تفسير الآية - القول في معنى قوله تعالى : ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته ..

  1. تفسير السعدي
  2. تفسير البغوي
  3. التفسير الوسيط
  4. تفسير ابن كثير
  5. تفسير الطبري
الفسير الوسيط | التفسير الوسيط للقرآن الكريم للطنطاوي | تأليف شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي (المتوفى: 1431هـ) : ويعتبر هذا التفسير من التفاسير الحديثة و القيمة لطلاب العلم و الباحثين في تفسير القرآن العظيم بأسلوب منهجي سهل و عبارة مفهومة, تفسير الآية 192 من سورة آل عمران - التفسير الوسيط .
  
   

﴿ رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ﴾
[ سورة آل عمران: 192]

معنى و تفسير الآية 192 من سورة آل عمران : ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته .


تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

تفسير السعدي : ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته


{ ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته }- أي: لحصوله على السخط من الله، ومن ملائكته، وأوليائه، ووقوع الفضيحة التي لا نجاة منها، ولا منقذ منها، ولهذا قال: { وما للظالمين من أنصار } ينقذونهم من عذابه، وفيه دلالة على أنهم دخلوها بظلمهم.

تفسير البغوي : مضمون الآية 192 من سورة آل عمران


( ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته ) أي : أهنته ، وقيل: أهلكته ، وقيل: فضحته ، لقوله تعالى : ( ولا تخزون في ضيفي ) ( هود - 78 ) فإن قيل: قد قال الله تعالى : " يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه " ( التحريم - 8 ) ومن أهل الإيمان من يدخل النار وقد قال : ( إنك من تدخل النار فقد أخزيته ) قيل: قال أنس وقتادة معناه : إنك من تخلد في النار فقد أخزيته وقال سعيد بن المسيب هذه خاصة لمن لا يخرج منها فقد روى أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله يدخل قوما النار ثم يخرجون منها " .
( وما للظالمين من أنصار ) .

التفسير الوسيط : ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته


وقوله-تبارك وتعالى- حكاية عنهم رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ في مقام التعليل لضراعتهم بأن يبعدهم عن النار.
أى: أبعدنا يا ربنا عن عذاب النار، فإنك من تدخله النار تكون قد أخزيته أى أهنته وفضحته على رءوس الأشهاد.
والخزي: مصدر خزي يخزى بمعنى ذل وهان بمرأى من الناس.
وفي هذا التعليل مبالغة في تعظيم أمر العقاب بالنار، وإلحاح في طلب النجاة منها، لأن من سأل ربه حاجة، إذا شرح عظمها وقوتها، كان رجاؤه في القبول أشد، وإخلاصه أتم، وشعوره بالعطاء أقوى.
وقوله وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ أى ليس لهم ناصر ينصرهم من عقاب الله-تبارك وتعالى- أو يخلصهم مما وقعوا فيه من بلاء.
و «من» للدلالة على استغراق النفي، أى لا ناصر لهم أيا كان هذا الناصر، وفي ذلك إشارة إلى انفراد الله-تبارك وتعالى- بالسلطان ونفاذ الإرادة.

تفسير ابن كثير : شرح الآية 192 من سورة آل عمران


ثم قالوا : { ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته } أي: أهنته وأظهرت خزيه لأهل الجمع { وما للظالمين من أنصار } أي: يوم القيامة لا مجير لهم منك ، ولا محيد لهم عما أردت بهم .

تفسير الطبري : معنى الآية 192 من سورة آل عمران


القول في تأويل قوله : رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ( 192 )قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في ذلك.
فقال بعضهم: معنى ذلك: ربنا إنك من تدخل النار من عبادك فتخلده فيها، فقد أخزيته.
قال: ولا يخزي مؤمن مصيرُه إلى الجنة، وإن عذِّب بالنار بعض العذاب.
* ذكر من قال ذلك:8356 - حدثني أبو حفص الجبيري ومحمد بن بشار قالا أخبرنا المؤمل، أخبرنا أبو هلال، عن قتادة، عن أنس في قوله: " ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته "، قال: من تُخلد.
( 33 )8357 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا الثوري، عن رجل، عن ابن المسيب: " ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته "، قال: هي خاصة لمن لا يخرج منها.
8358 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو النعمان عارم قال، حدثنا حماد بن زيد قال، حدثنا قبيصة بن مروان، عن الأشعث الحمْليّ قال، قلت للحسن: يا أبا سعيد، أرأيت ما تذكر من الشفاعة، حق هو؟ قال: نعم حق.
قال، قلت: يا أبا سعيد، أرأيت قول الله تعالى: " ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته " و يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا ( 34 ) [ سورة المائدة: 37 ]؟ قال فقال لي: إنك والله لا تسطو على بشيء، ( 35 ) إنّ للنار أهلا لا يخرجون منها، كما قال الله.
قال قلت: يا أبا سعيد، فيمن دخلوا ثم خرجوا؟ قال: كانوا أصابوا ذنوبًا في الدنيا فأخذهم الله بها، فأدخلهم بها ثم أخرجهم، بما يعلم في قلوبهم من الإيمان والتصديق به.
( 36 )8359 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قوله: " إنك من تدخل النار فقد أخزيته "، قال: هو من يخلد فيها.
* * *وقال آخرون: معنى ذلك: ربنا إنك من تدخل النار، من مخلد فيها وغير مخلد فيها، فقد أخزي بالعذاب.
* ذكر من قال ذلك:8360 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا الحارث بن مسلم، عن بحر، عن عمرو بن دينار قال: قدم علينا جابر بن عبدالله في عمرة، فانتهيت إليه أنا وعطاء فقلت: " ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته "؟ قال: وما أخزاه حين أحرقه بالنار! وإن دون ذلك لخزيًا.
( 37 )* * *قال أبو جعفر: وأولى القولين بالصواب عندي، قول جابر: " إن من أدخل النار فقد أخزي بدخوله إياها، وإن أخرج منها ".
وذلك أن " الخزي " إنما هو هتك ستر المخزيّ وفضيحته، ( 38 ) ومن عاقبه ربه في الآخرة على ذنوبه، فقد فضحه بعقابه إياه، وذلك هو " الخزي ".
* * *وأما قوله: " وما للظالمين من أنصار "، يقول: وما لمن خالف أمر الله فعصاه، من ذي نُصرة له ينصره من الله، فيدفع عنه عقابه، أو ينقذه من عذابه.
-الهوامش:( 33 ) الأثر: 8356 -" أبو حفص الجبيري " ، لم أجده ، والذي يروى عنه أبو جعفر هو عمرو بن علي الفلاس ، " أبو حفص الصيرفي " ، وهو في المخطوطة" الحبرى " غير منقوطة ، ولا أدري أيقرأ" الجبيري " أو " الخيبري " ، ولم أجد هذه النسبة في ترجمة" عمرو بن علي الفلاس " ، .
وعمرو بن علي الفلاس يروي عن مؤمل بن إسماعيل كما مضى في مواضع كثيرة منها رقم: 1885 ، 1891 ، 1898 ، وغيرها كثير.
( 34 ) في المطبوعة والمخطوطة ، أسقط" الواو " بين الآيتين ، والصواب إثباتها كما يدل عليه سياق سؤاله ، وجواب الحسن له.
( 35 ) في المطبوعة: " إنك والله لا تستطيع على شيء " ، وهو كلام لا خير فيه ، والصواب ما أثبته من المخطوطة ، غيره الناشرون إذ لم يفهموه.
وقوله: " لا تسطو علي بشيء " ، أي: إنك لا تحتج علي بحجة تقهرني بها وتغلبني.
وأصله من" السطو " ، وهو البطش والقهر.
و" فلان يسطو على فلان " ، أي يتطاول عليه.
( 36 ) الأثر: 8358 -" قبيصة بن مروان بن المهلب " روى عن والان ، وروى عنه حماد بن زيد.
مترجم في الكبير 4 / 1 / 177 ، وابن أبي حاتم 3 / 2 / 125.
والأشعث الحملي" منسوب إلى جده ، وهو: "الأشعث بن عبد الله بن جابر الحداني الأعمى" ويقال: "الأزدي" ، و "حدان" بطن من الأزد.
روى عن أنس ، والحسن ، وابن سيرين.
وروى عنه شعبة ، وحماد بن سلمة ، ويحيى بن سعيد القطان ، مترجم في التهذيب.
( 37 ) الأثر: 8360 - "
الحارث بن مسلم الرازي" مضى برقم: 8097 ، و "بحر السقاء" ، هو "بحر بن كنيز الباهلي السقاء" مضى أيضًا برقم: 8097 ، وكان في المطبوعة والمخطوطة: "الحارث بن مسلم ، عن يحيى بن عمرو بن دينار" ، وهو خطأ صرف.
وهذا الأثر قد أخرجه الحاكم في المستدرك 2: 300 ، ولم يقل فيه شيئًا ، وقال الذهبي في تعليقه: "
قلت: بحر هالك" ، ورواه بأتم مما هنا ، بيد أن السيوطي في الدر المنثور 2: 111 ، خرجه ، ونسبه للحاكم وابن جرير ، وساق لفظ الأثر بأتم من لفظ أبي جعفر ، ومخالفًا لفظ الحاكم ، ولفظه: "قدم علينا جابر بن عبد الله في عمرة ، فانتهت إليه أنا وعطاء ، فقلت: " وما هم بخارجين من النار "؟ قال: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم الكفار.
قلت لجابر: فقوله: إنك من تدخل النار فقد أخزيته. ..
" ، وسائر لفظه مطابق لما في الطبري.
وفي المخطوطة: "
حين أحروه بالنار" ، والصواب ما في المطبوعة ، موافقًا لفظ الحاكم والسيوطي.
وفي المخطوطة والمطبوعة: "
وما إخزاؤه" وهو لا يستقيم ، والصواب ما في الدر المنثور.
وقوله: "
ما أخزاه" تعجب.
والذي في الحاكم "
قد أخزاه حين أحرقه بالنار" .
فهما روايتان تصحح إحداهما معنى الأخرى.
ويدل على صواب ذلك ترجيح الطبري لقول جابر في الفقرة التالية.
( 38 ) انظر تفسير "
الخزي" فيما سلف 2: 314 ، 525.

ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار

سورة : آل عمران - الأية : ( 192 )  - الجزء : ( 4 )  -  الصفحة: ( 75 ) - عدد الأيات : ( 200 )

تفسير آيات من القرآن الكريم

  1. تفسير: ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم
  2. تفسير: وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما
  3. تفسير: فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا ومن خزي يومئذ إن ربك
  4. تفسير: دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين
  5. تفسير: إذ قال الله ياعيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك
  6. تفسير: ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا
  7. تفسير: كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود
  8. تفسير: إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون
  9. تفسير: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم
  10. تفسير: وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين

تحميل سورة آل عمران mp3 :

سورة آل عمران mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة آل عمران

سورة آل عمران بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة آل عمران بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة آل عمران بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة آل عمران بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة آل عمران بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة آل عمران بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة آل عمران بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة آل عمران بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة آل عمران بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة آل عمران بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري

,

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب