا، فقال لي النبي ﷺ: «اذهب فصنف تمرك أصنافًا، العجوة على حدة، وعذق زيد على حدة» ثم أرسل إلي، ففعلت ثم أرسلت إلى النبي ﷺ فجلس على أعلاه، أو في وسطه ثم قال: «كِل للقوم» فَكِلْتُهُمْ حتى أوفيتهم الذي لهم، وبقي تمري، كأنه لم ينقص منه شيء.

صحيح: رواه البخاري في البيوع (٢١٢٧) عن عبدان، أخبرنا جرير، عن مغيرة، عن الشعبي، عن جابر، فذكره.
وقوله: «عذق ابن زيد»: العذق -بفتح العين- النخلة، وبكسرها العرجون.
وابن زيد شخص نسب إليه النوع المذكور من التمر، وأصناف تمر المدينة كثيرة جدًّا، فقد ذكر الشيخ أبو محمد الجويني في «الفروق» أنه كان بالمدينة فبلغه أنهم عدوا عند أميرها صنوف التمر الأسود خاصة فزادت على الستين، قال: والتمر الأحمر أكثر من الأسود عندهم. «الفتح» (٤/ ٣٤٥).
عن أبي هريرة قال: دخلت مع رسول الله ﷺ فوجد لبنًا في قدح، فقال: «يا أبا هريرة، الْحَقْ أهل الصفة، فادعهم إليّ» قال: فأتيتهم فدعوتهم، فأقبلوا، فاستأذنوا، فأذن لهم فدخلوا «أي فشربوا».

صحيح: رواه البخاري في الاستئذان (٦٢٤٦) عن أبي نعيم، حدثنا عمر بن ذر، وحدثنا محمد ابن مقاتل، أخبرنا عبد الله، أخبرنا عمر بن ذر، أخبرنا مجاهد، عن أبي هريرة، فذكره.
ثم رواه البخاري في كتاب الرقاق (٦٤٥٢) عن أبي نعيم بنحو من نصف هذا الحديث، حدثنا
عمر بن ذر، حدثنا مجاهد، أن أبا هريرة كان يقول: آلله الذي لا إله إلا هو، إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه، فمر أبو بكر، فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إلا ليشبعني، فمر ولم يفعل، ثم مر بي عمر، فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إلا ليشبعني، فمر ولم يفعل، ثم مر بي أبو القاسم ﷺ، فتبسم حين رآني، وعرف ما في نفسي وما في وجهي، ثم قال: «يا أبا هر». قلت: لبيك يا رسول الله، قال: «الحق». ومضى فاتبعته، فدخل، فأستأذن، فأذن لي، فدخل، فوجد لبنا في قدح، فقال: «من أين هذا اللبن». قالوا: أهداه لك فلان أو فلانة، قال: «أبا هر». قلت: لبيك يا رسول الله، قال: «الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي». قال: وأهل الصفة أضياف الإسلام، لا يأوون على أهل ولا مال ولا على أحد، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا، وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها، فساءني ذلك، فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة، كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها، فإذا جاء أمرني، فكنت أنا أعطيهم، وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن؟ ! ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله ﷺ بد، فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا، فاستأذنوا فأذن لهم، وأخذوا مجالسهم من البيت، قال: «يا أبا هر». قلت: لبيك يا رسول الله، قال: «خذ فأعطهم». قال: فأخذت القدح، فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح، فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح، حتى انتهيت إلى النبي ﷺ وقد روي القوم كلهم، فأخذ القدح فوضعه على يده، فنظر إلي فتبسم، فقال: «أبا هر». قلت: لبيك يا رسول الله، قال: «بقيت أنا وأنت». قلت: صدقت يا رسول الله، قال: «اقعد فاشرب». فقعدت فشربت، فقال: «اشرب». فشربت، فما زال يقول: «اشرب». حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق، ما أجد له مسلكا، قال: «فأرني». فأعطيته القدح، فحمد الله وسمى وشرب الفضلة.
ولعل المقصود من البخاري بنحو من نصف هذا الحديث هو الجزء الذي في الاستئذان، والباقي من الحديث كان بطريق الوجادة، أو الإجازة أو من شيخ آخر غير أبي نعيم وغير ذلك.
وقد رواه البيهقي (٢/ ٤٤٦) من طريق علي بن عبد العزيز، عن أبي نعيم موصولا بتمامه.
عن جابر بن عبد الله أن أم مالك كانت تهدي للنبي ﷺ في عكّة لها سمنًا، فيأتيها بنوها فيسألون الأدم، وليس عندهم شيء، فتعمد إلى الذي كانت تهدي فيه للنبي ﷺ فتجد فيه سمنًا، فما زال يقيم لها أدم بيتها حتى عصرته، فأتت النبي ﷺ فقال: «عصرتيها؟» قالت: نعم قال: «لو تركتيها ما زال قائمًا».

صحيح: رواه مسلم في الفضائل (٨: ٢٢٨٠) عن سلمة بن شبيب، حدثنا الحسن بن أعين، حدثنا معقل، عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره.
قوله: «ما زال قائما» أي حاضرًا موجودًا.
عن جابر بن عبد الله أن رجلًا أتى النبي ﷺ يستطعمه، فأطعمه شطر وسق شعير، فما زال الرجل يأكل منه، وامرأته وضيفها حتى كاله، فأتى النبي ﷺ فقال: «لو لم تكله لأكلتم منه ولقام لكم».

صحيح: رواه مسلم في الفضائل (٩: ٢٢٨١) عن سلمة بن شبيب، حدثنا الحسن بن أعين، حدثنا معقل، عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره.
عن أبي هريرة قال: كنا مع النبي ﷺ في مسير، قال: فنفدت أوزاد القوم، قال: حتى هم بنحر بعض حمائلهم قال: فقال عمر: يا رسول الله، لو جمعت ما بقي من أزواد القوم، فدعوت الله عليها؟ قال ففعل. قال: فجاء ذو البر ببره. وذو التمر بتمره. قال: وقال مجاهد: وذو النواة بنواه قلت: وما كانوا يصنعون بالنوى؟ قال: كانوا يمصونه ويشربون عليه الماء. قال: فدعا عليها. حتى ملأ القوم أزودتهم. قال فقال عند ذلك: «أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله. لا يلقى الله بهما عبد، غير شاك فيهما، إلا دخل الجنة».
وفي رواية: لما كانت غزوة تبوك أصاب الناس مجاعة. قالوا: يا رسول الله، لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا وادهنا؟ فقال رسول الله ﷺ: «افعلوا» قال: فجاء عمر، فقال: يا رسول الله، إن فعلت قل الظهر. ولكن ادعهم بفضل أزوادهم. ثم ادع الله لهم عليها بالبركة. لعل الله أن يجعل في ذلك. فقال رسول الله ﷺ: «نعم» قال: فدعا بنطع فبسطه. ثم دعا بفضل أزوادهم. قال: فجعل الرجل يجيء بكف ذرة. قال: ويجيء الآخر بكف تمر. قال: ويجيء الآخر بكسرة. حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير. قال: فدعا رسول الله ﷺ بالبركة. ثم قال: «خذوا في أوعيتكم» قال: فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملأوه. قال: فأكلوا حتى شبعوا. وفضلت فضلة. فقال رسول الله ﷺ: «أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله. لا يلقى الله بهما عبد، غير شاك، فيحجب عن الجنة».

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٢٧) عن أبي بكر بن النضر بن أبي النضر، قال: حدثني أبو النضر هاشم بن القاسم، حدثنا عبيد الله الأشجعي، عن مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.
والرواية الثانية عند مسلم أيضا من وجه آخر عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أو
أبي سعيد (الشك من الأعمش)، فذكر الحديث.
عن أبي هريرة إن شاة طبخت، فقال رسول الله ﷺ: «أعطني الذراع» فناولها إياه، فقال: «أعطني الذراع» فناولها إياه، ثم قال: «أعطني الذراع» فقال: يا رسول الله إنما للشاة ذراعان! قال: «أما إنك لو التمستها لوجدتها».

حسن: رواه الإمام أحمد (١٠٧٠٦) عن الضحاك، حدثنا ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عجلان وأبيه عجلان ومن هذا الطريق رواه ابن حبان في صحيحه (٦٤٨٤).
عن أبي عبيد أنه طبخ لرسول الله ﷺ قدرًا فيها لحم، فقال رسول الله ﷺ: «ناولني ذراعها» فناولته فقال: «ناولني ذراعها» فناولته، فقال: «ناولني ذراعها» فقال: يا نبي الله! كم للشاة من الذراع؟ قال: «والذي نفسي بيده لو سكتّ لأعطتك ذراعًا ما دعوت به».

حسن: رواه الإمام أحمد (١٥٩٦٧) والطبراني في الكبير (٢٢/ ٣٣٥ - ٣٣٦) والترمذي في الشمائل (١٧٠) كلهم من طريق أبان بن العطار، حدثنا قتادة، عن شهر بن حوشب، عن أبي عبيد، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في شهر بن حوشب فإنه يحسن حديثه في الشواهد دون الأصول.
وأبو عبيد هو مولى رسول الله ﷺ ولا يعرف اسمه.
وروي مثله عن أبي رافع قال: صنع لرسول الله ﷺ شاة مصلية فأتي بها فقال لي: «يا أبا رافع ناولني الذراع» فناولته، فقال: «يا أبا رافع ناولني الذراع» فناولته ثم قال: «يا أبا رافع ناولني الذراع» فقلت: يا رسول الله، وهل للشاة إلا ذراعان؟ فقال: «لو سكت لناوَلْتَني منها ما دعوت به» قال: وكان رسول الله ﷺ يعجبه الذراع.
رواه الإمام أحمد (٢٣٨٥٩) والطبراني في الكبير (١/ ٣٠٥) كلاهما من طريق حماد بن سلمة، حدثني عبد الرحمن بن أبي رافع، عن عمته، عن أبي رافع، فذكره.
عبد الرحمن بن أبي رافع هو عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي رافع قال فيه ابن معين: صالح الحديث.
وأما عمته واسمها سلمى من رجال السنن ذكرها ابن حبان في الثقات (٤/ ٢٧٩) ولم يوثقها أحد ولذا قال فيه الحافظ: «مقبولة» أي حيث تتابع، وإلا فهي لينة الحديث. وقال ابن القطان: لا تعرف.
وأبو رافع هو مولى رسول الله ﷺ وكان قبطيًّا، فأعتقه ﷺ.
وروي مثل هذا عن سالم بن عبد الله، قال حدثني فلان، فذكر نحوه، وفيه رجل من بني غفار لا يعرف من هو؟ رواه الإمام أحمد (٥٠٨٩) عن إسماعيل، حدثنا يحيى بن أبي إسحاق، حدثني
رجل من بني غفار في مجلس سالم بن عبد الله، فذكره.
عن سمرة بن جندب قال: كنا مع رسول الله ﷺ نتداول من قصعة من غُدوة حتى الليل، تقوم عشرة، ويقعد عشرة، قلنا: فما كانت تُمَدّ؟ قال: من أي شيء تعجب؟ ما كانت تمد إلا من ها هنا. وأشار بيده إلى السماء.

صحيح: رواه الترمذي (٣٦٢٥) عن محمد بن بشار، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا سليمان التيمي، عن أبي العلاء، عن سمرة بن جندب، فذكره.
ورواه الإمام أحمد (٢٠١٩٦) وصحّحه ابن حبان (٦٥٢٩) والحاكم (٢/ ٦١٨) كلهم من طريق سليمان التيمي بإسناده نحوه.
قال الترمذي: حسن صحيح.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين.
قال الأعظمي: وهو كما قالا، وأبو العلاء هو يزيد بن عبد الله بن الشخير.
عن أبي عمرة الأنصاري قال: كنا مع رسول الله ﷺ في غزاة، فأصاب الناس مخمصة، فاستأذن الناس رسول الله ﷺ في نحر بعض ظهورهم، وقالوا: يبلغنا الله به، فلما رأى عمر بن الخطاب أن رسول الله ﷺ قد هم أن يأذن لهم في نحر بعض ظهورهم، قال يا رسول الله، كيف بنا إذا نحن لقينا القوم غدا جِياعا رجالا؟ ! ولكن إن رأيت يا رسول الله أن تدعو لنا ببقايا أزوادهم، فنجمعها ثم تدعو الله فيها بالبركة فإن الله، تبارك وتعالى، سيبلغنا بدعوتك أو قال: سيبارك لنا في دعوتك، فدعا النبي ﷺ ببقايا أزوادهم، فجعل الناس يجيئون بالحثية من الطعام، وفوق ذلك، وكان أعلاهم من جاء بصاع من تمر فجمعها رسول الله ﷺ ثم قام فدعا ما شاء الله أن يدعو، ثم دعا الجيش بأوعيتهم، فأمرهم أن يحتثوا، فما بقي في الجيش وعاء إلا ملؤه، وبقي مثله، فضحك رسول الله ﷺ حتى بدت نواجذه فقال: «أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله عبد مؤمن بهما، إلا حجبت عنه النار يوم القيامة».

حسن: رواه الإمام أحمد (١٥٤٤٩) عن علي بن إسحاق، أخبرنا عبد الله - يعني ابن المبارك، قال: أخبرنا الأوزاعي، قال: حدثنا المطلب بن حنطب المخزومي، قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري، حدثني أبي قال، فذكره.
وهو في زهد عبد الله بن المبارك (٩١٧)
ورواه الطبراني في الكبير (٥٧٥) وصحّحه ابن حبان (٢٢١) والحاكم (٢/ ٦١٨ - ٦١٩) كلهم من طريق الأوزاعي.
قال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل المطلب بن حنطب وهو المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب بن الحارث المخزومي فيه كلام يسير لا يضر، وهو حسن الحديث، وقد رمي بالتدليس إلا أنه صرّح بالتحديث هنا.
وأورده الهيثمي في المجمع (١/ ١٩ - ٢٠) وقال: رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات.
عن أبي هريرة قال: أتيت النبي ﷺ بتمرات فقلت: يا رسول الله ادع الله فيهن بالبركة فضمهن ثم دعا لي فيهن بالبركة، فقال لي: «خذهن واجعلهن في مزودك هذا، أو في هذا المزود، كلما أردت أن تأخذ منه شيئا فأدخل فيه يدك فخذه ولا تنثره نثرا، فقد حملت من ذلك التمر كذا وكذا من وسق في سبيل الله» فكنا نأكل منه ونطعم وكان لا يفارق حقوي حتى كان يوم قتل عثمان فإنه انقطع.

حسن: رواه الترمذي (٣٨٣٩) واللفظ له، وأحمد (٨٦٢٨) وابن حبان (٦٥٣٢) والبيهقي في الدلائل (٦/ ١٠٩) كلهم من طرق عن حماد بن زيد، عن المهاجر، عن أبي العالية الرياحي، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل المهاجر (هو ابن مخلد) فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
وقد روي من وجه آخر عن أبي هريرة قال: أعطاني رسول الله ﷺ شيئا من تمر، فجعلته في مكتل لنا، فعلقناه في سقف البيت، فلم نزل نأكل منه حتى كان آخره أصابه أهل الشام حيث أغاروا على المدينة.
رواه أحمد (٨٢٩٩) عن أبي عامر (هو: العقدي عبد الملك بن عمرو البصري) حدثنا إسماعيل -يعني ابن مسلم- عن أبي المتوكل (واسمه: علي بن داود الناجي) عن أبي هريرة، فذكره.
قوله في الحديث: (أصابه أهل الشام) وهم من بعض الرواة لأن إغارة أهل الشام على أهل المدينة كانت في زمن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وأبو هريرة كان قد توفي قبل ذلك في أيام معاوية. والصواب كما سبق في الإسناد الأول.
عن دكين بن سعيد المزني، قال: أتينا رسول الله ﷺ أربعين راكبا وأربع مائة، نسأله الطعام، فقال لعمر: «اذهب فأعطهم» فقال: يا رسول الله، ما بقي إلا آصع من تمر، ما أرى أن يقيظني، قال: «اذهب فأعطهم» قال: سمعا وطاعة. قال: فأخرج عمر المفتاح من حجزته، ففتح الباب، فإذا شبه الفصيل الرابض من تمر، فقال لنا: خذوا.
فأخذ كل رجل منا ما أحب، ثم التفَتُّ، وكنت من آخر القوم، وكَأَنَّا لم نرزأْ تمرة.

صحيح: رواه أحمد (١٧٥٧٧) واللفظ له -وأبو داود (٥٢٣٨) مختصرا- وابن حبان (٦٥٢٨) والطبراني في الكبير (٤/ ٢٧٠ - ٢٧١) كلهم من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: حدثني دكين بن سعيد المزني، فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الهيثمي في المجمع (٨/ ٣٠٤ - ٣٠٥): «روى أبو داود طرفًا منه، ورواه أحمد والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح».
قوله: «ما يُقَيِّظُني» بالتشديد أي: ما يكفيني.
وقوله: «الفصيل الرابض» هو: ولد الناقة الجالس المقيم.
وقوله: «لم نرزأْ»: أي: لم ننقص أو لم نصب.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 577 من أصل 659 باباً

معلومات عن حديث: تكثير الطعام

  • 📜 حديث عن تكثير الطعام

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ تكثير الطعام من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث تكثير الطعام

    تحقق من درجة أحاديث تكثير الطعام (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث تكثير الطعام

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث تكثير الطعام ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن تكثير الطعام

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع تكثير الطعام.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب