حديث قلت الله ورسوله أعلم قال تعفف قال يا أبا ذر أرأيت إن

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث أبو ذر الغفاري

«كُنْتُ خلفَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حينَ خرَجْنا من حاشي المدينةِ، فقال: يا أبا ذَرٍّ، صَلِّ الصَّلاةَ لوَقتِها، وإنْ جِئْتَ وقد صَلَّى الإمامُ كُنْتَ قد أحرَزْتَ صلاتَك قبلَ ذلك، وإنْ جِئْتَ ولم يُصلِّ صلَّيْتَ معه، وكانت صلاتُكَ لكَ نافلةً، وكُنْتَ قد أحرَزْتَ صلاتَكَ، يا أبا ذَرٍّ، أرَأيْتَ إنِ الناسُ جاعوا حتى لا تَبلُغَ مَسجِدَكَ منَ الجَهدِ، أو لا تَرجِعَ إلى فِراشِكَ منَ الجَهدِ، فكيف أنتَ صانعٌ؟ قال: قُلْتُ: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، قال: تَعفَّفْ، قال: يا أبا ذَرٍّ، أرَأيْتَ إنِ الناسُ ماتوا حتى يكونَ البيتُ بالعَبدِ، فكيف أنتَ صانعٌ؟ قال: قُلْتُ: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، قال: تَصبِرُ، قال: يا أبا ذَرٍّ، أرَأيْتَ إنِ الناسُ قُتِلوا حتى تَغرَقَ حِجارةُ الزيْتِ منَ الدماءِ، كيف أنتَ صانعٌ؟ قُلْتُ: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، قال: تَدخُلُ بيتَكَ، قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، فإنْ أنا دُخِلَ عليَّ؟ قال: تَأْتي مَن أنتَ منه، قال: قُلْتُ: وأحمِلُ السلاحَ؟ قال: إذا شارَكْتَ، قال: قُلْتُ: كيف أصنَعُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: إنْ خِفْتَ أنْ يَبهَرَكَ شُعاعُ السيفِ، فأَلْقِ طائفةً من رِدائِكَ على وَجهِكَ، يَبُؤْ بإثمِكَ وإثمِهِ.»

مسند الإمام أحمد
أبو ذر الغفاري
شعيب الأرناؤوط
إسناده صحيح على شرط مسلم

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 21445 - أخرجه مسلم (648)، وأبو داود (431)، والترمذي (176)، وابن ماجه (1256) مختصراً، وأحمد (21445) واللفظ له

شرح حديث كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم حين خرجنا من حاشي المدينة


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

يا أبا ذرٍّ قلتُ لبَّيكَ يا رسولَ اللَّهِ وسعديكَ فذَكَرَ الحديثَ قالَ فيهِ كيفَ أنتَ إذا أصابَ النَّاسَ موتٌ يَكونُ البيتُ فيهِ بالوصيفِ قلتُ اللَّهُ ورسولُهُ أعلمُ - أو قالَ ما خارَ اللَّهُ لي ورسولُهُ - قالَ عليكَ بالصَّبرِ - أو قالَ تصبرُ - ثمَّ قالَ لي يا أبا ذرٍّ قلتُ لبَّيكَ وسعديكَ قالَ كيفَ أنتَ إذا رأيتَ أحجارَ الزَّيتِ قد غرِقَت بالدَّمِ قلتُ ما خارَ اللَّهُ لي ورسولُهُ قالَ عليكَ بمن أنتَ منهُ قلتُ يا رسولَ اللَّهِ أفلا آخذُ سَيفي وأضعُهُ على عاتقي قالَ شارَكْتَ القومَ إذَن قلتُ فما تأمُرُني قالَ تلزَمُ بيتَكَ قلتُ فإن دخلَ على بَيتي قالَ فإن خشيتَ أن يبهَرَكَ شعاعُ السَّيفِ فألقِ ثوبَكَ على وجهِكَ يبوءُ بإثمِكَ وإثمِهِ
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 4261 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه أبو داود ( 4261 ) واللفظ له، وابن ماجه ( 3958 )، وأحمد ( 21325 )



كانَ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم يُحذِّرُ أصحابَه رضِيَ اللهُ عَنهم من الفِتَنِ، وفي هذا الحديثِ يقولُ أبو ذَرٍّ رضيَ الله عنه: قالَ لي رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: يا أبا ذَرٍّ، قلتُ: "لبَّيكَ يا رَسولَ اللهِ وسَعديكَ"، أي: أُجِيبكَ يا رَسولَ اللهِ إجابةً لكَ بعدَ إجابةٍ، أَوْ أَقمْتُ عَلَى طاعَتِكَ إِقامَةً بَعدَ إقَامَةٍ، وَطَلَبتُ السَّعادَةَ لإِجابَتِكَ فِي كلِّ مرَّةٍ في الأُولَى وَالآخِرَةِ، وهذا يعني أنَّه مُجيبٌ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم ولِما يأمُرُه ومُؤكِّدٌ له على حُسنِ طاعتِه فيما يأمرُ بهِ، "فذكرَ الحديثَ"، أي: إنَّ الرَّاوي اختَصرَ رِوايتَه للحَديثِ، وفيه: "أنَّ أبا ذَرٍّ رضيَ اللهُ عنه كانَ رَدِيفَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم على حِمارٍ"، أي: كانَ يركبُ الحِمارَ خلفَ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، "فلمَّا جاوَزا بيوتَ المدينةِ قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: "كيفَ بِكَ يا أبا ذَرٍّ"، أي: كيفَ يكونُ حالُكَ؟ وماذا سَتفعلُ؟ "إذا كانَ بالمدينةِ جُوعٌ تقومُ عن فِراشكَ ولا تبلُغُ مَسجِدَكَ حتى يُجهِدَكَ الجوعُ؟" وهذا كِنايةٌ عن شدَّةِ الجوعِ الذي لا يقدِرُ الإنسانُ معَه أن يَبلُغَ حاجتَه ولا أن يَذهبَ مِن بيتِه إلى المسجدِ، قال أبو ذَرٍّ: قلتُ: "اللهُ ورسولُه أعلَمُ"، فقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: "تَعفَّفْ"، أي: لا تَطلُبْ حرامًا ولا تَسألِ الناسَ حاجتَكَ، وفي العِفَّةِ الصَّلَاحُ وَالوَرَعُ وَالتَّصَبُّرُ عَلَى أَذَى الْجُوعِ.
ثمَّ قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: "يا أبا ذَرٍّ، كيفَ أنتَ إذا أصابَ الناسَ موتٌ"، أي: بِسَبَبِ الْقَحْطِ أَوْ وَبَاءٍ أَوْ غَيْر ذلك "يكونُ البيتُ فيهِ بالوَصيفِ؟"، أي: تكونُ قيمةُ حَفرِ القَبرِ بثَمنِ العبدِ؛ وذلكَ لِكَثرةِ دَفنِ الموْتى فلا يُوجَدُ مكانٌ للدَّفنِ، والمرادُ بالبيتِ القَبرُ، وقيلَ: إنَّ البُيوتَ سَتخلو مِن أهلِها ويكونُ قيمتُها بقيمةِ العبدِ، قد وردَ في رِوايةٍ أُخرى مُوضِّحة "كيفَ بكَ يا أبا ذَرٍّ، إذا كانَ بالمدينةِ مَوتٌ يبلُغُ البيتُ العبدَ حتى إنَّه يُباعُ القَبرُ بالعبدِ"، وقيلَ غيرُ ذلكَ.
فقالَ أبو ذرٍّ: "اللهُ ورُسولُه أعلمُ"، أو قال "ما خارَ اللهُ لي ورَسولُه"، أي: عِلمُ ما أفعلُه في ذلكَ الوقتِ عندَ اللهِ ورَسولِه صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم، أو ما يُبيِّنُ لي رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم فِعلَه ويختارُه لي، قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: "علَيكَ بالصَّبرِ- أو قالَ: تصبَّرْ".
قال أبو ذَرٍّ: ثم قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم لي: "يا أبا ذَرٍّ" قلتُ: "لبَّيكَ وسَعدَيكَ" قالَ: "كيفَ أنتَ إذا رأيتَ أحجارَ الزَّيتِ" وهوَ مَكانٌ حولَ المدينةِ أو مِنطقةُ الحَرَّةِ التي خارجَ المدينةِ، "قد غَرِقتْ بالدَّمِ"؟ وهو كِنايةٌ عن كَثرةِ القَتلِ فيها والفِتنةِ التي ستحدُثُ، قلتُ: "ما خارَ اللهُ لي ورَسولُه" قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: "عليكَ بمنْ أنتَ مِنه"، أي: الزَمْ أهلكَ وبيتَكَ ولا تَشغَلْ نفسَك بما سَيحدُثُ من فتَنٍ، وقيلَ المرادُ بقولِه: "بمنْ أنتَ مِنه" الإمامُ، أي: الزَمْ إمامكَ ومَن بايَعتَه.
قال أبو ذَرٍّ: قلتُ: "يا رَسولَ اللهِ، أفلا آخُذُ سَيفي وأضَعُه على عاتِقي؟"، أي: يكونُ في حالةِ استِعدادٍ لِمَن يُقاتِلُه، والعاتِقُ: ما بينَ المنكِبِ والعُنقِ، قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: "شارَكْتَ القومَ إذَنْ"، أي: شارَكْتَهم في الفِتنةِ وتتحمَّلُ من الآثامِ مَعهم، إذا حملتَ السِّلاحَ، قلتُ: "فما تأمُرُني؟" قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: "تَلزَمُ بيتَكَ"، أي: مؤكِّدًا عليهِ لُزومَه بيتَه دُونَ أدْنى مشاركةٍ منه في الفِتنِ، قلتُ: "فإن دخلَ عليَّ بَيتي"؟ أي: دخلَ عليهِ مَن يُريدُ قتلَه، قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: "فإنْ خَشِيتَ أن يُبهِرَك شُعاعَ السَّيفِ" شُعاعُ السَّيفِ: بريقُه ولُمعانُه، أي: إن خِفتَ أن يغلِبَك بَريقُ السَّيفِ فتَحمِلُه وتُعملُ السَّلاحَ فيهمْ، أو إنْ جعلَكَ خوفُك من السيفِ أنْ تدفعَ مَن دخلَ عليكَ بيتَكَ، "فألقِ ثَوبكَ على وَجهِكَ"، أي: فاجْعلْ ثوبكَ على وَجهِك حتى لا تَرَى شيئًا، واستَسلِم للقاتلِ "يَبوءُ بإثِمكَ وإثْمِه"، أي: فتكونُ مَقتولًا وليسَ قاتلًا فتدخلُ الجنةَ ويدخلُ القاتلُ النارَ، وهذا ليسَ من بابِ الجُبنِ أو عدمِ الدِّفاعِ عن النفسِ، ولكنَّه مِن بابَ تركِ المشارَكةِ في إراقةِ الدِّماءِ وخاصَّة إذا كانتِ الفِتنةُ بينَ المسلمينَ وكان القاتلُ مُسلِمًا، أمَّا إذا كانَ كافرًا فينغي دفْعُ الصائلِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدصمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان فلم يقم بنا من
مسند الإمام أحمدعن الأحنف بن قيس قال دخلت بيت المقدس فوجدت فيه رجلا يكثر السجود
مسند الإمام أحمدقال يزيد ابن معاوية أنه لقي أبا ذر وهو يقود جملا له وفي
مسند الإمام أحمدكنت مع النبي صلى الله عليه وسلم على حمار وعليه برذعة أو قطيفة
مسند الإمام أحمدلا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ولا بعد الفجر حتى تطلع الشمس
مسند الإمام أحمدقلت يا رسول الله الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل كعملهم قال
مسند الإمام أحمدليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر ومن ادعى ما
مسند الإمام أحمدأنه سأله عن أول مسجد وضع للناس قال مسجد الحرام ثم بيت المقدس
مسند الإمام أحمديا أبا ذر كيف أنت إذا بقيت في قوم يؤخرون الصلاة عن وقتها
مسند الإمام أحمدثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب
مسند الإمام أحمدعلى كل نفس في كل يوم طلعت فيه الشمس صدقة منه على نفسه
مسند الإمام أحمديقول الله عز وجل من عمل حسنة فله عشر أمثالها أو أزيد ومن


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, July 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب