حديث لأبكين بكاء يتحدث عنه وكنت قد هيأت البكاء عليه إذ أقبلت امرأة

أحاديث نبوية | صحيح ابن حبان | حديث أم سلمة

«لمَّا مات أبو سلَمةَ قالت: غريبٌ في أرضِ غُربةٍ: لأبكيَنَّ بكاءً يتحدَّثُ عنه وكُنْتُ قد هيَّأْتُ البكاءَ عليه إذ أقبَلَتِ امرأةٌ مِن المُسعداتِ تُريدُ أنْ تُسعِدَني فاستقبَلها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ( تُريدينَ أنْ تُدخِلي الشَّيطانَ بيتًا أخرَجه اللهُ منه ؟ قالت: فكفَفْتُ عن البكاءِ لم أبكِ )»

صحيح ابن حبان
أم سلمة
ابن حبان
أخرجه في صحيحه

صحيح ابن حبان - رقم الحديث أو الصفحة: 3144 -

شرح حديث لما مات أبو سلمة قالت غريب في أرض غربة لأبكين بكاء يتحدث


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

لَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ، قُلتُ: غَرِيبٌ، وفي أَرْضِ غُرْبَةٍ، لأَبْكِيَنَّهُ بُكَاءً يُتَحَدَّثُ عنْه، فَكُنْتُ قدْ تَهَيَّأْتُ لِلْبُكَاءِ عليه، إذْ أَقَبَلَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الصَّعِيدِ تُرِيدُ أَنْ تُسْعِدَنِي، فَاسْتَقْبَلَهَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَقالَ: أَتُرِيدِينَ أَنْ تُدْخِلِي الشَّيْطَانَ بَيْتًا أَخْرَجَهُ اللَّهُ منه؟! مَرَّتَيْنِ، فَكَفَفْتُ عَنِ البُكَاءِ فَلَمْ أَبْكِ.
الراوي : أم سلمة أم المؤمنين | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 922 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



في هذا الحديثِ تَأديبٌ وتَعليمٌ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لأُمَّتِه، وحِرصٌ مِنه عَلى أنْ يَظَلَّ المُسلمُ بَعيدًا عن إغواءِ الشَّيطانِ، وخاصَّةً عندَ مُصيبةِ مَوتِ قَريبٍ أو غالٍ عَزيزٍ؛ فتَرْوي أُمُّ المؤمنينَ أُمُّ سَلَمةَ رَضِي اللهُ عنها أنَّه «لَمَّا ماتَ أَبو سَلَمةَ» وهو عبْدُ اللهِ بنُ عبدِ الأسَدِ المَخزوميُّ رَضِي اللهُ عنه، وهو زَوجُها الأَوَّلُ، وقد هاجَرَ مِن مكَّةَ إلى المدينةِ، حدَّثَت أمُّ سَلَمةَ نفْسَها فقالت: «غَريبٌ، وفي أرضِ غُربةٍ»، أي: إنَّه مِن أهلِ مكَّةَ، وماتَ بالمدينةِ غريبًا عن أقاربِهِ وعن وطَنِه، فليْس معه مَن يَبْكي عليه غيرُها، فاجتَمعتْ مُصيبةُ الغُربةِ مَع مُصيبةِ الموتِ، ومُرادُها بهذه الجُملةِ تَعليلُ بُكائِها الهائلِ الَّذي عزَمَت عليه، فلِذلكَ أقسَمَت أنْ تَبكِيَ عليهِ بُكاءً ونَوحًا شديدًا يَتحدَّثُ النَّاسُ بهِ ويَتعجَّبون منهُ لشِدَّتِه؛ وذلك منها على ما كانوا عليه في الجاهليَّةِ مِنَ النِّياحةِ والاجتماعِ لها قبْلَ أنْ يَبلُغَها تَحريمُ النِّياحةِ، ثمَّ أخبَرَت أمُّ سَلَمةَ أنَّها قدْ تهيَّأت واستَعدَّتْ للبُكاءِ بالقَصدِ والعَزيمةِ وتَهيئةِ أَسبابِ الحُزنِ، وَفي تلك الأَثناءِ أقبَلَتِ امرأةٌ تُريدُ أنْ تُسعِدَها، مِنَ الإِسعادِ وهوَ الإِعانةُ، أي: تُساعدُني في البُكاءِ والنَّوحِ، وكانت هذه المرأةُ الَّتي تُريدُ مُساعَدةَ أمِّ سَلَمةَ مِنَ الصَّعيدِ، وهو منْطقةُ عَوالي المدينةِ، وأصلُ الصَّعيدِ: ما كان على وجْهِ الأرضِ مِنَ التُّرابِ، والعَوالي اليومَ هي المنطقةُ الواقعةُ في الجهةِ الشَّرقيَّةِ والجنوبيَّةِ الشَّرقيَّةِ مِنَ المدينةِ في خطٍّ يَمتَدُّ شرْقًا مِنَ البقيعِ إلى حَرَّةِ واقمٍ، وجَنوبًا بمُحاذاةِ مَسجدِ قُباءٍ.
فاستقْبَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم تلكَ المرأةَ ليَعِظَها ويَنْهاها عن فِعلِها، فقال لها بعدَ عِلمِه بِما هيَ قاصدةٌ له: أتُريدينَ أَيَّتُها المرأةُ بإعانتِكِ عَلى المعصيةِ أنْ تَكوني سَببًا لدُخولِ الشَّيطانِ بعمَلِه وتَسويلاتِه بيْتًا بعْدَ أنْ أَخرَجَه اللهُ منهُ وأَبعَدَه مِن إِغواءِ أهلِه؟! وأعاد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مَوعظتَه على المرأةِ مرَّتينِ، تأكيدًا على هذا النَّهيِ.
ويَحتمِلُ أنْ يكونَ المعنى: أخرَجَ الشَّيطانَ مِن ذلك البيتِ وأبعَدَه مِن إغواءِ أهْلِه مَرَّتَيْنِ، ويُرادُ بالمرَّتينِ: صحَّةُ إسلامِ أبي سَلَمةَ، وحُسنُ هِجرتِه.
أو يُرادُ بالمرَّةِ الأُولى يومُ دُخولِه في الإسلامِ، وبالثَّانيةِ يومُ خُروجِه مِنَ الدُّنيا مسْلِمًا، ويَحتمِلُ أنْ يُرادَ به التَّكريرُ، أي: أخرَجَه اللهُ تعالَى إخراجًا بعْدَ إخراجٍ، كقولِه تعالَى: { ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ } [ الملك: 4 ].
وقيل: يَحْتَمِلُ أنْ يُرادَ بالمرَّةِ الأُولى هِجرتُه مِن مكَّةَ إلى الحبَشةِ، وبالثَّانيةِ هِجرتُه إلى المدينةِ؛ فإنَّه مِن أصحابِ الهِجرتينِ.
وهذا مِن حُسنِ تَربيةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وتأديبِه لأصحابِه رَضِي اللهُ عنهم؛ فقدْ بيَّن للمرأةِ أنَّها إذا فعَلَت ذلك أدخَلَتِ الشَّيطانَ في بيْتٍ أخرَجَه اللهُ منه، وهذا ضرَرٌ عظيمٌ، وعمَلٌ مُنكَرٌ، ولم يَنْهَها فقطْ، بل بيَّن لها مَساويَ ذلك المنكَرِ، وما يَترتَّبُ عليه مِن المفاسدِ، والمَضارِّ، والعُقوباتِ، وهذا أدْعى للقَبولِ.
فلمَّا سَمِعت أمُّ سَلَمةَ رَضِي اللهُ عنها مَقالتَه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم للمرأةِ، كَفَّت عنِ البُكاءِ وانزَجرَتْ، فلمْ تَبْكِ البُكاءَ المَذمومَ الَّذي يَكونُ مَعه نَدْبٌ أو نِياحةٌ.
وفي الحديثِ: أنَّ البُكاءَ عَلى الميِّتِ المَصحوبَ بالنِّياحةِ مِن عَملِ الشَّيطانِ.
وفيهِ: أنَّ المُسلمَ يَتَّبِعُ أَوامرَ الشَّرعِ ونَواهيَه بعْدَ عِلمِه بِها.
وفيه: بيانُ أنَّ المساعدةَ على النِّياحةِ إعانةٌ على المَعصيةِ.
وفيه: بيانُ فضْلِ بيْتِ أبي سَلَمةَ، وأمِّ سَلَمةَ، حيث أخرَجَ اللهُ تعالَى عنه الشَّيطانَ، فلمْ يَستطِعْ أنْ يَتسلَّطَ على أهلهِ بالإغواءِ والإضلالِ.
وفيه: بيانُ أنَّ النَّهيَ عنِ المنكَرِ يكونُ بالحِكمةِ؛ وذلك ببَيانِ الضَّررِ المترتِّبِ عليه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلملما مات أبو سلمة قلت غريب وفي أرض غربة لأبكينه بكاء يتحدث عنه
صحيح مسلمكنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من
صحيح مسلمأنه مات ابن له بقديد أو بعسفان فقال يا كريب انظر ما اجتمع
صحيح ابن حبانعن ابن عباس أنه مات ابن له بقديد أو بعسفان فقال يا كريب
صحيح الجامعما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا
صحيح الجامعما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله
صحيح ابن حبانكان زيد بن أرقم يكبر على جنائزنا أربعا ثم يكبر خمسا فسألناه عن
صحيح ابن ماجهكان زيد بن أرقم يكبر على جنائزنا أربعا وأنه كبر على جنازة خمسا
صحيح مسلمكان زيد يكبر على جنائزنا أربعا وإنه كبر على جنازة خمسا فسألته فقال
صحيح مسلمعن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ أنه قال رآني نافع بن
صحيح ابن حبانقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجنائز حتى توضع ثم قعد
صحيح مسلمأنه سمع علي بن أبي طالب يقول في شأن الجنائز إن رسول الله


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب