حديث ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا لم يعهده

أحاديث نبوية | صحيح مسلم | حديث عمار بن ياسر

«قُلْنَا لِعَمَّارٍ: أَرَأَيْتَ قِتَالَكُمْ، أَرَأْيًا رَأَيْتُمُوهُ؛ فإنَّ الرَّأْيَ يُخْطِئُ وَيُصِيبُ، أَوْ عَهْدًا عَهِدَهُ إلَيْكُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ؟ فَقالَ: ما عَهِدَ إلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ شيئًا لَمْ يَعْهَدْهُ إلى النَّاسِ كَافَّةً، وَقالَ: إنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قالَ: إنَّ في أُمَّتِي -قالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسِبُهُ قالَ: حدَّثَني حُذَيْفَةُ، وَقالَ غُنْدَرٌ: أُرَاهُ قالَ: في أُمَّتي- اثْنَا عَشَرَ مُنَافِقًا لا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ، وَلَا يَجِدُونَ رِيحَهَا حتَّى يَلِجَ الجَمَلُ في سَمِّ الخِيَاطِ، ثَمَانِيَةٌ منهمْ تَكْفِيكَهُمُ الدُّبَيْلَةُ، سِرَاجٌ مِنَ النَّارِ يَظْهَرُ في أَكْتَافِهِمْ حتَّى يَنْجُمَ مِن صُدُورِهِمْ.»

صحيح مسلم
عمار بن ياسر
مسلم
[صحيح]

صحيح مسلم - رقم الحديث أو الصفحة: 2779 -

شرح حديث قلنا لعمار أرأيت قتالكم أرأيا رأيتموه فإن الرأي يخطئ ويصيب أو عهدا


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

بَلَّغَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَرائعَ الإِسلامِ للنَّاسِ كافَّةً، ولم يَخُصَّ أحدًا بتَشريعٍ دونَ الأُمَّةِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ التَّابعيُّ قَيسُ بنُ عُبادٍ أنَّ عَمَّارَ بنَ ياسرٍ رَضيَ اللهُ عنه سُئِلَ عنِ القِتالِ الَّذي كان بَينَ عَليِّ بنِ أبي طالبٍ ومُعاويةَ بنِ أبي سُفيانَ رَضيَ اللهُ عنهما على أمرِ الخلافةِ، ومَقتَلِ عُثمانَ بنِ عفَّانَ رَضيَ اللهُ عنه، وكان عمَّارٌ رَضيَ اللهُ عنه يُقاتِلُ إلى جانبِ علِيٍّ رَضيَ اللهُ عنه، فَقيلَ لَه: «أَرأيْتَ قِتَالَكُم» أي: أخبِرْنا عن شَأنِ قِتالِكم الَّذي قاتَلْتُموه مع علِيٍّ رَضيَ اللهُ عنه، «أَرَأيًا رَأيتُمُوه» أي: كان هذا اجتهادًا اجتَهَدْتُموه وظَننتُم أنَّه حقٌّ، «فإنَّ الرَّأيَ يُخطِئُ ويُصيبُ»، أي: فلَو كانَ هَذا القِتالُ صادرًا عنِ اجتِهادٍ ومُجرَّدَ رَأيٍ؛ فإنَّه عُرضةٌ للخَطأِ والصَّوابِ، أمْ هل كان هذا القتالُ عَهدًا عَهِدَه إِليكم رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ أي: أمرًا خَصَّكم بِه دونَ غَيرِكم فأَنْتُم في القيامِ بِه والعَملِ بِعهدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فبَيَّنَ له عَمَّارٌ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لم يَخُصَّهم بشَيءٍ مِنَ الوَحيِ والشَّرعِ ولَم يَعهَدْ إليهِمْ بشَيءٍ في خُصوصِهم غَيرِ الَّذي عَهِدَه للأُمَّةِ في عُمومِها.
ثُمَّ أخبَرَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «إنَّ في أُمَّتِي» وفي روايةٍ أُخرى لمسْلمٍ: «في أصحْابي» أي: في زَمنِه وعَهدِه، وليْسوا أصحابَه على الحقيقةِ، ولكنَّهم فيما يَبْدو للنَّاسِ أنَّهم أصحابُه، وليْسوا كذلك، «اثنا عَشَرَ مُنافقًا» والمرادُ بهم: الَّذين يُظهِرون الإسلامَ ويُسِرُّون الكفْرَ ومُحارَبةَ اللهِ ورَسولِه، جَزاؤهم أنَّهم لا يَدخُلونَ الجَنَّةَ ولا يَجِدونَ رِيحَها حتَّى يَدخُلَ الجَملُ في ثُقبِ الإِبْرَةِ، والمَعنَى: لا يَدخُلون الجنَّةَ أَصلًا؛ فَكَما أنَّ الجَملَ لا يَدخُلُ في ثُقْبِ الإِبرَةِ، فكَذلكَ لا يَدخُلُ هَؤلاءِ الجَنَّةَ.

ثمَّ أخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ ثمانيةً مِن هؤلاء المنافِقِين «تَكفيكَهمُ» أي: تَدفَعُ شَرَّهم «الدُّبَيْلَةُ» وفُسِّرَت في الحديثِ بسِراجٍ مِن نارٍ، وهي خُرَّاجٌ عَظيمٌ يَكونُ في أَكتافِهم حتَّى تظهَرَ مِن صُدورِهم أَثَرُ تِلك الحَرارةِ وشِدَّةِ لَهبِها؛ فتَكونَ كشُعلةٍ مِن نارٍ تَدخُلُ في جَوفِهم، فتَقتُلُ صاحبَها غالبًا.
وحاصلُ جَوابِ عمَّارٍ رَضيَ اللهُ عنه بهذا الحديثِ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخبَرَ بأنَّ بعْضَ المنافِقِين ممَّن ظَهَروا في زَمنِه يَبْقَون بعْدَه؛ يُثِيرون الفتنَ بيْنَ أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فكأنَّ عمَّارًا رَضيَ اللهُ عنه أشارَ إلى أنَّ مَن أقام حَربًا على علِيٍّ رَضيَ اللهُ عنه؛ إنَّما فَعَل ذلك بتَدْسيسٍ مِن هؤلاء المنافِقِين، وكان علِيٌّ رَضيَ اللهُ عنه على الحقِّ، فوَجَب علينا نَصرُه ومُؤازرتُه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلمكان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس
صحيح مسلمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم من سفر فلما كان قرب
صحيح مسلمعدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا موعوكا قال فوضعت يدي
صحيح مسلمأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال خلق الله عز وجل
صحيح مسلمسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله عز وجل يوم تبدل
صحيح مسلمقال أبو جهل هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم قال فقيل نعم فقال
صحيح مسلمعن أبي بن كعب في قوله عز وجل ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون
صحيح مسلمكنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع وجبة فقال النبي
صحيح مسلمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ذات يوم من العالية حتى
صحيح مسلمقال حذيفة بن اليمان والله إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما
صحيح مسلمأخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى أن تقوم
صحيح مسلمصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, July 20, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب