حديث من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وإن هذا المال حلو خضر

أحاديث نبوية | السلسلة الصحيحة | حديث معاوية بن أبي سفيان

«من يُرِدِ الله به خيرا يفَقّهه في الدينِ وإن هذا المالَ حلوٌ خضرٌ فمن يأخذهُ بحقهِ يُباركْ لهُ فيهِ ، وإياكُم والتّمادُحُ فإنه الذبحُ»

السلسلة الصحيحة
معاوية بن أبي سفيان
الألباني
إسناده حسن رجاله ثقات

السلسلة الصحيحة - رقم الحديث أو الصفحة: 1196 - أخرجه ابن ماجه (221، 3743) مفرقاً مختصراً باختلاف يسير، وأحمد (16846) باختلاف يسير، وقوله: "من يُرِدِ الله به خيرا يفَقّهه في الدينِ" أخرجه البخاري (3116)، ومسلم (1037) باختلاف يسير

شرح حديث من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وإن هذا المال حلو


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

عن مُعاويةَ، أنَّه كان لا يَكادُ يُحدِّثُ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بشَيءٍ، وكان لا يَكادُ يَدَعُ هؤلاءِ الكَلِماتِ يومَ الجمُعةِ، يُحدِّثُ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: مَن يُرِدِ اللهُ به خَيرًا يُفقِّهْهُ في الدِّينِ، وإنَّ هذا المالَ حُلوةٌ خَضِرةٌ، فمَن أخَذَها بحَقِّها، بارَكَ اللهُ له فيها، وإيَّاكم والتَّمادُحَ؛ فإنَّه الذَّبحُ.
الراوي : معاوية بن أبي سفيان | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج مشكل الآثار
الصفحة أو الرقم: 1687 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات



المالُ مِن فِتَنِ الحَياةِ الدُّنيا، ويَنبَغي لِلمُؤمِنِ أنْ يَصُونَ نَفْسَه بمَعرِفةِ ما فيه مِن خَيرٍ وشَرٍّ؛ فيَحتَرِزَ مِنَ الوُقوعِ في شَرِّه، ويَعرِفَ حَقَّ اللهِ في المالِ فيُؤدِّيَه.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ التابِعيُّ مَعبَدٌ الجُهَنيُّ عن مُعاويةَ بنِ أبي سُفيانَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّه كان قَليلَ الرِّوايةِ، ولا يَكادُ يُحَدِّثُ عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بشَيءٍ مِن كَلامِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولَعَلَّ هذا مِن بابِ التَّوَرُّعِ الذي كان يَتَّبِعُه أصحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كما عِندَ ابنِ ماجَهْ؛ حيث قال زَيدُ بنُ أرقَمَ رَضِيَ اللهُ عنه: "كَبِرْنا ونَسينا، والحَديثُ عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَديدٌ".
وكان مُعاويةُ رَضِيَ اللهُ عنه لا يَكادُ يَترُكُ الوَعظَ بهذا الحَديثِ في كُلِّ خُطبةِ جُمُعةٍ بقَولِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "مَن يُرِدِ اللهُ به خَيرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ"، فيُرشِدُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ويُؤَكِّدُ أنَّ أفضَلَ العُلومِ وأنفَعَها التَّفَقُّهُ في دِينِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، وأنَّ مَن أرادَ اللهُ به خَيرًا عَظيمًا ونَفعًا كَثيرًا، مَنَحَه العِلْمَ الشَّرعيَّ، فيُبَصِّرُه ويُعَرِّفُه بأُمورِ دِينِه؛ حتى يَكونَ عارِفًا بالحَقِّ، عامِلًا به، داعيًا إليه على بَصيرةٍ وهُدًى.
وخَيريَّةُ العِلْمِ الشَّرعيِّ لا يُدَانِيها خَيريَّةٌ في هذا الوُجودِ؛ في فَضلِه وشَرَفِه، وعُلُوِّ دَرَجَتِه؛ لِأنَّه مِيراثُ الأنبياءِ الذي لم يُوَرِّثوا غَيرَه.ثم أخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ المالَ -أوِ الدُّنيا، كما في رِوايةِ مُسلِمٍ مِن حَديثِ أبي سَعيدٍ الخُدْريِّ رَضِيَ اللهُ عنه- يُشبِهُ الفاكِهةَ الخَضِرةَ في المَنظَرِ، الحُلْوةَ في المَذاقِ؛ ولذلك تَرغَبُ فيه النُّفوسُ، وتَمِيلُ إليه، وتَحرِصُ عليه، وقيلَ: في تَشبيهِه بالخَضِرةِ إشارةٌ إلى سُرعةِ زَوالِه كزَوالِ اخضِرارِ الأرضِ، "فمَن أخَذَها بحَقِّها، بارَكَ اللهُ له فيها"، أيْ: مَن أخَذَ المالَ أو مَتاعَ الدُّنيا بغَيرِ إلحاحٍ في السُّؤالِ، ولا طَمَعٍ، ولا حِرصٍ، ولا إكراهٍ أو إحراجٍ لِلمُعطي؛ كان ذلك سَبَبًا في كَثرَتِه ونَمائِه، وكانَ رِزقًا حَلالًا يَشعُرُ الآخِذُ بلَذَّتِه.ثم حَذَّرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ التَّمادُحِ، وهو تَبادُلُ المَدحِ الزَّائِدِ بيْن اثنَيْنِ، والتَّحذيرُ مِن هذا المَدحِ المُفرِطِ؛ لِأنَّه يَصنَعُ العُجْبَ والكِبْرَ في شَخصِ المَمدوحِ، فيَرى نَفْسَه أهلًا لِلمَدحِ، سيَّما إذا كان مِن أبناءِ الدُّنيا، ومِنَ الحَريصينَ عليها، ولذلك قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "فإنَّه الذَّبحُ"؛ لِأنَّ المَذبوحَ هو الذي يَفتُرُ عنِ العَمَلِ، والمَدحُ يُوجِبُ الفُتورَ، أو لِأنَّ المَدحَ يُوجِبُ العُجْبَ والكِبْرَ، وهو مُهلِكٌ كالذَّبحِ، فالمَدحُ مَذمومٌ، سيَّما إنْ كان فيه مُبالَغةٌ، وبصِفاتٍ ليست في المَمدوحِ، وقد وَرَدَ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدحُ المُباحُ؛ ففي الصَّحيحَيْنِ مِن حَديثِ أبي بَكْرةَ رَضِيَ اللهُ عنه: "إذا كان أحَدُكم مادِحًا صاحِبَه لا مَحالةَ، فليَقُلْ: أحسَبُ فُلانًا، واللهُ حَسيبُه، ولا أُزَكِّي على اللهِ أحَدًا، أحسَبُه -إنْ كانَ يَعلَمُ ذاك- كَذا وكَذا".
وأمَّا ما مُدِحَ به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقد أرشَدَ مادحِيهِ إلى ما يَجوزُ مِن ذلك؛ ففي الصَّحيحِ عن عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لا تُطروني، كما أطْرَتِ النَّصارى ابنَ مَريَمَ؛ فإنَّما أنا عَبدُه، فقولوا: عَبدُ اللهِ ورَسولُه".
وكذلك شُكرُ المُحسِنِ مِن غَيرِ إطراءٍ ولا مُبالَغةٍ؛ فالإنسانُ مَأمورٌ به.
وفي الحَديثِ: أنَّ العِلْمَ الشَّرعيَّ أشرَفُ العُلومِ على الإطلاقِ؛ لِعَلاقَتِه باللهِ تَعالى.
وفيه: أنَّ الفِقهَ في الدِّينِ مِن عَلاماتِ خَيريَّةِ المُسلِمِ.
وفيه: أنَّ جَمْعَ الإنسانِ المالَ، أو ما يَحتاجُ إليه مِن أغراضِ الدُّنيا بالطُّرُقِ الحَلالِ؛ ليس مُستَهجَنًا إذا اتَّصَفَ في ذلك بحُسْنِ الطَّلَبِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
السلسلة الصحيحةمن جاءه من أخيه معروف من غير مسألة لا بإشراف نفس فليقبله
السلسلة الصحيحةالناس ولد آدم وآدم من تراب
ضعيف أبي داودكنت استحاض حيضة كثيرة شديدة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
المحلىمر بي عمي الحرث بن عمرو وقد عقد له رسول الله صلى الله
المجموع للنووينذر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ببوانة فقال رسول الله
التمهيداجعلوا من صلاتكم في بيوتكم
التمهيدعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه أخبره أن مسكينة مرضت
الإصابة في تمييز الصحابةجئت بأبي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الفتح
شرح السنةكنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول
شرح السنةأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد عبد الرحمن بن عوف حتى أتى
شرح السنةلا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع والسجود
المجموع للنوويليس في أقل من عشرين دينار شيء وفي عشرين نصف دينار


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب