حديث فرقتين فرقة تصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم وفرقة تصلي خلفهم

أحاديث نبوية | تفسير الطبري | حديث أبو عياش الزرقي

«كُنَّا مع رسولِ اللهِ بِعُسْفَانَ، فصَلَّى بِنَا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صلاةَ الظُّهرِ، وعلى المُشرِكينَ خالدُ بنُ الوليدِ، فقال المُشرِكونَ: لقد أصَبْنا منهم غِرَّةً، ولقد أصَبْنا منهم غَفلةً. فأنزَلَ اللهُ صلاةَ الخوفِ بين الظُّهرِ والعصرِ، فصَلَّى بِنَا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صلاةَ العصرِ، ففرَّقَنا يعني: فِرقتينِ: فِرقةً تُصَلِّي مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وفِرقةً تُصَلِّي خلْفَهم يحرُسونَهم، ثمَّ كبَّرَ، فكَبَّروا جميعًا وركَعوا جميعًا، ثمَّ سجَدَ الَّذين يَلُونَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ قام، فتقدَّمَ الآخَرونَ فسَجدوا، ثمَّ قام فركَعَ بهم جميعًا، ثمَّ سجَدَ بالَّذين يَلُونَه، حتَّى تأخَّرَ هؤلاءِ فقاموا في مَصافِّ أصحابِهم، ثمَّ تقدَّمَ الآخَرونَ فسَجدوا، ثمَّ سلَّمَ عليهم. فكانت لكُلِّهم ركعتينِ مع إمامِهم. وصَلَّى مرَّةً أُخرى في أرضِ بني سُلَيْمٍ.»

تفسير الطبري
أبو عياش الزرقي
ابن جرير الطبري
صحيح

تفسير الطبري - رقم الحديث أو الصفحة: 4/1/332 -

شرح حديث كنا مع رسول الله بعسفان فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كنا معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعُسفانَ فاستَقْبَلَنا المشركونَ عليهم خالدُ بنُ الوليدِ وهم بيننا وبين القِبلَةِ فصلَّى بنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الظهرَ فقالوا قد كانوا على حالٍ لو أصَبْنا غِرَّتَهم ثم قالوا تأتي عليهمُ الآنَ صلاةٌ هي أحَبُّ إليهم من أبنائِهم وأنفسِهم قال فنزَل جِبرَئيلُ بهذه الآيةِ بين الظهرِ والعصرِ { وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ } قال فحضَرَتِ الصلاةُ فأمَرهمُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخَذوا السلاحَ فصَفَّنا خلفَه صفَّينِ قال ثم ركَع وركَعْنا جميعًا قال ثم رفَع رأسَه فرفَعْنا جميعًا قال ثم سجَد النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالصفِّ الذي يَليه قال والآخَرونَ قيامٌ يَحرُسونهم فلما سجَدوا وقاموا جلَس الآخَرونَ فسجَدوا في مكانِهم قال ثم تقدَّم هؤلاءِ إلى مَصافِّ هؤلاءِ وجاء هؤلاءِ إلى مَصافِّ هؤلاءِ قال ثم ركَع فركَعوا جميعًا ثم رفَع فرفَعوا جميعًا ثم سجَد النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والصفُّ الذي يَليه والآخَرونَ قيامٌ يَحرُسونهم فلما جلَس الآخَرونَ سجَدوا ثم سلَّم عليهم قال فصلَّاها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مرتَينِ مرةً بعُسفانَ ومرةً في أرضِ بني سُلَيمٍ
الراوي : ابن عياش الزرقي | المحدث : الدارقطني
| المصدر : سنن الدارقطني
الصفحة أو الرقم: 2/200 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه بنحوه مختصرا أبو داود ( 1236 )، والنسائي ( 1549، 1550 ) بنحوه، وأحمد ( 16580 ) باختلاف يسير، والدارقطني ( 2/59 ) واللفظ له



لِلصَّلاةِ مَنزِلةٌ عَظيمةٌ في الإسلامِ، ولا تُترَكُ حتى في أوقاتِ الشِّدَّةِ والخَوفِ، حتى والمُسلِمونَ يُقاتِلونَ العَدُوَّ؛ لِمَا لها مِن مَكانةٍ عاليةٍ، إلَّا أنَّ الفَرقَ بيْن الصَّلاةِ في الحَضَرِ أوِ الأمْنِ، وبيْن الصَّلاةِ في السَّفَرِ أوِ الخَوفِ؛ أنَّ الصَّلاةَ الرُّباعيَّةَ تُقصَرُ إلى رَكعَتَينِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو عَيَّاشٍ الزُّرَقيُّ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّهم كانوا مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعُسْفانَ، وهي قَريةٌ على مَسافةِ ثَمانينَ مِيلًا ( 128 كم تَقريبًا ) مِن مَكَّةَ شَمالًا على طَريقِ المَدينةِ، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُحاصِرًا المُشرِكينَ في ذلك المَوضِعِ، وكان على رَأْسِهم آنَذاكَ خالِدُ بنُ الوَليدِ قَبلَ أنْ يُسلِمَ، وكان المُشرِكونَ أمامَ المُسلِمينَ في اتِّجاهِ القِبلةِ، فلَمَّا حَضَرَ وَقتُ الظُّهرِ صَلَّى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بهم جَميعًا، والعَدُوُّ أمامَهم، فقال المُشرِكونَ: "قد كانوا على حالٍ لو أصَبْنا غِرَّتَهم"، بمَعنى: أنَّ جَيشَ المُسلِمينَ كان في وَضعِ الصَّلاةِ، وهي حالٌ يَطمَعُ عليها فيهمُ العَدُوُّ أنْ يُغيرَ عليهم، فجَعَلَ الكُفَّارُ هَدَفَهم أنْ يُغيروا ويَهجُموا على جَيشِ المُسلِمينَ وهُم على الصَّلاةِ، مُنتَظرينَ الصَّلاةَ التَّاليةَ، وهي صَلاةُ العَصرِ، فقالوا عنها: "تَأتي عليهمُ الآنَ صَلاةٌ هي أحَبُّ إليهم مِن أبنائِهم وأنْفُسِهم"، أيْ: مِن حِرصِهم ومُحافَظَتِهم عليها في أوَّلِ وَقتِها.فنَزَلَ أمينُ الوَحْيِ جِبريلُ عليه السَّلامُ بهذِه الآيةِ قَبلَ أنْ يَدخُلَ وَقتُ العَصرِ: { وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً } [ النساء: 102 ]، فبَيَّنَ الوَحْيُ الإلهيُّ لِلمُسلِمينَ مَكرَ المُشرِكينَ وما يَنْوونَه معهم عِندَ الصَّلاةِ، فأخبَرَ أبو عَيَّاشٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّه لَمَّا حَضَرتْ صَلاةُ العَصرِ أمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أصحابَه رَضِيَ اللهُ عنهم أنْ يَأخُذوا أسلِحَتَهم، ويَكونوا على استِعدادِهم، فكانَ الجَيشُ خَلفَه في صَفَّيْنِ، وكان جَيشُ الكُفَّارِ أمامَهم وعلى أنظارِهم، فأقامَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في صَلاتِه، ثم رَكَعوا جَميعًا، ثم رَفَعوا رُؤوسَهم مِنَ الرُّكوعِ، ثم سَجَدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالصَّفِّ الذي يَليهِ، والصَّفُّ الآخَرُ قِيامٌ يَحرُسونَهم، فلَمَّا قامَ الصَّفُّ الأوَّلُ مِن سُجودِهم، جَلَسَ الصَّفُّ الآخَرُ فسَجَدوا في مَكانِهم، ثم تَبادَلوا الصُّفوفَ في الرَّكعةِ الثانيةِ، فمَن كان في الصَّفِّ الأوَّلِ تَحَوَّلَ إلى الصَّفِّ الخَلفيِّ، ومَن كان في الصَّفِّ الخَلفيِّ تَقدَّمَ وأصبَحَ في الصَّفِّ الأوَّلِ، والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مُقامِه، ففَعَلوا مِثلَ الذي فَعَلوه في الرَّكعةِ الأُولى، فلَمَّا انتَهى جَميعُ الجَيشِ مِن سُجودِهم، سَلَّمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بهم جَميعًا، فأخبَرَ أبو عَيَّاشٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى بهم بتلك الكَيفيَّةِ مَرَّتَيْنِ؛ مَرَّةً بعُسْفانَ، كما مَرَّ في أوَّلِ الحَديثِ، ومَرَّةً في أرضِ بَني سُلَيْمٍ، والمُرادُ: غَزوةٌ كانت بأرضِهم، وسُلَيْمٌ قَبيلةٌ مِن قَيسِ عَيلانَ، وهو سُلَيْمُ بنُ مَنصورِ بنِ عِكرِمةَ بنِ خَصَفةَ بنِ قَيسِ عَيلانَ، وسُلَيْمٌ أيضًا قَبيلةٌ في جُذامٍ مِنَ اليَمَنِ، وفي رِوايةِ أحمَدَ: أنَّ النَّبيَّ صَلَّاها "بذي قَرَدٍ؛ أرضٌ مِن أرضِ بَني سُلَيْمٍ"، وهي أرضٌ على بُعدِ لَيلةٍ أو لَيلَتَيْنِ مِنَ المَدينةِ، بيْنها وبيْن خَيْبَرَ، وتَبعُدُ عنِ المَدينةِ ثَلاثينَ كيلو مترًا تَقريبًا.
ولِصَلاةِ الخَوفِ صُوَرٌ مُتَعدِّدةٌ، وَرَدتْ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وتلك الكَيفيَّةُ التي ذُكِرتْ في هذا الحَديثِ هي إحدى الصُّوَرِ التي يُؤخَذُ بها إذا كان العَدُوُّ في جِهةِ الأمامِ، وعلى أنظارِ جَيشِ المُسلِمينَ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صفة الصلاةكان يحلق بهما حلقة أي الإبهام والسبابة في التشهد
مجموع فتاوى ابن بازحديث قبض أصابع الكف اليمنى مع الإشارة بالسبابة حال التشهد
تخريج شرح السنةأن عبد الله بن عمر وضع يده على فخذه وأشار بإصبعه التي تلي
أصل صفة الصلاةعن ابن عمر رضي الله عنه قال يكره أن لا يميل بكفيه
تخريج صحيح ابن حبانعن ابن عمر أنه رأى رجلا يحرك الحصى بيده وهو في الصلاة فلما
فتح الغفاركان عبد الله يحلف بالله أن الذي أمر بها رسول الله صلى الله
الطرق الحكميةأمره صلى الله عليه وسلم بكسر دنان الخمر وشق ظروفها
الطرق الحكميةكان عبد الله بن مسعود يحلف بالله أن التي أمر بها رسول الله
جامع العلوم والحكمعن عائشة قالت اللغو في الأيمان ما كان المراء والهزل والمزاحة والحديث
الأمافتدى كل من لم يطب عنه نفسا من قسم له من سبي هوازن
صحيح البخاري كان في الجاهلية بيت يقال له ذو الخلصة وكان يقال له الكعبة
فتح الباري لابن حجرعن عمر قال قلت يا معشر الأنصار إن أولى الناس بنبي الله ثاني


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, December 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب