حديث ارم فداك أبي وأمي قال فنزعت له بسهم ليس فيه نصل فأصبت

أحاديث نبوية | صحيح مسلم | حديث سعد بن أبي وقاص

«أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ جَمَع له أَبَوَيْهِ يَومَ أُحُدٍ؛ قالَ: كانَ رَجُلٌ مِنَ المُشْرِكِينَ قدْ أَحْرَقَ المُسْلِمِينَ، فَقالَ له النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، قالَ: فَنَزَعْتُ له بسَهْمٍ ليسَ فيه نَصْلٌ، فأصَبْتُ جَنْبَهُ فَسَقَطَ، فَانْكَشَفَتْ عَوْرَتُهُ، فَضَحِكَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ حتَّى نَظَرْتُ إلى نَوَاجِذِهِ.»

صحيح مسلم
سعد بن أبي وقاص
مسلم
[صحيح]

صحيح مسلم - رقم الحديث أو الصفحة: 2412 -

شرح حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع له أبويه يوم أحد قال


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

لقدْ سطَّرَ الصَّحابةُ الكِرامُ أفضَلَ المَواقِفِ، وأعظَمَ البُطولاتِ دِفاعًا عن الإسلامِ وعن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومِن ذلك مَوقِفُ سَعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ رَضيَ اللهُ عنه في غَزوةِ أحُدٍ، وبَلاؤُه فيها بَلاءً حَسنًا حتَّى قَرَّت عَينُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَظيمِ صَنيعِه.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ سَعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جمَعَ له أبوَيهِ يومَ أُحُدٍ، أي: يَفدِيه بِهما، وكانَ ذلكَ في غَزوةِ أُحدٍ الَّتي وَقَعَت في السَّنةِ الثَّالثةِ مِن الهِجرةِ بيْنَ المسْلِمين وكُفَّارِ قُرَيشٍ، وانهَزَمَ فيها المُسلِمونَ بسبَبِ مُخالَفةِ الرُّماةِ لأوامِرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وتَراجَعَ المُسلِمونَ، وانكشَفَ مَوقِعُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولم يَثبُتْ معَه وحَولَه إلَّا القَليلُ مِن المُهاجِرينَ والأنْصارِ، ومنهم سَعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ.
ثمَّ أخبَرَ سَعدٌ رَضيَ اللهُ عنه عن سَببِ جمْعِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أبَوَيْه له، فقال: «كانَ رجلٌ مِن المشركينَ قد أَحرقَ المسلمينَ»، أي: أثْخنَ فيهِم بالقِتالِ والجراحِ مِثلَ ما تَفعَلُ النَّارُ، وقيلَ: إنَّه أغاظَهُم، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِسَعدٍ مُحرِّضًا له: «ارْمِ، فداكَ أبي وأُمي»، يُحرِّضُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ويُشجِّعُه على النَّيلِ مِن هذا الرَّجُلِ خاصَّةً، ومِن المشْرِكين عامَّةً، والمعنى: لَو كان لي إلى الفِداءِ سَبيلٌ، لَفَديْتُكَ بأبَوَيَّ، وهذه اللَّفْظةُ لا يُرادُ بها الفِداءُ على الحَقيقةِ؛ بلْ هي للتَّعْبيرِ عن حُبٍّ وبِرٍّ، وعَظيمِ مَنزِلةٍ لهذا المُفَدَّى، قال سَعدٌ رَضيَ اللهُ عنه: «فنزَعْتُ له بسَهمٍ ليْس فيهِ نَصْلٌ»، أي: رمَيْتُه بسَهمٍ ليستْ بهِ الحديدةُ الَّتي تكونُ على رَأسِه، «فأصبْتُ جَنْبَه، فسَقطَ فانكشفَتْ عورتُه، فضَحِكَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى نظَرْتُ إلى نَواجِذه»، وهي أنيابُه، وقيلَ: أضراسُه.
وأمَّا ضَحِكُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فكان سُرورًا بقَتلِ الرَّجلِ لا لِمَا انكشفَ مِن عَورتِه.
وفي الحَديثِ: فضْلٌ ومَنقَبةٌ لسَعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ رَضيَ اللهُ عنه.

وفيه: دُعاءُ الرَّجلِ للرَّجلِ في مَواطِنِ الحَربِ إذا كان في ثَغرٍ مِن ثُغورِ القِتالِ بدُعاءٍ مَعْناه السَّلامةُ.
وفيه: إعْلامٌ بمَحَبَّةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لسَعدٍ رَضيَ اللهُ عنه، وعَظيمِ مَنزِلتِه عندَه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلمكنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر فقال المشركون للنبي صلى
صحيح مسلملا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها
صحيح مسلمانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أم أيمن فانطلقت معه فناولته
صحيح مسلمقال أبو بكر رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه
صحيح مسلملما نزلت هذه الآية ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا
صحيح مسلمكنا في دار أبي موسى مع نفر من أصحاب عبد الله وهم ينظرون
صحيح مسلمكنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله
صحيح مسلمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين أبي عبيدة بن الجراح
صحيح مسلمصلينا المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قلنا لو جلسنا
صحيح مسلمكان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم أفيكم أويس
صحيح مسلمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا إلى حي من أحياء العرب
صحيح مسلمرأيت عبد الله بن الزبير على عقبة المدينة قال فجعلت قريش تمر عليه


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, July 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب