تفسير الآية - القول في معنى قوله تعالى : قال قد وقع عليكم من ربكم رجس ..

  1. تفسير السعدي
  2. تفسير البغوي
  3. التفسير الوسيط
  4. تفسير ابن كثير
  5. تفسير الطبري
الفسير الوسيط | التفسير الوسيط للقرآن الكريم للطنطاوي | تأليف شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي (المتوفى: 1431هـ) : ويعتبر هذا التفسير من التفاسير الحديثة و القيمة لطلاب العلم و الباحثين في تفسير القرآن العظيم بأسلوب منهجي سهل و عبارة مفهومة, تفسير الآية 71 من سورة الأعراف - التفسير الوسيط .
  
   

﴿ قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ ۖ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ﴾
[ سورة الأعراف: 71]

معنى و تفسير الآية 71 من سورة الأعراف : قال قد وقع عليكم من ربكم رجس .


تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

تفسير السعدي : قال قد وقع عليكم من ربكم رجس


فقَالَ لهم هود عليه السلام: { قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ }- أي: لا بد من وقوعه، فإنه قد انعقدت أسبابه، وحان وقت الهلاك.
{ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ }- أي: كيف تجادلون على أمور، لا حقائق لها، وعلى أصنام سميتوها آلهة، وهي لا شيء من الآلهة فيها، ولا مثقال ذرة و { مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ } فإنها لو كانت صحيحة لأنزل اللّه بها سلطانا، فعدم إنزاله له دليل على بطلانها، فإنه ما من مطلوب ومقصود - وخصوصا الأمور الكبار - إلا وقد بين اللّه فيها من الحجج، ما يدل عليها، ومن السلطان، ما لا تخفى معه.
{ فَانْتَظِرُوا } ما يقع بكم من العقاب، الذي وعدتكم به { إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ } وفرق بين الانتظارين، انتظار من يخشى وقوع العقاب، ومن يرجو من اللّه النصر والثواب

تفسير البغوي : مضمون الآية 71 من سورة الأعراف


( قال ) هود ، ( قد وقع ) وجب ونزل ، ( عليكم من ربكم رجس ) أي عذاب ، والسين مبدلة من الزاي ، ( وغضب ) أي : سخط ، ( أتجادلونني في أسماء سميتموها ) وضعتموها ، ( أنتم وآباؤكم ) قال أهل التفسير : كانت لهم أصنام يعبدونها سموها أسماء مختلفة ، ( ما نزل الله بها من سلطان ) حجة وبرهان ، ( فانتظروا ) نزول العذاب ، ( إني معكم من المنتظرين )

التفسير الوسيط : قال قد وقع عليكم من ربكم رجس


قالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أى: قال هود لقومه بعد أن لجوا في طغيانهم: قد حق ووجب عليكم من قبل ربكم عذاب وسخط بسبب إصراركم على الكفر والعناد.
والرجس والرجز بمعنى، وأصل معناه الاضطراب يقال: رجست السماء أى: رعدت رعدا شديدا، وهم في مرجوسة من أمرهم أى: في اختلاط والتباس.
ثم شاع في العذاب لاضطراب من حل به.
وعبر عن العذاب المتوقع وقوعه بأنه قَدْ وَقَعَ مبالغة في تحقيق الوقوع، وأنه أمر لا مفر لهم منه.
وعطف الغضب على الرجس، للإشارة إلى ما سينزل بهم من عذاب هو انتقام لا يمكن دفعه، لأنه صادر من الله الذي غضب عليهم بسبب كفرهم، وبعد أن أنذرهم هددهم بوقوع العذاب عليهم، ووبخهم على مجادلتهم إياه بدون علم فقال: أَتُجادِلُونَنِي فِي أَسْماءٍ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ؟أى: أتجادلوني وتخاصمونى في شأن أشياء ما هي إلا أسماء ليس تحتها مسميات، لأنكم تسمونها آلهة مع أن معنى الإلهية فيها معدوم ومحال وجوده إذ المستحق للعبادة إنما هو الله الذي خلق كل شيء، أما هذه الأصنام التي زعمتم أنها آلهة فهي لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرا.
فأنت ترى أن هودا- عليه السلام- قد حول آلهتهم إلى مجرد أسماء لا تبلغ أن تكون شيئا وراء الاسم الذي يطلق عليها، وهذا أعمق في الإنكار عليهم، والاستهزاء بعقولهم.
وقوله: ما نَزَّلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ أى: ما نزل الله بها من حجة أو دليل يؤيد زعمكم في ألوهيتها أو في كونها شفعاء لكم عند الله، وإنما هي أصنام باطلة قلدتم آباءكم في عبادتها بدون علم أو تفكير.
ثم هدد بالعاقبة المقررة المحتومة فقال: فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ أى: فانتظروا نزول العذاب الذي استعجلتموه وطلبتموه حين قلتم فَأْتِنا بِما تَعِدُنا فإنى معكم من المنتظرين لما سيحل بكم بسبب شرككم وتكذيبكم.

تفسير ابن كثير : شرح الآية 71 من سورة الأعراف


ولهذا قال هود ، عليه السلام : { قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب } أي: قد وجب عليكم بمقالتكم هذه من ربكم رجس [ وغضب ] قيل : هو مقلوب من رجز . وعن ابن عباس : معناه السخط والغضب .
{ أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم } أي: أتحاجوني في هذه الأصنام التي سميتموها أنتم وآباؤكم آلهة ، وهي لا تضر ولا تنفع ، ولا جعل الله لكم على عبادتها حجة ولا دليلا ; ولهذا قال : { ما نزل الله بها من سلطان فانتظروا إني معكم من المنتظرين }
وهذا تهديد ووعيد من الرسول لقومه ; ولهذا عقب بقوله :

تفسير الطبري : معنى الآية 71 من سورة الأعراف


القول في تأويل قوله : قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ ( 71 )قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: قال هود لقومه: قد حَلَّ بكم عذَابٌ وغضبٌ من الله.
* * *وكان أبو عمرو بن العلاء = فيما ذكر لنا عنه = يزعم أن " الرجز " و " الرجس " بمعنى واحد، وأنها مقلوبة، قلبت السين زايًا، كما قلبت " ستّ " وهي من " سداس " بسين، ( 72 ) وكما قالوا " قَرَبُوس " و " قَرَبُوت " ( 73 ) وكما قال الراجز: ( 74 )أَلا لَحَى اللهُ بَنِي السِّعْلاتِعَمْرَو بْنَ يَرْبُوعٍ لِئَامَ النَّاتِلَيْسُوا بِأَعْفَافٍ وَلا أَكْيَاتِ ( 75 )يريد " الناس "، و " أكياس " ، فقلبت السين تاء، كما قال رؤبة:كَمْ قَدْ رَأَيْنَا مِنْ عَدِيدٍ مُبْزِيحَتَّى وَقَمْنَا كَيْدَهُ بالرِّجْزِ ( 76 )روي عن ابن عباس أنه كان يقول: " الرجس "، السّخط.
( 77 )14808-حدثني بذلك المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثنا معاوية، عن علي بن أبى طلحة، عن ابن عباس، قوله: ( قد وقع عليكم من ربكم رجس )يقول: سَخَط.
وأما قوله: ( أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم )فإنه يقول: أتخاصمونني في أسماء سمَّيتموها أصنامًا لا تضر ولا تنفع ( 78 ) =( أنتم وآباؤكم ما نزل الله بها من سلطان )يقول: ما جعل الله لكم في عبادتكم إياها من حجة تحتجُّون بها ، ولا معذرة تعتذرون بها ، ( 79 ) لأن العبادة إنما هي لمن ضرَّ ونفع ، وأثابَ على الطاعة وعاقب على المعصية ، ورزق ومنَع .
فأما الجماد من الحجارة والحديد والنحاس ، فإنه لا نفع فيه ولا ضرّ، إلا أن تتخذ منه آلةً، ولا حجة لعابد عبده من دون الله في عبادته إياه ، لأن الله لم يأذن بذلك، فيعتذر من عبدَه بأنه يعبده اتباعًا منه أمرَ الله في عبادته إياه.
( 80 ) ولا هو= إذ كان الله لم يأذن في عبادته= مما يرجى نفعه ، أو يخاف ضرّه ، في عاجل أو آجل، فيعبد رجَاء نفعه ، أو دفع ضره -( فانتظروا إني معكم من المنتظرين )يقول: فانتظروا حكمَ الله فينا وفيكم=( إني معكم من المنتظرين )حكمَه وفصل قضائه فينا وفيكم.
-
الهوامش :( 72 ) في المطبوعة: " كما قلبت: شئز ، وهي من: شئس " ، لم يحسن قراءة المخطوطة ، والصواب ما أثبت ، يدل عليه شاهد الرجز الذي بعده.
( 73 ) في المطبوعة والمخطوطة: " وقربوز " بالزاي ( وهي في المخطوطة غير منقوطة ) ، والصواب المحكي عنه بالتاء.
و" القربوس " حنو السرج" وهو بقاف وراء مفتوحتان ، بعدهما باء مضمومة.
( 74 ) هو علباء بن أرقم اليشكري.
( 75 ) نوادر أبي زيد: 104 ، 147 ، الحيوان 1: 187/ 6: 161 ، وفيه تخريج الأبيات ، وغيرهما كثير.
و "
السعلاة" اسم الواحدة من نساء الجن ، إذا لم تتغول لتفتن السفار.
وزعموا أن عمرو بن يربوع تزوج السعلاة ، وأولدها ، وأنها أقامت في بني تميم حتى ولدت فيهم ، فلما رأت برقًا يلمع من شق بلاد السعالي ، حنت وطارت إليهم ، فقال عمرو بن يربوع:أَلا لِلهِ ضَيْفُكِ ، يَا أُمَامَا. . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ولا يعرف تمام البيت كما قال أبو زيد في نوادره : 146.
رَأَى بَرْقًا فَأَوْضَعَ فَوْقَ بَكْرٍفَلا ، بِكِ ، ما أسَالَ وما أَغَامَا.
وقوله: "
ليسوا بأعفاف" ، هكذا جاء في المطبوعة والمخطوطة.
ورواية أبي زيد وغيره: "
ليسوا أعفاء" ، وهي القياس ، جمع "عفيف" ، وكأن "أعفاف" جمع "عف" ، وقد نصوا على أنهم لم يجمعوا "عفا" ، أو يكون كما جمع "شريف" على "أشراف" ، في غير المضعف.
( 76 ) ديوانه: 64 ، هكذا جاء البيت الأول في المخطوطة والمطبوعة.
وهو لا يكاد يصح ، ورواية الديوان.
مَا رَامَنَا من ذي عَدِيدٍ مَبْزىيقال: "
أبزى فلان بفلان" ، إذا غلبه وقهاه.
و "
وقم عدوه" ، أذله وقهره.
( 77 ) في المطبوعة: "
الرجز" مكان "الرجس" ، وبين أن الصواب ما أثبت.
= وانظر تفسير "
الرجس" فيما سلف 10: 565/ 12: 111 ، 112 ، 194.
( 78 ) انظر تفسير "
المجادلة" فيما سلف ص: 86 ، تعليق: 4 ، والمراجع هناك.
( 79 ) انظر تفسير "
سلطان" فيما سلف ص: 404 ، تعليق: 1 ، والمراجع هناك.
( 80 ) في المطبوعة والمخطوطة: "
فيعذر من عبده" ، والسياق يقتضي ما أثبت.

قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما نـزل الله بها من سلطان فانتظروا إني معكم من المنتظرين

سورة : الأعراف - الأية : ( 71 )  - الجزء : ( 8 )  -  الصفحة: ( 159 ) - عدد الأيات : ( 206 )

تفسير آيات من القرآن الكريم

  1. تفسير: قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد
  2. تفسير: ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله
  3. تفسير: مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا أفلا تذكرون
  4. تفسير: وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين
  5. تفسير: ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين
  6. تفسير: وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين
  7. تفسير: وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين
  8. تفسير: إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا
  9. تفسير: ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم
  10. تفسير: أما من استغنى

تحميل سورة الأعراف mp3 :

سورة الأعراف mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأعراف

سورة الأعراف بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الأعراف بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الأعراف بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الأعراف بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الأعراف بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الأعراف بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الأعراف بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الأعراف بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الأعراف بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الأعراف بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري

,

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب