كنت غلاما حزورا فصدت أرنبا فشويتها فبعث معي أبو طلحة بعجزها

كان الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم يُحِبُّون أن يُهْدُوا إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الطَّعامَ، ومِن ذلك ما يُخبِر به أَنَسُ بنُ مالِكٍ رضِيَ اللهُ عنه في هذا الحديثِ، حيث يقولُ: "كنتُ غُلامًا حَزَوَّرًا"، أي: مُراهِقًا، "فَصِدتُ أَرْنَبًا، فشَوَيْتُها، فبَعَث معي أبو طَلْحَةَ" وهو ابنُ عبدِ الله، وكان زوجَ أُمِّ أَنَسٍ رضِيَ اللهُ عنهم "بِعَجُزِها إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، أي: بالجُزءِ الأخيرِ مِن الأَرْنَبِ، والمرادُ: أنَّه أَرسَلَ بِوَرِكَيْها، "فأتيتُه بها"، أي: فذَهَب أَنَسٌ بها إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ "فقَبِلَها"، أي: قَبِل لحمَ الأرنبِ، ولم يَقُلْ فيها شيئًا، وأقرَّ أنَّه حلالُ الأكلِ.
وفي الحديث: بيانُ ما كان عليه الصحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم مِن حِرصٍ على إهداءِ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم.