حديث الصلاة والصوم والزكاة ولا يتولى الله عبدا في الدنيا

أحاديث نبوية | صحيح الترغيب | حديث عائشة أم المؤمنين

«ثلاثٌ أحلفُ عليهِنَّ : لا يجعلُ اللهُ من لهُ سَهمٌ في الإسلامِ كمَن لا سهمَ لهُ ، وأسهمُ الإسلامِ ثلاثةٌ : الصَّلاةُ ، والصَّومُ ، والزَّكاةُ ، ولا يَتولَّى اللهُ عبدًا في الدُّنيا فَيُولِّيهِ غيرَه يومَ القيامةِ»

صحيح الترغيب
عائشة أم المؤمنين
الألباني
صحيح لغيره

صحيح الترغيب - رقم الحديث أو الصفحة: 740 - أخرجه أحمد (25164) مطولاً واللفظ له، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (6350) مختصراً

شرح حديث ثلاث أحلف عليهن لا يجعل الله من له سهم في الإسلام


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

ثَلاثٌ أحلِفُ عليهِنَّ: لا يَجعَلُ اللهُ عزَّ وجلَّ مَن له سَهمٌ في الإسلامِ كَمَن لا سَهمَ له، وأسهُمُ الإسلامِ ثَلاثةٌ: الصَّلاةُ، والصَّومُ، والزَّكاةُ، ولا يَتوَلَّى اللهُ عزَّ وجلَّ عَبدًا في الدُّنيا، فيُوَلِّيهِ غَيرَهُ يَومَ القيامةِ، ولا يُحِبُّ رَجُلٌ قَومًا إلَّا جعَلَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ معهم، والرَّابِعةُ لو حلَفتُ عليها رَجَوتُ ألَّا آثَمَ: لا يَستُرُ اللهُ عزَّ وجلَّ عَبدًا في الدُّنيا، إلَّا ستَرَهُ يَومَ القيامةِ.
فقال عُمَرُ بنُ عَبدِ العَزيزِ: إذا سمِعتُم مِثلَ هذا الحَديثِ مِن مِثلِ عُروةَ يَرويهِ عن عائِشةَ، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فاحفَظوهُ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم: 25121 | خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره

التخريج : أخرجه أحمد ( 25121 ) واللفظ له، وأبو يعلى ( 4566 )، والطحاوي في ( (شرح مشكل الآثار )) ( 2185 )



كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُرشِدُ أصحابَه إلى ما فيه الخَيرُ والمَنفَعةُ في الدُّنيا والآخِرةِ، ومن ذلك ما جاء في هذا الحَديثِ، حيثُ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "ثَلاثٌ أحلِفُ عليهِنَّ" وذلك بَيانٌ لِأهمِّيَّتِهِنَّ والحِرصِ عليهِنَّ، وإخبارُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالحَلِفِ لِلتَّأكيدِ على حَقيقَتِهِنَّ ووقوعِهِنَّ؛ لِإعلامِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ له بهِنَّ، "لا يَجعَلُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ مَن له سَهمٌ في الإسلامِ كمَن لا سَهمَ له" والسَّهمُ: النَّصيبُ والحَظُّ، والمُرادُ مَن له شَيءٌ مِن أفعالِه المَعنيَّةِ مِن أسهُمِه الآتيةِ في قَولِه: "وأسهُمُ الإسلامِ ثَلاثةٌ: الصَّلاةُ" والمُرادُ: الفَرَائِضُ الخَمسُ، ويَشمَلُها ما كان منها تَطوُّعًا؛ كالسُّنَنِ الرَّواتِبِ، وقيامِ اللَّيلِ، "والصَّومُ" وهو المَفروضُ منه؛ كرَمَضانَ، والكَفَّاراتِ، والنُّذورِ، وما كان تَطوُّعًا، "والزَّكاةُ" ما كان منها زكاةً مَفروضةً مِن زَكاةِ مالٍ أو فِطرٍ، ثم يَدخُلُ فيها ما كان تَطوُّعًا، والمَعنى: أنَّ اللهَ تَعالى لا يُسَوِّي بَينَ مَن أتى بالثَّلاثةِ أو بأحَدِها، وبَينَ مَن لم يأتِ بشَيءٍ منها.
وجَعَلَ أسهُمَ الإسلامِ ثَلاثةً، شَمِلتْ ثَلاثةً مِن أركانِ الدِّينِ، ولم يَذكُرِ الحَجَّ والشَّهادةَ؛ أمَّا الشَّهادةُ فلعلَّ ذلك لِتَضمُّنِ ( الصَّلاةِ ) لها، وأمَّا الحَجُّ؛ فلعلَّ ذلك لأنَّ الحجَّ لا يَجِبُ إلى على المستطيعِ فقطْ، أو لِنُدرةِ الإتيانِ به، فإنَّه يُؤَدَّى مَرَّةً في العُمُرِ، بخِلافِ هذه الثَّلاثةِ؛ فهي أُمَّهاتُ أسهُمِ الإسلامِ.
والخَصلةُ الثانيةُ: "ولا يَتوَلَّى اللهُ عَزَّ وجَلَّ عَبدًا في الدُّنيا" فيَحفَظُه ويَرعاه ويُوَفِّقُه إلى فِعلِ الخَيراتِ وتَركِ المُنكَراتِ "فيُولِّيه غَيرَه يَومَ القِيامةِ"، أي: فلا يَكِلُ أمْرَه إلى غَيرِه مِنَ الخَلقِ، بل يَتوَلَّاه اللهُ في الآخِرةِ بالمُكافأةِ، ولا يَكِلُه إلى شَفاعةِ شافِعٍ ولا غَيرِه، فكما تَوَلَّاه في الدُّنيا، التي هي مَزرَعةُ الآخِرةِ، يَتوَلَّاه يَومَ القيامةِ، ولا يَكِلُه إلى غَيرِه.
والخَصلةُ الثالِثةُ: "ولا يُحِبُّ رَجُلٌ قَومًا" في الدُّنيا "إلَّا جَعَلَه اللهُ عَزَّ وجَلَّ معهم" فحَشَرَه اللهُ معهم في الآخِرةِ، سواءٌ كانوا أخيارًا أم أشرارًا، وذلك أنَّه لا يُحِبُّ أحَدٌ أحَدًا إلَّا لِمَحبَّةِ ما اتَّصَفَ به مِن خَيرٍ أو شَرٍّ؛ فتَجلِبُه مَحَبَّتُه إلى الاتِّصالِ بهم.
والخَصلةُ الرابِعةُ: "لو حَلَفتُ عليها" كما حَلَفتُ على تلك الثَّلاثةِ، قيل: في هذه الصِّيغةِ دَلالةٌ على تَقديرِ القَسَمِ، وأنَّ المَذكوراتِ جَوابٌ له، حيثُ لم يَقُلْ: لو أحلِفُ عليها، "رَجَوتُ" وأمَّلتُ مِنَ اللهِ "ألَّا آثَمَ" فلا يَلحَقَني إثْمٌ بسَبَبِ حَلِفي عليها، وذلك لِأنَّ الحَلِفَ على الأمْرِ المَظنونِ يُخافُ منه الإثْمُ، وهذا الأمْرُ بَيَّنَه بقَولِه: "لا يَستُرُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ عَبدًا في الدُّنيا" بمَعنى أنَّه سُبحانَه يَطَّلِعُ عليه بمَعصيةٍ فيَستُرُه عن عِبادِه ولا يَكشِفُه لهم "إلَّا سَتَرَه يَومَ القِيامةِ" بمَغفِرةِ ذُنوبِه، وعَدَمِ عُقوبَتِه على ذَنبِه، ووَجْهُ رَجائِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه تَعالى ما سَتَرَ عَبدَه في الدُّنيا إلَّا كَرَمًا له ورِفقًا به ورَحمةً له، وهو تَعالى في الآخِرةِ مُتَّصِفٌ بهذه الصِّفاتِ مِنَ الرَّحمةِ والمَغفِرةِ على أتَمِّ وُجوهِها.
فقالَ عُمَرُ بنُ عَبدِ العَزيزِ: إذا سَمِعتُم مِثلَ هذا الحَديثِ مِن مِثلِ عُروةَ يَرويه عن عائِشةَ، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فاحفَظوه"؛ وهذا لِأنَّه حَديثٌ مَوثوقٌ بسَنَدِه ومَعناه.
وفي الحَديثِ: أهمِّيَّةُ فَرائِضِ الإسلامِ، وعظيمُ مَنزلةِ الصَّلاةِ والزكاةِ والصِّيامِ.
وفيه: حَثٌّ وتَرغيبٌ على حُبِّ الأخيارِ، ومُصاحَبَتِهم، والعَمَلِ بعَمَلِهم.
وفيه: التَّحذيرُ مِن كَشفِ سَترِ اللهِ على عَبدِه حتى لا يَستَمِرَّ في المَعصيةِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح الترغيبثلاث هن حق لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن
فتح الباري لابن حجرتسبحان دبر كل صلاة عشرا وتحمدان عشرا وتكبران عشرا
فتح الباري لابن حجرعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال أخبرني من شهد معاذا حين حضرته
تخريج صحيح ابن حبانعن جابر أن معاذ لما حضرته الوفاة قال اكشفوا عني سجف القبة سمعت
السلسلة الصحيحةأن معاذا لما حضرته الوفاة قال اكشفوا عني سجف القبة سمعت رسول الله
الفوائد العلمية من الدروس البازيةخير الصدقة صدقة المقل
تخريج شرح السنةخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيش فلما كان في بعض
تخريج سنن أبي داوديا بني إنك لن تجد طعم حقيقة الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك
مجموع فتاوى ابن بازعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه قال لابنه إنك لن
تاريخ الطبريسألت الوليد بن عبادة بن الصامت كيف كانت وصية أبيك حين حضره
شفاء العليلعن أبي بن كعب قال إن الله لو عذب أهل سماواته وأهل أرضه
مسند الإمام أحمدمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل وهو يقرأ قل هو الله


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, December 23, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب