أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بميضأة فقال اسكبي فسكبت فغسل وجهه وذراعيه

في هذا الحديثِ تَقولُ الرُّبيِّعُ بنتُ مُعوِّذٍ الأنصاريَّةُ رَضِي اللهُ عَنها: "أتَيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بمِيضَأَةٍ"، أي: بإناءٍ فيه ماءٌ للوُضوءِ، "فقال: اسْكُبي"، أي: أفْرِغي وصُبِّي الماءَ "فسَكَبتُ فغَسَلَ وجْهَه وذِراعَيْه وأخَذ ماءً جديدًا، فمَسَح به رأسَه مُقدَّمَه ومُؤخَّرَه، وغَسَل قدَمَيْه ثَلاثًا ثلاثًا"، أي: غسَل كلَّ عُضوٍ مِن أعضاءِ الوُضوءِ ثلاثَ مرَّاتٍ، وعندَ مَسْحِ الرَّأسِ غرَفَ لها ماءً جديدًا ولم يَكْتَفِ بالمسحِ بما تَبقَّى على يدَيْه مِن أثَرِ الماءِ الَّذي أخَذه للأعضاءِ السَّابقةِ لِمَسحِ الرَّأسِ.
وفي روايةِ أبي داودَ: "ومَسَح برأسِه مرَّتَين بمُؤخَّرِ رأسِه، ثم بمقدَّمِه وبأُذنَيه كِلَتَيهِما ظُهورِهما وبُطونِهما"، والرِّوايِتَانِ يدلَّانِ عَلَى أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ربما كانَ يمسَحُ رأسَه كلَّه عِندَ الوضوءِ مرَّةً واحدةً، ويمسحُ بماءٍ جَديدٍ.
وفي الحديث: بيانُ هدْيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في إسباغِ الوُضُوءِ.
وفيه: بيانُ حِرصِ الصحابةِ رضِيَ اللهُ عنهم على نَقْلِ هدْيِه وسنَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.